🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن أنهى اللورد لويس معالجة القضايا التي أثارها وصول الألف وخمسمائة عبد، أصبحت عملية تطوير إقليم المد الأحمر تسير بسلاسة أكبر مما كان متوقعًا
في غضون شهر واحد فقط، ارتفعت بيوت جديدة من الأرض بشكل متواصل، وزُرعت الأراضي القاحلة بسرعة
أخيرًا ظهرت ملامح الأمل على وجوه الناس، وتحولت الأرض الجرداء المقفرة إلى إقليم حقيقي
جلس اللورد لويس في مكتبه، يومئ برضا وهو يتفحص تقارير المعلومات عن الإقليم التي جمعها برادلي
"ممتاز، لقد وُضعت الأسس، وحان وقت القيام بشيء أكثر أهمية"
"حان وقت الشروع في الخطوة التالية من الخطة"
أمسك اللورد لويس بحجر الدم المتساقط الذي أحضره من المقاطعة الجنوبية الشرقية، وكان عبارة عن بلورة حمراء داكنة، تتلألأ على سطحها لمعة غريبة، وكأن الدم ما زال يجري بداخلها
هذا خام معدني سحري خاص يمكنه اختبار ما إذا كان الشخص يمتلك موهبة فارس الدم
فقط من يملكون سلالة الفرسان يمكنهم جعله يتفاعل
استعمل اللورد لويس خنجرًا لجرح طرف إصبعه، فتساقط الدم ببطء على الحجر
في اللحظة التالية، اهتز حجر الدم المتساقط قليلًا، وأطلق توهجًا أحمر داكنًا
وهذا يعني أن اللورد لويس يملك المؤهل ليصبح فارس دم
بالطبع، هذا الحجر يمكنه فقط اختبار مؤهل أن يصبح المرء فارسًا، لكنه لا يحدد مدى قوة موهبة الفارس
لكن اللورد لويس لم يكن قلقًا بشأن ذلك، لأنه يمتلك نظام المعلومات اليومي
فإن كان هناك أطفال ذوو موهبة قوية، فإن النظام سيخبره في النهاية، وعندها سيتمكن من التركيز على تدريبهم
إذن، كم عدد الأطفال في إقليم المد الأحمر الذين يملكون موهبة أن يصبحوا فرسانًا؟
خطط اللورد لويس لاستعمال هذا الحجر لاختيار الأطفال في إقليم المد الأحمر، بحثًا عن أصحاب الإمكانات
كان ينوي تربية فرسان دم ينتمون إليه حقًا، وينتمون إلى إقليم المد الأحمر
لن يكونوا فرسانًا ترسلهم أسرة ما، بل فرسانًا أوفياء اختارهم بنفسه، ودربهم بنفسه، وصاغهم بيده
يجب أن يكون فرسان اللورد لويس مؤمنين مخلصين
يثقون به، ويتبعونه، ويخلصون له بلا تحفظ
ليس مجرد ولاء، بل ينظرون إليه كقائد حقيقي، بل كعقيدة
......
تجمع أكثر من مئتي طفل، معظمهم دون الخامسة عشرة، في ساحة إقليم المد الأحمر
كان جو غريب من الحماس يملأ المكان، وكل طفل يحبس أنفاسه مترقبًا، وقلبه يخفق بهدوء من شدة التوقع
كانت أنظارهم جميعًا مثبتة على اللورد لويس في وسط الساحة
كان يرتدي عباءة سوداء، وعلامة أسرة كالفين مثبتة على صدره
كان مثل الشمس المعلقة عاليًا في السماء، دافئًا ومشرقًا
وبينما ينظرون إلى اللورد لويس، اندفعت في قلوب الأطفال موجة قوية من الاحترام
كان معظمهم من أبناء اللاجئين والسكان الأصليين، ممن أنقذ اللورد لويس آباءهم حين كانوا على وشك الموت جوعًا
ومن خلال تعليمات معلميهم وآبائهم، كان هؤلاء الأطفال يحملون احترامًا وحبًا عظيمين للورد لويس
وصورة اللورد لويس في قلوبهم كانت صورة الشمس
"اليوم، سأختار بعض الأطفال ليصبحوا فرسانًا" قالت الشمس
وما إن انتهت كلماته، حتى اشتعلت الساحة بالضوضاء
"إن أصبحت فارسًا، هل سأركب حصانًا وأحمل سيفًا؟"
"هل سأتمكن من حماية إقليم المد الأحمر مثل اللورد لويس؟"
"هل أستطيع... هل أستطيع أن أصبح فارسًا؟"
كان الأطفال يتحدثون بحماس، وأعينهم تلمع بالمفاجأة والشوق
