🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (سورة طه، آية 114)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت رياح العاصمة الإمبراطورية تحمل دائمًا برودة لا توصف، وبخاصة في الآونة الأخيرة

انتشر خبر إعدام جوزيف بقطع الرأس وتصفية عائلة كالادي في أرجاء طبقة النبلاء الإمبراطورية كلها خلال نصف يوم فقط

وبينما كانت الشائعات تعصف في الشوارع، غدت الولائم واجتماعات الصالونات في القصور هادئة على نحو غير معتاد

كان الجميع يتحدث همسًا عن أمر واحد: الإمبراطور كان قاسيًا أكثر من اللازم هذه المرة

قال أحدهم: مهما يكن، كان نبيلاً من الجيل الخامس—اقتُلِع دون كلمة واحدة

وقال آخر: وا حسرتاه على كالراد—فهو لم يكن، في نهاية المطاف، ممن رفعهم الإمبراطور بنفسه

وقال ثالث: لا تنسوا، هذا بالفعل ثالثُ نبيلٍ كبير يُطهَّر هذا العام

وقال رابع: إنها الحيلة القديمة ذاتها—توازن القوى، وفي النهاية لا يبقى ثابتًا إلا الإمبراطور

لم يجرؤ أحد على انتقاد الإمبراطور علنًا، لكن تحت قشرة العبارات المهذبة كان هناك خوف ويقظة لا يمكن إنكارهما

فهم النبلاء القدامى أن ما يجري هو تصفية بالوكالة، تُنفَّذ تحت شعار التصحيح، لكنها في الحقيقة اجتثاثٌ لقوى قديمة لم يصنعها بيده

وليست هذه الاستراتيجية وليدة اليوم

ففي السنوات الأخيرة، كان يكاد كل فضيحة أو انقلاب أو تمرد أو قضية فساد

يُرَدُّ أثرُها إلى نبيل قديم تورط وتشابكت خيوطه، ثم أُزيح بصمت عن رقعة شطرنج السلطة، وفي الوقت نفسه رُقّي واحدًا تلو آخر من النبلاء الموثوقين من فرسانٍ وقادة حدود، ومُنِحوا ألقابًا وإقطاعات

أما التبرير الرنان فكان: إعادة تشكيل القوى المتوازنة لمنع الانفصال الإقليمي

بينما كانت الحقيقة أن تروس المركزية بدأت فعلًا تسحق الألقاب العتيقة الضاربة في الجذور منذ قرون

امتلأت غرفة المكتب بعبير الصندل، ولهب الموقد يومض برفق ويلقي ضوءًا ذهبيًا متلألئًا على شعار العائلة المعلّق على الجدار

أغلق الدوق كالفن برقية الاستخبارات التي بيده وأغمض عينيه قليلًا، ثم اتكأ على كرسيه

ولوقت طويل لم ينطق بكلمة

لم يفاجئه كثيرًا خبر قطع رأس جوزيف وتطهير عائلة كالادي بالكامل

أما ربُّ عائلة كالادي

فنبيلٌ تقليدي على الطريقة القديمة، متغطرس وبطيء الفهم، يتشبث بالقوة العتيقة كأنها تميمة، غير مدرك أن الزمن تغيّر منذ وقت طويل

لم تكن هزيمتهم ظلمًا لهم

رفع كالفن كأس نبيذ دافئ ورشَف رشفة صغيرة، كان سلسًا وفيه عطر عشبي خفيف

وقع بصره على الموقد، فنكز جذعًا باسترخاء، فتطاير شرر من الخشب المتفرقع

تمتم لنفسه: جبل آخر انهار

لم يكن ذلك خوفًا، بل زفرة شعور

أمثاله رأوا كثيرًا من الصعود والهبوط

لم تكن دائرة النبلاء يومًا حصنًا ثابتًا، بل ساحة تتهاوى وتُبنى من جديد بلا توقف

كان سقوط عائلة كالادي مجرد عمودٍ عتيق آخر يهوي

وفهم في قرارة نفسه: الإمبراطورية لم تَعُد تحتاج إلى النبلاء القدامى

أسماء كانت تشرب إلى جواره، وتتصارع معه في مجلس النبلاء لسنوات، غدت الآن مجرمين باردين منزوعي الامتيازات، مهشمين ومصفّين

