🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ" (سورة هود، آية 88)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

داخل ميدان اختبار القنبلة السحرية

رفع سيلكو يده، عارضًا للورد لويس قنبلةً سحرية بحجم راحة اليد داخل وعاءٍ خزفي

قال بصوتٍ يرتجف فخرًا: "هذا نموذج الجيل الأول. ارمِه فيفتّت صخرةً بسماكة ثلاثة أمتار إلى حُطام. هل تعلم؟ لم أستخدم إلا مقدار بلورةٍ سحرية واحدة"

أشعلها ورماها، وانطلقت بصوت فوووش في قوسٍ رشيق حتى هوت على صخرةٍ كبيرة أُعدّت هدفًا للاختبار

وفي اللحظة التالية دوّى الانفجار، تطاير الحصى وارتفع الدخان، وتفجرت الصخرة الهائلة إلى قطعٍ متكسرة

تمتم سيلكو وفي عينيه ومضةٌ غريبة: "أعطني قليلًا من الوقت، سأجد النسبة المثالية، وعندها ربما أُسقط سفح تلةٍ كاملة بضربةٍ واحدة"

قال لويس وهو يضحك: "لا مشكلة"

كانت ابتسامة لوردٍ يشهد بدايات قوة أداة حربٍ قادمة

"اللورد لويس"

ارتفع نداءٌ بنبرة شاب فقطع لحظة البهجة

ركض فايل من آخر الممر، وصوته يختنق حماسًا: "مبعوث الإمبراطور وصل"

لم يلتفت لويس فورًا، بل أطلق زفرةً هادئة كأن الخبر كان متوقعًا

قال بلا انفعال: "أعلم"

في الحقيقة كان يعلم منذ مدة

قبل شهرين وصله إشعار من نظام الاستخبارات اليومية يقول: «المركز الإمبراطوري صاغ وثيقةً ترفع رتبته من بارون إلى فيكونت، ويخطط لإيفاد مبعوثٍ خاص لقراءة مرسوم التعيين ومنح اللقب»

والأدهى أن العاصمة اتخذت قرارًا غير مسبوق هذه المرة بإجراء "المنح في الموقع"

عادةً حتى في الشمال يلزم السفر إلى العاصمة الإمبراطورية ليترأس المراسمَ موظفُ الاحتفالات

لكن بسبب الاضطراب المستمر في الشمال ومخاطر السفر، أمر الإمبراطور بنفسه أن يجري المبعوثُ الخاص المراسمَ العظمى بالنيابة عنه اعترافًا بإنجازاته العسكرية

خفض فايل صوته واقترب هامسًا: "العجوز برادلي ينتظر في القاعة الرئيسية، وجهه كله تجاعيد من كثرة الابتسام"

قال لويس وهو يرسم على شفتيه ابتسامةً خفيفة: "فلنُحسن استقبال ضيفنا الكريم"

حين دفع لويس الباب، كان مبعوث العاصمة الإمبراطورية قد جلس في صدر القاعة

يرتدي رداء فارس بحاشيةٍ أرجوانية مذهبة، وعلى الأكمام والياقة شعار التنين الإمبراطوري، وملامحه وقورة ثابتة كأنه سيفٌ منتصب، يفرض الهيبة بلا غضب

عرف لويس من النظرة الأولى أنه فارس فوق العادة، ولاحظ الوسام الذي يدلّ على انتمائه إلى فيلق التنين الدموي

وكان خادمٌ خلفه يحمل صندوقًا خشبيًا مطليًا باللاكر الأحمر

غطاؤه مفتوح، وبطانته من المخمل الإمبراطوري الأسود، وفي الوسط لفافةُ مرسومٍ مذهّبة وشارةُ فيكونت فضية تلمع

جلجل في القاعة صوتٌ عميق مهيب: "باسم إمبراطور الإمبراطورية، يُمنح لقب الفيكونت للويس كالفين لقاء تميزه في دحر الأعداء والدفاع عن الأرض وتأمين الناس في الشمال، وهذه مكافأةٌ خاصة تقديرًا لعمله"

قبل أن يُتم الموظف كلماته انفجر جو القاعة فرحًا

وقف كبير الخدم برادلي جانبًا يحاول التماسك، لكن ارتجاف زاويتي فمه فضح نشوته الكامنة

شهد الرجلُ عواصف كثيرة، لكن رحلة لويس من لوردٍ مجهول في تخوم الشمال إلى ما بلغَه خلال عامٍ واحد لا تزال تهزّه دهشةً

