🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (سورة يوسف، الآية 21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ماكيني ارتجف وهو يدفع الباب الخشبي الثقيل ويطل إلى الخارج

تجمد في مكانه على الفور

في البعيد، فوق أرض مغطاة بالثلج، كانت وحدة فرسان سوداء وحمراء تندفع مسرعة نحو القلعة، ودروعهم تلمع ببرودة في ضوء خافت

وكان أكثر ما يلفت النظر رايات إقليم المدّ الأحمر، بخلفيتها الحمراء وشعار الشمس الذهبية وهي ترفرف بعنف في الريح

كانت تلك فعلًا رايات إقليم المدّ الأحمر

قال ماكيني مرتعش الصوت وعينه مثبتة على الفرسان: هذا غير ممكن

كيف يكونون هم وكيف انكشف أمرهم

تحول بهو القلعة إلى فوضى كاملة، فالفرسان نهضوا يلتقطون أسلحتهم على عجل في مشهد مضطرب

لمعت في عيني ماكيني مسحة جنون وهو يغمغم شاتمًا: تبًّا لقد تجاوز الأمر الحد

ومع اقتراب فرسان إقليم المدّ الأحمر أكثر، استفاق ماكيني أخيرًا، قبض على أسنانه ولوّح بيده صارخًا: ارفعوا الراية الجميع إلى الأسوار بسرعة

بعد لحظات، ارتفعت على برج القلعة العالي الراية الزرقاء والذهبية التي ترمز إلى عائلة ماكيني

أغلق الحراس بوابات القلعة بجنون، ورفعوا الجسر المتحرك، وتمركزوا بتوتر خلف النشاب

أسرع ماكيني مع بضعة حرس موالين له إلى السور، ملأ رئتيه بالهواء محاولًا أن يبدو صوته ثابتًا ورصينًا

قال متصنعًا الحفاوة وهو يطل: أهذا جارنا الكريم اللورد كالفن من إقليم المدّ الأحمر لو كانت زيارة لِمَ لم تُخطرونا مسبقًا

ما إن أنهى ماكيني عبارته حتى اندفع فارس من صفوف إقليم المدّ الأحمر أسفل السور يحث جواده

صرخ بأعلى صوته: أيها البارون ماكيني كفاك تظاهرًا بالجهل رجالك سرقوا حبوب إقليمنا وقتلوا جنودنا ودم قافلة الإمداد لم يجف بعد والآن ما زلت تعاند

استل سيفه الطويل، وومضت عليه طاقة قتالية، ثم وجه نصلَه إلى السور: اللورد لويس يقود القوات بنفسه ليجعلَك تدفع دَين الدم

ومع كلماته دوّى هدير مئات من فرسان المدّ الأحمر من خلفه، وتعاظم قصدهم القتالي حتى بدا كأنه يثقب السماء

تحركت الكتلة الحمراء والسوداء خطوة كمدّ هائج، واهتزت الأرض اهتزازًا خفيفًا

خفق قلب ماكيني لهذا المشهد، لكنه أجبر نفسه على الرد بصوت عالٍ: أي قافلة إمداد لا أعلم شيئًا عن هذا يا لورد كالفن لا يمكنك اتهامي بلا دليل أمعك بيّنة أنا بارون شرعي في إمبراطورية الدم والحديد

ومع نهاية كلامه خرج صوته عن النغمة قليلًا، وعيناه مثبتتان على الجيش المقابل

لكن أحدًا لم يجبه هذه المرة، إذ واصل فرسان المدّ الأحمر التقدم بعزم، ووقع حوافرهم كالمطارق الثقيلة على القلوب

هتف ماكيني ملتفتًا يأمر همسًا: بسرعة الرماة إلى الأسوار ارفعوا براميل الزيت وأغلقوا الثغرة الجنوبية

كان وجهه عابسًا حتى كاد يقطر ماءً، وسبّ في داخله: سيئ جدًا لكن إن صمدنا ليلة واحدة فسيضطر للتراجع علينا أن نصمد

ظل يحمل بقية أمل

فهم في النهاية نبلاء من إمبراطورية الدم والحديد، يتبادلون الكلمات العالية ويؤدون الطقوس ثم يلقي هو خطابًا وربما ينجح في المراوغة

