🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" (الطلاق 3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستوى التاسع تحت الأرض من زنزانة العاصمة الإمبراطورية، سجنٌ عميق لا يصل إليه ضوء
هنا لا رائحةَ غبار، بل مزيجٌ لاذع من الرطوبة والصدأ والعفن
الجدرانُ مرقّطة بحزازٍ داكن، وبقعُ الدم تسلّلت منذ زمنٍ إلى شقوق الحجر حتى تجمّدت رسوماتٍ سوداء كأنها شارةٌ غريبة
جوزيف كالادي، ذاك النبيلُ الرياديُّ الذي كان يومًا عاليَ الهمة في الشمال
أمّا الآن فليس إلا كتلةَ لحمٍ ودمٍ منزوعَ الكرامةِ والجلدِ والهيئةِ البشرية
كان منكمشًا على كرسيِّ التحقيق الحديدي، يداهُ متدليتان، وكاحلاهُ موثوقان بسلاسل صدئة، جراحُه متقيّحة نازّة، وهيئةٌ لا يلتفت إليها حتى غراب
أرخى رأسه، وشعرُه المتلبّد خيوطُ حبالٍ سوداء، لا يُعرفُ أهو طينٌ أم دمٌ أم آثارُ دموع
قال المحقّقُ عن يمينه بابتسامةٍ مائلة وهو يدنو منه، وفمُه الملتوي يُظهر لثّةً شوهها حريق: تكلّم يا سيدَ جوزيف، هذه اعترافاتُك الرابعة عشرة، نريد أن نسمع الخامسةَ عشرة
لم يُجب جوزيف
رفع فقط جفنيه المنتفخين ونظر إلى الوجه الموشوم بالندوب
تقدّم محققٌ آخر بخطى متهاونة، مدَّ طرفَ ذراعٍ صناعية ولطمةً واحدة انتزع قطعةَ لحمٍ صغيرة لم تلتئم بعد من جسد جوزيف
آه… آه آه
حتى صرخاتُه لم تعد تجد صدى في الزنزانة، فالحيطانُ ألفتْ هذا الصوت، وكأنّ الحجر نفسه فقد الإحساس
لم يعد الألمُ يفعل سوى أن يجعله يعيد كلماتٍ قالها مراتٍ لا تُحصى
كان في البدايات، بين صرخاته، يطرح على نفسه سؤالين
من الذي خانني
وما دورُ لويس
أما الآن فلم يعد يفكّر، صار يريد أمرًا واحدًا لا غير: اقتلوني… دعوني أموت… أرجوكم… أتوسّل
لا يذكر متى بدأ يستجدي الموت
همس المحقّقُ المحروق الوجه كأنّه يداعب: تريد أن تموت؟ آسف، جلالتُه لم يوافق بعد على موتك
ونحن نريد أن نرى كم مرّةٍ يمكن لكلبٍ متكبّرٍ أن ينبح
ضحكا كأنهما رويا نكتةً بالغة الطرافة
مدَّ أحدهما الضحكة، واكتفى الآخر بابتسامةٍ ساخرة
غصَّ جوزيف من ضحكهما، لكن لم يخرج شيء
كان يومًا عقلَ الشمال المدبّر، مرتفعَ الرأس، يدير مقاطعةً بكلمةٍ وابتسامة، وها هو الآن لا يقوى على تركيب جملةٍ واحدةٍ صافية
حتى إنه بدأ يحسد رفاقَ الزنازين الذين مضوا سريعًا تحت حدِّ السيف
قال صاحبُ الذراع المعدنية بعد أن دوّن كلمات جوزيف مجددًا وهو يلوّي معصمه: يكفي هكذا، قال كلَّ ما يمكن قوله، وكرّره مرارًا
تمتم المحقّقُ الأعور وهو يطوي رقًّا ملوثًا بالدم: تطابق المعلومات يتجاوز تسعين في المئة، والفوارق أقلُّ من جملتين
أومأ ذو الذراع الصناعية: لن ننتزع جديدًا على الأرجح، أرسل هذا الاعتراف ونسخ الرسائل والحسابات وتلك المكاتبة إلى جلالته مباشرة
سوف يبتسم حين يراها
أو على الأقل ترتجف شفتُه
لم يعودا يعبآن بجوزيف المرتجف على الأرض، وأخذا يلمّان أدواتهما على مهل كجزارين ينظّفان لوح التقطيع
وقبل أن يغادرا همسا بأمرٍ مثل أن يُقطع علنًا
وأخيرًا أُغلق البابُ الحديدي بنقرة، وأُطفئت الشعلة، فعاد السكونُ الميتُ إلى الزنزانة
