🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ — سورة طه، الآية 114

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تموّجت الشاشة الضوئية الشفافة كالماء، ثم ظهرت بسرعة ثلاث قطع من المعلومات الاستخبارية

اكتمل تحديث المعلومات اليومية

1: اليوم تم اكتشاف نمو واسع لكرمة ورق الصقيع في الحافة الشمالية من وادي الصخر، شمال إقليم المدّ الأحمر، وستدوم نافذة الجني المثلى مدة أسبوع

2: أصدر إرنست أوغوست، إمبراطور إمبراطورية الدم والحديد، مرسومًا جديدًا لاستصلاح الإقليم الشمالي

3: الشر الذي يرعاه المتعاهدون للثلج بدأ يتحرك، وهذه الأزمة ستجتاح الإقليم الشمالي كله هذا الشتاء، ولن تكون أقل خطورة من التمرد العظيم قبل عامين

"كرمة ورق الصقيع؟!"

جلس لويس من فوره من على السرير، فتمتمت سيف تحت الغطاء وتقلبت

لم يأبه كثيرًا، وكانت عيناه تلمعان حماسًا

لم تكن كرمة ورق الصقيع عشبة عادية

إنها نبتة نادرة تمتاز بقدرتها على تهدئة مشاعر الوحوش وبتثبيت اضطراب الوحوش منخفضة الرتبة، وإذا جُمعت كما ينبغي وصيغت دوائيًا بنجاح، فستصبح كنزًا يحلم به مروّضو الوحوش

"هذا الشيء فرصة عظيمة حقًا" تمتم لويس، وعقله يستعرض سريعًا صعوبات ترويض الوحوش

فالوحوش السحرية ليست مجرد بهائم غليظة تعتمد على العضلات، بل كائنات خارقة تحفظ بنيتها وإدراكها وشتى قدراتها عبر آثار طفيفة من السحر في أجسادها

ولذا كانت عصيّة على الترويض

فالسحر يجري في أجساد الوحوش السحرية بغير ثبات شديد، وغالبًا ما يسبب اضطرابًا في مراكزهم الذهنية، فيجعلهم متوترين وقلقين أو حتى يدخلهم في حالة أشبه بـ"هياج جماعي"، مما يخفض كفاءة الترويض بشدة

وبعض الوحوش السحرية، إذا تعرضت لمنبّهات كالحبس أو الجوع أو التغيّرات الحادّة، قد تمرّ بحالة "تفجّر ذاتي بفعل السحر"، فتنفجر وتموت في الحال

وفوق ذلك، إذا فقد واحد من القطيع سيطرته العاطفية، فقد يثير ذلك جموحًا جماعيًا بفعل رنين السحر، وهو ما يُعرف بـ"أثر موجة الغضب"

"إذًا ارتفاع الألفة مع السحر يعني انخفاض قابلية التحكّم"

لقد كاد هذا يصبح مأزقًا لا مخرج منه في مجال ترويض الوحوش السحرية، ولهذا لم يكن لويس ينوي تفريخ بعض الوحوش التي صادفها، بل كان يقتلها ليتزوّد بلحمها

وأما نباتات مثل كرمة ورق الصقيع فهي بصيص أمل لكسر هذا الجمود

وأما بخور تعويذة السلحفاة الذي ركّبه سيلكو، فأقصى ما فعله أنه جعل سلاحف الظهر الناري "لا ترغب في الحركة"، فكيف يُعد ذلك ترويضًا

لقد استغل فقط موسم تزاوج سلاحف الظهر الناري

أما الذئب من السهل الجليدي الذي أخضعه سابقًا، فعلى قوته، لم تكن نسبة السحر فيه مرتفعة حقًا، بل كان يعتمد على بنيته الجسدية الهائلة ليكون مطية ممتازة

لكن لاحقًا، إن استطاع تثبيت الوحوش عالية السحر وترويضها لتصبح قطعانًا قابلة للتحكم

فإن استخدامها كمكوّنات، أو كأدوات خيمياء، أو كقوة قتال مباشرة، سيجعل الأمور تقلع بحق

"لو حصلت على كرمة ورق الصقيع—تلك الوحوش السحرية التي كنت لا أجرؤ إلا على قتلها وأكلها دون تربيتها—سأستطيع محاولة تنقيتها وتثبيتها، بل وتحويلها إلى وحوش حرب خاصة بإقليم المدّ الأحمر لدينا"

ولمّا خطرت له هذه الفكرة، ارتسمت ابتسامة عند طرف فمه

غير أنّ النوادر مثل كرمة ورق الصقيع تجذب عادةً عددًا كبيرًا من الوحوش السحرية لتنمو حولها، مما يجعل الجني أمرًا مُتعِبًا

ومع أنّ رسالة الاستخبارات لم تذكر مثل هذه الأخطار، إلا أنّ لويس لم يستهِن بمثل هذه الأمور قط

حفظ هذه المعلومة في ذهنه، ثم نظر لويس إلى الثانية

"أصدر إرنست أوغوست، إمبراطور إمبراطورية الدم والحديد، مرسوم استصلاح الإقليم الشمالي رسميًا"

"هل صدر هذا أخيرًا؟" تمتم بخفوت

لم يُفاجأ لويس كثيرًا بهذه المعلومة

فمنذ ما قبل الشتاء، كان يون قد لمّح له بذلك

فوالد يون من المقرّبين لدى الإمبراطور، وليس غريبًا أن تصله معلومات داخلية مبكرًا

"لكن حتى لو نُفِّذ فعلًا، فأنا أشك في أن الكثير من شبّان النبلاء من الجنوب سيطيقون هذا"

