🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" — سورة طه، الآية 114

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتقل السكان الأصليون إلى الإقليم الجديد، واستقروا في مساكن حديثة البناء نصف تحت الأرض

كان المكان هنا صغيرًا، بل ضيقًا قليلًا، لكنه دافئ وآمن، وبالمقارنة مع الأرض القاحلة التي لا حياة فيها بدا كأنه عالم آخر

كان لديهم وجبتان في اليوم، عصيدة ساخنة مع خبز أسود تكفي لملء البطون وطعمها مقبول، وهذا أفضل عيش تخيلوه يومًا

في الليلة الأولى قدّم شيخ نحيل وعاء حساء ساخن، فتلقّاه القادم الجديد بحذر ويداه ترتجفان قليلًا

"شا... شكرًا لك"

ابتسم الشيخ كاشفًا عن فراغات بين أسنانه وقال بلطف "لا تشكرني، فنحن أيضًا جئنا إلى هنا منذ وقت قريب، وكل من في هذا الإقليم عاشوا لأن اللورد لويس أنقذهم"

ارتجف الرجل وانخفض رأسه ونظر إلى الحساء بين كفّيه "هو لا يعرفنا، ومع ذلك كان مستعدًا لإنقاذنا"

قال الشيخ بهدوء "اللورد لويس لا يسأل من تكون، يهتم فقط إن كنت قادرًا على البقاء"

ساد صمت قصير، ثم سُمعت شهقات مكتومة، ومسح بعضهم زاوية عينه خفية

همس أحدهم "هذا ليس معسكرًا، هذا نعيم"

لم يتخيلوا أن هناك من يمد يده إليهم وهم يعيشون في عالم كالجحيم

وانحفر اسم لويس كالفين عميقًا في قلوب الجميع

بعد أن أنهى لويس فوضى ماكيني، عاد إلى حياة هادئة

ومع دخول الشتاء رسميًا قلّت أعمال الحاكم يومًا بعد يوم

الثلوج سدت طرق الجبال، والأنهار تجمّدت، وحتى خصومات النبلاء توقفت

وحتى ما كان يحدّثه نظام المعلومات اليومي به، ثمانية من كل عشرة بنود كانت توافه مثل "حصان ركل باب فلان" أو "فئران المخزن صارت أدهى"

وعلى الرغم من أن الحياة وسط الصقيع قاسية، فإن استعداداته المسبقة كانت وافية، فلم تظهر صعوبات تُذكر

وكان برادلي، كبير الخدم، يدير شؤون الإقليم اليومية بكفاءة عالية، فلا تحتاج معظم المسائل إلى تدخّل لويس مباشرة

لذلك ركّز لويس في هذه الفترة على أمرين

الأول كان الزراعة الروحية؛ فقد صار يمارس الطاقة الروحية القتالية والسحر معًا

وبصرف النظر عن أي شيء، فإن الجمع بين الطاقة الروحية القتالية والسحر يبدو مبهرًا، لكنه في الحقيقة عيشة مزدوجة مرهقة

يشبه أن تعمل طوال النهار ثم تعود لتكتب بإصرار خدمةً للقراء الطيبين

وكان لويس يعرف أن موهبته الأصلية في الطاقة الروحية القتالية متوسطة أو دون المتوسطة

ولو تابع الوتيرة العادية لاحتاج بحذر ثلاث إلى أربع سنوات ليبلغ عتبة فارس نخبة متوسط

أما الآن، فبعد شهرين أو ثلاثة فقط كان قد وطئ تلك العتبة بالفعل

والفضل كله لمرارة الأفعى العملاقة ذات العروق الجليدية التي واجهها سابقًا

فقد كانت مقوّيًا من الطراز الأعلى، كأن من يتعاطاه يولد من جديد

شرب لويس قدرًا من حساء مرارة الأفعى كل يوم بلا انقطاع لمدة نصف شهر

مع أن طعمه كان بالكاد يُحتمل

لكن أثره في تنقية الدم وتقوية الجسد وتحسين الإحساس بالطاقة الروحية القتالية ظهر سريعًا

وبهذا المعدل سيغدو لويس فارس نخبة متوسطًا خلال أقل من شهرين

إن طريقة الزراعة القديمة القائمة على "السحق بالإرادة وحدها" كانت ترتجف لها الفروة لمجرد التفكير بها