في الظلام بقي همسٌ واحدٌ متقطّع مخلوطٌ بالدم: أرجوكم… دعوني… أموت
نُفّذ مرادُ جوزيف في النهاية
بعد ثلاثة أيام، في العاصمة الإمبراطورية ـ ساحة لونغيانغ
إنّها ملتقى أقدم الشوارع الرئيسة وأكثرها صخبًا في الإمبراطورية، قُطعت بعضُ المسالك، ووقفت فرقُ الحرس بالسيوف كالغابة في نظامٍ محكم
نُصبت ثلاثةُ صفوفٍ من السياجات الحديدية حول الساحة، ظاهرُها منعُ الاقتراب، وما وراءها ازدحم العامةُ يزاحمون بعضهم للفرجة
هذا مشهدٌ مألوف في ساحة لونغيانغ
منذ اعتلاء الإمبراطورِ الحالي العرش، صارت واحدةً من أشهر «فسحات الإعدام السياسي» في العاصمة
كل يومين أو ثلاثةٍ تسقطُ رأس، والتهمُ عجيبةٌ شتّى، وغالبًا لا يُقتل عوامُّ الناس، بل وجوهٌ كانت نافذةً أمس
نبلاءُ ساقطون، تُجّارٌ كبار، ضبّاطٌ، علماء… كلُّ من أغضب «من فوق» نال عاقبةً سيئة
وفي العامين الأخيرين ازداد «التطهير» تواترًا
شاعت بين الناس طرفةٌ مُرة: من دُعي إلى وزارة الشؤون الداخلية لشرب الشاي، فعلى أهله أن يطلبوا تابوتًا من الحدّاد
والمفارقة أنّ الدم الكثير لم يُرعب العامة
عاد المشهد
من يكون اليوم، هل تعرفونه
لا نعرف، لعلها أسرة نبيلة وقعت في ورطة
سمعتُ أنه بيتٌ يتاجر بعُدّة الجيش، على أية حال، قُطعت رؤوسٌ كثيرة هذه السنين حتى ما عدتُ أفرّق بين الأسماء
في الزحام باعةُ حبٍّ وكستناءٍ محمّص، وأطفالٌ على أكتاف آبائهم يتفرّجون، وشيوخٌ يقرفصون في الصف الأول طلبًا لمكانٍ يضمن الرؤية
كان كلُّ شيءٍ أقرب إلى سوقٍ لا منصّةِ قطع رؤوس
لم يكونوا يقرأون التهم على اللوحات العليا، ولا يهمّهم من يقف عليها
كلُّ ما يعرفونه أنّ «صاحب سلطةٍ» آخر سيموت اليوم
في وسط الساحة ارتفع منصبٌ من حديدٍ بارد مغطّى بقماشٍ أسود
عُلّقت على جوانبه إعلانات تقول: خيانة، مؤازرةُ عدوّ، تحريضٌ على العصيان في الشمال، خداعُ البلاط
حُوِّطت الحروفُ بمسحوقٍ ذهبي وثُبّتت بمسامير فضية، تلمع لمعانًا باردا
لكنها في عيون المتفرّجين مجرّد زينةٍ «معتادة»
هل سيستعطف برأيك
النبلاء يتظاهرون بالصلابة، لكنهم يصرخون عاليًا حين يسقط السيف
أُراهن أنه يُغشى عليه
دقّ الجرس وسط الهمس
دارت عربةُ القفص الحديدي تحمل السجين ببطء
صرّت العجلات ثم توقفت، وفُتح باب الحديد، وتقدّم حرّاسٌ إمبراطوريون مدجّجون يسحبون «الرجل» إلى الخارج
كان حطامَ إنسانٍ مدمّى، عظامُهُ مشوّهة
جوزيف كالادي الذي كان يجلس أمس في الولائم يخطُبُ بطلاقة، صار ظلًا لا يكاد يذكر من يكون
سحبَه جنديان كأنّه كيس تبنٍ ممزق
في الليلة السابقة، وعلى خلاف العادة، استدعى المحققون ضابطًا طبيًا عسكريًا
ليبدو «إنسانًا» على الأقل
الإعدامُ بالسيف يحتاج مظهرًا لائقًا، وإلا أفزعنا الصغار
غُسِل وجهُه، ورُدَّ أنفُه المكسور قسرًا، وكُشط الدمُ الجاف، وشُدّت الكسور، فبان «سليمَ الشكل» من الخارج
حتى إنهم ألبسوه عباءته السوداء المفصّلة للنبلاء، لكنها مضرّجة، باهتةُ اللون، مشقوقةُ الكمّين، كأنها ثيابٌ مُنتَشَلةٌ من تابوت
لا يدري جوزيف كيف بلغ المنصّة، أبدفعةٍ أم جُرَّ جرا
فتح الجلّادُ قائمة التنفيذ وقرأ بصوتٍ عالٍ
