🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما كان لويس يقود المجموعة إلى داخل مصنع جوهر السحر، باغتهم على الفور رائحة كيميائية نفاذة

رفع يده بتحية، قائلًا: "صباح الخير"

في الزاوية، رفع سيلكو رأسه بكسل، والهالات السوداء الثقيلة تحت عينيه واضحة، وألقى نظرة على سيد العبيد المكروه

قال بنبرة فيها بعض التذمر: "صباح الخير يا سيدي"، وهو يناوله وعاءً فخاريًا خشنًا بحجم قبضة اليد

أخذ لويس الوعاء الثقيل، سطحه بدا عاديًا وبلا زينة، مع قطعة قماش كتانية مدخلة في فمه، بدا خامًا كأنه صُنع على عجل

قطّب جبينه قائلًا: "هل هذا كل شيء؟"

شرح سيلكو بكسل: "لا تدع مظهره العادي يخدعك، فهو مليء بمواد خطرة

جوهر السحر، شظايا بلورات دب الجليد المدرع، وعشب الشرر جميعها محشوة بداخله

قوته معتبرة، وبالطبع، إن منحتني مزيدًا من الوقت، يمكنني جعله أكثر دقة وستصبح قوته أعظم"

قال لويس وهو يرفع حاجبه ناظرًا إلى ساحة التجارب المُعدة مسبقًا: "بما أنك تقول ذلك، فلنجرب واحدًا"

كانت عدة وحوش سحرية مربوطة في أماكن مختلفة بالساحة، وهي تتلوى مطلقة زئيرًا قلقًا

ارتدى الفرسان أقنعتهم الواقية الخاصة، أشعلوا الفتائل، وألقوا قنابل اللهب السحرية

دار الوعاء الفخاري في الهواء، مرسومًا قوسًا، ليصيب بدقة مركز ساحة التجارب

بوووم!!

المرحلة الأولى: الانفجار البارد!

ما إن انفجرت قنبلة اللهب السحرية حتى أضاء ضوء أزرق، وتفتتت بلورات دب الجليد المدرع، مطلقة تيارًا جليديًا شديد البرودة!

انكمش الهواء فجأة، وكأن يدًا خفية تشد الفضاء كله بقوة

تجمد فراء عدة وحوش سحرية على الفور، وارتعشت أطرافها وانكمشت

ثم جذبت بقوة إلى مركز الانفجار!

أطلقت عويلًا مخترقًا، وحوافرها ومخالبها تحفر الأرض بجنون، لكن دون جدوى

المرحلة الثانية: الاحتراق!

وبينما كانت على وشك الإفلات من قيد التيار البارد، نزلت الموجة التالية من الكارثة

اشتعل جوهر السحر فجأة، وانفجرت نيران عنيفة

بدا زغب عشب الشرر كأنه تحفّز بقوة غير مرئية، فبدأ يلتهم الأوكسجين في الهواء بجنون!

تشبثت النيران، مثل سائل متدفق، بأجساد الوحوش السحرية، ممتدة على طول فرائها

مثل أفاعٍ سامة عطشى للدماء، تسللت إلى كل شق من الجلد، تلتهم اللحم والدم بجنون

"أووووو!!"

احترقت عينا أحد الوحوش بالنيران، فانفجرت على الفور، وتبخر سائل جسده إلى خيط من الدخان الأبيض، والهواء الحار الخارج من فمه وأنفه تحول فورًا إلى غبار جاف

امتلأ الجو برائحة احتراق متفحم كريهة، تثير الغثيان

المرحلة الثالثة: التآكل السام!

تصاعد دخان أسود ببطء

لم يكن هذا رمادًا عاديًا، بل غازًا سامًا بشدة أطلق بعد احتراق جوهر السحر!

بدأت الوحوش السحرية الأولى التي تأثرت تتشنج بعنف، أطرافها ترتعش بجنون، وأصوات مخنوقة تخرج من حناجرها

بدأ لحم جراحها يتعفن بسرعة، كما لو أن يدًا خفية تمزقه، كاشفة عن عظام بيضاء حادة

تلوّت، زأرت، تدحرجت، وأخيرًا—

صمت

تناثرت رماد، وامتلأ الهواء برائحة كبريت وتعفن محترق قوية، بقيت طويلًا

غرق المشهد في فوضى، بقايا متفحمة مغروسة في التربة

حتى التربة نفسها اسودّت بلون بني قاتم، متوهجة بخفوت، وكأن هذه الأرض أصابها الموت

وقف لويس ساكنًا، يراقب الدمار بصمت طويل

كان وجه سيف شاحبًا، ولم تستطع إلا أن تشد قبضتها بقوة

لقد رأت القتال، ورأت الدماء، وشاركت شخصيًا في ساحة المعركة

لكنها لم تر قط مذبحة كهذه

صامتة، ومع ذلك تسلب كل حياة

أما سيلكو فقد ظهر على وجهه تعبير غريب، خليط من الفخر والألم

رمش بعينيه المحمرتين، فرك عنقه المتعب من الإرهاق، وتنهد:

