🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمدّدت جثث عمالقة الصقيع على الأرض، وأجسادهم الضخمة بلا حياة، وكان الهواء مشبعًا برائحة الدم

انشغل الجنود بتنظيف ساحة المعركة، بينما كان الفرسان يعتنون بإصابات رفاقهم

ولحسن الحظ، وبفضل الاستعداد الكافي، لم تكن الخسائر فادحة

أصيب معظم الناس بقضمة صقيع طفيفة أو خدوش بسيطة، يمكن علاجها بالمراهم والضمادات التي بحوزتهم

كان عدة أطباء منشغلين بالجوار، يلفون الجروح ويضعون الأدوية الدافئة على المصابين لمنع البرد من التغلغل إلى أجسادهم

غير أن الفارس الذي طار في الهواء جراء ضربة عمالقة الصقيع الهائجين كان مصابًا بجروح بالغة

كان وجهه شاحبًا، والدم يقطر من زاوية فمه، وقد تهشمت درعه تحت ضرب العملاق، وانبعج صدره بعمق

من الواضح أن أضلاعه قد انكسرت، وعلى الأرجح أصيبت أعضاؤه الداخلية بأضرار جسيمة

ورغم أن أنفاسه كانت لا تزال ضعيفة، إلا أن مصيره في البقاء كان مجهولًا

جثا الطبيب بجواره، وملامحه جادة: "الإصابات خطيرة للغاية؛ العلاج التقليدي لن ينقذه ببساطة"

نظر الفرسان المجتمعون حوله بقلق؛ فهذا كان رفيقهم

فمنذ لحظات فقط، كانوا يقاتلون جنبًا إلى جنب، وها هو الآن ملقى هنا على شفير الموت

"لا يمكنه أن يموت" رفع الجميع رؤوسهم ليجدوا لويس واقفًا بالقرب منهم

أخرج ببطء قارورة كريستالية خضراء داكنة من بين طيات ثيابه، والسائل بداخلها يبعث وهجًا خافتًا

كانت تلك جرعة حياة ثمينة للغاية، قادرة على شفاء الجروح بسرعة، وحتى إنقاذ المصابين إصابات مميتة من حافة الموت

هذه الجرعات محل تقدير كبير حتى عند النبلاء، ولا تُستخدم إلا في حالات الضرورة القصوى

لم يقل لويس شيئًا آخر، وجثا على ركبة واحدة، وسقى الفارس المصاب الجرعة بيده

ومع دخول الجرعة، بدأ المعجزة تتكشف ببطء

تنفسه الذي كان واهنًا استقر تدريجيًا، وعاد قليل من اللون إلى وجنتيه الشاحبتين

صدره المنبعج ارتفع ببطء، وبدأت العظام المكسورة تلتحم، والأنسجة الداخلية الممزقة أخذت تتعافى تدريجيًا

نبض قلبه الذي كان شبه متوقف عاد ليستعيد قوته

عاد نَفَس الحياة إلى هذا الفارس الذي كان يحتضر

قال الطبيب بارتياح: "لم تعد حياته في خطر، لكن مقدار تعافيه يعتمد على نصيبه"

راقب الفرسان هذا المشهد بنظرات معقدة

حدقوا في لويس بإعجاب، ولم يتوقعوا أن يستخدم جرعة ثمينة كهذه على فارس

ازداد إخلاصهم للويس مرة أخرى

قال لامبرت بصوت منخفض: "سيدي... لم يكن عليك إهدار جرعة كهذه عليه"

نهض لويس وعلى وجهه ابتسامة خفيفة: "لقد قاتل من أجلي، ومن أجل إقليم المد الأحمر، فكيف يكون إهدارًا أن أستخدمها لأجله؟"

جال بنظره على الجميع، وصوته حازم: "لن أتخلى بسهولة عن المخلصين لي"

على الفور، اعتدل جميع الفرسان في صمت

انحنوا برؤوسهم ووضعوا أيديهم على صدورهم، مؤدين تحية الفرسان، بلا كلمات، لكنها كانت أصدق من أي قسم

في الحقيقة، شعر لويس بوخزة ندم على هذه الجرعة

فهي جرعة منقذة للحياة أعطته إياها أخته الشقيقة سرًا قبل رحيله إلى الأراضي الشمالية؛ وكان يملك ثلاث قوارير فقط

الأولى استخدمها على سيف فاقدة الوعي

والثانية على هذا الفارس المصاب بشدة

والآن، لم يبقَ في يده سوى القارورة الأخيرة

وعندما تذكر هذا، شعر ببعض التعقيد في قلبه

من الكذب القول إنه لم يشعر بأسف؛ فهي شيء قادر على إنقاذ حياة، وإذا احتفظ بها فقد تنقذ حياته في لحظة حرجة

ومع ذلك، استخدمها هكذا، دون أن يندم

لقد أنقذ سيف، وربما في يوم ما، قد تجلب هذه الأميرة الصغيرة من قبيلة هان يويه بعض الفائدة

كما أنقذ هذا الفارس، ليعلم جنود إقليم المد الأحمر أن سيدهم لن يتخلى عنهم بسهولة، مما يعزز تماسكهم

"حسنًا، سأحتفظ بالقارورة الأخيرة لنفسي" تمتم لويس بهدوء، وهو يعيد القارورة الفارغة إلى جيبه

بعد ذلك، حان وقت حفل التكريم والمكافأة

وقف لويس بوقار أمام الجميع، وكحاكم لهم، قدم الجوائز بنفسه لكل من يستحق

"في هذه الحملة، قضينا على أربعة من عمالقة الصقيع، والجميع ساهم!