طبقة النبلاء في الإمبراطورية كان الإمبراطور الحديدي الدم يضغط عليها زر إعادة التشغيل

وتأمل قائلًا: بعد عشرة أعوام أخرى، ربما يتغير نصف الألقاب بين هؤلاء النبلاء الكبار

تلبدت في رأسه أفكار ثقيلة كضباب كثيف

حدّق كالفن في لهب الموقد الراقص، ثم أطلق فجأة تنهيدة خفيفة

وقال في نفسه: التفكير في هذه الأمور مُثقِل، فمالت عيناه رقةً، وخطر له أمر آخر

وبالمقارنة مع صراعات السلطة وتناحر النبلاء وقبضة الإمبراطور، بدا هذا الأمر أهون بكثير

لكن أهميته للمستقبل لم تكن أقل من أي مبارزة سياسية

لقد استُقِرّ أخيرًا على خطبة لويس وإميلي

تأكد زواج لويس من الابنة الكبرى لعائلة إدموند بعد جولات من جس النبض، ومناورات بروتوكولية، ورسائل خاصة، ومكاتبات سرية

وسيكون كاذبًا لو قال إنه لم يشعر بالارتياح

عندما وصلته الرسالة في ذلك اليوم، وقف الدوق كالفن أمام البرقية صامتًا زمنًا طويلًا

وكان راضيًا عن هذا التحالف بالزواج

بل إنه إحدى قِلّة من الاستراتيجيات التي يفخر بها في السنوات الأخيرة

أما إميلي إدموند، فلا يعرفها البتة، ولا يسمع عنها إلا أنها حسنة الهيئة

وأما ابنه نفسه، فلا يستطيع الادعاء بأنه يفهمه حق الفهم

وخاصة لويس في الأشهر الأخيرة

تنمية إقليم المدّ الأحمر، ومعركة مرتفعات تشينغيو، وترسيخ موطئ قدم في الشمال—واحدة تلو أخرى، كأن هذا الشاب الهادئ شبه الشفاف قد تبدّل تمامًا دفعة واحدة

ومع أن الخطبة قُرِّرت، فليس للعواطف مكان هنا

فهذا التحالف من أوله إلى آخره ليس حبًا رومانسيًا، بل غريزةُ بقاءٍ لعائلتين تحت ضغط عالٍ

إنه تبادل دقيقٌ وبارد للموارد، فعائلة إدموند التي تمسك بأقوى جندٍ ثقيل في الشمال وتُعرف بـ حاكم الشمال كانت عمليًا إمبراطورًا محليًا هناك، ورغم أن قوتها ضعفت قليلًا في الأعوام الأخيرة بسبب الحرب، فإنها ما زالت لا يُستهان بها

أما عائلة كالفن فمتجذرة في الجنوب الشرقي منذ مئة عام، تُمسك بثمانية موانئ كبرى، وبعدد لا يُحصى من الجماعات والتجار والشبكات، ولها نفوذ هائل في أوساط نبلاء مقاطعة الجنوب الشرقي

وكانت العائلتان من ضمن نبلاء الأعمدة الثمانية في الإمبراطورية، بسلالات ومكانة وقوة عسكرية في القمة

لكن في النهاية، كان لهما ضعفٌ مشترك: كلاهما من النبلاء المؤسسين القدامى

وفي زمن السياسات الحديدية الجديدة، لم تَعُد الحاجة إلى النبلاء القدامى، بل صاروا مسامير سيُقتلعون عاجلًا أم آجلًا

