رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ" (سورة آل عمران، آية 26)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال لويس: أبقوا الموسيقى دائرةً والرقصَ مستمرًا

وبينما يتكلم انطلقت الموسيقى

تحوّلت قاعةُ المأدبة إلى مسرحٍ غريب، ابتساماتٌ قسرية على الوجوه، وكل رشفةِ نبيذٍ كأن فيها سبعَ حصصٍ من السم

لم يذكر أحدٌ جوزيف بعد ذلك

كأنه لم يحضر أصلًا، وكأن صرخته الحادة: كيف تجرؤ كانت مجردَ وهم

كان إدوارد يتصنّع الفرح هو أيضًا، لكن عينَيه شاردتان وعرقٌ باردٌ ناعم يغطي جبينه

وبينما يبادل من حوله كلامًا آليًا عابرًا فكّر في سرّه: حمدًا لله، حمدًا لله أنني لم أوافق جوزيف ذلك اليوم

تذكّر اللقاء جيدًا؛ تحدّث جوزيف معه عن حقوق الأرض والإقطاعات، بل اقترح بتعجرف أن نسيطر معًا على قيادة المجلس لإقصاء ذلك الأبله لويس

راودته الفكرة لحظة، لكن طبعه الحذر منعه أخيرًا من الموافقة

وفي هذه اللحظة شعر وكأنه تلافى المقصلة التي كانت معلّقة فوق رأسه

لكن هذا الاطمئنان ما لبث أن ابتلعته موجةُ ذعرٍ أخرى

وماذا لو ظنّ لويس أنني متورّط أيضًا، وهل لو قلتُ كلمتين إضافيتين قبل قليل لكنتُ أنا المأخوذَ من القاعة

امتزج الارتياح بالرعب ومزّقا قلبه

حتى إنه لم يعد يدري مما يريد الهرب أكثر في تلك اللحظة: أمن هذه المأدبة العجيبة، أم من حاكم المقاطعة الشاب الجالس على الكرسي الأعلى بوجهٍ لطيفٍ دائمًا

يوون، الجالس غير بعيدٍ عنه، كان صورةً مختلفة تمامًا

لقد ضاق منذ زمنٍ بذلك المتعالي المتصنّع الذي لا يتكلم إلا بمكيال المنفعة

والآن وهو يراه يُسحب قسرًا على أيدي الفرسان طار من الفرح حتى كاد فمه يبلغ أذنيه

ضحك كولدٍ يراقب عرضًا مشاكسًا، وابتلع جرعاتٍ من الخمر وهو يتمتم: تس تس، سقَطَ سقوطًا مدويًا هذه المرّة

وتعمّد أن يدقّ بمرفقه كتف ويليس إلى جواره، وحاجباه محلّقان: أرأيت، قلتُ لك إنه مُتكبّرٌ مزيّف، هل ظنّ حقًا أن القائد سهلُ الخداع، ها هو الآن، كل تصنّعه أوصله إلى السجن

أما ويليس فلم يكن مرتاحًا إلى هذا الحد

لم يردّ، بل مرّر نظره فوق الكؤوس ليستقرّ على أخيه الجالس في صدر القاعة مبتسمًا بهدوء كأن شيئًا لم يحدث

أهو فخٌّ بَسَطه مبكرًا ينتظر قفزة جوزيف، أم قرارٌ خاطفٌ وهجمةٌ في حينها

عدّ ويليس نفسه قد رأى كثيرًا من "القساة"

لكن مثلَ لويس، من يمزج السكينة بالهيبة والأداء من غير خيطٍ ظاهر، فلم يرَ من قبل

حتى خامرته ريبةٌ خفيفة: كم ورقةً أخرى يخفيها هذا الأخُ غيرُ المألوف

وهكذا، وبين موسيقى بالكاد حافظت على إيقاعها وجوٍّ متكلّفٍ من الابتسامات، انتهت أخيرًا هذه المأدبة التي كان أصلُها للاحتفال

ولمّا انتهت المقطوعة الأخيرة تنفّس العازفون الصعداء ووضعوا آلاتهم، والعرق يقطر منهم

لكن لم يجرؤ أحدٌ أن يغادر أولًا

وجّهوا أبصارهم نحو لويس في الصدر ينتظرون إشارته

حتى نهض ببطء ولوّح بيده قليلًا وقال بهدوء: أحسنتم جميعًا وتعبتم، يكفي هذا لليوم

كانت هذه الإشارة كفرسٍ فُكّت لجامها

أمكن للجميع أن يتحرّكوا أخيرًا، لكنهم لم يجرؤوا على الإسراع لئلا تبدو عليهم فزعةٌ أو قلّة احترام

خرجوا من القاعة موجةً منظّمة، خُطاهم مكبوحة وتعابيرهم معقّدة، كأن زلّةً واحدة ستجعل لويس يمسك بهم من فورهم

ولمّا عادوا إلى أماكن نزولهم المؤقتة فقط خلعوا أقنعتهم "الودية"

