🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ [سورة آل عمران: 159]"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شقّ السكون القصير في القاعة كأنه شرارة أُضرمت

كان أول من تحرّك شيخ حرفي يجلس في زاوية رفع كوبه الطيني عاليًا وهتف بأول صيحة يحيا المدّ الأحمر يحيا السيد لويس

وفورًا انفجر الصوت كسيل جبلي من كل الجهات

يحيا

يحيا المدّ الأحمر

نخب السيد لويس

امتزج التصفيق والهتافات وقرع الكؤوس في موجة حماسة كأن القاعة كلها ترتجف

احمرّت عيون البعض من الفرح وشدّ آخرون قبضاتهم يلوّحون وأما فريق فكان يصرخ ويجرع جرعة كبيرة من الخمر القوي ووجوههم تشرق بابتسامة سعادة افتقدوها طويلًا

لم يكن الامتنان على وجوههم تمجيدًا أعمى بل اعترافًا يخرج من القلب

جلست إميلي إلى المائدة وقلبها يخفق مع كل صرخة تحيا المدّ الأحمر

لم يكن هذا ذروة وليمة فحسب بل صحوة روح إقليم كامل

وبقية الوقت علت فيها الضحكات وقرع الكؤوس وصعدت مجموعة أطفال تقودهم الخادمات بحماس إلى المسرح الصغير

وقف طفل أكبر قليلًا واعتدل ومسح حلقه كالكبار وصاح

نحن مسرح أطفال المدّ الأحمر سنقدّم لكم قصة كيف استخدم السيد لويس الحيلة ليفسد مؤامرة حلف الثلج الشرير

وانفجرت القاعة بالضحك والتصفيق

اقتسم الصغار الأدوار كان كالفين أطولهم وقد ارتدى رداء السيد المصنوع بوضوح من مفرش مائدة وملامحه جادة للغاية وهو يؤدي دور لويس ويكرر في حواره حماية سلم إقليم المدّ الأحمر

وارتدى عدة أطفال أقنعة حلف الثلج ولوّحوا بسيوف خشبية كأشرار

ومجموعة أصغر من الأطفال أدّت دور الزهور والنباتات والأشجار تلوّح بأوراق ورقية لتصنع بمشهدها حقل غلال

وكانت الذروة حيلة لويس الذكية لهزم العدو

صرخ كالفين بأعلى صوته أشعلوا القنابل السحرية ثم أتمّ جملته بحماس طفولي

فهوى جميع أطفال فرقة الحقل في اللحظة نفسها محدثين دويًّا تمثيليًا وكأن انفجارًا هائلًا وقع على الخشبة فتعالت الضحكات والتشجيع بلا انقطاع

تلت ذلك فقرات غناء ورقص بعضها أغانٍ شعبية تمجّد إخماد السيد لويس للحرب وإعمار الديار وأخرى جوقات تشيد بجدّ الناس وكدّهم

وامتلأت القاعة بفرح بسيط صادق يدفئ القلوب

لكن فكر إميلي لم يكد يثبت عند هذه العروض

انجذرت نظرتها من تلقاء نفسها نحو السيد الشاب الجالس في المقعد العالي

رأته يرفع كأسه بسكينة بين الضحكات ورأته يخفض رأسه أحيانًا ويتحدّث همسًا مع القيّم إلى جواره وعلى حاجبيه لمحة تفكير هادئ

كانت العروض مسلّية بل أخرج بعضها ابتسامة منها من غير قصد

لكن ما تردّد في صدر إميلي كان أسئلة لا تفارقها

كيف وصل هذا الرجل إلى ما هو عليه اليوم

ماذا يدور حقًا في قلبه

إن صارا زوجين هل أستطيع أن أدخل عالم هذا الرجل فعلًا

حدّقت إميلي شاردة حتى نسيت أن تضع كأسها

لويس همست باسمه في قلبها بفضول لا يُكبح وتوق يتفتح بهدوء وتتخيّل سرًا ملامح ما سيأتي