جوزيف كالادي، خالف القانون الإمبراطوري، تواطأ مع دولٍ معادية، سرّب أسرارًا، تعاقد مع تجّارٍ على فساد، وحَرّض على الانقسام
الأدلةُ قاطعة، والتُّهمُ ثابتة، والحكم بالموت ـ قطعُ الرأس علنًا
أُلصق عنقه بحامل النصل البارد فوق منصّة الحديد
نسيمُ ساحة لونغيانغ نفذ إلى ثيابه فبردت عظامُه
فجأةً سمع ضحكًا وتشجيعًا
فتح جفنيه المنتفخين فرأى بحرًا من الوجوه يتدافعون يحدّقون ويعلّقون ويراهنون
لا يعرفون من يكون، ولا يبالون، إنّه «عرضُ اليوم» وحسب
أين أخطأت، سأل نفسه، ولم يعُد هناك مجيب
في الصف الأول خلف ستارٍ خفيفٍ جثا بعضُ النبلاء الجدد، رؤوسُهم منكّسة في صمت
وحضر بعضُ النبلاء القُدامى أيضًا بوجوهٍ جامدة وثيابٍ أنيقة، كأن هذا طقسُ صباحٍ اجتماعيٌّ إلزامي
إنه فعلًا ابنُ أسرة كالادي… لقد وقعوا في مأزقٍ الآن
ثلاثُ جرائم مجتمعة، ولم يُمنح امتياز الإعدام الخاص بالنبلاء
جلالته لا يُبدي رحمةً هذه السنين
لم تتجاوز هذه الهمسات باعًا واحدًا
الجميع يعلم أنّ المفتشين ذوي المعاطف الحمراء المتخفّين حول الساحة يسجّلون كلَّ لفظة
نظر الجلّاد إلى برج الساعة، كان الوقتُ مناسبًا تمامًا
لمعَ السيف المرفوع فضةً تحت الشمس حتى خُيّل إلى الهواء أنه يرتجف
نفّذوا
هوى النصل، وتدحرج الرأس أذرعًا، وتفجّر الدمُ كنبعٍ يلطّخ الدرجات
تجمّدت الساحة لحظات
ثم هتف مجهولٌ أولًا: ضربةٌ موفّقة
فتلاه ثانٍ وثالث، وتزايدت الهتافات
يستحقّ
اقطعوا غيره
ضربةٌ نظيفة
اختلط الضحكُ والتصفيقُ بصيحات الأطفال ونداءات الباعة
لوّح بعضهم بمناديل، ورمى آخرون نقودًا نحاسية، وانحنى شبّانٌ فوق السور متحمّسين كأنهم شهدوا نزالًا مثيرًا
لم يعرفوا من هو الساقط، ولا اكترثوا
إنه برنامجُ الصباح في العاصمة لا أكثر
دمٌ وتهمةٌ وحكمٌ وسيف، مكتمل العناصر
أما «أسرة كالادي» و«أسرار الجيش»
فلا يفهمونها ولا يريدون الفهم
على طرف الساحة لم يجفَّ دمُ المنصّة بعد، وقد هبطت الغربان تلتقط ما تناثر
وفي برج الساعة القريب عادت موسيقى التوقيت الإمبراطوري تعزف من جديد
ولم يكن جوزيف وحده من دفع الثمن بسبب هذه الحادثة
جلس إلمن، ربُّ أسرة كالادي، إلى مكتبه، عيناه محمرّتان، وقد غاب عن وجهه ما اعتاده من صرامةٍ ووجاهة، ولم يبقَ إلا تعبٌ يائس لا يُوصف
ارتجفت يده اليمنى بلا انقطاع، تجرُّ المدادَ أثرًا مموّهًا على العريضة
باسم آل كالادي، نقطعُ صلتنا بالخائن… ومع ثلاثِ حصونٍ حدودية وثلاثين في المئة من السلطة العسكرية، أطلبُ الحكم الإمبراطوري
عضَّ على أسنانه، ووقّعَ اسمه في السطر الأخير، ثم طبع الخاتمَ العائلي كأنّه يسحق ورقةَ ذنبٍ بجانبها
ذلك كلُّ ما يمكنه فعله
أبٌ يتبرّأ من ابنه، وشيخُ أسرةٍ يقطع ذراعًا لينجو بالجسد
ارتمى أخيرًا في ظهر الكرسي كأنّ العظم والقوة نزحا من جسده، وشيخَ فجأة عشر سنين
تمتم ببحّةٍ بطعم الدم: أحمق… تالفٌ لا خير فيه
تواطأ مع تجّارٍ من خارج البلاد، باع أسرار الجيش، ولعب ألعابَ استعراضٍ رخيص، أيّ مسرحِ صراعٍ ظنّ أنه يمثّل
ضرب الطاولةَ بقوةٍ وثبَ الكأس من مكانه
أهلك نفسه، وجرَّ عقودَ جهدي، وعرقَ أجيال آل كالادي، إلى الطين معه
