🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ" (سورة الشورى، آية 38)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حفل تنصيب لويس كالفن حاكمًا للمقاطعة وأوّل اجتماعٍ لمجلس مقاطعة قمة الثلج تقرّر أن يُعقَدَا في إقليم المدّ الأحمر

وما إن انتشر الخبر حتى سارع نبلاءٌ كُثر بالتحرّك باكرًا نحو إقطاع الفتى النبيل، وكلٌّ يحمل حساباته الخاصة طمعًا في مكاسب أكبر لنفسه

هذه المقاطعة أنهت حربًا العام الماضي، ثم جاءها شتاءُ الشمال الطويل، والمنطق يقول إن الجميع كان ينبغي أن يعيش فوضى واضطرابًا

لكن ما إن وطِئوا أرضَ إقليم المدّ الأحمر حتى خيّم الصمت، فالمشهد لم يُشبه توقّعاتهم أبدًا

تخيّلوا بيوتًا خَرِبة ودخانًا، فإذا بهم أمام طرقٍ من الحصى الناعم، وشوارع نظيفة تعكس صور الناس، وصفوف أشجارٍ مزروعةٍ بمحاذاة الطريق بانتظام

قال بارون جنوبي وهو يقبض على سرجه: هل تاه بنا الطريق، ما هذا، إن كان هذا خرابَ ما بعد الحرب فهل أقاليمنا غاباتٌ بدائية

نظر نبيلٌ شمالي بعنادٍ متأفّف، لكن عينيه سرّحتا إلى القرى المنظّمة، فالفلاحون يحرثون، والأطفال يهرعون إلى مدارس بسيطة تحمل كتبًا على ظهورهم، ولوحةُ إعلاناتٍ في الحيّ تعلن «معايير توزيع الحبوب لهذا الشهر»

ساد صمتٌ تام، فأقاليمهم ما زالت تكتئب لقلة حبوب الربيع، وهنا الحبوب تُوزَّع بالفعل

تمرّ دوريات الفرسان أحيانًا بدروعٍ لامعة وخطواتٍ موحّدة، فرسانٌ بطاقـة قتالٍ حقيقية لا جندٌ مجمّعون على عجل، وأرديتهم ترفرف ومع الوقفة وحدها يبعثون رهبةً تضغط على صدور النبلاء

لم يبدُ كأنهم يستقبلونهم بقدر ما يُظهرون قوّتهم

منهم من نقر بلسانه، ومنهم من قطّب جبينه، وأكثرهم عضّ على أسنانه في الخفاء

لم يعد الإقليم شبيهًا بإقطاعٍ وليد خرج من مناطق الحرب، بل كأنه «نمطٌ جديد من الحكم الإقطاعي» يعمل بكفاءةٍ وانضباطٍ شديدين

وخاصة ورثةُ الأسر الشمالية القديمة، فقد لزموا الصمت معظم الطريق، لا لتمنّعٍ بل لعجزٍ عن الكلام

قبل عامٍ أو عامين زار بعضهم هذا الموضع ورأى بعينه حاله، أرضًا قاحلة مزّقتها الحرب، قرًى مدمّرة، وسكانًا بلغ بهم الجوع أن قشروا لحاء الأشجار وأكلوه، ولم يكلّف نبيلٌ نفسه عناء تطويرها

أما الآن فبينما يمشون على طرقٍ نظيفة يرون قنوات ريٍّ مرمّمة على الجانبين وحرسًا يحرسون مخازن الحبوب ليلًا، وحتى وجوه العامة لم تكن «وجوهَ نجونا بالكاد» بل سكينةٌ لا توصف

همس بارون: هذا غير معقول، حتى مع المال لا تُحوَّل أرضُ الشمال إلى هذا الحال في وقتٍ قصير