لكن ما لم يتوقعه أن لويس لم يُعره حتى كلمة واحدة

كانت نظرته الباردة كمن يحدق في فريسة تنتظر الذبح، بلا رغبة حتى في الرد

رفع لويس يده وأمر بهدوء: اهجموا

كلمتان قصيرتان، لكنهما انفجرتا كالرعد

أجاب فرسان المدّ الأحمر في آن: نعم صدى أصواتهم هز السماء

انتشرت كتيبة الفرسان كالسيل، وسرعان ما حمّل العشرات في المقدمة قنابل سحرية مصنوعة من خلاصة السحر والزيت على منصات القذف

نار

مع الصيحة، انطلقت القنابل السحرية في السماء كنيازك صغيرة، تجر خلفها شعلات وهي ترتطم بالسور

دوّي

بدت الانفجارات العنيفة وكأنها تشق العالم، امتزج اللهب والحطام في الهواء بمشهد كأنه نهاية الدنيا

السور الذي تخيله ماكيني منيعًا انفتح فيه ثقب هائل بهذه الضربة المرعبة، كفمٍ دموي مفتوح

وفي الرجّات العنيفة، تشبث ماكيني بالشرفات بجانبه، وأذناه تضجان بهدير الانفجارات، وقلبه يكاد يندفع من صدره

قال مذهولًا: كيف يكون هذا

حدّق في الركن المنهار من السور، متيبّسًا في مكانه، وعرق بارد ينحدر على رقبته، وعقله فراغ

لم يأتوا للتهديد لقد جاؤوا ليستأصلوني

بعد فتح الثغرة، اندفع فرسان المدّ الأحمر كذئاب هائجة، حوافرهم الحديدية تدك الثلج، وصيحات القتال تزلزل الفضاء

لم يجد المدافعون وقتًا لتنظيم مقاومة فعّالة، فانهارت خطوطهم فورًا كانتكاسحٍ جارف

صرخ ماكيني بوجه شاحب: امسكوهم بسرعة احكموا الثغرة

وحين رأى أن الموقف خرج تمامًا عن السيطرة، استدار وهرب متعثرًا نحو الداخل

اندفع إلى القاعة الخلفية، يتلفت بخوف، ثم اندس في قبو النبيذ العميق في القلعة

أسند ظهره إلى صفّ البراميل، مرتجفًا ومنكمشًا

في الخارج تعالت الصرخات صعودًا وهبوطًا، تختلط بصليل السلاح ونداءات يائسة

كانت تلك الأصوات كشبكة موت تضيق عليه

كيف لهؤلاء الفرسان الذين لا يعرفون في العادة إلا الشراب والمرح أن يصمدوا أمام فرسان المدّ الأحمر المنضبطين الحاسمين

اقتربت أصوات القتال أكثر، وسرعان ما رُكل باب القبو ركلةً واحدة فاندفع

لا لا تقتربوا أنا نبيل أنا بارون

أمسك به عدة فرسان من المدّ الأحمر، وانتزعوه من الظلال كما يُسحب الدجاج، ثم قذفوه على الثلج البارد

حاول أن يقاوم، لكن رُكل فسقط على ركبتيه بقوة

خرّ ساجدًا أمام لويس، وحدّ السيف على عنقه

ارتجف ماكيني ورفع رأسه بسرعة، محاولًا أن يبتسم ابتسامة متكلفة

قال بصوت مرتعش يكاد ينكسر: اللورد كالفن لا، سيدي اللورد لويس هذا كله سوء فهم سوء فهم

نحن جيران وحلفاء إن أردت المال أعطيك ما تشاء وإن رغبت في عطايا وخدمات وفيرة وفرتها لك

قل فقط كلمة واحدة وسأمنحك نصف ما في إقليمي يمكننا أن نحل الأمر بهدوء ولن يتكرر هذا مطلقًا

هوى جبين ماكيني على الثلج وهو يراقب وجه لويس خلسة

وبينما يبدو مذعورًا في الظاهر، سخر في داخله

همف ما شأن هذا التجهم مهما كان هذا الرجل متعجرفًا فلن يجرؤ على قتل نبيل

خفض ماكيني رأسه، ولمع في عينيه بريق قاسٍ، وعقله ينسج خطته التالية للانتقام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 106 مشاهدة · 970 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025