تمتم: "عامٌ واحد، لم يحتج إلا عامًا واحدًا"

وقف فايل في الصفوف ويداه مقبوضتان يكبحان فوران الحماسة في صدره

همس وهو يردد اللقب الجديد بإجلالٍ وتوق: "فيكونت. اللورد لويس مذهل حقًا"

وقفت سيف أبعد قليلًا

لم تفهم تمامًا ما يمثلُه لقبُ فيكونت، ولا إن كان المنح يعني مسؤولياتٍ جديدة أو أزمات

لكنها عرفت أن وقفة ذلك الرجل على الدرج، مع البندقية المذهبة النقش خلفه، مشهدٌ يأسر العين

فرحت له حقًا

ولما التفتت العيون كلها إلى لويس

وقف ثابتًا بلا ارتباك ولا انفعال، وحتى ابتسامته بقيت خفيفة

كأن كل هذا تحت سيطرته منذ البداية

قال بصوتٍ منخفض مسموع: "شكرًا لجلالتكم، سأواصل حماية هذه الأرض باسم الفيكونت"

وانتهت المراسم ببساطةٍ مدهشة، وما إن طويت حتى نهض المبعوث يستعد للمغادرة بلا إبطاء

لا حديث زائد ولا انتظارٌ لضيافة

وما زال الناس غارقين في أثر الفرح، بينما كان لويس قد بدّل عباءته بهدوء ورافق المبعوث بنفسه حتى الباب

كان الثلج يهطل، وريح الشمال لاذعة كعادتها

خارج القلعة عربةٌ مجهزة تنتظر، وحوافر الخيل تغرس طبعاتٍ عميقة في الثلج

مشى لويس برداء فراء الذئب إلى جانب المبعوث بخطواتٍ واثقة

قال بنبرةٍ ودودة صادقة: "أتقيم على العشاء الليلة؟ خمرُنا ليس كثيرًا، لكن السمكُ المدخن ولحوم الوحوش طيبة المذاق، ولعلك لم تتذوق ضلوع ذئب الثلج"

ابتسم المبعوث وهو يلقي عباءته على كتفه وكأنه قدّر اللطف، لكنه هزّ رأسه

قال بنبرةٍ رخوة تحمل رصانة الوظيفة: "عليّ أن أتابع بسرعة إلى موقع منحٍ آخر، ففي الشمال غيرك من نالوا أوسمةً عسكرية"

قال لويس وهو يومئ: "لن أُلِحّ إذن"

استدار ولوّح، فحمل فارسٌ صندوقًا كبيرًا ثقيلًا ووضعه على الثلج، ولما فُتح لمع فيه ضوءٌ ذهبي خافت

لا زخارف جواهر معقدة، بل أكياسٌ من دنانير الذهب المرصوصة ترتيبًا بسيطًا واضحًا

قال لويس بصراحةٍ متزنة: "بعضُ من خصوصيات الشمال، عربون تقدير بسيط"

تفاجأ المبعوث واتسعت عيناه لحظةً كأنه صُدم من صراحة هدايا نبلاء الشمال، ثم أومأ راضيًا

قال لويس بهدوء: "انقل سلامي إلى جلالته"

قال المبعوث: "سيكون ذلك" وقفز إلى صهوة فرسه بخفةٍ معهودة

اندفعت العربة في العاصفة، وعجلاتُها تطبع أثرها في الثلج وتتلاشى شيئًا فشيئًا

بقي لويس واقفًا لا يعجل بالعودة

عبثت الريح بعباءته وحركت شعره، وبقي بصره مع طريق العربة حتى غاب، من غير تطلعٍ زائد

لم تكن مدينة رمح الجليد قد استيقظت تمامًا في الصباح الباكر، وكان ضباب الفجر ينساب من درابزين البرج الأبيض المنحوت ليتبدد في الفناء خفيفًا كريش

في غرفة الأزهار كانت عنقودَ ياسمينٍ ثلجي يتفتح ببطء مع إشراقة جولةٍ جديدة من الضوء، أبيضَ نقيًا هشًا

وقفت إميلي في وسط الغرفة بثوبٍ صبوحي رمادي أزرق، وشعرها مرفوع، وندىً خفيفٌ على أطراف كمّيها