لكن الحقيقة أمام الأعين سواء قبلوا أم لم يقبلوا، وكانوا يظنّون بحكم أنهم أهلُ الشمال أنهم أدرى بهذه الأرض من ذلك الفتى الذي صعد بالمآثر العسكرية، غير أن شعور التفوّق بدأ يتهاوى الآن، كأنهم أوائلُ الناس يرون ناطحاتٍ وأضواءً وماءً يجري لأول مرة

قال بارون وهو يرمق المكان بنظرةٍ معقّدة: لقد تبدّل كل شيء

وما زاد إحراجهم أن صانع هذا التبدّل هو لويس، «الغريب» عن الشمال

جلس جوزيف كلادي في عربته يراقب مشهد شوارع المدّ الأحمر من النافذة، وازدادت نظرته عمقًا، فمهما نظرتَ لم يظهر المكان كأنه عاش حربًا، بل أشبهُ بقلبِ إقطاعٍ مستقرّ منذ سنوات

تقطّب ببطء: هذا اللويس أقوى مما ظننت

لم يُرِد الاعتراف، لكنه الواقع، فالانضباط والازدهار هنا هما بالضبط غاية «خطةٍ لثلاث سنوات» كان رسمها لنفسه، وها هو فتى في 19 من عمره حقّقها في عامٍ واحد

صمت قليلًا ثم ضحك بخفّةٍ فيها شيءٌ من ثقةٍ تواسي النفس: إدارةُ الإقطاع أساسيات، أما النبلاء فيحتاجون نفوذًا وعلاقاتٍ ونظرةً بعيدة، ويعرفون كيف تُدار السياسة

ومهما أتقن العمل، فـ«ابنُ المآثر العسكرية» الذي لا يُحسن التعامل مع النبلاء سينتهي معزولًا تُفرَّغ سلطته خطوةً خطوة

كبُر جوزيف بين كبار نبلاء الجنوب الغربي ويعرف تمامًا لعبة «غليّ الضفدع ببطء»، فالسلطة لا تُنتزع دفعةً واحدة، بل تُسلَخ شيئًا فشيئًا

ثم رسم ابتسامةً رقيقةً صادقة المظهر، وبدأ يضغط على النبلاء على انفراد، ودخل مرحلة «التدبير الخفي» رسميًا، وطرح جملة «مقترحاتٍ للحاكم» كلّها تبدو مُحِقّةً وجليلة

وأوحى بأنه يخفّف العبء عن لويس، فقال: يجب أن تجسّد إدارة المقاطعة روحَ التشارك بين النبلاء، أقترح إنشاء «مجلس نبلاء مقاطعة قمة الثلج» نتداول فيه القضايا الكبرى جماعيًا فهذا أرسخ

والترشيحاتُ العسكرية والسياسية لا بد لها من تروٍّ، تُرشَّح المناصبُ الحسّاسة من المجلس ويُقرّها الحاكم، برقابةٍ مزدوجة تمنع تركز السلطة

وبحكم قرب مقاطعة قمة الثلج من جماعة الثلج فخطر الحرب قائم، الأفضل إنشاء «مركز طوارئ لتخزين الحبوب» يُديره النبلاء ليتكفّل بالإمداد ويخفّف ضغط الحاكم

ظاهرها تقاسم مسؤوليةٍ وتعاونٌ من أجل الاستقرار، وباطنها تقويضُ سلطة لويس بندًا بندًا، فالمجلس يضع يده على الرجال والحبوب والإدارة، حتى يصير الشاب حاكمًا شكليًا بلا نفوذ

وأما الطُّعم فمُعدّ سلفًا، إذ وعدته «نقابة الطبق الفضي» بدُفعاتٍ من الحبوب والذهب، وقد صار يلوّح بها «ليصنع الكعكة»

