🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع سحب جثث عمالقة الصقيع بعيدًا، تلاشى أخيرًا عبق الدماء في ساحة المعركة
لكن بالنسبة للويس، فإن الهدف الحقيقي من هذه العملية قد بدأ للتو: استخراج منجم نخاع السحر
جوهر السحر، بوصفه المادة الأساسية للأدوات الكيميائية المتفجرة، نادر للغاية
حتى في كامل الإقليم الشمالي، بل وفي كامل إمبراطورية الحديد والدم، فإن مثل هذه الرواسب المعدنية نادرة جدًا
لحسن الحظ، كان هذا المنجم مدفونًا بعمق شديد، لذلك لم يُكتشف من قبل، وإلا لما كان ليأتي دور لويس
وفوق ذلك، لولا إرشاد نظام الاستخبارات اليومية، لما تمكن لويس من العثور عليه
وقف الفرسان للحراسة في الأطراف، بينما دخل فريق من القرويين، مسلحين بالمعاول والقفازات ومعدات وقاية بسيطة، إلى منطقة التعدين وبدأوا الحفر بحذر
مجرفة تلو الأخرى أزالت الصخور المكسّرة، ومع طَنين معدني واضح، ظهر أخيرًا ركن من البلورة البنفسجية العميقة المختبئة تحت طبقة الصخور
كان خامًا يشع بريقًا خافتًا، وينبعث منه تذبذب غامض للطاقة
قال لويس وهو يوجّه: "خذوا جزءًا صغيرًا أولًا، ووفقًا لاقتراح سيلكو، عدّلوا صيغة التربة الحمضية" وأضاف: "أما البقية فستُغلق مؤقتًا"
لم يتعجل في إصدار أوامر بالتعدين واسع النطاق
فالأمر يتطلب عمالًا محترفين، وتقوية أنفاق التعدين، وتقنيات استخراج، وتكرير كيميائي، وكلها ليست سهلة الحل
في الرسالة التي بعثها لوالده سابقًا، كان قد ذكر هذه المتطلبات بالتحديد
إذا كان والده على استعداد لإرسال أصحاب الخبرة للمساعدة، فذلك سيكون أفضل سيناريو ممكن
وإلا فسيتعين على لويس أن يجد بنفسه طريقة لتجنيد حرفيين ذوي خبرة من الخارج
تسللت أشعة شمس الربيع إلى أراضي الزراعة في إقليم المد الأحمر، وحملت النسائم العليلة رائحة البراعم الجديدة
وقف لويس على أرض مرتفعة يطل على هذه الأرض التي بدأت تستعيد حيويتها تدريجيًا
قبل بضعة أسابيع فقط، كانت هذه الأرض لا تزال بورًا قد زُرعت للتو
أما الآن فقد شقّ الجاودار طريقه خارج التربة، وظهرت أوراق البطاطا الغضة، وتمايلت شتلات اللفت برفق تحت تأثير الرياح
قال بابتسامة رضا ارتسمت على شفتيه: "يبدو أن حصاد هذا العام لن يكون سيئًا"
في تلك اللحظة، اقتربت خطوات مسرعة من بعيد
ركض مايك نحوه، وقد بدا عليه شيء من القلق
فعلى الرغم من أنه تقدّم بطلب الزواج بنجاح، إلا أنه لم يُبلغ الحاكم رسميًا بعد
وكعبد سابق، كان مايك ما يزال يحمل في قلبه بعض الخوف من سيده
فعلى الرغم من أنه بات حرًا الآن، إلا أنه كان يرى أن حدثًا كبيرًا مثل الزواج يتطلب موافقة سيده
وماذا لو لم يوافق لويس؟ ماذا لو رفض؟
تدافعت هذه الأفكار في عقل مايك، وجعلت خطواته أثقل من المعتاد
لكن قبل أن يتمكن من الكلام، ابتسم لويس ابتسامة خفيفة وقال بصوت عالٍ: "مايك، أهنئك على نجاح طلب الزواج"
تجمد مايك في مكانه تمامًا
لم يكن قد قال شيئًا بعد! كيف عرف الحاكم؟!
