رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"هيا أيها الجميع، شدوا الهمة! نحن نبني نفق منجم يجب أن يصمد لعقود، فلا تلوموني إن لم أكن لطيفًا مع من يتهاون!"

مع اكتمال المسح الشامل لمنطقة التعدين، بدأ فالنتين فورًا في توجيه الحرفيين لتعزيز أنفاق المنجم

قُطعت أخشاب البتولا السوداء إلى أحجام قياسية، وحمل العمال العوارض الخشبية الثقيلة إلى داخل المنجم

ثُبتت عارضة بإحكام في كل جزء من النفق لضمان استقرار الهيكل بأكمله

عزّز النجارون الوصلات بأوتاد خشبية سميكة وطلوا المفاصل بالراتنج لضمان ثبات الدعائم على المدى الطويل

كان فالنتين يطرق برفق على كل عارضة من خشب البتولا الأسود بمطرقة التعدين، ليتأكد بنفسه من متانتها

وعلى الجانب الآخر، كانت الدفعة الأولى من عمال المناجم، المكوَّنة من العبيد، جاهزة وتنتظر

أحضروا أدوات وقاية بسيطة وظلوا بانتظار التعليمات

أومأ فالنتين: "ابدأوا بالمناطق الأكثر استقرارًا أولًا، وقوموا بتعدين محدود النطاق، لنرى حالة جوهر السحر"

وعند تلقي الأمر، أمسك عمال المناجم معاولهم بحذر، وضربوا واجهة الصخر وقشروا قطعًا من الخام

في كل مرة تهبط فيها المعول، كانت عروق الخام البنفسجية تبعث بريقًا خافتًا، كما لو أن قوة السحر النائمة في أعماق الأرض قد استيقظت

وبعدها مباشرة، أُرسلت هذه الدفعة الأولى من الخام إلى سيلكو، المتدرّب الوحيد في فنون الكيمياء في إقليم المد الأحمر

قال لويس باقتضاب: "اختبر النقاء"

أومأ سيلكو ووضع قطعة صغيرة من منجم نخاع السحر في محلول الاختبار

أضاء السائل بلون بنفسجي خافت، ثم دارت تموجات سحرية في الهواء

وتعمّق لون المحلول بسرعة، متحوّلًا إلى بنفسجي داكن عميق، وهو رمز جوهر السحر عالي النقاء

قال سيلكو بصوت بالكاد يخفي حماسته: "سيدي، نقاء الخام أعلى مما توقعنا!"

ارتسمت ابتسامة طفيفة على شفتي لويس، وشعر بأن الحمل قد انزاح عن صدره

كان الليل عميقًا، وضوء الشموع يتراقص في غرفة الدراسة

جلس لويس خلف مكتبه، وعيناه تتجهان نحو برادلي الجالس مقابله

قال مباشرة: "آمل أن يبقى استخراج الخام ومعالجته في إقليم المد الأحمر، وأن تتولى عائلة كالفين المبيعات"

تفاجأ برادلي قليلًا، ثم أظهر ابتسامة ذات مغزى: "أفهم"

كان للويس حساباته الخاصة لفعل ذلك

فهو بحاجة الآن لدعم العائلة، ولا يستطيع إظهار علامات الاستقلال مبكرًا، وعليه تقديم فوائد كافية لجعل العائلة مستعدة للاستثمار المستمر

فقط عندما تُرضى مصالح العائلة، سيقدّمون المزيد من الموارد والحماية، مما يتيح له تأسيس موطئ قدم ثابت في هذه الأرض الشمالية القاحلة

وفوق ذلك، فهو أضعف بكثير من عائلة كالفين في التحكم بقنوات المبيعات

فطرق تجارة عائلة كالفين تمتد عبر الإمبراطورية ويمكنهم حتى التجارة مع دول أخرى

أما هو، فلو أراد فتح قناة بيع مماثلة أو حتى أصغر، فسيكون ذلك شبه مستحيل في المدى القصير

ولذلك، بدلًا من إضاعة الجهد على أمور لا يتقنها، كان من الأفضل له أن يثبت الأوضاع ويبدأ بجني المال أولًا

لكن تقنية المعالجة يجب أن تبقى بيده

فلو طرأت تغييرات مستقبلًا، مثل وفاة دوق كالفين أو حدوث صراع داخلي في العائلة، قد يفقد قناة البيع هذه

ومع ذلك، طالما أن إقليم المد الأحمر يسيطر بإحكام على تقنية تكرير ومعالجة جوهر السحر، فحتى لو طُرد من السوق، سيستطيع إعادة بنائه بدلًا من أن يكون تحت رحمة الآخرين

