📖 {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2-3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج غرفة لويس، كان برادلي وسيف ولامبرت وعدة حراس شخصيين ينتظرون بقلق. ورغم أنهم رأوا لويس يستيقظ، إلا أن مثل هذا الموقف المفاجئ، حتى لو "استيقظ"، لم يستطع تبديد مخاوفهم تمامًا
تبادلوا النظرات لكنهم كانوا عقلاء بما يكفي لئلا يقتحموا الغرفة، فاختاروا الانتظار بجانب الباب
لحسن الحظ، لم يطل الانتظار. بعد حوالي نصف ساعة، فُتح الباب بصوت "نقرة"
خرج لويس ببطء. ورغم أن جسده بدا عليه أثر التعب ووجهه كان شاحبًا قليلًا، إلا أن كل شيء آخر كان طبيعيًا
تدافع الجميع نحوه
"سيدي لويس، كيف تشعر؟"
"ما الذي حدث بالضبط؟"
"هل هناك مكان تشعر فيه بعدم الارتياح؟"
لوّح بيده، ونبرته هادئة كما كانت دائمًا: "ليس أمرًا خطيرًا. على الأرجح... سرحت قليلًا وسقطت، ثم أغمي عليّ"
ساد صمت مفاجئ بين الجميع
ارتعش فم لامبرت، أراد أن يقول شيئًا لكنه ابتلع كلماته
أما سيف فأظهرت على وجهها تعبيرًا يقول: "هل تظن أنني سأصدق هذا؟"
وأخيرًا، تنهد برادلي: "على أي حال، من الجيد أن يكون سيدي لويس بخير"
قال لويس بعدها: "برادلي، حضر وليمة الليلة. استعمل لحم الأفعى العملاقة ذات عروق الجليد. وليأتِ جميع الفرسان، فليأكلوا ما شاءوا"
تفاجأ برادلي: "سيدي لويس، لقد استيقظت لتوك، جسدك—"
قاطع لويس كلامه ببرود: "أنا بخير. ثم إنني وعدتهم سابقًا بوليمة من لحم الأفعى العملاقة"
توقف قليلًا، وخفض صوته: "وفوق ذلك، لا بد أن خبر إغمائي المفاجئ قد انتشر. فبدلًا من تركهم يبالغون في التفكير، الأفضل أن أظهر أمام الجميع"
صمت برادلي لحظة، ثم أومأ أخيرًا: "مفهوم. سأذهب لترتيب الأمر حالًا"
استدار لويس وأضاف ببرود: "آه، واقطعوا لي كل صباح قطعة من مرارة الأفعى، واغلوها في حساء لأشربه"
"نعم، سيدي لويس"
لم يكن لويس كريمًا لدرجة أن يشارك شيئًا يمكنه تحسين السلالة الدموية مع الآخرين
لقد أراد أن يرى مدى ما يمكن أن تحسّنه هذه المرارات في سلالته الدموية
وبما أن لويس بدا طبيعيًا كعادته، تنفس الجميع الصعداء وتفرقوا عائدين إلى مواقعهم
لم تبقَ سوى سيف واقفة عند الباب، دون حراك
لاحظها لويس، واقترب منها بخطوات بطيئة، وابتسامة مازحة على شفتيه
"ماذا، هل يعقل أنك كنت قلقة عليّ كثيرًا؟"
بدا وكأن أفكارها انكشفت فجأة، فاحمر وجهها على نحو واضح
ترددت، ثم أومأت بلطف: "هممم—"
وفي اللحظة التالية، استدارت وهربت: "أ.. أنا ذاهبة للعمل!"