ارتفعت زاوية فمه ولمعت عيناه بالحساب: إذا تذوّقوا القِطعة الأولى فلن يتركوها

وقبل بدء الحفل بادر جوزيف بالاقتراب من الآنسة غرانت، كانت واقفةً في زاوية الحديقة كأنها زينةٌ منسيّة، ترتدي ثوبًا قديم الطراز، خصرُها مشدودٌ لكنه لا يخفي امتلاءها، وأصابعُها الممتلئة تلوّي منديلاً بتوتر، وعيناها تفرّان من نظراته الفاحصة، فهي تكره هذه المناسبات، وتدرك أنها بدينةٌ خجولة وتفتقد «صورة النبيلة»

وتعرف أن سبب دعوتها اسمُ أسرة غرانت لا شخصُها

قال مبتسمًا وهو يقترب: سررتُ بلقائك يا آنسة غرانت

ارتجفت قليلًا وهمست مرتبكة: أهلًا

لم يسبق أن بادرها أحد بهذا الاحترام، قال بنبرةٍ هادئة لا تخلو من شفقة: أنتِ وريثةٌ شرعية لبيت غرانت، دمٌ لا يُنكر بين نبلاء الشمال القدماء، لكن هل يحترمونك حقًا

ارتجّت وجنتاها، أرادت ردًّا فلم تسعفها الكلمات، فقد وخزت عباراته اللطيفة أنعمَ موضعٍ هشّ في قلبها، همس: لا يدعونك، لا يشربون معك، لا يذكرون لقبك، تجلسين هنا كأنك غير موجودة

طأطأت رأسها وشفتاها خطٌّ رفيع وعيناها تلمعان، صبرت سنينًا، موتَ أبيها، وهبوطَ شأن أسرتها، وزواجًا أقحمها، ونبذًا من أهل الزوج، وحتى بعد عودتها للشمال لم تُقبَل حقيقةً، أرادت أن تنهض ببيتها لكنها لا تعرف كيف ولا معلّم لها

قال جوزيف كنسيمٍ ليلي: أما أنا فلستُ مثلهم، أعرف مجدَ آل غرانت وأعرفُ مكانَك الذي تستحقّينه

خفق قلبها بقوّة، وإحساسُ الاعتبار الذي غاب طويلًا تدفّق يغمر دفاعاتها، فمال قليلًا كأنه يسرّ بسرّ: انضمّي إلينا، سيُعطيك مجلسُ النبلاء مقعدًا، لا زينةً بل صوتًا حقيقيًا

رفعت نظرها بدهشةٍ وبارقةِ أمل، لكنها تردّدت، أتُراها تَصلح للجلوس إلى تلك الطاولة، فابتسم قائلًا: سنستلم قريبًا شحنةَ عقاقيرَ وحبوبٍ وتوابل وأقمشةٍ نادرة من أسرتي، وسأجعل لكِ أولويةً في إدارة جزءٍ منها، ليس مالًا فحسب بل فرصةً لتقولي «لستُ عديمة الفائدة»

ثم خفّف نبرته: ولستُ أتصدّق، إنه احترام

ق clutchت المنديل وتمايل قلبها بين القبول والرفض، فهي ليست ساذجة وتدري أنه صاحب غرض، لكن أيمكنها الرفض وقد انتظرت فرصةً لتنهض من صورة «ابنةٍ مُشفَقٍ عليها زُوّجت»

عضّت شفتها وقالت خافضةً رأسها: حسنًا… سأثق بك هذه المرة

لم يُظهر نشوةً، بل هزّ رأسه شاكرًا ومضى، وفي داخله يكاد يضحك بصوتٍ عالٍ، وقال في نفسه: نبلاء الشمال القدماء ليسوا أكثر من هذا، يتغنّون بالدم الشريف، فإذا طال تهميشُهم تكفي لمسةُ لطفٍ وقليلُ موارد ليغمرهم الامتنان، وغرانت أولُ لبنة، إن فُتِح هذا الركن تراخت جبهةُ القدامى صفًا بعد صف

كانت أدواته ثلاثًا: عبارة «أنتِ تستحقين الاحترام»، ووعدُ مقعدٍ يعني «لكِ مكانة»، وقليلٌ من المنافع الملموسة

