الفصل 163:

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف 21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل 163: معركة السحرة الشرسة

الفصل 163: المعركة السحرية المأساوية

منذ أشهر كثيرة انقطع الاتصال فجأة بالساحر الكبير يورغن لوكن

لذلك أصدر كبير السحرة أمرًا

تم إرسال اثني عشر ساحرًا ذوي أقنعة فضية، وهم تابعوه المباشرون، إلى الأطراف الشمالية لكشف الحقيقة

كان هدفهم حدود الأطراف الشمالية وما بعدها من أطلال القبائل في الشمال الأبعد

وبسبب شساعة المنطقة انقسموا إلى 4 مجموعات، كل مجموعة تضم فريقًا واحدًا، للبحث على حدة، ولم يكن من المفترض أن تكون مهمة صعبة جدًا؛ فالأمر كله مجرد العثور على شخص ما، هكذا ظن الجميع في البداية

لكن الواقع جعل هؤلاء السحرة ذوي الأقنعة الفضية الصارمين يفهمون بسرعة ما تعنيه عبارة «لا أدلة إطلاقًا» على حقيقتها

كان هواء البلاد الجليدية باردًا، والأدلة أشد برودة

انقضت أسابيع، ولم يعثروا على أطلال، ولا جثث، ولا حتى أثر لتموجات سحرية متبقية

«هذا المكان بدأ يشعرني وكأننا ندور في جدار أشباح» تمتم لايكسير وهو يقطب حاجبيه محدقًا في الخريطة ويُشعل بغير اكتراث كرة لهب سحرية عند قدميه

كان الثلاثة يجلسون حول نار تخييم قرب جدول صغير، يخرجون أقراص خبزهم الجاف ويمضغونها دون تعبير

«لطالما قلت إن دخول الإدارة هو الطريق الحقيقي في الحياة» تذمّر مودي وهو يلوك خبزًا قاسيًا كفيلًا بأن يقتل أحدهم «كونك ساحر قناع فضي يبدو لامعًا، لكن ما الفرق بيننا وبين الماشية؟ كلمة واحدة من كبير السحرة وعلينا أن نجري إلى غابة الأطراف الشمالية لنبحث عن شخص لا نستطيع العثور عليه بعد شهر كامل»

«إذا أردت أن تصبح ساحر قناع ذهبي فعليك أولًا أن تتعلم التملّق» رماه لايكسير بنظرة جانبية ونبرة مسطّحة

«إذًا فأنا مع الاعتذار أتنازل» ردّ مودي وهو يرمقه بطرف عينه

لم تقل فو لاويا شيئًا، كانت فقط تمزق قرص الخبز الجاف كأنها غارقة في التفكير

كانت عيناها تزوغان أحيانًا نحو الظلال في الغابة؛ فالريح هناك بدت غير طبيعية قليلًا

خفت ضوء النار، وصنع تداخل الثلج وظلال الغابة شعورًا بالكبت لا يوصف «على ذكر هذا، هل علينا حقًا أن نواصل؟ لا يوجد حتى أثر لِبقايا سحرية» سأل مودي بصوت منخفض

لم يُجب لايكسير، واكتفى بالتحديق في أعماق الغابة

«ما دمنا جئنا إلى هنا فلا يمكننا الرجوع الآن» قال بهدوء «لنذهب لاحقًا ونسأل السكان القريبين»

وبينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث، تغيّرت ريح الغابة ببطء

ما كان ينبغي أن يكون مجرد حفيف أوراق وأغصان في الجبال امتزج فجأة بضجيج غريب—صرير وصرصرة، كصوت عظام تحتك، أو معادن صدئة تُجرّ على الجليد، مكتوم ومشوّه

«تمهّلوا» توقفت فو لاويا عن الكلام، قطّبت حاجبيها، ومسحت ببصرها الحاد خلفها

«شيء ما قادم»

في اللحظة التالية انشقت ظلال الأشجار، وانبثق 5 أو 6 أشباح من ظلام الغابة

كانوا يلبسون دروعًا جلدية ممزقة، وعباءاتهم أسمالًا بالية، ومع ذلك كانت خطواتهم متزامنة على نحو مريب، وسريعة بشكل يثير القلق