اجتاح قلبه مزيج من الصدمة والخوف وعدم التصديق، حتى إنه أراد أن يركع دون وعي
لكن يدًا بيضاء أمسكت به
عقد لويس حاجبيه وقال بنبرة حازمة: "مايك، أنت الآن مشرف الزراعة، فلا تظل تركع عند كل مناسبة"
عاد مايك فجأة إلى وعيه، واحمرّت عيناه قليلًا، وتحركت شفتاه وكأنه يريد قول شيء
لكن لويس قاطعه وهو يمد له هدية
كانت سمكتين مدخنتين
ربطتا بخيط رفيع، وزُينتا بعقدة ملتوية
تجمد مايك في ذهول
قال لويس بنبرة هادئة: "هذه هدية تهنئة، ورغم أنني أعاني من ضائقة مالية هذه الأيام، إلا أنني أرى أن هدية التهنئة أمر لا بد منه"
"... "
قبض مايك على الهدية بإحكام، وارتجفت شفتاه، وأخيرًا لم يستطع حبس دموعه فانهمرت على وجهه
لم يكن يتصور أبدًا أنه سينال بركة الحاكم بهذه الطريقة
كان يظن أنه سيضطر لطلب الإذن بحذر، وربما يُوبّخ، أو يُطلب منه دفع ثمن ما
ربت لويس على كتفه قائلًا: "لا تبكِ، أليس هذا أمرًا مفرحًا؟"
تنهد مايك وهو يومئ برأسه بسرعة، محاولًا تهدئة نفسه
"حسنًا، تماسك، فما زالت لدي أمور مهمة لأناقشها معك"
أخذ مايك نفسًا عميقًا، ومسح دموعه، ووقف مستقيمًا قائلًا: "أمرك سيدي!"
أمال لويس رأسه قليلًا مشيرًا له أن ينظر خلفه
فالتفت مايك دون وعي، ثم اتسعت عيناه فجأة وأطلق شهقة
كانت هناك أربع جثث ضخمة ملقاة قرب الحقول، مقطّعة إلى أشلاء، وقد بدأ الجليد الذي يغطي جلودها يذوب، كاشفًا عن لحم ودم أزرق داكن
قال مايك بعد أن ابتلع ريقه بصعوبة: "هذه… جثث ضخمة للغاية…"
ابتسم لويس قائلًا: "لا تقف هكذا، أريدك أن تعالج هذه الجثث وتحولها إلى سماد"
"سـ… سماد؟" كاد مايك أن يعض لسانه من شدة المفاجأة
متى سمع من قبل عن استخدام جثث عمالقة الصقيع كسماد؟!
لكن لويس تحدث وكأنه أمر عادي: "عضلات عمالقة الصقيع غنية بالمعادن، وإذا استُغلت جيدًا فقد تجلب تأثيرات مذهلة على المحاصيل"
ارتجف فم مايك قليلًا، لكن عقله بدأ يعمل بسرعة باحثًا عن طريقة للتعامل مع هذه "جبال السماد" الأربعة
لكن صدمته لم تخف تمامًا حتى جاءت كلمات لويس التالية لتزيد توتره
"وهذا أيضًا" أخرج لويس كيسًا قماشيًا صغيرًا من جرابه، وسلّمه لمايك بجدية
كان الكيس يحتوي على نصف بذور توت الدم المتجمد، وبسبب قيمتها العالية، لم يجرؤ لويس على المخاطرة فاختار زراعة جزء منها فقط في البداية
والسبب في أنه عهد بها إلى مايك هو أن نظام الاستخبارات كان قد ذكر سابقًا أن لدى مايك موهبة مدهشة في الزراعة
وكان لويس يعتقد أن إعطاءه طريقة الزراعة سيجعل محصوله أفضل بعدة مرات من محصوله الشخصي
مد مايك يديه بسرعة وتناول الكيس، وفتحه بحذر ليرى بداخله ما يشبه بذور فاكهة عادية
قال متسائلًا: "هذه… ما هي؟"
أجاب لويس دون إطالة: "بذور توت الدم المتجمد، على أي حال، هي ثمينة جدًا، فالبذرة الواحدة تساوي مئات من عملات الذهب"
اتسعت عينا مايك فجأة وتسارعت أنفاسه
فالبذرة الواحدة يمكن أن تشتري مئات العبيد مثله!
قال بصوت مرتجف قليلًا وهو يحمل البذور بخوف من إتلافها: "هذه… ستكون تحت مسؤوليتي أنا؟"
أومأ لويس قائلًا: "هذه الدفعة نادرة جدًا ويجب زراعتها بعناية كبيرة، وإذا واجهت أي مشكلة يمكنك المجيء إليّ في أي وقت
لقد جعلت الناس بالفعل يدرسون صيغة التربة الحمضية المناسبة، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لذا فإن مهمتك الآن هي أن تدفن هذه البذور في الثلج أولًا لتنشيطها"
"نعم، نعم!" قال مايك بسرعة وهو يمسك البذور بعناية، "سأعتني بها جيدًا ولن أسمح بحدوث أي ضرر لها!"
في تلك اللحظة، ركض أحد الحراس نحو لويس وقال: "سيدي، الفتاة التي أنقذناها سابقًا قد استيقظت"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