وبنَفَس فاتحٍ كثّف جوزيف في يومين كسبَ عددٍ من المترددين، كل حديثٍ كان حجرًا يوضع في خانته، بعضهم يخشى أفولَ نفوذ أسرته فلا يجرؤ على مواجهة النظام الجديد، فوهبهم «وهم الصوت»، وآخرون قصُرَت أيديهم عن استغلال أقاليمهم فوعدهم بتخصيصاتٍ سخيّة عبر «دعم الأسرة»، وحتى نفرٌ من القدامى الذين يبدون مشاكسين أمالتهم جملة «أنتم أساس قمة الثلج، لا ينبغي تهميشكم» فأومأوا كثيرًا

لكن الشرط الأهم لنجاح هذه الحيل كان صمتَ لويس كالفن، ففي الأيام السابقة للحفل كاد يغيب تمامًا ولم يستقبل نبيلًا بنفسه، وكل الاستقبالات رتّبها كبيرُ الخدم برادلي

توقّع جوزيف منه جلساتٍ جانبية أو ترتيبَ علاقاتٍ ولو بمظاهر مجاملة، فلم يجد حتى حديثَ بروتوكول، وكأن قدوم النبلاء «إجراءٌ روتيني» رتّبه وانتهى، فضحك جوزيف حانقًا مسرورًا معًا، وعدّ خصمه ضعيفًا جدًا، وقال في نفسه: كيف يكون مثلُ هذا حاكمَ مقاطعة، وما نفع المهارة إن لم تفهم قلوب الناس ولم تُحسن لعبة النفوذ، لا تستحق الوقوف في موضع الحاكم

رمق القلعة الغريبة بابتسامةٍ باردة: أتظن أن الشوارع النظيفة والصفوف العسكرية تكفي، يا لسذاجتك، النبلاء ليسوا عامةَ الناس، إن لم تُعطِهم سلطةً وكرامة فسوف يأخذونها بأنفسهم

ظنّ أنه كشف الشابّ الجديد، لا يُحسن صراع القوى ولا بناء العلاقات، ولو في يده أوراقٌ جيدة فلن يحسن الاحتفاظ بها، ولم يبدأ الحفل بعد وكان يوقن بالنتيجة

لكن خطّته لم تُجدِ مع الجميع، فحين حاول استمالة يوين هارواي كان كمن يضرب رأسه بجدار، يعرف صلته الجيّدة بلويس، لكنه آمن بمبدأ «لا نبيل يرفض الإغراء»، فإن وافق يوين على إقناع لويس بـ«فتح السلطة» ونقل جزءٍ منها إلى «مجلس النبلاء»، قال واعدًا: ستكون الثالث في القيادة بعدي وبعد الحاكم

وأخرج رُزَم موارد: حصصَ طعامٍ وتنسيقَ حامياتٍ وأولويةَ دخولٍ إلى قنوات تُجّار الجنوب، وختم بعبارةٍ ذات مغزى: لويس يحتكر السلطة، وفي النهاية سنكون أنا وأنت بيادق، وإن أخفق سنُضحّي جميعًا

صبّ لنفسه كأسًا ينتظر تردّد يوين وانجذابه، فأخذ يوين الكأس بابتسامةٍ نصفية ونبرةٍ متعاونة: كلامك منطقي، حان وقت التفكير في المسار المقبل، بل على لويس أن يسلّم بعض سلطته لنتقاسم الحمل، فالكلّ يهتمّ بالمقاطعة

ابتسم جوزيف وزادت ثقته، ولم يدرِ أن ابتسامة يوين لم تكن موافقة بل سخرية خفيّة، فما وعده به جوزيف لا يساوي شعرَةً مما يرسله أبوه له كل شهر، و«الثالث في القيادة» حلمٌ مُفرِط، ثم إن جلوسي هنا اليوم من فضل رئيسي الذي تسميه «المحتكر»، في العاصمة قبل ست أو سبع سنين كان يسند ظهري، وقد أتقنتُ ملازمةَ هذا السند، فمن يبيع أخاه لأجل شخصٍ عابر