بلغ الغضبُ ذروته، ثم لم يبقَ سوى زفرةٍ خافتةٍ بالكاد تُسمع
لم يُرِد أن يبكي، لكن حافتي عينيه احمرّتا
حارب إلمن كالادي معاركَ لا تُعدّ، وتفادى ثلاثَ حبائل سياسية، وجرّ أسرتَه من الوحل إلى صدارة النفوذ
ولم يظنّ قطّ أن الضربة القاتلة تأتيه لا من خصمٍ بعيد، بل من بيته
ذاك الطفلُ الذي حمله بيديه يومًا هو من قايض اليوم الأسرة كلَّها بعقوبةٍ قاسية
أحمق، قالها ثانية هذه المرّة همسًا، كأنه يمحو الاسم من ذاكرته
لم يبقَ أمامه إلا أن يأمل لطفًا من الإمبراطور هذه المرّة
انتظر جوابًا ولو كان مجرد القول إنّ الجرم ليس بتلك القسوة، ليجد هامشَ تنفّس
لكن لم يأتِ شيء
مضت ثلاثةُ أيام، ثم خمسة، ولا نسمةَ خبر
حتى صباح اليوم السابع، وصل إلى قصر آل كالادي رسولٌ مسرع من وزارة الشؤون الدستورية يحمل مرسومًا إمبراطوريًا
حين دخل الخطابُ الثقيل كان لا يزال في مكتبه يراجع تقارير الجيش، وشمعُ الختم لا يزال طريًّا يحمل شعارَ الميثاق الإمبراطوري الذهبي، علامةَ صدوره عن أعلى جهة، المجلسِ السري لجلالته
فضَّه بيدين مرتعشتين، صفحةً تلو صفحة
المرسوم الأول: إلغاء حقوقِ التعاقد العسكري لمنطقة الدفاع الجنوبي الغربي
تتولى فرسانُ لهبِ التنين الملكي قيادةَ الفيالق الثلاثة العتيقة على الحدود خلال عشرة أيامٍ مقبلة
وتُنزّل رايةُ آل كالادي عن الحصون، وتُرفع مكانها رايةُ عشيرة التنين الذهبي
المرسوم الثاني: نزعُ ثلاثِ صلاحياتٍ نَبيلة، المقاعدِ الدائمة في مجلس النبلاء، وترشيحاتِ الأكاديمية العسكرية، وتصاريحَ ميادين الصيد الملكية
كان ذلك تعريةً سافرةً من الامتياز، تكاد تُعادل طرد الأسرة كلها من دائرة نبلاءِ العاصمة
المرسوم الثالث: تدقيقُ الأصول في العاصمة، وتجميدُ الحسابات لدى مصارف النبلاء، وختمُ منزلين عائليين للتحقيق
كلُّ كلمةٍ وجملةٍ لا تترك موضعًا للمساومة
وقف إلمن في وسط القاعة ممسكًا بالفرامين الثلاثة المختومين التي جاء بها مبعوثٌ ملكي
لا تزال حوافُّ الورق دافئة، وشعارُ الإمبراطورية الذهبيُّ لامعٌ حادّ كأنّه يسخر منه
قرأها كلمةً كلمةً، وجهُه بلا تعبير، ومع ذلك كان يحسّ كأن كلَّ لفظةٍ تدقُّ مسمارًا في قلبه
إلغاء، نزع، تجميد… وحين بلغ آخر سطرٍ يقول: يسري فورًا، ويُوفَد مبعوثون خاصون إلى أراضي آل كالادي لتطبيق السيطرة الانتقالية
خُيّل إليه أنّ عظمَ ظهره قد نُزِع، فسقط في كرسيِّ الحكم الذي جلس فيه مراتٍ لا تُحصى رمزًا لسلطته
اصطدم ظهرُ الكرسي خلفه بصوتٍ مجوّف كزفيرٍ أخيرٍ لبيتٍ قديمٍ قبل الانهيار
وقف الخدمُ والقيّمُ والحرسُ وبعضُ أبناء العشيرة صامتين لا يجرؤون على همسة
أطرق إلمن برأسه ببطء، ويده القابضة على المرسوم ترتجف
لكنها رجفةُ إنهاكٍ لا رجفةُ غضبٍ أو خزي
تلك الكلمات، مع أنّه أعدَّ نفسه لها، لم يفهم ثقلَ «التجريد» الحقيقي إلا حين قرأها
لم يكن أخذَ جزءٍ يسيرٍ من سلطة، بل قلعَ أوتارِه وكشطَ عظامَه وخلعَ أسرةَ كالادي من عمود الإمبراطورية الذهبي
همس بصوتٍ واهنٍ كالصدى: انتهى كلُّ شيء…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