🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الرغم من الظروف القاسية، لم يكن لويس ليسمح لقضايا النظافة أن تؤثر على مستقبل إقليم المد الأحمر
"أولًا، نحن بحاجة إلى بناء مراحيض" قال لويس وهو يمسح بنظره على الحرفيين والعمال المجتمعين "سنضيف عدة مراحيض عامة في كل منطقة سكنية، يمكنكم البدء بالتحضير الآن"
أومأ الحرفيون بأمر لويس، لكن كثيرين منهم ظلوا في حيرة
بناء مراحيض؟
أليس الأمر مجرد حفر حفرة؟
لم يشرح لويس كثيرًا، بل قادهم مباشرة لاختيار المواقع
اختار أماكن بعيدة عن مصادر المياه، وبعيدة عن الطرق السكنية الرئيسية، وفي اتجاه مهب الريح
وهذا يضمن ألا يتلوث ماء الشرب وألا تتأثر الحياة اليومية
اعتمدوا أسلوب الحفر المزدوج بالتناوب
كل مرحاض يحتوي على حفرتين متوازيتين، تبعد كل واحدة عن الأخرى مترًا واحدًا، بعمق لا يقل عن مترين وعرض 0.8 متر
بعد استخدام الحفرة الأولى لمدة 6 إلى 12 شهرًا، تُغطّى وتُترك لتتخمر لتصبح سمادًا، ثم تُستخدم الحفرة الثانية، وهكذا
ولضمان التزام السكان بالقواعد الجديدة، أعد لويس ترتيبًا خاصًا
كلف برسم لوحات "عشر وصايا لاستخدام المرحاض" لتعليقها على جدران كل مرحاض
ولأن معظم الناس أميون، جعل الرسوم بسيطة ومباشرة
مثل: "لا تتبول أو تتغوط في أي مكان"، "غطِّ الحفرة بعد استخدام المرحاض"، "لا تلقِ القمامة في المرحاض"، وهكذا
أصدر حظرًا صارمًا: "على الجميع استخدام المراحيض وفق القواعد، ومن يخالف سيعاقب بشدة"
عند بدء تنفيذ القاعدة الجديدة، استغرب كثير من السكان، فقد اعتادوا منذ الصغر على قضاء الحاجة في أي مكان، ولم يتخيلوا أن استخدام المرحاض يحتاج إلى قواعد
لكن لم يجرؤ أحد على الاعتراض، فربما لم يفهموا السبب، لكنهم كانوا يصدقون أن كلام سيدهم صحيح بنسبة 100%
كان بناء المراحيض هو الخطوة الأولى فقط، أما التركيز التالي فكان معالجة مصدر المياه
قطب لويس حاجبيه مشيرًا إلى النهر القريب من إقليم المد الأحمر على الخريطة "لم يعد بإمكاننا السماح للجميع بجلب الماء من النهر بشكل عشوائي، نحن بحاجة لبناء نظام لتنقية المياه"
أرسل أشخاصًا لأخذ عينات من عدة أنهار سريعة الجريان، وأخيرًا اختار أنظف مصدر للمياه
هناك، بنوا مرشحًا رمليًا متدرجًا، يستخدم أسلوب الترشيح بثلاث طبقات لتنقية المياه
الطبقة الأولى كانت من الحصى الخشن، لاعتراض الطمي والجسيمات الكبيرة
الطبقة الثانية كانت من الرمل الناعم، لامتصاص المواد العالقة في الماء وجعلها أوضح
أما الطبقة الأهم فكانت الطبقة العليا من قطع فحم البتولا، والتي لا تزيل الروائح الكريهة من الماء فحسب، بل تصفي أيضًا بعض مسببات الأمراض، مما يجعل الماء أكثر أمانًا
راقب لويس أول دفعة من المياه المصفاة وهي تتدفق ببطء إلى البراميل، صافية لدرجة أنه كاد يرى الرمل الناعم في القاع
غرف كوبًا، وتأكد أنه لا توجد رائحة غريبة، ثم أومأ "جيد، هذا الماء صالح للشرب"
ولضمان جودة المياه، رتب خصيصًا لعدة جنود ووكلاء موثوقين لاختبار الماء يوميًا وإبلاغه فورًا بأي خلل
تجمع السكان حول المكان، واغترفوا بأيديهم رشفة صغيرة، فظهرت على وجوههم علامات الدهشة
"طعمه أحلى من ماء النهر…"
"ولا توجد فيه تلك الرائحة الترابية الغريبة!"