ومع ازدرائه الباطن ضبط يوين ظاهره على وقارٍ مع قليلٍ من «بطء الفهم»، يصغي متصنّعًا ويُظهر بين حينٍ وآخر «آه… فهمت»، كأنه مهتمٌّ فعلًا بـ«الإصلاحات» و«المجلس»، وانساق الحديث إلى بُعدٍ آخر من اللهو والقصص والكرنفالات، من فستانٍ وفضيحةٍ وهروبِ ابنةِ نبيلٍ مع عامل الإسطبل، وطرَفتَيّ نكتةٍ عن سيدةٍ أسكرتها الخمرة في حفل

ازداد جوزيف ارتخاءً حتى ربت على كتف يوين كأنه يقول «أنا وأنت على الموجة نفسها»، وضحك: البارون هارواي ليس دودةَ كتب، كنت أعلم أنك تعرف كيف تستمتع بالحياة، فضحك يوين ببلاهةٍ مدروسة: ها… لا أعرف كثيرًا، فقط أسمع كثيرًا، فقال جوزيف: حسنًا، سأدعوك يومًا إلى نبيذ البرقوق الذي ترسله أسرتي، حتى الإمبراطور يحبّه، فأجاب يوين: يسعدني ذلك

وحين انفضّ الحديث نظر جوزيف إلى الوقت ونهض: طال الكلام اليوم، لن أشغلك، نتحدّث لاحقًا، فأومأ يوين: نعم أنا متعب قليلًا اليوم، وأظهر شرودًا كأنه ما زال يفكّر في «نبيذ البرقوق» وتلك الحكاية، وخرج جوزيف راضيًا خفيف الخطى كأنه ربح رهانًا، وقال في الممر: سهلٌ لدرجة تُحيّر، ظننتُ هارواي صعبًا فإذا به عادي، وقلّ من الشبان من يقاوم إغراء السلطة والربح

لكن ما إن خرج حتى صارت عيناه الصافيتان كحدّ السيف بدل ذاك الغبش المصطنع، وابتسم ساخرًا وفيه مللُ من توقّع النتيجة سلفًا: «الثالث في القيادة»، يظن نفسه شيئًا، ثم سوّى ياقة معطفه ومضى إلى مكتب لويس، وقال: رئيسي، هذا الجوزيف يدبّر، أغراني بحزمة أسعار، كن مستعدًّا، ربما لديه الكثير

جلس لويس عند المدفأة يحتسي الشاي وابتسم بهدوء: دعه

سأله يوين: ألستَ قلقًا، فقال: ممّ أقلق، لديّ ترتيباتي، اطمئن، فرمش يوين وقد رأى الثقة فأمسك لسانه، فهو يثق برئيسه ثقةً كاملة

أما ويلس أخو لويس الأكبر فلم ينتظر من يكلّمه، إذ شمّ الرائحة بنفسه، وقال وهو يأتيه بجبينٍ مزموم: هذا الجوزيف يهمس هنا وهناك أكثر مما ينبغي، أنصحك بالثبات، واظهر لبعض النبلاء الذين تحتاج إليهم، لا تدع الناس يظنّونك متعاليًا فتُحشَر لاحقًا، فاكتفى لويس بإيماءة: فهمت، لا تقلق، لديّ تدبير، ولما رأى سكينة وجهه لم يُلحّ، لكنّ شعورًا بعاصفةٍ مقبلة بقي يساوره

وكان جوزيف ما يزال راضيًا يرصّ قطعه على الرقعة، لا يدري أنه ممسوكٌ أصلاً بيدٍ خفيّة على حافة اللوح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 152 مشاهدة · 1882 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025