🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ شَرٌّۭ لَّكُمْ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان الليل عميقًا، وفي الغرفة الشرقية بالطابق الثالث من حصن المد الأحمر، أبعدت التدفئة الأرضية الدافئة برودة الشتاء

لكن سيف على السرير، كانت تنكمش أكثر فأكثر

ملتفّة ببطانية سميكة، حدقت في السقف، وجنتاها متورّدتان قليلًا، وعيناها الزرقاوان العميقتان تلمعان وتحملان شيئًا من الحيرة

"من قد يعجب ببرابرة الجنوب!" صرّت على أسنانها في داخلها، "حقير، بلا حياء، يبتسم دائمًا مثل ثعلب ماكر..."

لكن مهما وبّخت نفسها، ظلّ خياله يرفض المغادرة

تكررت أمام ذهنها المشاهد: لطفه الهادئ في صوته المنخفض عندما يتحدث مع الآخرين

وحرصه الواثق حين روّض "الناب البارد"، وتلك المرة...

حين رفع رأسه وابتسم لها، ذلك المنحنى الماكر في طرف عينيه جعل قلبها يقفز فجأة

"تبًا--" جلست سيف فجأة وضربت وسادتها فألقتها على الأرض، وتناثرت خصلات شعرها القصير الفضي على وجهها

"تبًا لويس--!"

تمتمت باللعنات بصوت مرتجف قليلًا

ومشهد سقوط لويس مغشيًا عليه ذلك اليوم، وشعورها بالعجز وهي تنتظر خارج الباب، ظل يلسع أعصابها مرارًا

امتدت يد سيف بلا وعي إلى صدرها، وأصابعها تلامس برفق القلادة الفضية الباردة

كان ذلك الأثر الوحيد الذي تركته لها والدتها

عادت الذكريات تجتاحها كالموج

في تلك الليلة البعيدة، انعكست أضواء النار على وجه والدتها وهي جالسة على كرسي من جلد الحيوانات، تحدثها بنبرة مازحة عن ماضيها مع والدها في شبابهما

"إذا أحبت امرأة من قبيلة هان يويه، تصيد مثل ذئب السهول الجليدية، تعض ولا تفلت"

"أتظنين أن والدك أمسك بي؟ هيه، أنا التي قبلته أولًا. فقفز مثل غزال، ووجهه كله احمرار"

كانت سيف الصغيرة آنذاك تجد ذلك مثيرًا للضحك، فضحكت حتى لم تستطع الوقوف مستقيمة

لكنها الآن، فجأة فهمت مغزى كلام والدتها

خفضت رأسها، تحدق في القلادة الفضية بين أصابعها، وتمتمت: "إذن هذا هو... الوقوع في الحب؟"

على الفور، احمرّت وجنتاها كالتفاحة المشوية بالنار

"آه آه آه!" صرخت، وغرست رأسها في اللحاف، تغطي وجهها بعنف: "لا، مستحيل—إنه ليس من نوعي إطلاقًا!"

كانت تفضّل بوضوح الرجال الباردين الصامتين، الذين لا يكونون لطفاء إلا معها فقط

لكن ذلك الرجل، لويس، كان كثير الكلام، متظاهرًا، وأحيانًا طفوليًا للغاية...

ومع ذلك، كان أيضًا دقيقًا ومتفهّمًا، مرحًا وصريحًا، هادئًا وموثوقًا في الأزمات، يجعل المرء لا يملك إلا الاعتماد عليه

"أنا—أنا فقط أقدّر إمكاناته!" دافعت عن نفسها وهي تختبئ في اللحاف، "أنا فقط بحاجة إلى معين موثوق في طريق الانتقام"

لكن حتى هي سمعت مدى سخف هذا العذر

بعد بضع ثوانٍ، غرقت الغرفة في صمت تام. وما زالت مختبئة في اللحاف بلا حراك

فجأة، رمت سيف اللحاف بعيدًا، وحركتها سريعة كالفهد

قفزت من السرير، وقدماها العاريتان تلمسان الأرضية الخشبية الدافئة، وسارت نحو الخزانة بلا تردد

"لا أستطيع أن أكذب على نفسي بعد الآن" وقفت أمام المرآة، تنظر مليًا إلى نفسها

كان شعرها القصير الفضي مبعثرًا قليلًا، وبشرتها الشاحبة جعلت ملامحها أكثر بروزًا، وعيناها الزرقاوان العميقتان باردتان صافيتان، وملابسها الضيقة تُبرز انحناءات جسدها الرشيق

