🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

سورة يوسف، الآية 21

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخفض زاكاري رأسه، وأخذ رشفة صغيرة من النبيذ، ولمعت في عينيه لمحة من الحسابات

تنهد متظاهراً بالعجز وقال: "ربما، فبعد كل شيء، كالفن لا يبدو أنه يفهم كيف يحترم الآخرين، أما أنا لو كنت مكانه لجئت بنفسي مسبقًا لأقدم احترامي للكونت"

انعقد حاجبا الكونت فيرث بقوة، وبدأ الغضب يظهر على وجهه

وكأن ضوضاء الوليمة قد انجذبت إلى هذه الكلمات، فصار الجو أثقل بعض الشيء

ظل الكونت فيرث صامتًا لحظة، ثم ضرب الطاولة بقوة: "هذا الكالفن يحتاج إلى أن يتلقى درسًا، ليعلم أن الشمال ليس مكانًا بلا قانون"

ثم أضاف: "بالنسبة للمهام اللاحقة، أريده أن يذهب إلى أخطر الأماكن، في المقدمة تمامًا!" وكانت تلمع في عينيه نظرة باردة

الخطة اكتملت

ابتسم زاكاري بخفة، لكن قلبه كان مليئًا بلذة ملتوية

كان قرار الكونت فيرث نتيجة تخطيطه الدقيق

منذ أن جعل لويس يفقد ماء وجهه في الوليمة، كان الغضب يتراكم في قلب زاكاري

خصوصًا نظرة لويس المتعالية التي جرحت كبرياءه بشدة

"من تظن نفسك؟" تمتم زاكاري بسخرية، "أنت مجرد فرد من عائلة منبوذة، ومع ذلك تجرؤ على ازدرائي؟"

من خلال استغلال جهل الكونت فيرث، كان بإمكانه أن يضع لويس بسهولة في أخطر موقع

وغطرسة لويس ستجعله يدفع الثمن النهائي

بالطبع، كان زاكاري يعرف متى يتوقف

فبمجرد زرع التحيز في قلب فيرث، سيترك الباقي للزمن كي يتخمر

لذلك غيّر الموضوع سريعًا، وبدأ يحكي عن تجاربه الممتعة في الصيد بالجنوب

وبالتدريج ارتاح النبلاء، وبدأ الجو يسخن قليلًا

عادت الوليمة إلى صخبها المعتاد، وبدا أن كل شيء يتجه إلى "ليلة لا تُنسى"

لكن بينما كانت الوليمة توشك على الانتهاء، دخل خادم مسرعًا إلى القاعة وهمس بخبر للكرسي الرئيسي

"سيدي الكونت، البارون كالفن والبارون هارفي عند الباب"

ما إن سمع الكونت فيرث هذا الاسم حتى عبس وجهه بشدة

"البارون كالفن؟" كرر بلهجة غير راضية

أما زاكاري الواقف بجانبه فقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة بالكاد تُرى

لم يتوقع أن يأتي لويس هذا البائس بنفسه إلى عتبة بابه الآن، لقد كان ذلك عونًا من السماء حقًا

خفض صوته بما يكفي ليسمعه الكونت فقط وقال: "ذلك لويس كالفن، أحد أفراد عائلة كالفن"

أطلق الكونت فيرث شخيرًا بارداً، وقد ظهرت الكراهية واضحة في عينيه

وقال بنبرة جليدية: "أدخلوه، أريد أن أسأله ما الحيلة التي يحاول لعبها بالمجيء حين توشك الوليمة على الانتهاء"

بعد قليل، فُتحت أبواب القاعة ببطء، واتجهت جميع العيون نحو المدخل

دخل لويس ويوين دخولًا فخمًا

وكان خلفهما فارسان غير مدرعين، يحمل كل منهما كيسًا كبيرًا من الخيش على كتفه، ينبعث منه رائحة سمك خفيفة

بدوا في غير مكانهم وسط الوليمة

حدق النبلاء في هذا المشهد الغريب إما بدهشة أو بحيرة، واختفى الضحك والمرح السابق فجأة

جلس الكونت فيرث على مقعده الرئيسي، وعندما رأى ذلك أظلم وجهه تدريجيًا

وخاصة عندما وقعت عيناه على الكيسين، ازداد غضبه في قلبه

ثم وقف فجأة، وارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة، ووبخ: "لويس كالفن، لقد خيبت ظني حقًا

أن تتأخر عن وليمة كهذه، وأن تتصرف بغطرسة كهذه، غير فاهم لأبسط آداب النبلاء، ماذا تظن قصر الكونت هذا؟!"