لو كان الأمر عند حكام آخرين، لربما لم يقيموا حفل تكريم، لكنني مختلف؛ فالفضل يجب أن يُكافأ"

توقف قليلًا، ونظر إلى عيون الحاضرين المليئة بالتوقع، قبل أن ترتسم على شفتيه ابتسامة طفيفة

"لكن، همم، أظن أنكم تعرفون أيضًا—أنا فقير حقًا"

تبادل الجنود النظرات، ثم ضحك أحدهم بخفة: "بفف"

هز لويس كتفيه بلا حول: "لكن، طالما أنكم نلتم الفضل، فلا بد أن تكون هناك فوائد"

وما إن انتهى كلامه، حتى انطلقت هتافات وتصفيق حار

كانت المكافآت بسيطة—سمك طازج، طرائد، حبوب، وكمية قليلة من الذهب، لكن لم يُبدِ أحد أي تذمر

لأنهم كانوا يعلمون في قرارة أنفسهم أن لويس قد فعل ما يكفي

فهو ليس حاكمًا يكتفي بالوعود الفارغة؛ بل كان على استعداد لإنقاذ جنوده

وعلى استعداد، حتى وهو ضيق الحال، أن يبذل قصارى جهده لمكافأتهم بعد أن قاتلوا ببسالة

وفوق ذلك، فإن معظم الحكام الذين يرسلون قوات لغزو الأعراق أو الوحوش الغريبة لا يمنحون أي تكريم أو مكافآت لجنودهم وفرسانهم

وبعد المعركة، كان مجرد العودة للراحة يُعتبر نعمة

لكن لويس كان مختلفًا

فسيدهم كان يتقدم بنفسه، ويعترف بمساهماتهم، ويَعِد بمنحهم مكافآت أكبر في المستقبل

وهذا ما كان يقدره الجميع

"إنه لشرف لنا أن نخدم السيد لويس!"

"ليبارك سلف التنين إقليم المد الأحمر!"

لم يكن لدى جميع الجنود والفرسان أي شكاوى، بل شعروا بالامتنان

تقبلوا المكافآت المتواضعة بسعادة، وعلى وجوههم ابتسامات رضا

أما مسألة التعامل مع جثث هؤلاء العمالقة، فكانت مشكلة

فالأراضي الشمالية تعاني نقصًا في الغذاء، وكل قطعة لحم ثمينة للغاية؛ ولو كان الأمر يتعلق بطرائد عادية، لكانت منذ زمن قد سلخت وقطعت وأرسلت إلى المدخنة لتجفيفها

لكن عمالقة الصقيع، في النهاية، مخلوقات شبيهة بالبشر

نظر لويس إلى الجثث الضخمة، وشعر بنفور داخلي

وفوق ذلك، ورغم أن إقليم المد الأحمر يفتقر حاليًا إلى الموارد، إلا أنه لم يصل بعد إلى حد الاعتماد على مثل هذه الوسائل لملء البطون

"لا تستهلكوها؛ خذوها جميعًا للمعالجة" أمر بحزم

لم يعترض الفرسان؛ فسيدهم دائمًا يتصرف بمبادئ

لكن ترك الأجساد كان مضيعة كبيرة

فأجساد هؤلاء العمالقة تحتوي على طاقة برد هائلة، وحتى بعد موتهم، كان لحمهم ودمهم غنيين بعناصر غذائية خاصة

وبينما كان يفكر في هذا، خطرت على بال لويس فكرة فجأة: "بما أننا لا نستطيع أكلهم، فلنستفد منهم. يمكن تحويلهم إلى سماد للتسميد"

"سماد؟" ارتبك لامبرت قليلًا، ثم أومأ بتفكير

كانت فكرة جيدة؛ فأنسجة العمالقة غنية بطاقة شيطانية، وإذا عولجت، فقد تحسن كثيرًا أرض إقليم المد الأحمر القاحلة

"خذوهم وأعطوهم لضابط الشؤون الزراعية ميك لمعالجتهم"

بدأ الجنود بعدها بتنظيف ساحة المعركة، يجرون جثث العمالقة إلى هياكل خشبية بسيطة، وينقلونها ببطء إلى إقليم المد الأحمر باستخدام الخيول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/15 · 331 مشاهدة · 1016 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025