كانت تعلم أنها جمال نادر في الأراضي الشمالية

وأخيرًا، زفرت ببطء كما لو أنها اتخذت قرارًا، ثم استدارت ومشت نحو الباب، خطواتها ثابتة وحازمة كالصياد عند لحظة الانقضاض على فريسته في الجليد

وقبل أن تغادر الباب، تمتمت بعناد بصوت خافت: "أنا، فقط أريد أن أتأكد... أن أتأكد إن كان يملك الشجاعة فعلًا"

كان الليل قد تعمّق

خلع لويس ملابسه الرسمية الثقيلة، وارتدى ثيابًا فضفاضة، وجلس متربعًا على السرير

أمامه مصباح زيت باهت، ضوؤه الأصفر الدافئ يغمر الغرفة في شبه ظلام، كأنه حلم ساكن

خفض جفونه، وأنفاسه طويلة ثابتة، يركّز على تدفق الطاقة داخل جسده، محاولًا التقاط تلك الموجة الدقيقة شبه غير المحسوسة من السحر

وبينما كان يقترب من الحالة، دوى طرق خفيف على الباب

"دق، دق"

ثم صوت التابع العميق قليلًا: "سيدي، الآنسة سيف تطلب مقابلتك"

فتح لويس عينيه، وومضة مفاجأة تومض داخلهما

"في هذا الوقت المتأخر؟" تردد لحظة، ثم قال: "...دعها تدخل"

دُفع الباب برفق

وانساب تيار من نسيم الليل، جالبًا معه برودة الليل الشمالي

كانت سيف متلفعة بعباءة ثقيلة، وشعرها الفضي القصير يتلألأ قليلًا في ضوء النار، وجنتاها محمرّتان من ريح الليل الباردة، وأنفاسها متسارعة وكأنها ركضت طوال الطريق

"سيدي----" وقفت عند العتبة، صوتها منخفض للغاية

خيم صمت على الغرفة لحظة

لم يُسمع سوى طقطقة المصباح الزيتي، يلقي بظلين مضطربين

"هل من أمر يستدعي حضورك في وقت كهذا؟" تكلم لويس أولًا، صوته هادئ ورفيق

عضّت سيف شفتيها، وألقته نظرة معقدة، ثم خفضت رأسها بسرعة، ويداها تحت العباءة تمسكان بثوبها بشدة

"هل من أمر؟" أعاد لويس السؤال

جمعت سيف شجاعتها وقالت: "أتظن أنني لا آتي إليك إلا في شؤون رسمية؟"

ذهل لويس، غير فاهم، وحركة تفاحة آدم في حلقه ارتجّت بلا وعي

سكنت الغرفة على نحو غريب، ولم يُسمع سوى طقطقة الضوء الخافت

أخذت سيف نفسًا عميقًا، وضوء معقد يلمع في عينيها

"هس—"

فجأة، حلت عقدة عباءتها، فسقطت العباءة السميكة على الأرض بصوت مكتوم

تقلصت حدقتا لويس فجأة

إذ إن سيف لم تكن ترتدي سوى ثوب داخلي ضيق، وجسدها الطويل الممشوق مكشوف تحت ضوء المصباح الدافئ

بشرتها الشاحبة المميزة لفتيات قبيلة هان يويه تتلألأ بلمعان رقيق في الضوء الخافت، تجمع بين جمال بري وخجل نقي واضح

أنفاسها بدت أسرع من ذي قبل، وخدّاها محمران كأنهما يقطران دمًا

"أنا، أنا أحبك!"

وما إن قالت ذلك، حتى استدارت فجأة، ممسكة بعباءتها بشدة، وأنفاسها تكاد تتقطع

"لا، لا تفهم خطأ! ليس لأنك عظيم جدًا—إنما فقط، فقط أنا..."

حدّق لويس لثوانٍ، ينظر إلى هذه الذئبة الصغيرة المتعجرفة

التي كانت عادة هادئة رصينة، لكنها الآن محملة بإصرار يائس، كأنها استنفدت كل قوتها

ارتسمت ابتسامة لا إرادية على شفتيه: "إذن، لستِ هنا من أجل قائمة المؤن الشتوية؟"

انفجرت وجنتا سيف المحمرتان أكثر، وزفرت بغضب وهي تحدّق فيه: "أندم حقًا لأنني لم أحضر ذئبًا معي الليلة—ليعضك مباشرة لنرَ هل ستضحك بعدها!"