وجوههم بلا تعبير، وعيونهم زائغة، كأن السكون الميت قد ملأ ملامحهم كلها

ظهرت على صدورهم وشوم طوطمية أرجوانية داكنة كأنها شامات مولد، تخفق وكأنها حية، كقلوب تنبض خارج الجلد وتصدر إيقاع «دَف، دَف»

والأكثر رعبًا أن عضلاتهم لم تكن تنقبض بل كانت تمور، ككتل علَق تتدحرج تحت الجلد

كانت خيوط حريرية شفافة تزحف باستمرار من زوايا عيونهم وأفواههم؛ وبعضهم كان يُرى تحت جلده أجسام دودية تتلوى، كأن كابوسًا حفر طريقه إلى عظامهم

«هؤلاء ليسوا بشرًا» كان صوت فو لاويا بالكاد يُسمع «لا نبض—قِماقم فارغة تتحكم فيها ديدان لتسير»

انعقد حاجبا لايكسير بقوة، وارتدى قناعه الفضي بصمت، وظهرت على كفه رنونات سحرية متوهجة

كان مودي قد نهض أصلًا استعدادًا للقتال «لا يهم ما هم عليه، فلنجعلهم يتوقفون فحسب»

«تعويذة تجسيد الدرع: جلد الحجر»

بزئير منخفض تسلقت نقوش رمادية بسرعة جسده كله، فانتفخ كأنه جنديٌ حجري، وفي اللحظة التالية انفجر ما تحت قدميه واندفع للأمام كالسهم من قوس

«هاااه—!!»

لكمة هادرة قذفت جندي ديدان طائرًا، فاخترق شجرتين قبل أن يهوي إلى الأرض

لكن مع «طقطقة-طقطقة-طقطقة»

أصدر جندي الديدان صوتًا غريبًا كصريف الأسنان، وانقلب خارج الحفرة، وبطَقّة حادّة استدار عنقه 180 درجة، وتلاقت عيناه مباشرة مع مودي، ثم لوّح بسيفه أفقيًا فعلًا

«يا للعجب»

رفع مودي ذراعه ليصدّ، فشرر النصل على ذراعه الصلبة كالحجر، وجعله الارتداد ينزلق نصف خطوة إلى الخلف

لم تكن هذه قوة دمية؛ بل قوة قتال حقيقية قادرة على القتل

«استعدّوا للتحكم بالجماعات» هتف لايكسير وهو يلوّح بيمينه

«كرة نار: سلسلة»

انطلقت 3 كرات نارية فأصابت 3 جنود ديدان، وانفجرت إلى لهيب شاهق

ومع اجتياح موجات النار لهم تدحرج جنود الديدان إلى الأرض كجثث متفحمة

لكن في الثانية التالية نهض عدد منهم من وسط اللهيب، وفؤوسهم لا تزال مشدودة في الأيدي، وأجسادهم متفحمة وهي تندفع بلا أي علامة على الألم

«يستمرون في الاندفاع حتى وهم يزحفون؟» زمّ لايكسير أسنانه خافتًا

كان الجزء السفلي من جسد أحد جنود الديدان قد نُسف، ومع ذلك كان يزحف بذراعيه كالحلزون، وسرعته ليست أبطأ بكثير من سرعة إنسان عادي

كانت الخيوط الحريرية تتراقص من زاوية فمه، ترسم ابتسامة مقززة وموحشة وهو ينقضّ على فو لاويا

«مقرف» تمتمت فو لاويا تعويذة وهي تتفادى

«بركة السرعة: درع ثقيل، يا مودي»

تهادر ضوء سحري من حولها، فتسارع جسد مودي كله مجددًا، فالتف لحظيًا على جندي الديدان، ثم هوت قبضته كالساطور إلى أسفل، دافعةً إياه في الأرض مع طقطقة تحطم عظام وصوت فَقْع أكياس الديدان

وانتشر في الهواء خفوت رائحة لب ديدان لاذعة

«لايكسير، هناك اثنان خلفنا» صاحت فو لاويا محذرة

«علمت» أجاب بصوت مبحوح، مطلقًا التعويذات بيسراه

«كرة نار»

اندفع موج آخر من اللهب، وضربه المحرق أضاء ظلال الغابة الداكنة

لكن جنود الديدان لم تكن لديهم أي غريزة للتفادي أصلًا؛ فهم لا «يقاتلون»—بل «ينفّذون أوامر»

حتى بأطراف مبتورة، وعيون منصهرة، أو بنصف جسد مفقود، كانوا يعضّون ويقطعون ويقتربون على نحو غريزي

