🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ — سورة الحج، آية 40
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن نجح فريق نقل الحبوب في إقليم المدّ الأحمر في الإفلات من الخطر، أمر الفارس ذو العباءة الحمراء على الفور: «الجميع، اختبئوا! لا تتحركوا الآن، انتظروا عودتي»
لوّح بيده مشيرًا إلى بقية الفرسان والجنود ليتواروا داخل غابة كثيفة
تنفّس بعمق، فانفجرت هالته القتالية الحمراء في لحظة، وانطلق من الغابة كهبّة ريح
ركض بسرعة على الدرب، متجهًا مباشرة نحو إقليم المدّ الأحمر
«لا بد أن أُبلغ اللورد لويس في أسرع وقت» قال في نفسه وهو يدفع سرعته إلى أقصاها
تعالت خطوات سريعة عند الباب
«يا لورد لويس!» دخل الفارس ذو العباءة الحمراء لاهثًا وجثا على ركبة واحدة، وملامحه متوترة: «لقد حدث أمر خطير!
فريق نقل الحبوب وقع في كمين أثناء عبور غابة الأيائل الزرقاء، وسُرقت الحبوب، ونظن أن الفاعلين هم سنو سوورن!»
رفع عينيه يترقّب ردة فعل لويس، متوقعًا انفجار غضبه، لكن لويس اكتفى بإمالة رأسه قليلًا دون أن يبدو عليه أي اندهاش
«أوه؟» وضع فنجان الشاي جانبًا ونظره هادئ كالماء: «سنو سوورن؟ يرتدون أقنعة؟»
«نعم يا لورد لويس!» قال الفارس وهو يتصبب عرقًا: «كانت هالتهم القتالية زرقاء داكنة، ويرتدون أقنعة سوداء. قتلوا بعض الجنود، لكننا انسحبنا بسلام»
«هممم» تمتم لويس ببرود كأنه يعرف التفاصيل من قبل، ولم يرفع حتى جفنه
خفض رأسه وعدّل كُمّه وقال بهدوء: «لم يكونوا سنو سوورن أصلًا»
«آه؟» ارتبك الفارس: «لكن... هم...»
رفع لويس رأسه وارتسمت ابتسامة ساخرة على فمه، ولمع في عينيه برد حاد: «سنو سوورن لا يرتدون الأقنعة. حين يقتلون، يريدونك أن تتذكر من قتلك»
تغيّر وجه الفارس: «إذًا... من يكون؟»
«أنا أعرف الفاعل» قاطعه لويس والبرد يلمع في عينيه، وابتسامة السخرية لا تفارقه
امتلأ الفارس بالشكوك لكنه لم يجرؤ على طرح المزيد
في الحقيقة، كان لويس يعرف الأمر كله مسبقًا، ولم يكن بحاجة إلى تبليغ الفارس أصلًا
ففي هذا الصباح، تلقّى المعلومة عبر نظام الاستخبارات اليومي:
【١: البارون مكيني سينصب كمينًا اليوم في الوادي الجنوبي لغابة الأيائل الزرقاء، متنكرًا في هيئة قُطّاع طرق، ليستهدف فريق نقل الحبوب التابع لإقليم المدّ الأحمر】
«هه، أيجرؤ أحد على سرقة حبّي وقتل رجالي؟» ومض برد في عيني لويس، وصوته يقطر صقيعًا
«يبدو أنهم سئموا الحياة فعلًا. استدعوا لامبرت إلى المكتبة حالًا»
«أمرك!» أجاب الحارس وانصرف
بعد وقت قصير، سُمعت خطوات مسرعة، ودخل لامبرت مصحوبًا بنسمة ثلج: «يا لورد لويس، هل طلبتني؟»
«اجمع مئتي فارس» نهض لويس ببطء: «سأقود الحملة بنفسي إلى أراضي مكيني»
تفاجأ لامبرت قليلًا ورفع بصره، فمع أن اللورد الشاب كان حازمًا وصارمًا، إلّا أنه اشتهر بالتحكم والعقلانية، ولم يسبق أن بادر بالهجوم هكذا
لكنه لم يسأل، بل خفض رأسه وأجاب بحزم: «أمرك»
انطلق لامبرت على الفور ليحشد فرسان الفيلق بسرعة