ضحك لويس قليلًا، ثم نهض من السرير، وصار بصره أكثر جدية

"إذن—أيتها البيضاء الصغيرة" قال ببطء، وعيناه تزدادان عمقًا، "هل أتيت الليلة لتطلبي ردي؟"

تنفست سيف بعمق، والحمرة متشبثة بوجهها، لكنها لم تتراجع خطوة واحدة

"أتيت لأخبرك" عضّت على أسنانها، صوتها منخفض، "أنا لست من النوع الذي ينتظر الآخرين حتى يفهموا ببطء

إن لم تفعل شيئًا—فسأغادر من هنا. وحينها، لن تراني أبدًا مجددًا"

نظر لويس إلى ملامحها العنيدة، وأحس بالدفء يتسلل إلى قلبه

ابتسم بهدوء، وقد اختفى البريق المرح من عينيه تمامًا

تقدم خطوة، ورفع يده برفق، وأصابعه تداعب شعرها الفضي المتناثر خلف أذنها

"سيف"

كانا شبه متلاصقين، يسمع كل منهما أنفاس الآخر المضطربة

لم تتراجع، بل أمسكت أنفاسها غريزيًا، وعيناها تزوغان لكنها رفعت ذقنها بعناد

"أيها الأحمق—" همست برعشة

"همم" أجاب لويس بصوت منخفض يحمل ابتسامة خفية، رقيق للغاية

جذبها إلى حضنه ببطء، وكفه يطوّق خصرها النحيل

اقترب من أذنها، وصوته يبتسم: "في الحقيقة، أنا أيضًا أحبك—منذ وقت طويل"

ثم مال برأسه وقبّلها

كان قبلة بطيئة لكنها حازمة، لا تسمح بالتراجع

كأن عاطفة مكبوتة طويلًا قد انفجرت أخيرًا دون قيود

اتسعت عينا سيف، وجسدها يرتجف قليلًا

لم تتخيل أبدًا أن لويس سيقبلها بهذه المباشرة

لكنها سرعان ما أغمضت عينيها أيضًا، وارتجفت وهي تردّ قبّلته

كانت حركاتها متعثرة، مثل ذئبة صغيرة في أول صيد لها، خرقاء لكنها مفعمة بالحماسة

عقلها كان شبه فارغ، وقلبها يخفق بعنف. هل هذا... هو شعور الإعجاب؟

أصابعها تمسكت بستر لويس بقوة، وكأنها إن لم تفعل سيختفي فجأة

تلامست جبهتاهما، وتداخلت أنفاسهما

"كنت أنا من بادر أولًا—" تمتمت سيف شاكية، أنفاسها لاهثة، وأذناها حمراوان كأنهما يقطران دمًا، "لكن—كيف انتهى بك الأمر أنت من تبادر؟"

ابتسم لويس بخفة، وجذبها أكثر، وبقوة لا تسمح بالرفض رفعها نحو السرير وأجلسها

"أتعلمين" صوته كان عميقًا، تخنقه العاطفة المكبوتة، "ما الذي يعنيه... الخطوة التالية؟"

خفق قلب سيف كما لو أنه سينفجر من صدرها، ووجنتاها ملتهبتان. عضّت على شفتيها، وعيناها متردّدتان، لكنها لم تهرب

"يعني أنني لم أعد أهرب" كان صوتها ضعيفًا لكنه واثق بوضوح

اقتربت سيف من أذن لويس، وعيناها الزرقاوان تلمعان

"ويعني أيضًا—" لامست شفتاها شحمة أذنه، وأنفاسها ترتجف، "—أنك لن تهرب أنت أيضًا"

ساد الصمت، ولم يبقَ سوى دقات قلبيهما المتسارعة

تراقصت نار الموقد برفق، وانعكست على الجدار، مرسومة ظلين متعانقين بشدة

وفي تلك اللحظة، لم يعد لبرد الشمال وجود

بقي دفء جسديهما، وأنفاسهما المتلاحقة، وتلك المشاعر التي لم يعد بالإمكان إخفاؤها

لم يعودا يتبادلان الكلمات، بل أفرغا ما كبتاه طويلًا بأصدق لمسة وأقرب اقتراب

سقطت ستائر السرير ببطء، تعزل كل شيء عن الخارج

ومهما كان البرد والثلج في شمال هذه الليلة، فلن يذيب دفء تلك الغرفة المتصاعد بهدوء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/22 · 163 مشاهدة · 1411 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025