لا يشعرون بالألم، ولا يخافون الموت؛ بل لا يعملون حتى ضمن مفهوم «الموت»

كجثث تمشي، لكن أشرس وأسرع وأقوى من أي جثة

لم يكن الرعب الحقيقي أنهم يفتقرون إلى الوعي

بل أنهم احتفظوا بغرائز المقاتل، بينما صاروا منفلتين تمامًا من قيد «الموت»

على قسوة جنود الديدان غير الطبيعية، لم يكن السحرة الثلاثة مبتدئين، فبلوغهم مرتبة ذوي الأقنعة الفضية يعني أنهم من نخبة السحرة

لقد نقشت المهام الكثيرة بين الحياة والموت خبرتهم ومهارتهم وردود أفعالهم في اللحم والدم

حتى وهم يواجهون هذه الوحوش، كانوا يتقدمون بحذر، خطوة بعد خطوة، ويقاتلون بثبات

كان مودي يندفع في المواجهة المباشرة، يجذب نيران العدو، وتضرب قبضتاه الثقيلة أجساد الخصوم بلا توقف

وكان لايكسير يضبط ناره بدقة، ينفجر بتعويذة كل 3 ثوانٍ، لا يبدّد ذرة سحر واحدة هدرًا، فيما تتلو فو لاويا تعاويذها بهدوء، تضيف باستمرار دروعًا وتسريعات للاثنين الآخرين

كان تنسيقهم شبه كامل، يقاتلون ويتراجعون متجهين إلى منخفض صغير في الجنوب، يحاولون استخدام التضاريس للتخلّص من الاشتباك

لكن المفاجآت تأتي كثيرًا صامتةً في قلب أكثر الإيقاعات ألفة

«تعجيل إنشاد—تفعيل المرحلة الثالثة» كانت فو لاويا تهمس بالتعويذ

في تلك اللحظة انقضّ فجأة جندي ديدان، ملتصقًا بها وجهًا لوجه دون أي إنذار

«فورا» هتف لايكسير

في اللحظة التالية انفجر صدر جندي الديدان بعنف

«بَـقّ!!»

بانفجار مقزّز ومروّع تمزق كيس ديدان كامل إلى لبّ، مُطلقًا سائلًا متآكلًا أخضر-أسود

ومصحوبًا بعدد لا يُحصى من ديدان شفافة صغيرة اندفعت رذاذًا كأنها قطرات مطر هابط

«آاااااه»

لم تستطع فو لاويا الإفلات، فغمرتها من الأمام، وصرخت وهي تهوي إلى الأرض

ذابت ثيابها فورًا إلى ثقوب لا تُحصى بفعل السائل المتآكل، وتعالى أزيز، وظهرت بثور حمراء متورمة كبيرة على كتفيها وعنقها وذراعيها، واحترق جلدها إلى بقع بيضاء وحمراء شائهة

بل إن ما تلا كان أشنع

فقد «حفرت» تلك الديدان المرشوشة إلى الداخل

كانت عدة ديدان شفافة شبيهة بالعلَق تتلوى وتنزلق إلى جسدها عبر قنوات الأذن والمنخرين وحتى حلقها

«كح، كح، كح—!!!»

سعلت بعنف، وارتجف جسدها، وكأن وعيها قد اختلط فجأة

انقلبت فو لاويا على الأرض، تحفر بأظافرها التراب بيأس، وتبصق قطرات من مخاط ممزوج بالدم، وقد بدأت عيناها تتعكران

كانت تشعر بشيء «ينهش» دماغها ونخاع عظمها، بل وحتى روحها

زمجر مودي وهو يلوّح بسيفه، يضرب ظلال الديدان المنقضة واحدة تلو الأخرى، ويكاد يركض عائدًا إلى الغطاء خلف الخرائب

«فو لاويا؟!»

كان جسد الفتاة منكمشًا على الأرض، يرتجف بلا تحكم كأن النار تكويه، وجلده مشوب بحمرة كالماء المغلي

«سحقًا، بماذا أُصبتِ؟»

اندفع نحوها ورفعها بين ذراعيه، لكنه تجمّد فجأة

توقّف الارتجاف

خمدت على نحو مخيف، كأن روحها نُزِعت

«فورا—تماسكي—!»