ألقى برادلي عليه نظرة بابتسامة خفيفة

لقد فهم بطبيعة الحال مكر لويس الصغير، لكنه لم يكشفه

قال باحترام: "سأصيغ الرسالة وفق رغبتك وأوصلها إلى الدوق كالفين"

كل شيء متروك لقرار الدوق، أما هو فمهمته التنفيذ لا التدخل

ثم فتح لويس صندوقًا خشبيًا ثقيلًا، ليظهر كومة من العملات الذهبية

كانت هناك حوالي ألف وخمسمئة قطعة ذهبية

كما شملت الموارد التي وفرتها عائلة كالفين هذه المرة ثلاثة آلاف قطعة ذهبية، مما جعل لويس ثريًا فجأة

لكن، مهما كان عدد الذهب، إذا لم يُحوَّل إلى موارد ملموسة لتطوير القوة، فسيبقى مجرد جماد

وأكثر ما يحتاجه إقليم المد الأحمر الآن هو السكان

أغلق لويس الصندوق الخشبي، ونظر إلى برادلي بجانبه قائلًا بجدية: "أريد استبدال هذه العملات بالعبيد"

ومضت لمحة إعجاب في عيني برادلي: "يبدو أنك تملك خطة واضحة"

أومأ لويس: "استنادًا إلى إنتاج الطعام ومخزوننا الحالي، فإن الحد الأقصى الذي أستطيع تحمّله هو ألف وخمسمئة شخص"

لم يكن جشعًا؛ فزيادة عدد العبيد أكثر من اللازم سيصبح عبئًا، ويضعف استقرار الإقليم

قال برادلي: "اترك الأمر لي"

فبالنسبة لوكيل عائلة كالفين القديم، لم يكن هذا بالأمر الصعب

كتب برادلي رسالة قصيرة

وبعد أيام قليلة فقط، جاء مالكو العبيد من آلاف الأميال إلى إقليم المد الأحمر، حاملين بأنفسهم دفعة مختارة بعناية من العبيد

وكانت معاملتهم شديدة الاحترام، حتى أنهم تحدثوا بحذر عند مناقشة الأسعار، خوفًا من إغضاب برادلي

وكانت جودة هؤلاء العبيد أعلى بكثير من الحشد المتنوع الذي اشتراه لويس بنفسه من السوق السوداء في المرة السابقة

شكل العمّال الأقوياء الأغلبية، بعضلات قوية وبشرة سمراء بفعل الشمس، ومع ذلك كانت حالتهم النفسية جيدة

ومن بينهم أيضًا مجموعة من الإماء في سن الزواج، اللواتي سيلعبن دورًا مهمًا في زيادة عدد سكان الإقليم مستقبلًا

لكن ما أدهش لويس أكثر هو سعر الصفقة

فبعد شراء ألف وخمسمئة عبد، تبقى ما يصل إلى سبعمئة قطعة ذهبية!

قال لويس بدهشة وهو ينظر إلى العبيد ذوي الجودة العالية: "إنه أرخص بكثير مما توقعت"

ابتسم برادلي قليلًا: "أسعار السوق ليست ثابتة؛ فهي تعتمد على هوية المشتري"

وكان المعنى الضمني أنه لو كان المشتري شخصًا آخر، فحتى مع ألف وخمسمئة قطعة ذهبية، لما حصل على نفس الجودة أو الكمية التي حصلوا عليها الآن

لكن برادلي بمجرد أن كتب رسالة، قطع تجار العبيد آلاف الأميال ليقدموا أفضل البضائع إلى بابهم

وكانت معاملتهم غاية في الاحترام، بل وخفضوا الأسعار طوعًا، فقط للحفاظ على شراكة طويلة الأمد مع عائلة كالفين

أهذه هي قوة وكيل عائلة كالفين القديم؟

إنها مخيفة

فالأمر لا يتعلق بمهارات التفاوض فحسب، بل هو "قانون" متجذر بعمق في بنية المجتمع

شعر لويس بسرور داخلي لأنه أيضًا أحد أفراد عائلة كالفين

وبالطبع، لن يكون مؤهلًا لاستخدام هذا السلاح القوي إلا إذا أثبت قوته داخل العائلة

ولو كان قبل شهرين، لما أتيحت له حتى فرصة لمس هذه القوة

وفجأة خطرت فكرة في ذهن لويس

كم سيكون رائعًا لو تمكن يومًا ما من السيطرة التامة على هذا النفوذ، وجعل قوة عائلة كالفين كلها في خدمته؟

كبح لويس طموحه اللحظي في قلبه، ونظر إلى برادلي: "لقد أتعبتك هذه المرة"

أومأ برادلي قليلًا، وتعبير وجهه ما زال هادئًا ورصينًا: "خدمتك هو ما يجب علي فعله"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