🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف لويس على قمة الجبل، ينظر إلى قطيع دببة الدروع الجليدية في الأسفل
كانت أشعة الشمس تسطع على دروعهم الجليدية الرمادية البيضاء، فيما عكست حراشفهم السداسية من بلورات الجليد بريقًا مبهرًا
كانت مخالبهم الأمامية مزودة بأظافر حادة كحديد بارد، وألسنة من اللهب الأزرق تتلألأ أحيانًا من على الدروع الجليدية على ظهورهم أثناء تحركهم
كانت دببة الدروع الجليدية هذه ضخمة للغاية، وكل زمجرة منخفضة منها تشبه الرعد الذي يهز الأرض
ولكن، كيفما نظرت إليها، فإن هذه الوحوش العملاقة لم يكن فيها أي جانب لطيف، بل كانت كائنات شديدة الوحشية
كانت تجوب الأرض المغطاة بالثلوج بحثًا عن فريسة تملأ بطونها
وبجانب لويس وقف طفلان، ليليا وويل
كانا الوحيدين من بين المرشحين التسعة للفرسان الذين فعّلوا سلالاتهم ليصبحوا فرسانًا متدربين
قرر لويس اليوم أن يصحبهما لمشاهدة هذه المطاردة بأنفسهما
أراد أن يحررهما من التدريب اليومي الرتيب، كمكافأة على جهودهما
كانت عينا ليليا تتلألآن بالحماس وهي تشد على سيف طويل يكاد يساوي طولها، مقلدة وقفة فارس بالغ
ولم يشأ ويل أن يتخلف عنها، فعدل تجهيزاته، ثم اعتدل في وقفته محاولًا أن يبدو كفارس حقيقي
قال لهما لويس بصوت خافت: "أنتما، ابقيا بجانبي واحميني الآن"
كان في الحقيقة يخشى أن ينقض هذان المشاغبان من فرط الحماس لمقاتلة دببة الدروع الجليدية حتى الموت
حماية السيد! يا لها من مهمة بالغة الأهمية!
فاشتد اعتدال وقفتهما أكثر، وأومآ برؤوسهما بتوتر وحماس
وعندما أصبحت جميع الاستعدادات جاهزة، لوّح لويس بيده: "استعدوا، خطة صيد الدببة بدأت"
ومع صدور الأمر، لوّح القائد البعيد براية كبيرة، مشيرًا للفرسان والصيادين بالتحرك خلسة من مواقع كمائنهم المختلفة
اقترب الصيادون بهدوء من منطقة نشاط دببة الدروع الجليدية، ورشوا بلطف بول إناث الدببة في فترة التزاوج
كان هذا العطر الخاص يجذب دببة الدروع الجليدية بسرعة، خصوصًا الذكور التي كانت شديدة الحساسية له
ومع نثر البول، بدأ القطيع يتجمع ببطء، حيث اقتربت تسعة دببة دروع جليدية شيئًا فشيئًا نحو وادٍ محدد
في الوقت نفسه، أحدثت مجموعة أخرى من الصيادين المختبئين على مرتفع بعيد صوت الصخور المتدحرجة، فنجحوا في دفع القطيع نحو الوادي المخصص
"لقد دخلوا الوادي! نفذوا الخطة!" لوّح القائد بالراية إشارةً للبدء
في الجزء المنخفض من الوادي، كانت صفوف من الأوتاد الخشبية الحادة قد غُرست بعناية تحت الأرض
وبإرشاد الصيادين، عندما دخلت دببة الدروع الجليدية الوادي، ولأن أقدامها بلا درع سميك، اخترقت تلك الأوتاد الخشبية مخالب عدة دببة في المقدمة كالأفاعي السامة
وانتشر الألم المبرح بسرعة في أجسادهم، فزمجرت دببة الدروع الجليدية محاوِلةً نزع الأوتاد المغروسة بعمق
لكن ضخامتها وقوة حركتها الغليظة منعتها من الإفلات فورًا
أما باقي الدببة فوجدت نفسها في مآزق مشابهة، وبدأ الاضطراب يعم القطيع بأكمله
بعد ذلك، أشعل الصيادون صمغ الصنوبر وزيت المصابيح المتراكم على جدران الصخور، فالتهمت النيران الجدران الجبلية على الفور
ومع زئير هائل، تدحرجت كرة نارية من حافة الجرف لتسقط مباشرة وسط القطيع
وانتشر الانفجار واللهب معًا، فالتهمت النيران فورًا الدببة العالقة بالأوتاد