لذا تصافحوا

وكان تثبيت الخطبة مجرد بداية

أما الجزء المزعج حقًا فما زال قادمًا

فالزفاف يجب أن يكون لا تشوبه شائبة، على الأقل في الظاهر

كلا العائلتين عريقة، وأي خطأ سيكون مادةً للقال والقيل

وفي هذا المنعطف الحرج لا يستطيع أي طرف تحمل الخسارة

مراسم ورسائل وآداب ومبعوثون وولائم—لا بد من استيفائها جميعًا

ويجب إعداد ثلاثة عقود زواج رسمية: واحد لنقابة نبلاء الإمبراطورية، وآخر للأرشيف الملكي، وثالث لأرشيف كل عائلة، كما ينبغي مراجعة قائمة هدايا عائلة إدموند مسبقًا لتجنب سوء الفهم بين القِلة والكثرة

فرك كالفن جبينه برفق وتمتم: ليس مناسبًا أن أذهب

لم يكن يتهرب من المسؤولية، لكنه ببساطة لا يستطيع الذهاب

فلو وطِئ الشمال بنفسه، ولو لحضور زفاف فحسب، لعدّه الإمبراطور تصريحًا علنيًا يقول

نحن متحالفون، وأنت أيها الإمبراطور لا تستطيع أن تضبطنا

ذلك فاضحٌ للغاية وخطيرٌ للغاية

وكان يعلم أن الإمبراطور لا يحب الاستفزاز، ولا يحب الاختبار، وبخاصة كرهُه لتكتل النبلاء القدامى طلبًا للدفء

وخاصةً أمثالهم ممن طال بهم العهد، وتعمقت جذورهم، وأكلوا كثيرًا

وبالإضافة إلى درء الشبهات، كان هناك سبب عملي

فالوضع في الجنوب الشرقي لم يعد أرضًا تابعة تمامًا لسيطرة عائلة كالفن

ففي السنوات الأخيرة، بدا جلالته كأنه يلعب الشطرنج على مهل، يضع قطعًا بصمت في الجنوب الشرقي

ومع أن مقاطعة الجنوب الشرقي ما زالت اسميًا تحت يده، فإن القيود تراكمت فيها بالفعل، والخطوة فيها بقيود

ولو غاب طويلًا، ولو لحضور زفاف فقط، فلا يدري كم سيبقى من ملكه عند عودته

لذلك لا يمكنه المغادرة

لا بل عليه، وهو باقٍ، أن يكون أكثر طاعة وولاءً من أي شخص آخر

ومن ثم وجب أن يختار مبعوثًا لا هو فاضح ولا هو غير موثوق

مرّ الدوق كالفن بأسماء عدة في ذهنه حتى استقر على شخص بعينه

هو المطلوب

وترقرق ابتسامة خفيفة بالكاد تُرى على شفتي كالفن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

⚠️ تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك 🙏.

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة ✨، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها 🌸.

🤲 المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي 💐، وبالشفاء العاجل لوالدتي 💖، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية 🌙.

📢 ندعو قرّاءنا الكرام القادرين إلى دعمنا ودعم فريق العمل من أجل الاستمرار في ترجمة الروايات بأفضل جودة ممكنة.

📚 بفضل دعمكم، سنواصل نشر 5 فصول يوميًا بشكل ثابت ✨، ومع كل 1 دولار من الدعم 💖 سنضيف فورًا 10 فصول إضافية 📖 إلى الرواية فوق الفصول اليومية المعتادة.

💳 الدعم يتم عبر PayPal للراغبين فقط، وهو غير إلزامي إطلاقًا. 🙏 نحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم ترجمات دقيقة، خالية من المصطلحات الغريبة، لتكون مناسبة وملائمة للقراء المسلمين 🌙، وتصل إليكم بأبهى صورة 🌸.

💳 PayPal : https://www.paypal.me/Ahmed0Jebbari

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/31 · 172 مشاهدة · 1245 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025