أسند لويس ذقنه وهو يتأمّل، فالإقليم الشمالي ليس مكانًا يمكن لنبلاء البيوت الدافئة في الجنوب أن يتسللوا إليه بسهولة

فهنا شتاءات قاسية، وجدب، وحروب، وقوى محلية ضربت جذورها منذ زمن

ومهما اشتدت معايير الاختيار في مرسوم الاستصلاح، فمعظم من سيأتون فعليًا سيكونون متبطلين ليّنين يكثرون القول ويقلّون الفعل، ولن يرسل النبلاء الجنوبيون نخبتهم الحقيقية إلى هنا

قد يكونون أفضل قليلًا من دفعة النبلاء التي عنده، ولكن أغلبهم سيعاني من عدم التأقلم

"ففي النهاية، الروّاد الممتازون مثلي قلّة"

ابتسم، وشعر بدلًا من ذلك أنّ في الأمر فرصة

فإن استطاع بعض هؤلاء الرواد الصمود بالكاد، فسيرغب لويس في اختبار إمكان التعاون معهم

وإن لم يستطيعوا، فليُنفقوا بعض الذهب في مقاطعة قمة الثلج، وليتركوا في طريقهم "مساهمات" من موارد أو أراضٍ تخلفها الإخفاقات، فهذا ربح أيضًا

ثم حوّل نظره إلى قطعة الاستخبارات الثالثة

"الشر الذي يرعاه المتعاهدون للثلج بدأ يتحرك، وهذه الأزمة ستجتاح الإقليم الشمالي كله هذا الشتاء، ولن تكون أقل خطورة من التمرد العظيم قبل عامين"

انقبضت حدقتا لويس قليلًا عند هذه المعلومة، وانشدّ قلبه على غير إرادة منه

فعبارة "التمرد العظيم قبل عامين" ليست كلمات تقال بخفة لمن يعرفون تلك الحقبة من التاريخ

في ذلك العام، تحالف المتعاهدون للثلج فجأة مع برابرة الشمال والخونة الكامنين في الإقليم الشمالي، فأشعلوا اضطرابًا هزّ الإمبراطورية كلها

سقطت عدة مدن في ليلة، وانهارت خطوط الدفاع، واضطر الجيش الإمبراطوري إلى التراجع خطوة بعد خطوة

وكاد الإقليم الشمالي بأسره يفقد ثلث أراضيه، وتحولت أقاليم مزدهرة إلى أرض محروقة، وتدفق اللاجئون، واستشرى الجوع في كل مكان

ولم يُكبح الكارث إلا عندما قاتل الدوق بضراوة ثلاثة أشهر كاملة، صابرًا حتى وصلت القوات الإمبراطورية الرئيسية فقطعت خطوط إمداد البرابرة بالقوة

لكن منذ ذلك الحين لم ينهض الإقليم الشمالي كما كان، وكثرت الحروب

فإن كانت هذه الأزمة "لا تقلّ خطورة عن تلك"

"فهذا ليس اشتباكًا صغيرًا"

ضيّق لويس عينيه، وتلاشت الابتسامة الوادعة عن وجهه بهدوء، وازدادت نظرته عمقًا

استند إلى مسند السرير وهو يحدّق في واجهة نظام المعلومات الشفافة، والأفكار تغلي في رأسه

"الشر الذي يرعاه المتعاهدون للثلج"—

ما طبيعة هذه الكارثة يا ترى، وبماذا يضحّون بالضبط

كان يرى كثيرًا في تقارير الاستخبارات أنّ الفرسان والنبلاء يُختطفون مرارًا على يد المتعاهدين للثلج لتقديمهم قرابين

وللأسف لم يعرف بعدُ ما الذي يضحّي به المتعاهدون للثلج، وحتى إن أمسك بواحد منهم منفردًا فإنه يرفض الإجابة

لقد وصف نظام الاستخبارات الأمر بجدية كبيرة، لكنه ظلّ غامضًا، وهذه أول مرة تصل فيها نبوءة بهذا البعد، وهو ما أقلقه أكثر

"هذا الشتاء—أي بعد نحو عام"

تمتم بهدوء، وزفر زفرة خفيفة، ثم تمدّد وأسند ظهره وهو ملتفّ باللحاف

لا يزال لديه وقت، على الأقل ليعدّ بعض التحضيرات سلفًا

وفي أسوأ الأحوال… يجمع الناس، ويحمل الطعام، ويغلق الحصن الطيني، ويرحل

هو ليس من النوع الذي يدافع عن مدينة حتى الرمق الأخير، ففي مكان مثل الإقليم الشمالي، النبلاء الذين لا يخافون وصول الحرب إلى أبوابهم لا ينتهون إلا كمزحة على أرض محروقة

"همم، مزعج فعلًا"

وبينما يدور هذا الخاطر في رأسه، لوّح لويس بيده فتبددت واجهة نظام المعلومات اليومي كالدخان

ثم التفت إلى سيف التي ما تزال غارقة في النوم بجواره، وربّت عليها برفق وهو يبتسم قائلًا: "أيتها الكسولة، حان وقت النهوض"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 153 مشاهدة · 1156 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025