هؤلاء الأطفال جاؤوا من أدنى طبقات المجتمع، وكانوا صغار السن، لذا لم تكن لديهم فكرة عميقة عما تعنيه كلمة "فارس"
كان فهمهم بسيطًا ومباشرًا
الفارس هو المقاتل الأقرب إلى السيد العظيم، حارسه الشخصي، وشخصية قوية ونبيلة في نظر الجميع
أن تصبح فارسًا يعني أن تقاتل بجانب الشمس، وأن تقف في المكان الأبهى مجدًا
"الهدوء، واحدًا تلو الآخر"
بدأ الاختبار رسميًا، وبدأ الفرسان والمعلمون بتنظيم الأطفال في صفوف، لضمان تقدم كل طفل بالدور
وقف اللورد لويس على المنصة العالية في الساحة، وكان حجر الدم المتساقط على الطاولة أمامه
كان سطح الحجر يلمع بلمعة غريبة، وتوهجه الأحمر العميق ينبض وكأنه حي، جاذبًا أنظار جميع الأطفال
تقدم الأطفال واحدًا تلو الآخر، ووفقًا لتعليمات اللورد لويس، جرحوا أصابعهم قليلًا وقطروا دمهم على حجر الدم المتساقط
في بداية الاختبار، كان جميع الأطفال متحمسين للغاية، يتوقعون حدوث معجزة
لكن مع سقوط دم معظم الأطفال، بقي حجر الدم المتساقط ساكنًا بلا أي رد فعل
ومع مرور الوقت، بدأت خيبة الأمل تظهر على وجوه الأطفال، وبدأ الجو يخفت قليلًا
شعر اللورد لويس ببعض الخيبة أيضًا، لكنه لم يُظهر أي إحباط
فمثل هذا الاختيار أمر طبيعي؛ إذ لا يملك سوى عدد قليل جدًا من الناس موهبة الفارس
تقدمت فتاة صغيرة وقطرت دمها برفق على الحجر
وفجأة—
أضاء حجر الدم المتساقط قليلًا، ثم اهتز برفق، مطلقًا ضوءًا أحمر داكنًا
في تلك اللحظة، حبس الجميع أنفاسهم، واتسعت أعينهم
"إنها هي! إنها فارسة المستقبل!" همس الأطفال لبعضهم بحماس
وقفت الفتاة الصغيرة في مكانها، تحدق في حجر الدم المتساقط، وكأنها لم تدرك بعد ما الذي حدث لها
كانت عيناها تتألقان بالارتباك والفرح، وساقاها ترتجفان قليلًا، غير قادرة على استيعاب المعجزة أمامها
ربت اللورد لويس على كتفها بلطف: "ما اسمك؟"
ارتبكت الفتاة الصغيرة، وتلعثمت: "ا... اسمي ليديا..."
"مبارك لكِ، ليديا" قال اللورد لويس وهو ينظر إليها، "أنتِ أول فارسة يدربها إقليم المد الأحمر"
وما إن سمعت هذه الكلمات، حتى ارتخت ساقا الفتاة، وكادت لا تقوي على حمل جسدها، وامتلأت عيناها بالدموع في الحال
وقفت مذهولة، وعيناها مليئتان بالصدمة، غير مصدقة أنها ستصبح حقًا فارسة
كل الأطفال في الساحة كانوا ينظرون إليها، ويتحدثون همسًا، وقلوبهم تمتلئ بالغيرة
وبينما كانت تستمع لكلمات زملائها المليئة بالغيرة، وقفت ليديا أخيرًا بفخر
ورغم أن ساقيها كانتا لا تزالان ضعيفتين، إلا أن الحماس في قلبها جعلها تشعر وكأنها تطير
"أنا... سأصبح فارسة ممتازة وأحمي إقليم المد الأحمر!" وعدت ليديا اللورد لويس
ابتسم اللورد لويس وهو يستمع لكلمات الفتاة البريئة: "أتطلع إلى ذلك اليوم"
ومع نجاح ليديا في اجتياز اختبار حجر الدم المتساقط، أصبح جو الساحة أكثر حماسة
الأطفال دائمًا واثقون بلا حدود، يعتقدون أنهم ذلك الواحد من بين المئة، المختار ليصبح فارسًا
لكن الواقع دائمًا قاسٍ
فقد تقدم لاختبار الحجر قرابة نصف الأطفال بالفعل، ولم ينجح سوى ثلاثة منهم في إثبات امتلاكهم لموهبة فارس الدم
وفي وسط الحشد، كان هناك طفل قصير نسبيًا، عيناه تتألقان بالشوق، لكن يخالطها بعض الخوف
لقد كان يتوق لأن يصبح فارسًا، لكنه يخشى أن يفتقر إلى الموهبة
أراد أن يكون فارسًا، ليقف بجانب اللورد لويس، ويرد له جميله
كان اسمه وِيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