وهكذا، بدأ السكان يتقبلون قواعد جلب ماء الشرب من هنا
ومع بدء تشغيل النظام الجديد للمياه، انتهت مشكلة المياه في إقليم المد الأحمر كخطر خفي
وكان لا بد أيضًا من تنفيذ أعمال التنظيف بدقة
جمع لويس أكثر من عشرة سكان موثوقين، مشيرًا إلى المناطق المتسخة "من اليوم فصاعدًا، أنتم فريق التنظيف، عملكم الوحيد هو الحفاظ على نظافة الإقليم
سيتم تزويدكم بالمكانس والدلاء الخشبية والجير، ويجب أن تقوموا بدوريات يومية دون ترك أي زاوية مهملة"
لكن هؤلاء وحدهم لم يكونوا كافين، فالنظافة يجب أن تصبح مسؤولية الجميع، لذلك وضع "يوم التنظيف الكبير"
"مرة كل شهر، يجب أن يشارك الجميع في الإقليم، الجنود والعامة والعبيد وحتى الفرسان، بلا استثناء"
بدأ أول يوم تنظيف كبير رسميًا، ودق جرس الصباح، فامتلأت شوارع إقليم المد الأحمر بالناس
جنود، عامة، وعبيد، جميعهم يحملون المكانس والدلاء الخشبية والمجارف، تجمعوا في الساحة استعدادًا لبدء التنظيف
ورغم أن أحدًا لم يتكلم، إلا أن كثيرين أظهروا مقاومة
لكن قبل أن يبدأوا، كان هناك شخص مألوف قد تحرك بالفعل
أمسك لويس مكنسة وبدأ يكنس الغبار والأوراق المتساقطة على الأرض مباشرة
ششش—
كان صوت احتكاك المكنسة بالأرض مسموعًا بوضوح، عاليًا في الهواء الصامت
تجمد الجميع للحظة
كانت وجوه الجنود متحفظة، فقد ظنوا أنهم موجودون فقط لحفظ النظام، لكنهم لم يتوقعوا أن يشارك السيد بنفسه
أما العبيد فكانوا أكثر ذهولًا، أَنَبيلٌ يفعل ما يفعلونه؟
لكن قبل أن يطيلوا التفكير، بادر عدة جنود قائلين "حتى السيد يفعل ذلك" ثم انحنوا وبدأوا التنظيف
ومع أن الجنود كانوا أول من بدأ، تبعهم باقي السكان
وتفرق الحشد تدريجيًا، الشارع الرئيسي والأزقة وحظائر المواشي والسوق—كل زاوية كان فيها من ينظف، وسرعان ما تحسن الوضع القذر والفوضوي
لم يقل لويس كلمة، بل انشغل بالعمل بين الناس
وعندما رفع رأسه، وجد أن السكان الذين كانوا يقاومون في البداية، أصبحوا الآن منغمسين تمامًا في التنظيف
وعند غروب الشمس، كان قد تم تنظيف القمامة والفضلات في إقليم المد الأحمر بالكامل، وانتشرت رائحة منعشة في الأجواء
...
في البداية، كانت سلسلة "الإزعاجات" التي قام بها لويس—بناء المراحيض، تنقية مصادر المياه، حفر قنوات الصرف، وتنظيم فريق تنظيف—
يعتقد كثيرون أنها مجرد نزوة من سيد شاب ستتلاشى سريعًا
لكن مع مرور الوقت، بدأ المراقبون يلاحظون شيئًا غريبًا
"هاه؟ أين القمامة في الشارع؟"
"انتظر، لماذا لم تعد هناك تلك الرائحة الغريبة في الأزقة؟"
والمفاجأة الأكبر، أنهم عندما شربوا الماء، لم يعد له الطعم الطيني المعتاد!
في الماضي، كان الناس غالبًا يصابون بالإسهال، أما الآن فقد اختفى هذا الأمر تقريبًا
في السابق، كان الجميع يرون أن القذارة أمر طبيعي، فالجميع معتادون عليها
لكن الآن، وعند النظر للخلف، أدركوا أن المكان يمكن أن يصبح نظيفًا فعلًا، وصالحًا للعيش
وأبرز تغيير مباشر هو أن عدد المرضى أصبح أقل بكثير
وبدون وعي، اختفت الشكاوى الأولى من "أن السيد مزعج جدًا"، واستُبدلت بالقبول الصامت للقواعد الجديدة
فمن ذا الذي لا يفضل بيئة أكثر راحة؟
وقف برادلي على أرض مرتفعة، يتأمل إقليم المد الأحمر المتجدد
وبصفته الخادم الكبير لعائلة كالفن، فقد شهد إدارة الأقاليم في أنحاء الإمبراطورية
حتى المدن الأساسية مثل مدينة المد السحابي، حيث يقع قصر عائلة كالفن، كانت معظم أحيائها أقل نظافة من هنا
"مثير للاهتمام..." تمتم برادلي مع نفسه، وقد ارتفع تقييمه للويس عدة درجات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