حاول غريزيًا التراجع، لكن قبل أن يثبت نفسه تحركت الفتاة بين ذراعيه

لا، لقد نهضت

استقامت ببطء، وحركاتها ميكانيكية كدمية تشدّها خيوط

على ذلك الوجه المألوف لم يعد هناك دفء ولا حياة، بل سكون ميت

«فو لاويا—؟»

حدّق فيها مودي ذاهلًا

كانت عيناها الآن تتوهجان بضوء أرجواني موحش، كطيف يخرج من الهاوية

والتموجات السحرية المتجمعة عند أطراف أصابعها كانت بلا شك سحر فو لاويا

لكنها كانت فوضوية للغاية، ومشوّهة بشكل مرعب

«أنتِ ما زلتِ هناك، أليس كذلك يا فورا؟ إن كنتِ تسمعينني فـ—»

قبل أن يُتمّ جملته رفعت فو لاويا يدها فجأة

ومن دون طرفة تردد انطلقت ومضة أرجوانية شقّت الهواء فورًا

انقبضت حدقات مودي بشدة

اخترقت التعويذة صدره

اهتز جسده، وتفجّر دم حار من فمه، وبقي نظره معلّقًا على ذلك الفراغ في ملامح وجهها

«إذًا لقد—»

لم يعد قادرًا على الوقوف، فهَوى بقوة، وفقد كل علامة على الحياة

ظلّت فو لاويا واقفة مستقيمة تمامًا، كدمية جثة تسير، وضوء أرجواني يتوهّج ببطء في كفّها، كزهرة صامتة خبيثة تتفتح في ليل بارد

تجمّد لايكسير في مكانه، يراقب سقوط مودي، ويرى تلك التي كانت يومًا تقاتل إلى جانبه وقد التوت إلى وعاء مشوّه

«لا، هذا غير ممكن—»

شعر كأن خنجرًا شقّ قلبه؛ وللحظة نسي حتى أن يتنفس

كانت فو لاويا تمشي نحوه ببطء، خطواتها ثقيلة لكنها ثابتة جدًا

كانت عيناها لا تزالان تتوهجان بذلك البنفسجي المخيف

بلا عاطفة، بل أمر فقط

وخلفها كان 5 أو 6 من جنود الديدان يقتربون بهدوء أيضًا، هيئاتهم مشوّهة، ووجوههم خالية، كأنهم أطراف ممدودة لإرادة واحدة

«الوعي الجمعي»

مصطلح مرعب كان لايكسير قد قرأه يومًا في كتاب سرّي

لقد كانوا يشكّلون نوعًا من الرنين، انصهارًا على المستوى الروحي

عضّ على أسنانه، وأخذ نفسًا عميقًا، وكبح بعنف الحزن والخوف في صدره، ولوّح بعصاه بشراسة

«—صدّ الريح—انفجار اللهيب»

تداخلت رياح هوجاء مع نيران عاتية، فاجتاحت أمامه، وصنعت جدارًا حارقًا صدّ مؤقتًا جنود الديدان القادمين، وابتاع له لحظة تنفّس قصيرة

لكن حركته كانت في النهاية أبطأ خطوة مما ينبغي

—!!

صفير لزج كريه الرائحة انقضّ، فأصاب كتفه الأيسر بقوة

تآكل درعه فورًا وانهار، وأحرقت الحموضة لحمه عبر الفواصل، وفي اللحظة التالية دلفت إلى جرحه عدة ديدان بطول الإصبع تتلوى وتحفر

«أوغ، آااه!!»

تفجّر الألم المبرح في ذهنه كالرعد، وترنّح لايكسير إلى الخلف، وشحب وجهه لحظة

كان يشعر بتلك الديدان تتخبط داخل جسده بجنون، تبحث عن الثغرات بين الأعصاب والمسارات—إنها تريد السيطرة عليه، تريد إفساده

«لا يجوز أن أسقط الآن»

زمجر، وعضّ طرف لسانه، وبآخر شرارة من صفائه جمع سحره قسرًا، وأقام حاجزًا مؤقتًا ليَسُدّ المسارات

حتى لو ارتدّ عليه، وحتى لو دفعه إلى الجنون من الألم، فلا يمكن أبدًا أن يصبح الدمية التالية

«انتقال آني»

ابتلعه ضوء خاطف، وفي الثانية التالية ظهر لايكسير على بُعد عشرات الأمتار، وهَوى بثقل إلى الأرض، وانشق جرح كتفه راشقًا قرمزيًا قانيًا