تشكّلت ليلًا حلقاتٌ صغيرة على خفر، اثنان وثلاثة يتناجون

منهم من يهمس بجبينٍ معقود، ومنهم من يدمدم بأسرار، ومنهم من يقف حائرًا فحسب

ما الذي حدث برأيكم بالضبط

كيف استطاع أن يأخذ جوزيف بهذه البساطة، وبأي تهمة

هل جنّ

لكن إن كان مجنونًا فلمَ يبدو كل شيءٍ محكمًا

كانوا كالنمل يحاولون مخرجًا في الظلام، ولا يجدون جوابًا لسؤالٍ واحد: لماذا فعل لويس هذا

لكن لا أحدَ يعرف الحقيقة، ولا أحدَ يجرؤ أن يسأل علنًا

فقط أدركوا حقيقةً مرعبة

ذلك الحاكمُ الشاب، اللطيفُ نادرَ الابتسام، سواءٌ كان مجنونًا أم لا، فهو أفظعُ مما ظنّه أيٌّ منهم

أما لويس، في قلب الدوامة، فكان هادئًا كعين بئرٍ قديم

بعد قليلٍ من انتهاء المأدبة استدعى ويليس ويوون

دخلا واحدًا إثر الآخر، وما إن وطئ يوون الداخل حتى قال بحماس: يا لويس، حركتُك قبل قليل كانت مذهلة، كدتُ أنفجر ضحكًا، ذلك المتغطرس أُخرج من القاعة بهذه السهولة

أما ويليس فلم يطمئن

نظر إلى الباب المغلق بنظرةٍ مركّبة وسأل بخفضٍ: ألا تخشى المتاعب يا لويس، لقد أخذتَ جوزيف مباشرةً، هل لهذا تبعات

اكتفى لويس بابتسامةٍ خفيفة: اعتقالُه لا علاقة له بي

ماذا قال الاثنان بدهشة

نقر لويس على الطاولة بلطف ونبرته ثابتة: إنه أمرُ الدوق إدموند، ولعله الآن في طريقه إلى دار الحاكم، وأنا فقط استثمرتُ الأمر لإرساء الهيبة

لمعَت الدهشةُ في عيني يوون وويليس

تابع لويس: لم أخبركما سلفًا لأن الاستخباراتَ لم تكن مؤكَّدة في البداية، أما الآن فالدليل حاضر، لقد خان

هذا afternoon جاء فرسانٌ من دار الحاكم إلى إقليم المدّ الأحمر وشرحوا لي الأمر

وقتها فكّرتُ سريعًا: هل أستطيع أن أجعل من هذه الحادثة تثبيتًا للهيبة، وقد تمّ لي ذلك بتعاون أولئك الفرسان فأكملنا المسرحية كما رأيتما ثم، وتحت نظراتكما المندهشة، بسط لويس القصة بإيجاز

لقد أقام جوزيف كالادي تواصلًا سرّيًا مع نقابة الصحن الفضي في اتحاد الزمرد منذ أكثر من نصف عام

زوّدهم بمعلوماتٍ سريةٍ عن أسرة كالادي في منطقة دفاع الجنوب الغربي في الإمبراطورية، تشمل تناوبات أبراجِ المراقبة وحسابَ استهلاك تموين الحاميات وحتى إيقاعَ انتشار فرسان الخطّ الجنوبي الشرقي

وبالمقابل نال كمياتٍ كبيرة من الذهب والأعشاب الغذائية والمؤن و"عبيدًا تقنيين" من الاتحاد

والأخطر أن الذي كشف الخيوط مخبرٌ من نقابة الصحن الفضي اعترضتُه في الطريق إلى إقليم جوزيف ثم أرسلته إلى دار الحاكم، ومن هناك عُرفت التفاصيل

قال لويس: والأشدّ وطأةً أن الأدلة لا تقتصر على سجلاتٍ مفصّلة لصفقاته مع نقابة الصحن الفضي، بل معها توقيعُه بخطّ يده

اتّسعت عينا ويليس، وفغر يوون فاه زمنًا

ساد صمت

ثم نقر يوون لسانه خفيةً: كنتُ أتساءل من أين جاء بكل هذا التعالي، فإذا به أرادها لعبةً كبيرة

ابتسم لويس باستخفاف: أما الآن فقد انتهى كل شيءٍ يخصّه، وربما جرّ على أسرته المتاعب أيضًا

شحب وجهُ ويليس وتمتم: لقد جنّ

وبعد طيّ قضية جوزيف عاد الصمت لحظة

لم يُطِل لويس الكلام ومضى مباشرةً إلى المقصود: حسنًا، لاجتماع الغد أنوي فعلَ أمور، وأحتاج منكما التعاون

اعتدل يوون: حاضر، قل ما تريد

أومأ ويليس: لا مشكلة، سنمضي وفق ترتيباتك

شرح لويس بإيجازٍ توزيعَ الأدوار

على يوون تثبيتُ الأرضية في القاعة، ويُعلن موقفه في الوقت الملائم ويكبح أيَّ اضطرابٍ محتمل

وعلى ويليس أن يعقلن السياساتِ الجديدة من زوايا النظام والكفاءة والأمن، ليؤسس للرأي العام أنه يتحرك "من أجل الناس وللصالح العام"

وافق الاثنان من فورهما

ثم واصل الثلاثةُ في حلقةٍ ضيقة نقاشَ معالجة نقاطٍ مفصلية، ووصلوا سريعًا إلى توافق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