"هذه القوة جيدة فعلًا… لكن يا سيدي، تكلفة المواد لصنع واحدة من هذه تصل إلى أربعمائة قطعة ذهبية كاملة"

نظر إلى الأرض المحترقة وكأنه ينظر إلى كومة من العملات الذهبية المحترقة، شعر بألم شديد، كأن المال ماله

عند سماع ذلك، استعاد لويس وعيه، وأدار رأسه ليسأل: "كم تبقى منها؟"

أجاب سيلكو متنهدًا: "سبعة، ولن تكون هناك مواد أخرى. بعد كل شيء، لقد جلبت فقط كمية صغيرة من بلورات دب الجليد المدرع"

"ما اسمها؟"

"لم أفكر في اسم بعد"

تفحص لويس الأرض القاحلة، وعيناه تمران على الجمرات السوداء المشتعلة، وارتسمت ابتسامة خفيفة على طرف شفتيه

"لنطلق عليها اسم ’الجليد والنار المزدوجة‘"

أومأ سيلكو، ووجد الاسم مناسبًا تمامًا

مد لويس يده وربّت برفق على الوعاء الفخاري الخشن للقنبلة

كان هذا السلاح ورقته الرابحة الأخيرة

… … … …

جلس الكونت فيرث على الكرسي الفاخر في قصره، وأصابعه تداعب ذقنه السميك بغير وعي، ووجهه مفعم بالقلق

"اللعنة! قيادة حملة قمع قطاع الطرق… لا أفهم شيئًا من هذا!"

كان من الواضح أنه مذعور من هذه المهمة المفاجئة

لم يمضِ سوى أقل من عامين على وراثته اللقب من والده، وها هو الآن مضطر للاستعداد لإبادة قسم الثلج؟

يالها من مزحة!

كثيرًا ما سمع الاسم الوحشي لقسم الثلج

فوالده، الكونت فيرث السابق، كان جنرالًا مميزًا في العالم الشمالي، حقق العديد من الإنجازات العسكرية، وحكم مقاطعة قمة الثلج لعقود، ناشرًا الرعب بين قبائل الشمال

لكن ماذا عنه هو؟

مجرد رجل بدين أجبر على وراثة اللقب، لا يستطيع حتى ركوب حصان بثبات، فضلًا عن قيادة جيش في المعركة!

قال مستشاره، رجل ذو ملامح ماكرة: "يا سيدي الكونت، قد لا تكون هذه مصيبة، بل فرصة"

قطّب الكونت فيرث جبينه، وقال: "ماذا تعني؟"

اقترب المستشار أكثر وقال: "يمكنك أن ترسلهم مباشرة إلى حتفهم

فهؤلاء النبلاء القادمون من الجنوب ضعفاء بطبيعتهم، وجذورهم لم تترسخ بعد

وستكون هذه العملية لإبادة قسم الثلج محفوفة بالمخاطر؛ ما عليك سوى أن تدبر الأمر بحيث يتولون أخطر المهام ويستنزفون قواتهم

وبمجرد أن يتكبدوا خسائر فادحة، يمكنك عندها، بصفتك الكونت، ضم أراضيهم ومواردهم. أليس هذا رائعًا؟"

اتسعت عينا الكونت فيرث؛ إذًا يمكن فعلها هكذا؟

واصل المستشار إذكاء النار: "وفوق ذلك، كما تعلم، فإن عائلات النبلاء القديمة في العالم الشمالي لا تحمل أي مودة لهؤلاء الجنوبيين

إذا أُبيد الجنوبيون تمامًا، سيعود العالم الشمالي حقًا إلى أيدي أهل الشمال الأصليين

وأولئك الذين يحتقرونك، ويعتقدون أنك ورثت منصبك فقط بفضل نفوذ والدك، وأنك غير قادر على حكم مقاطعة قمة الثلج، ماذا سيفكرون؟

لن يكون أمامهم إلا الاعتراف بأنهم أخطأوا، وأنك الحاكم الحقيقي لمقاطعة قمة الثلج!"

ظل الكونت فيرث صامتًا بضع ثوانٍ

ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة

"هذا منطقي"

رفع كأس النبيذ، وهو يدوّر السائل بداخله برفق

وقد تخيل بالفعل في ذهنه مشهد ابتلاع النبلاء الجنوبيين بالجليد والثلج، ورؤية نفسه موقرًا من الآلاف

"حسنًا، إذن سنفعل كما تقول"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/16 · 273 مشاهدة · 985 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025