أما الآن

فما عليه إلا أن يشرب الحساء يوميًا ويؤدي التمارين الأساسية لترى تقدّمه بعينك

شكرًا للأخ الأفعى على فضله الكبير

وأما الزراعة السحرية فشأنها مختلف قليلًا

فهو يتبع تقنية التأمل الأصلية التي سكَبها في ذهنه الساحر الكبير لوكن

والجلوس للتأمل وجمع القوى السحرية لم يكن صعبًا، بل كان يجري بسلاسة

لكن المشكلة أنه لا يعرف سحرة، ولا يملك معرفة بالسحر، ولا يدري حتى أين بلغ من التقدّم

وبلا مُرشد ولا كتب يقرأها، لم يكن يعرف حتى "ما التعويذات التي ينبغي لمبتدئ السحر أن يتقنها"

أما "هل موهبته جيدة" و"هل تتجمع قوته السحرية كما ينبغي" و"ما مدى قوة تقنية التأمل هذه" فلا مفهوم واضح لديه

كل ما يفعله أنه يقلّد أسلوب التأمل الذي مارسه الفتى أسود الشعر في ذاكرته

وصارت زراعته السحرية أشبه بصب دلاء الماء في بئر مظلمة

هل امتلأت؟ لا يدري

وهل في قاعها شيء؟ لا يدري أيضًا

لذلك لم يكن أمامه إلا أن يجلس في غرفته مركزًا على التأمل، يجمع القوة السحرية وهو يهمس في قلبه

"لو أن ساحرًا متجولًا وقع قرب إقليم المدّ الأحمر... شيخًا كان أو شابًا، لا يهم، المهم أن يكون حيًا"

وأما الأمر الثاني — ويمكن اعتباره زراعةً مزدوجة بمعنى آخر — فكان علاقته بسِف

كان لويس وسِف شابين مفعمين بالحياة، وبعد أول اقتراب زال الحرج القديم وأصبحا أكثر ألفة

صار الانسجام بينهما سريعًا ودافئًا، وكانت سِف لا تتردد في إظهار مودتها، وتُبادر أحيانًا، وحين تضم نفسها إليه ليلًا تلمع عيناها الزرقتان بدعابة وتعلّق رقيق

تكفي نظرة خفيفة لتجعل القلب يخفق

ولذا لم يكن يُسمع في الليالي الشتوية خارج الجدران الخشبية إلا فرقعة الحطب وأنفاسًا هادئة وحديثًا خافتًا

لم يتحدثا بصراحة عن شيء محدد

لا وعود ولا خطط للمستقبل

هي تعرف ظروفها، ولويس لا يسأل من تلقاء نفسه

ومع ذلك، في ليلة شتوية قالت له وهي تدير ظهرها "إن رُزقنا أطفالًا، فتذكّر ألّا تدعهم يتعبون كثيرًا"

توقف لويس لحظة ثم مدّ يده يحتضنها بلطف "لن يفعلوا، سيكون لهم بيت مستقر"

وبدأ الشتاء يتراجع ببطء

أواخر الشتاء حلّت، وصدى خطوات الربيع بات مسموعًا من بعيد

استيقظ لويس مع بزوغ الفجر، والضوء خلف النافذة ما زال أزرق رماديًا

أدار رأسه فرأى سِف متمددة بهدوء إلى جواره، أنفاسها منتظمة ورمشاها يرتجفان قليلًا

مد إصبعه يربّت خدّها برفق

"همم" تمتمت سِف وعقدت حاجبيها قليلًا دون أن تستيقظ، واكتفت بأن تميل بوجهها نحوه ككائن صغير يبحث عن الدفء في نومه

انسدل شعرها القصير الفضي على الوسادة، فأضفى مسحة حُمرة على برودة ملامحها

وبنيتها التي كانت رشيقة محاربة بدأت تكتسب ليونة ونضارة ظاهرة، فالأماكن التي كانت نحيلة غدت أكثر امتلاءً بقدْر صحي، وتماسكت المسافة بين العظم والجلد بمرونة حيوية

وبعد شتاء كامل من الصحبة والتعزية، رقّت هالتها وهدأت

رمش لويس وابتسامة خفيفة في قلبه

كانت جميلة على نحوٍ يأسر

لم يُرد إزعاجها، فسحب ذراعه بحذر ونهض، ولوّح بيده

فانبثق أمامه لوح ضوئي شفاف، وتقافزت على سطحه أسطر من الكتابة سريعًا

اكتمل تحديث المعلومات اليومي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 165 مشاهدة · 1019 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025