وسرعان ما تجمّع فيلق الفرسان في إقليم المدّ الأحمر
اصطف مئتا فارس بكامل عتادهم على الثلج، وعباءاتهم السوداء والحمراء ترفرف في الرياح
«إلى المواقع!» صرخ لامبرت، فتشكّلت صفوف الفرسان بسرعة، وعيونهم حادة كالنصال
انفتحت أبواب القلعة ببطء، وخرج لويس ممتطيًا جواده، وعباءته السوداء والحمراء تخفق في الريح والثلج
«انطلقوا»
قالها ببرود وهو يلوّح بسوطه، وتقدّم في الطليعة يعدو بقوة
إلى جواره تبعه ويل عن كثب، والحماسة لا تخفى على ملامحه، فهذه أول مرة يشارك في حملة عسكرية
شعر بثقل الدرع على كتفيه، والفرس ينفث أنفاسًا ساخنة، وقلبه يدق كطبول الحرب
لم يستطع إلا أن ينظر إلى لويس، فوجد وجهه الصارم بلا أي تعبير
«لا بد أن أحقق إنجازًا عظيمًا للورد لويس» قبض ويل على اللجام بقوة، ولمع الطموح في عينيه
بدأ يتخيل نفسه يندفع على صهوة جواده ويصرع قادة العدو
كان الموكب مهيبًا، وصهيل الحوافر يهزّ الأرض
وانطلقت نخبة فرسان المدّ الأحمر كسيلٍ من الحديد الأسود والأحمر، يشقّون الرياح الباردة نحو الحساب المنتظر
في تلك الأثناء، كان مكيني متمددًا على أريكة واسعة، يرفع كأس الخمر عاليًا وضحكته تدوّي في القاعة
«هاهاها! يا لها من متعة اليوم! تعالوا أيها الرفاق، اشربوا! هذه غنيمتنا المستحقة!» صرخ وهو يجرع الشراب القوي بوجهٍ مفعم بالنشوة
ضحك الفرسان بجانبه ورفعوا كؤوسهم، وتلاقت كؤوسهم ببعضها في صخب
وخلع بعضهم دروعه وبدأ يمرح مع الخادمات، حتى غمرت القاعة أجواء عبث ولهو
«هه، أي قوةٍ للمدّ الأحمر؟ إنها مجرد صدفة موفقة! ذلك البارون لويس لا شيء»
رفع مكيني رأسه وابتلع جرعة كبيرة من النبيذ، وقال بسخرية: «الدوق إدموند لا بد أنه أعمى حتى جعله حاكمًا للمقاطعة»
ضحك وأضاف: «إنه مجرد فتى ساذج من الجنوب! مثل هذا لن يصمد حتى العام القادم»
وضحك الفرسان من حوله بصوت عالٍ: «صحيح! كيف يمكن أن يقارن بلورد مكيني؟ لقد جعلناه اليوم يدور في حلقة مفرغة»
«فرسان المدّ الأحمر؟ مثيرون للشفقة! جبناء بلا عزيمة. لولا فرارهم لكانوا جميعًا تحت سيوفنا الآن»
قال مكيني بغرور: «في النهاية سيضطر للركوع أمامي ولعق حذائي»
وفجأة، انفتح باب القاعة بفرقعة قوية
«ما الأمر!» صرخ مكيني بوجه متجهم
لكن قبل أن يثور رأى خادمه العجوز يترنح داخلًا ووجهه شاحب وصوته مرتجف:
«يا بارون، كارثة! جيش عظيم وصل تقريبًا إلى أبواب قلعتنا!»
سقط كأس الخمر من يده وتهشّم على الأرض
قفز واقفًا وعيناه جاحظتان من الصدمة: «أهم سنو سوورن؟!»
«لا... لا! ليسوا هم!» تلعثم الخادم: «إنهم... إنهم فرسان المدّ الأحمر!»
تجمّد الهواء في القاعة للحظة
ارتجف صوت مكيني: «كيف... كيف اكتُشف أمرُنا؟ أليست خطتنا محكمة؟!»
وتحوّل وجه الفرسان الذين كانوا يمرحون من حوله إلى وجوه متجمدة في صمت ثقيل كالرماد
أسرع مكيني نحو النافذة الجانبية، وجثا وهو يفتح الإطار الخشبي الثقيل بيد مرتجفة، لينظر إلى الخارج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