🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وادي ريشة بيضاء
عصفت الرياح من الأعلى، مثيرة غبارًا ناعمًا
من مكان مرتفع مخفي، كان يوين مستلقيًا خلف صخرة، يهمس للوي بجانبه: "رئيس… هل أنت متأكد أن رجال الثلج سيعبرون من هذا الطريق حقًا؟"
كانوا قد انطلقوا قبل الفجر اليوم، يقودون الفرسان والجنود، متجاوزين الطريق الرئيسي وداخلين في تضاريس هذا الوادي المعقد
ثم، قضوا اليوم بأكمله مشغولين
فمثلًا، نصبوا أفخاخًا بأسلاك مع خطافات معدنية في الممرات الضيقة، ودفنوا كابلات فولاذية وخطافات حديدية في العشب والركام
كما حفروا مسارات لانهيار الصخور على جانبي المرتفع، مثبتين صخورًا ضخمة في قمم الجروف، ينتظرون فقط دفعة لتتدحرج إلى أسفل الوادي
قام لويس شخصيًا بتفقد كل موقع، حتى أنه رتب ثلاث طرق للانسحاب
لم يكن ما يريدونه معركة حتى الموت، بل كمين، والأفضل أن يتم بلا خسائر
حتى لو حدث أمر غير متوقع، كان عليهم الانسحاب سالمين
ولكن حتى غطى غروب الشمس الجروف باللون الأحمر، بقي مدخل الوادي فارغًا
لم يطر حتى طائر ليلقي فضلاته
أصبح يوين قليل الصبر، يتمتم بصوت منخفض: "رئيس، هذه ليست بعض المعلومات الكاذبة التي وصلتك، أليس كذلك؟ إذا خدعنا أحدهم فنحن…"
"اصمت" لم يلتفت لويس، بل نطق بكلمتين ببرود
"حسنًا" وأغلق يوين فمه بحكمة
حدق لويس في الممر أدناه، ثم أضاف: "سيأتون قريبًا"
ثقة لويس لم تكن بلا أساس
مصدرها كان تقرير الاستخبارات اليومي قبل ثلاثة أيام
"من المتوقع أن يعبر خمسون من رجال الثلج الممر الشمالي لوادي ريشة بيضاء في وقت متأخر من مساء اليوم الثالث"
كان يوين قابعًا خلف صخرة، ينظر إلى الوادي الفارغ، ينقر بلسانه بلا مبالاة
"هل سيأتون فعلًا؟" تمتم "هل يمكن أن الرئيس خُدع من أحد…؟"
رمق لويس خلسة، الذي كان واقفًا على مرتفع غير بعيد. ملامحه كانت هادئة، بلا توتر
كان يوين على وشك أن يتذمر مجددًا حين فجأة، وصل صوت خافت لحوافر من الغابة أسفل الوادي
"...؟"
رفع رأسه فجأة، عاقدًا حاجبيه ومصغيًا بتركيز
تكرر صدى الحوافر بوضوح، ولم يكن حصانًا واحدًا فقط، بل كان فرقة كاملة
انتصب يوين فجأة، يكاد يقفز واقفًا: "يا للعجب… إنهم هنا فعلًا!؟"
عاد بسرعة للانبطاح خلف الصخرة، وجهه ممتلئ بعدم التصديق: "رئيس، هل أنت نبي!؟"
لم يعره لويس اهتمامًا، محدقًا بعناية في مدخل الوادي
عند المدخل الشمالي للوادي، عبرت فرقة بهدوء
كانوا يرتدون دروعًا جلدية داكنة وحمايات كتف حديدية، بأسلحة متنوعة: فؤوس ثقيلة، رماح طويلة، وحتى رماح قديمة من فرسان الإمبراطورية
لكن عيون كل شخص منهم كانت كعيون الوحوش الضارية
صامتة، يقظة، مليئة بنية القتل
كانت هذه وحدة محاربين نخبة تابعة لرجال الثلج، رغم أن عتادهم بدائي
لم يكونوا قطاع طرق متجولين مثل رجال الثلج المعتادين، بل كلاب صيد شرسة مدربة جيدًا
كانت قوة كل واحد منهم تعادل تقريبًا فارسًا رسميًا متوسط المستوى في نظام القوة لإمبراطورية الدم والحديد
كبح المحارب القائد جواده، ماسحًا بنظره تضاريس الوادي أمامه، وهمس: "هذا المكان… هادئ جدًا"
لكن رجلًا آخر ابتسم بازدراء: "ما الذي نخافه؟ قوات النبيل بالكاد تجمعت، واليوم مجرد تذوق لما سيأتي"
كانت عمليتهم الحالية هي التسلل من الممر الشمالي وشن هجوم مباغت على قوات تعزيز نبيلة مجتمعة، كما أُمروا
مثل هذه الأفعال السريعة والقاسية كانت تكتيكًا مألوفًا لدى رجال الثلج
في نظرهم، لم تكن هذه المهمة سوى ضربة قطع رأس اعتيادية