حدّقت في عنقود الياسمين الثلجي، يزهر بإصرارٍ يكاد يكون عنيدًا، كأنها شاردةٌ في خاطرٍ بعيد

مرّت أناملها على البتلات برفق، لكن بصرها لم يعد على الزهور، بل شرد بعيدًا

ما زالت كلمات أبيها إدموند قبل أيام ترنّ في أذنها

لم تكن لهجةُ أمر، بل خفّ فيها طرفُ مُداعبة

لكنها عرفت أنه تقريرٌ لا يُرد، بديهيٌّ إلى حدّ أن حياتها كلها كأنها مُخططة بعناية، وما عليها إلا أن تتبع الخارطة

كانت إميلي تعرف طبعًا ما على بنات النبلاء من تبعات، لكن تموّجًا لا يهدأ نهض في قلبها

ليست مزهريةَ زجاجٍ هشّة توضع حيث يُراد لها، ولو كانت يدُ أبيها هي التي تضعها

همست وهي تذكر الاسم: "لويس كالفين. أيُّ رجلٍ هو في النهاية"

أهو الفتى الذي تتحدث الشائعات عن بطولاته في ساح القتال

أم نبيلٌ ساقته حربُ الشمال صدفةً إلى مقامٍ عالٍ

لم ترغب في رسم صورة المستقبل من مديحٍ تسمعه فقط

أرادت أن ترى وتسمع وتحكم بنفسها هل يستحق الرجلُ الذي ربما يمشي إلى جانبها العمرَ كله إخلاصَها مدى الحياة

نادَت: "نورا"

جاء الرد سريعًا من خلف الباب، ودخلت خادمةٌ بثوبٍ رمادي وقد خفضت صوتها باحترام: "نعم يا سيدتي"

قالت إميلي بشفاهٍ يعلوها عنادٌ رقيق وعينين هادئتين: "أنوي رحلةً طويلة. ستكون هذه المرة من رحلاتنا الجميلة، لكننا سنسلك طريقًا أطول قليلًا"

ارتبكت نورا لحظةً، وكانت "الرحلة الجميلة" شيفرةَ خروجهما خفيةً

خمنت قصد سيدتها فورًا وقالت: "هل تقصدين التوجّه إلى إقليم المدّ الأحمر"

أشارت إميلي بإصبعها أن اصمتي: "لا يعلم بهذا أحدٌ سواك. أريد أن أرى بنفسي لا أن أسمع من غيري، ولا أن أكتفي بمديح أبي له"

ترددت نورا قليلًا ثم أومأت: "مفهوم. سأجهز العربة والأمتعة"

قالت إميلي وهي تغادر غرفة الأزهار وما زالت رائحة ياسمين الثلج على أطراف أناملها: "ليكن اللباس بسيطًا كي لا أُعرف في الطريق"

وسارت في رواق الحجر الأبيض، والتفتت تنظر خلفها، وكان ضباب الصباح قد انقشع، والضوء ينسكب على أفاريز القلعة المائلة كأنه يشعل لرحلتها طريقًا مجهولًا

هبط الليل وأضواء مدينة رمح الجليد توهجت من أعالي البرج إلى أسافله

جلس الدوق إدموند عند الموقد إلى طرف المائدة الطويلة، وصوت ملاعق الفضة تمسّ الصحون الخزفية بدا واضحًا في سكون المكان

لم يكن له مزاجٌ للأكل اليوم، فاكتفى بطبق حساءٍ ساخن وشرائح خبزٍ قليلة

اقترب خادمٌ عجوزُ الشعر بخطواتٍ خفيفة جدًا

همس: "غادرت الآنسة المدينة هذا الصباح مع وصيفتها نورا فقط، وسلكت طريق الجنوب. هل تأمر بإرسال من يعيدها"

قال الدوق إدموند بنبرةٍ هادئة وفيها ابتسامةٌ كأنه توقع الأمر: "لم تستطع المقاومة أخيرًا. دعها تذهب، لن يهدأ لها خاطر حتى ترى بعينها"

استدار نحو فارسه الشخصي الواقف صامتًا وقال: "دَع فيكتور يرافقها من بعيد ويحرسها، دون أن يُشعرها بذلك"

كان فيكتور حارسًا موثوقًا بقوة فارسٍ فوق العادة

قال الفارس: "مفهوم"

فرقع الحطب في الموقد، واشتد وهج النار قليلًا، وانعكس في عيني الدوق لينٌ نادر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 177 مشاهدة · 1373 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025