توسّد الأرض وهو يزحف بضع خطوات، ثم ترنّح أخيرًا إلى شِق في جدار الجبل، ودلف إلى كهف صخري تخفيه عرائش

في عمق الكهف كان الظلام رطبًا، وجدرانه الحجرية مكسوّة طحلبًا وبقعًا، والهواء مفعمًا بعطن رطب، كأن قدمًا لم تطأه منذ سنين

انفصلت ريح الخارج، ولم يبقَ سوى أنفاسه الثقيلة تتردد في السكون

أسند لايكسير ظهره إلى الصخر الخشن، والغُبار يغطيه والدم يجلله، حتى ارتجافه صار غير مكتمل

تقلّبت حرارة جسده على نحو فظيع، وجلده شاحب على نحو غريب، ولم يبقَ في عينيه سوى بريق ضئيل عنيد

قبض على أسنانه وهو يحافظ على الحاجز، فالسحر الخافت يردّ مؤقتًا الديدان التي غزت جسده

لكن هذا ليس سوى حلّ مؤقت؛ وكلما طال التأخير تعاظم الثمن

«ها—ها آه—»

كان نفسه قد اختلط برغوة الدم، يتقاطر القرمزي من زاوية فمه كبتلات ذابلة نُثرت بين صخور مكسورة

انتفخت عروق جبينه كالأفاعي، وهاج السحر في داخله كمَدٍ، وقد استُهلك أكثر من 70% منه لسدّ المسارات وقمع التآكل

لم يتبقَّ له سوى 30% من سحره، بالكاد يبقي وعيه قائمًا

لكن ما إن حاول تعويذة المنارة حتى انهارت إلى عنقود ضوء خافت

«ما زال—لا يجدي»

هبطت يد لايكسير، كأن كل قوته استُنزفت، وانزلقت واهنة على الأرض الصخرية بجانبه

بدت الثواني مجمّدة، وكل ثانية تجرّه أقرب إلى حافة الفناء

يوم وليلة

لا ماء، ولا طعام، ولا نور

سوى «ديدان» تنهش بلا كلل في داخله، وإرادة كادت تتمزق من العذاب

كان لايكسير يظن يومًا أنه سيموت في ساحة قتال، في خاتمة مجيدة لحملة ما

لم يخطر له أنه سيتعفّن بهدوء في هذا الكهف المعتم، كدمية قماش مرمية

لم يكن فجر اليوم الثاني قد حلّ بعد

وأخيرًا هدأت الديدان

ربما لأنها كُبِحت إلى حدّها، أو خمدت غرائزها، أو أنها فقط نامت

تمكّن أخيرًا من التقاط أنفاسه، وانهارت أعصابه المشدودة فجأة كأوتارٍ انقطعت

شعر بأن كيانه كلّه قد فُرّغ من اللحم والقوة، فانزلق ببطء إلى الأرض واسودّت رؤيته

«أهذه هي النهاية—؟»

ارتسمت بسمة مُرّة على طرف فمه، كأنها سخرية من النفس، أو تسليم

وقبيل أن يغرق وعيه تمامًا في الظلام

سمع صوتًا يقول: «هل أنت بخير»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

⚠️ تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك 🙏.

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة ✨، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها 🌸.

🤲 المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي 💐، وبالشفاء العاجل لوالدتي 💖، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية 🌙.

📢 ندعو قرّاءنا الكرام القادرين إلى دعمنا ودعم فريق العمل من أجل الاستمرار في ترجمة الروايات بأفضل جودة ممكنة.

📚 بفضل دعمكم، سنواصل نشر 5 فصول يوميًا بشكل ثابت ✨، ومع كل 1 دولار من الدعم 💖 سنضيف فورًا 10 فصول إضافية 📖 إلى الرواية فوق الفصول اليومية المعتادة.

💳 الدعم يتم عبر PayPal للراغبين فقط، وهو غير إلزامي إطلاقًا. 🙏 نحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم ترجمات دقيقة، خالية من المصطلحات الغريبة، لتكون مناسبة وملائمة للقراء المسلمين 🌙، وتصل إليكم بأبهى صورة 🌸.

💳 PayPal : https://www.paypal.me/Ahmed0Jebbari

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/31 · 122 مشاهدة · 2239 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025