ورغم أن حرارة اللهب أشعلت فراء الدببة، فإن دروعها الجليدية الثقيلة لم تنهار فورًا تحت تأثير النار، بل خلفت علامات احتراق على حراشفها الصلبة، ولم تكن ضربة قاتلة
شعرت الدببة بألم اللهب الحارق، فازدادت فوضى وجنونًا، وبدأت تتدافع وتت碰撞 مع بعضها
وفي تلك اللحظة، انكشفت مواطن ضعفها مثل العيون والرقبة، لكن بسبب حماية الدروع الجليدية الثقيلة، كان من الصعب على الأسهم العادية اختراق هذه القشرة الصلبة مباشرة
بدأ الرماة المختبئون فوق الوادي باستخدام الأسهم المشتعلة، مطلقين إياها نحو الدببة
كانت قوتها الهجومية محدودة، لكن الهدف منها لم يكن الاختراق، بل إنهاك الدببة واستنزاف صبرها
كانت الأسهم المشتعلة تصيب أجساد الدببة، وتنتشر النيران على دروعها الثقيلة
ورغم عدم قدرتها على تمزيق الدرع، فإن الاحتراق المستمر أرهق الدببة تدريجيًا، وبطؤت حركتها بشكل ملحوظ
ورغم احتفاظها بقوتها، فقد صارت الدروع مثقبة بالتشققات، وبعض المناطق ذابت بفعل الحرارة، كاشفة الجلد المتين لكنه لم يعد منيعا كما كان
وعندها تحرك الفرسان الكامنون في كل الجهات
"الآن!" هوت راية القائد فجأة
رفع الفرسان سيوفهم ورماحهم عاليًا، وجمعوا هالات قتالهم، فاشتعلت شفرات السيوف بتوهج أحمر متأجج
جرت هالة القتال القرمزية على أسلحتهم، وسببت اهتزازات طفيفة شوهت الهواء من حولها
"اهجموا!"
انطلقت خيول الفرسان نحو الأمام، وأهدافهم واضحة: مفاصل الدببة، فكوكها السفلية، حناجرها، وعيونها — وهي نقاط ضعفها
وقد سبق أن أضعف الرماة دفاع هذه المناطق، وجاء دور الفرسان لإنهاء حياتها
أحد الفرسان النخبة كان يمسك رمحًا، وقد تكثفت هالة القتال في رأسه إلى ضوء ملتهب
استهدف دبةً أصغر حجمًا قليلًا، كانت حنجرتها قد شُقّت قليلًا بسهم سابق
كانت عيناه كعيني نسر، وجوادُه يندفع في وجه الرياح العاتية
ومع اشتعال هالة القتال على رأس الرمح، غرسه بقوة في ذلك الشق!
"بووف!"
اخترق الرمح مباشرة شق الحنجرة، وامتزج الدم بهالة القتال القرمزية، كحمم متدفقة داخل جسد الدبة، تحرق لحمها
أطلقت الدبة زمجرة هزت الأرض، وجسدها الضخم يرتجف من الألم، وكادت تسقط
كان ويل يراقب القتال بعينين تتلألآن حماسة، فقفز قائلًا: "لقد هزمنا واحدة! الفرسان الأقوياء مذهلون!"
لكن لويس رد بهدوء: "لا تفرح مبكرًا يا ويل، هذه فقط المرحلة الأولى"
ارتبك ويل متسائلًا، أليست هذه الدبة على وشك السقوط؟
في تلك اللحظة، زأرت الدبة المترنحة، ورفعت رأسها
وبدأ درعها الصلب يتشقق بعنف، فيما انتشرت ألسنة لهب جليدي كأجنحة شيطانية، ممتدة بسرعة في الهواء ببرودة تنخر العظام
وعندما لامست النيران الجليدية الهواء، انفجرت في موجة تبريد قوية
"انسحبوا!" لوّح القائد بالراية بجنون
اجتاحت تلك القوة الباردة المكان، وغطت بعض الفرسان قبل أن يتمكنوا من الرد، لكن بفضل حماية هالة القتال، لم يفقدوا قدرتهم على الحركة، وتراجعوا بسرعة
غير أن هجوم الدبة لم يتوقف عند هذا الحد
فمع اشتعال حالتها الجنونية بالكامل، برزت ثلاث مسامير بلورية ضخمة من ظهرها
وكانت هذه المسامير تطلق موجات صدمية بطاقة عالية جدًا، تتداخل فيها الحرارة والانفجارات، فتهز الفرسان المحيطين، وتكاد تشل قدرتهم القتالية
بدت الأجواء من حولهم أثقل، وكل ارتجاج عنيف جعل التنفس صعبًا للغاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