وحين جالت عيناه على الكيسين خلف لويس، ازدادت ملامح وجهه استياءً: "انظروا إلى هذه الأكياس، ما معناها؟ هذه وليمة نبلاء، وليست سوقًا شعبيًا!"

ساد الصمت فجأة في القاعة، وبدأ النبلاء يتهامسون بصوت منخفض وعيونهم تتقلب

وبعض نبلاء الحدود الجنوبية أظهروا الشماتة، وكأنهم كانوا ينتظرون رؤية لويس وهو يُحرج نفسه

أما زاكاري الواقف على الجانب فقد واصل التحريض بصوت منخفض: "الكونت فيرث محق، فهذه الوليمة مسرح النبلاء، ويجب أن يتبع الجميع القواعد، أم أنك تظن أن الكونت فيرث لا يستحق حضور شخص نبيل مثلك؟"

وما إن قال ذلك حتى تعالت ضحكات النبلاء المحيطين

سخر أحدهم باحتقار: "يا له من رجل بلا ثقافة، يظن حقًا أنه شخص مهم"

ورد آخر بهمس: "انظروا إلى هذا المشهد، لا علاقة له بوليمة نبلاء، كيف يمكن للكونت فيرث أن يتحمل مثل هذا الفظ في مجلسه؟"

وقال ثالث: "أحد أفراد عائلة كالفن، بهذا السوء من الأخلاق وسوء التربية، لا يفهم حتى أبسط أشكال الاحترام، ويتجرأ أن يعكر صفو وليمة الكونت فيرث هكذا"

امتلأت أصواتهم بالازدراء، وكأنهم قد حكموا بالفعل بأن لويس شخص متغطرس وفظ

راقب زاكاري كل هذا بشماتة، عارفًا أن كلماته وضعت لويس بالفعل في موقف صعب

ازداد الكونت فيرث ضيقًا عند سماع هذه الكلمات

فنظر إلى لويس ببرود، وكأنه قرر ألا يمنحه أي مجاملة نبيلة بعد الآن

بل نوى أن يعاقبه بشدة، ليعلم من هو السيد الحقيقي لمقاطعة سنو بيك

ازدادت ضحكات النبلاء حوله تحررًا، وبدت الأجواء أكثر توترًا

ومع ذلك، ظل لويس هادئًا بلا أي تعبير، وكأنه لم يتأثر أبدًا

انحنى قليلًا مؤديًا تحية نبلاء، ثم قال بأدب: "سيدي الكونت، لقد كان عندي أمر عاجل بالفعل، وهو ما سبب التأخير، أما الأكياس فهي تحوي هدايا حضرتها خصيصًا لك"

وبينما تكلم، أشار إلى الفارسين خلفه لينزلا الأكياس ببطء

سخر زاكاري: "أوه؟ هدايا؟ هذا أمر مدهش قليلًا

لكن باعتبارك ابن الدوق كالفن، ألا يجدر بك أن تجلب هدايا أكثر قيمة من هذه؟ هل هي دجاجة برية أو أرنب من أراضيك؟

لماذا لا تدعنا نرى ما هي هذه الكنوز التي تستحق أن تجعلك تظهر في هذه اللحظة"

كانت كل كلمة من زاكاري مشبعة بالسخرية، هدفها الواضح وضع لويس في موقف دفاعي

وعندما سمع الكونت فيرث كلمات زاكاري، كان التحيز قد ترسخ بالفعل في قلبه، ولمعت في عينيه نظرة احتقار

وقال ببرود: "بما أنها هدية، فلنرها إذن، فنحن نبلاء الشمال لا نتعمد التضييق عليك"

ثم أمر بصوت منخفض: "افتحوها، لنرَ ما بداخلها بالضبط"

ابتسم لويس بخفة، مشيرًا للفارسين بفتح الأكياس

وما إن فُتحت الأكياس، حتى تدحرجت عدة رؤوس من أتباع الثلج، والدم يقطر منها على الأرض

سادت القاعة لحظة من الصمت المميت، وأصيب جميع النبلاء بالذهول

ظل الكونت فيرث يحدق بذهول في الرؤوس على الأرض

وتشنج وجهه الممتلئ رعبًا وغضبًا، وارتجف الشحم حول عينيه قليلًا

بدا وكأنه يريد أن يصرخ بشيء ما، لكنه فوجئ بوقع الصدمة

"ما... ما هذا؟!" تمكن أخيرًا من نطقها، وصوته مليء بالذعر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/18 · 223 مشاهدة · 1035 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025