🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان وِيل يراقب الموقف بعصبية، قلقًا على الفرسان المقاتلين

في تلك اللحظة، كان دب الدرع الجليدي في حالة هياج كامل، وكأن البيئة المحيطة قد تجمّدت في غضبه

ثلاثة أشواك بلورية ضخمة برزت من ظهره، تشع بضوء أزرق حارق

بدأ الهواء يهتز بعنف تحت تأثير التشوه الناتج عن الحرارة العالية، حتى أن الفرسان من حوله بالكاد استطاعوا الوقوف

لم تعد سهام الرماة قادرة على لمس جلد دب الدرع الجليدي؛ فلهيبه الجليدي في الهواء كان يتبخرها في منتصف الطريق

"المرحلة الثانية من الخطة قد بدأت!" أمر الحاكم لويس بصوت مرتفع

لوّح القائد بالراية، وانطلق الإشارة

سريعًا انقسم الفرسان إلى عدة مجموعات صغيرة وبدؤوا بالدوران حول دب الدرع الجليدي

تحركوا بخفة خارج نطاق رؤيته، وكل استفزاز منهم كان يزيد من عصبية دب الدرع الجليدي

عينيه السداسيتين تلألأتا بضوء أحمر غاضب، ولهيبه البارد في جسده كان يتسرب بلا توقف

"استمروا في استدراجه، لا تدعوه يقترب!" صرخ لامبرت، الذي كان يقود المعركة في الموقع

مع كل اقتراب، كان الفرسان يلتفون بسرعة، متجنبين ببراعة هجمات دب الدرع الجليدي

كان يلوح بمخالبه العملاقة بجنون، لكن بلا جدوى، إذ كانت جميع محاولاته تخطئ هدفها

زئيره العاجز اخترق صمت الجبال

والأشواك البلورية كانت تطلق موجات حرارية متزايدة القوة، مع اهتزازات طاقة تصم الآذان قادمة من الهواء

"طاقته على وشك الانفجار!" صاحت ليديا، وعيناها ممتلئتان بالقلق

"تحلّوا بمزيد من الصبر، لا تدعوه يتوقف!" حدّق لويس في دب الدرع الجليدي، مراقبًا البلورات على ظهره

في تلك اللحظة، أي تفصيلة قد تحدد النصر أو الهزيمة

حركات الفرسان أصبحت أكثر دقة، وكل استفزاز كان يزيد من جنون طاقة دب الدرع الجليدي

استمرار تنفيذ تكتيك المراوغة جعل الدببة التسعة تدخل في حالة هياج شديد تحت ظروف قصوى

طاقتها الداخلية بدأت تتدفق بلا سيطرة، وتيار الهواء الغاضب كاد يطيح بالأشجار والصخور من حولهم

بدأت الصخور تتدحرج، ودوّى صوت الاهتزازات من الجبال البعيدة

"الآن!" تلألأت عينا لامبرت، إذ رأى تلك اللحظة الفارقة

قاد لامبرت ستة من الفرسان النخبة وثلاثة وعشرين فارسًا رسميًا لينقضوا بسرعة على كل دب درع جليدي هائج

كل دب درع جليدي كان يطلق اللهيب البارد بقوة يائسة، وتيار الهواء العنيف يجتاح المكان

ارتفعت درجة الحرارة بشكل حاد، واختلطت الرياح الباردة مع الموجات الحارة لتشكل حاجزًا قاتلًا

أمسك لامبرت بسيفه الطويل بإحكام، وقاد فريقه للهجوم، وهدفهم واضح — نواة دب الدرع الجليدي الهائج

"بفف!"

انغرز السيف الطويل بعنف في النواة على ظهر أحد دببة الدرع الجليدي الهائج

في الوقت نفسه، لم يتأخر باقي الفرسان، فجمعوا قوتهم سريعًا لتنفيذ هجمات متتالية

ومع ضربات الفرسان، بدأت الأشواك البلورية على ظهر دب الدرع الجليدي تومض بجنون وتهتز بعنف، وطاقة هائلة تدفقت كالمطر الغزير

انفجرت موجة صدمة قوية في لحظة، كادت تمزق ساحة المعركة بأكملها، وشكل اللهيب البارد عاصفة هائلة اجتاحت كل شيء

"انسحبوا! انسحبوا بسرعة!" كان صوت لامبرت يكاد يضيع وسط هدير الانفجار

تراجع الفرسان بسرعة، متجنبين الطاقة الانفجارية التي خرجت عن السيطرة

امتلأ ميدان المعركة بالدخان، وتناثرت ألسنة اللهب في كل اتجاه

انفجار طاقة الدببة التسعة شكّل كارثة مرعبة، وقد التوى الهواء من شدته

تحطم الدرع البلوري وسط اللهب، وتناثرت الشظايا في كل مكان

وبعد أن تبدد الدخان، في وسط هذا الميدان الفوضوي، كانت جثث الدببة التسعة الناجية ملقاة بصمت