اعتادوا شن الهجمات المباغتة عند الفجر أو الغسق، داسّين أراضي الغزاة تحت أقدامهم
وفجأة، شدّ المحارب القائد لجماعة رجال الثلج لجام جواده. وما إن وطأت حافره الأرض حتى توتر فجأة
مع طقة، انطلقت سلكية الخطاف المخبأة تحت التراب بعنف
التف الخطاف الحديدي حول ساق الحصان كالأفعى. ومع شدّة، تعثر الحصان والفارس إلى الأمام
"هوه!" صهلت عدة خيول حرب مجاورة وتراجعت، حتى أن بعضها أسقط فرسانه، متدحرجة وسط الغبار
انغرز الخطاف المعدني في الدرع الحديدي، باعثًا صوت احتكاك حاد، وبدأ الدم يتسرب من ساق الحصان
اندلعت فوضى قصيرة في الوادي، صهيل حوافر وغبار متطاير
لكن رجال الثلج استجابوا فورًا
قفزوا من على خيولهم، حركاتهم سريعة وحاسمة، تدحرجوا على الأرض، سحبوا سيوفهم، استداروا، واصطفوا في تشكيل، بحركة واحدة سلسة
لم يكن هناك صرخات، ولا ذعر
كانت عيونهم باردة، كعيون الوحوش، تدرك بالغريزة أن هناك أمرًا غير طبيعي
"أفخاخ" قال المحارب القائد بصوت منخفض
من لحظة تفعيل الفخ إلى استعادة النظام، لم يستغرق الأمر سوى ثوان قليلة
توتر الجو فجأة، إيقاع المسير المنتظم انقطع كسيف غير مرئي
أدركوا أنهم سقطوا في فخ، رغم أنهم لم يعرفوا من نصبه
في وسط التشكيل، سحب عدة محاربين أقواسهم الطويلة، بسرعة موجهين نحو الجروف على الجانبين، بينما الآخرون حموا المركز، سيوف طويلة، فؤوس معركة، ورماح مرتبة بشكل متقاطع في دائرة دفاعية
صوت احتكاك الشفرات بالدروع الحديدية تردّد في أرجاء الفرقة
من دون أمر واحد، تحوّل الجميع بصمت إلى حالة القتال، كما لو كانوا قبل لحظة مسافرين على الطريق، وفي اللحظة التالية صيادين
أخرج قائد هذه المجموعة من رجال الثلج سيفه العظيم ببطء وقال بصوت منخفض: "استعدوا للمعركة"
وعندها بالضبط، دوّى أمر قصير من أعلى الوادي: "انطلقوا!"
وقبل أن يخفت الصوت، دارت عجلات حجرية بعنف على الجرف، وأطلقت المزاريب البدائية صخورًا ضخمة
طقطق—طقطق—
اهتز الجبل بالارتطامات، وتدحرجت عدة صخور ضخمة من قمة الجرف
تسارعت في المزاريب المعدّة مسبقًا، مكتسبة سرعة، حاملة ضغطًا مرعبًا يمزق الهواء، متجهة مباشرة نحو رجال الثلج أسفل الوادي
"احذروا فوق رؤوسكم!" صرخ أحدهم
لكن قبل أن يتلاشى صوته، ارتطمت أول صخرة بالفرقة
بوم!
محارب واحد تأخر في ردة فعله فارتطمت به صخرة بحجم عجلة عربة. التوت درعه الثقيل وتشوه فورًا، وقذف جسده في الهواء، مرتطمًا بجدار الوادي بعنف، متفجرًا دمه على وجه الصخرة
"اللعنة!" شتم محارب آخر من رجال الثلج، متدحرجًا ليتفادى، باحثًا بارتباك عن ملجأ داخل دائرة دفاع رفيق له
المزيد من الصخور، كمنجل الموت، هبطت من السماء، محطمة التشكيل بزئير مدمر. تناثر الركام، صهلت الخيول، واختلط صوت تحطم الدروع الحديدية مع الضوضاء
ارتفع غبار متدحرج، وغرق الوادي كله في الفوضى فورًا
"تشكيل! حافظوا على التشكيل!" زمجر القائد، صوته يخترق الغبار
لم يكن رجال الثلج هؤلاء حشدًا فوضويًا؛ حتى عند تعرضهم لكمين، حافظوا على انضباطهم
بضع محاربين ذوي خبرة قيّموا بسرعة التضاريس، وقادوا الفرقة لتجنب الاتجاه الرئيسي للصخور المتساقطة، مانعين سحقهم بالكامل
رغم أنهم تعرضوا للضغط مؤقتًا، إلا أن عزيمتهم أصبحت أكثر تركيزًا
وسط سحابة الغبار، ضيّق القائد عينيه، ناظرًا ببرود حوله
لم يكن الكامنين ليعتمدوا فقط على الصخور لإبادتهم؛ المعركة الحقيقية بدأت للتو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