وهكذا انتهت الوليمة الصاخبة أخيرًا وبدأ الضيوف يودّعون على مجموعات قليلة ويغادرون القاعة ورضًا لطيف ما زال يعلو الوجوه

لكن إميلي بالكاد سمعت كلمات الختام

جلست بهدوء وقلبها كأن وترًا رقيقًا نُقر فلم يهدأ طويلًا

بدت الضحكات وعرض الأطفال والأنخاب كلها كأنها حلم باهت التفاصيل

وبقي الرجل في المقعد العالي لويس

كان حاضرًا في ذهنها بوضوح واحتلّ مساحة لا يزاحمها أحد

ما بي همست محاولة أن تستجمع نفسها لكن قلبها كان كأنه تلعقه نار دافئة لا تُحتمل

عادت إلى مقرّ إقامتها وما زالت في دوّامة تلك الأفكار لا تفلت منها

وقفت أمام المرآة وعيناها تومضان في ضوء الشموع

وأخيرًا تنفّست إميلي بعمق كأنها حسمت أمرها والتفتت إلى نورا الواقفـة إلى جوارها

يا نورا قالت بهدوء فيه صرامة أزيلي زينتي التنكرية

توقفت نورا لحظة مترددة لكن يا آنستي

وقطعت كلماتها عينا إميلي اللامعتان على غير عادتهما

كان فيهما ضوء عزم ممتزج بتوق وارتباك وشجاعة

فتحت نورا فمها ثم لم تقل شيئًا وأومأت بصمت وبدأت بإزالة الطلاء بمهارة

تلاشت الظلال المرسومة بعناية وبهتت الألوان المستترة وبدت الملامح في المرآة كأنها تولد من جديد

واختفت الندبة المصنوعة مع أثر الماء

وحلّ مكانها وجه لا يُنكر جماله

أنف شامخ وعينان زرقاوان عميقتان تحملان برودة الشمال وحدّته

كزهرة شقائق تتفتّح على سهل ثلجي باردة وآسرة

وفي تلك اللحظة اختفت التاجرة المرهقة التي تختبئ بين الجموع تمامًا

وحلّت مكانها إميلي إدموند الحقيقية

السيدة النبيلة التي لُقّبت يومًا زهرة الشمال وقفت الآن بحزم جديد وأناقة فيها لمحة بطولة

الرداء بدّلوه تمتمت بخفة وثقة

ونزعت عباءة الرأس الكئيبة وارتدت الفستان الأزرق القاتم الذي أُعِدّ منذ زمن

وتلألأ الديباج تحت الضوء يرسم قوامها الممشوق في مهابة ولطف معًا

وسوّت طرف ثوبها برفق ثم رفعت عينيها إلى صورتها في المرآة وفيهما ومض خفيّ يشتعل

يا نورا قالت ببطء وفي صوتها أمر لا يُرد استدعي حارسًا من حرس المدّ الأحمر

وبعد قليل سمعت وقع أقدام ثابتة خارج الباب

وما إن فُتح الباب حتى بهت الحارس لحظة من هذه التي أمامه هنا كانت تقيم تاجرة متخفية قليلة الظهور فكيف ظهرت فجأة هذه السيدة البهيّة ذات السّمْت الرفيع

ومع ذلك قال بأدب كيف أخدمك يا آنسة

استدارت إميلي ببطء ورفعت ذقنها وقالت بنبرة واثقة أبلغوا الفيكونت كالفين أن خطيبته إميلي إدموند تطلب لقاءه

وما إن سمع ذلك اللقب حتى ارتج قلبه واعتدل في وقفته تلقائيًا ولم يجرؤ على السؤال

حاضر سأبلغه في الحال قالها سريعًا ومضى بخطوات عاجلة

أُغلق الباب مجددًا وعاد السكون إلى الغرفة

زفرت إميلي ببطء وحدّقت نحو الباب وكفّاها تشدّان ثوبها من غير قصد

لويس همست بالاسم في قلبها وعيناها تلمعان توقعًا وشيئًا من القلق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 145 مشاهدة · 925 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025