وعلى الرغم من أن قوة الانفجار في حالة الهياج كانت كافية لتمزيق كل ما حولها، فإن درعها البلوري حافظ على أجسادها من التحول إلى رماد

وأشواكها البلورية ما زالت صلبة؛ رغم أن بعضها تكسر، إلا أن تهديدها القوي كان ما يزال محسوسًا

انتهى الأمر، وقف لويس على جانب ساحة المعركة، وعيناه تتفحصان المكان قبل أن يطلق تنهيدة ارتياح

على الرغم من أن المعركة كانت شرسة، لم يُصب أي فرد من جنوده بأذى، وحتى الجياد بقيت سالمة

وقف وِيل وليديا على الجانب، وعيونهما تلمع بالشوق

كانا يراقبان الفرسان في ساحة المعركة، يطمحان لأن يكونا مثلهم يومًا ما

أن يقفا في الميدان ويقتلا هؤلاء الأعداء الأقوياء دفاعًا عن الحاكم لويس

"بإمكاننا فعل ذلك أيضًا، أليس كذلك؟" سألت ليديا بصوت خافت

لم يجب وِيل، بل أومأ برأسه بقوة

ومع انتهاء المعركة، بدأ الفرسان بجمع غنائم الحرب بشكل منظم

هذه الوحوش العملاقة، التي كانت تبث الرعب في النفوس، كانت الآن ممددة بهدوء على الأرض، تتحول إلى غنائم

وكان كل دب درع جليدي تقريبًا بمثابة كنز

قطع الفرسان لحم الدب بعناية، وكان متينًا ومرنًا، تنبعث منه رائحة فريدة

وكان لحم دب الدرع الجليدي يعد غذاءً مقويًا ويمكن بيعه بأسعار مرتفعة في الجنوب

كما أنه يعزز من قوة الفرسان الجسدية ويزيد من مخزون طاقة الدو تشي لديهم

كل قطعة لحم يمكن أن تقدم فائدة عظيمة للفرسان

وعلاوة على ذلك، كان بعض الفرسان مختصين في استخراج البلورات من ظهر دب الدرع الجليدي

هذه البلورات، في أيدي الكيميائيين، يمكن تحويلها إلى جرعات قوية أو أدوات سحرية لا تقدر بثمن في السوق

ألقى لويس نظرة على جثة دب الدرع الجليدي، وفي عينيه لمحة من الأسف

لو لم يكن دب الدرع الجليدي شديد الخطورة وغير مستقر، لكان قد فكر منذ زمن في إنشاء مزرعة خاصة به لهذه الدببة

كل جزء من هذه المخلوقات العملاقة كان ذا قيمة عالية — لحم الدب، البلورات، الدرع الجليدي، وحتى المخالب والأسنان، جميعها كانت كنوزًا طبيعية

لكن هذا الأمر لم يكن إلا حلمًا، إذ إن محاولة تربيتها قد تؤدي إلى تفجير إقليم المد الأحمر في أقل من يومين

تفحّص الفرسان المنشغلين، ونظر إلى الغنائم، ولم يستطع إلا أن يبتسم

لقد كان هذا نصرًا كبيرًا بالفعل، لذا قرر مكافأة هؤلاء الفرسان

"حسنًا، توقفوا جميعًا!" صرخ بصوت عالٍ

توقف الفرسان عن العمل، والتفتوا نحو لويس

"لقد قررت استخدام لحم هذه الدببة لإقامة وليمة الليلة!" أعلن لويس

وما إن انتهى من كلامه حتى تعالت هتافات الفرسان المحيطة

زالت أجواء التوتر بعد المعركة في لحظة

"يا حاكم لويس، هذا كرم كبير!" كان أحد الفرسان أول من صاح فرحًا

"نعم! هذا اللحم ثمين للغاية، إنه حقًا نعمة للمحاربين!" تلألأت عينا فارس آخر

رفع الفرسان أيديهم وهتفوا بصوت واحد: "المجد للحاكم العظيم!"

استمع لويس إلى الضحك والأحاديث من حوله، وشعر بالرضا

فبعد كل شيء، هؤلاء الفرسان لم يتم تدريبهم شخصيًا على يده، ولا يمكنه كسب ولائهم إلا باستثمار موارد كافية

ومتى ما كانت المكافآت سخية، فإن ست ضربات بالسيف في ثانية واحدة لن تكون الحد الأقصى لفارس

علاوة على ذلك، كان الخطر وشيكًا، ولحم دب الدرع الجليدي هذا يمكن أن يمنح فريقه قوة إضافية، ويزيد ثقته في مواجهة تحدي قمع قطاع الطرق القادم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/15 · 220 مشاهدة · 1036 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025