تركته للحظة في دهشة، ثم ضحك
"؟ لم ترد عليّ هذه المرة" هز رأسه وهو ينظر إلى ظهر سيف الهارب: "لطيفة فعلًا"
كيف لم يلاحظ؟
تلك الحركات الصغيرة المترددة من سيف، وردود أفعالها التي بدت فيها عنيدة ظاهريًا لكنها لينة داخليًا تجاهه، والنظرات العرضية التي كانت تلقيها عليه—
لم يكن ذلك مجرد احترام تابعة لحاكمها بعد الآن
"حسنا، الجميلة البيضاء العنيدة تناسب ذوقي فعلًا" تمطى لويس، وارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه
مع حلول الليل، عصفت الرياح الباردة بالنوافذ، لكن قاعة الوليمة كانت مضاءة كأنها النهار. تمايلت الشموع على الثريات، تطرد شيئًا من الكآبة
جلس الفرسان واحدًا تلو الآخر. وُضع لحم الأفعى العملاقة ذات عروق الجليد مقطعًا إلى قطع سميكة، مطهوًا ومشويًا بأصناف شتى على يد الطهاة، وقدّم على الموائد
انتشرت في الأجواء رائحة دسمة ساخنة، لكن مزاج الحاضرين لم يرتفع معها
فقد كان من المفترض أن تكون هذه وليمة احتفالية مبهجة، لكن لم يستطع أحد إظهار الحماسة لها
"ما الذي حدث مع سيدي لويس بالضبط؟"
"يقولون إنه هوجم من وحش—"
"شش، لا تقل ذلك، إنها إشاعة"
انتشرت الهمسات بين أصوات الكؤوس
أجبر الجميع أنفسهم على الابتسام ورفع الكؤوس، لكن كل نخب كان يحمل معه لمحة من القلق
أما وايل، الجالس في الزاوية، فظل مطأطئ الرأس صامتًا
"لو أنني كنت هناك ذلك اليوم" كان هذا الخاطر يتكرر في ذهنه
بعد تدريبه، سمع أن سيدي لويس أغمي عليه وحمله لامبرت والآخرون عائدين
غمر قلبه شعور باللوم لا يمكن وصفه
لو أنه كان هناك، هل كان بإمكانه أن يفعل شيئًا؟
وبينما ساد القلق قلوب الجميع، فُتح الباب الكبير فجأة بواسطة خادم
دخل شاب طويل القامة نحيل البنية ببطء إلى قاعة الوليمة
كان يرتدي حلة رسمية سوداء وحمراء منقوشة بإتقان، جعلته يبدو كأنه شفرة حادة توشك أن تُسحب من غمدها
كل خطوة كانت واثقة ومتزنة، بلا أي خلل
كان بطبيعة الحال لويس كالفين
"سيدي لويس هنا!"
"هل هو.. بخير حقًا؟"
اهتز الجمع فورًا، ثم خيّم الصمت، ووقف الجميع يراقبونه وهو يمشي نحو المقعد الرئيسي في المقدمة
وقف لويس على المنصة، وألقى نظرة على الجمع، وابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه
"وليمة الليلة جاءت متأخرة قليلًا. وبالفعل—لقد أقلقت الجميع"
توقف لحظة، ثم أضاف بجدية: "فبعد كل شيء، أنا... سقطت وأغمي عليّ"
وما إن أنهى كلماته، حتى عمّ صمت قصير—
"بفف"
"هاهاهاهاهاهاهاها!"
انفجرت القاعة بالضحك فجأة
حتى وايل، الذي كان عابسًا في الزاوية، لم يستطع منع ابتسامة على فمه
الجميع كانوا يعلمون أن الأمر لم يكن "مجرد سقطة"
هل يُعقل أن يُغمى على سيدهم لويس، الفارس النخبوي، لمجرد سقطة؟
يالها من نكتة
لكن كان هذا العذر غير المقنع بالذات، هو ما جعلهم يطمئنون
فقد تبددت الأجواء الكئيبة. وبدأ الناس يتبادلون الكؤوس، وانطلقت أخيرًا الضحكات والأصوات الحقيقية
بظهور لويس وكلماته، استرخى الجو في القاعة تمامًا
كان لحم الأفعى العملاقة يتصاعد منه البخار على الموائد الطويلة، يلمع بالدهن. وتحت الجلد الذهبي المقرمش كان اللحم الأحمر المليء بالطاقة
مقطعًا، مشويًا، ومطهوًا مع أنواع التوابل المختلفة، جعل الأفواه تسيل
"هذا لحم الأفعى العملاقة ذات عروق الجليد" صاح أحد الفرسان الشباب، عينيه تتلألآن وهو يحدق في القطعة السميكة أمامه
"لا تحدق فقط، كل! ثم سارع بتدوير طاقتك! ستندم طوال حياتك إن أضعت هذه الفرصة!" قال الفارس العجوز بجانبه وقد التهم بالفعل عدة لقمات، ثم جلس متربعًا على الأرض، وبدأ يتأمل ويدير طاقته القتالية
ومع إيقاع طاقة الدم في أجسادهم، تحولت جوهر لحم الوحش بسرعة إلى طاقة قتالية، تجري في عروقهم وعظامهم
وفي القاعة، ارتعش فجأة فتى فارس طويل القامة، وظهرت على جسده هالة حمراء خافتة
"لقد اخترق!"
"هاه! آخر أيضًا!"
تعالت الهتافات واحدًا تلو الآخر
لقد تمكن ثلاثة فرسان شباب على الأقل من اختراق عنق الزجاجة في وليمة الليلة
وهكذا انتهت الوليمة وسط عبير الخمر، ورائحة اللحم الساخن، وفرحة الاختراقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