🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم سحب الكيس وفتحه

تدحرجت أكثر من ثلاثين رأسًا داميًا إلى وسط قاعة الوليمة، تصدر أصوات مكتومة وهي ترتطم بالأرض

إحدى الرؤوس كان عليها تعبير شرس، وعيناها مفتوحتان على وسعهما، رافضتان أن تنغلقا حتى بعد الموت

تجمد الجو في لحظة، وساد الصمت القاعة بأكملها

النبلاء الذين كانوا صاخبين قبل قليل، بدوا وكأن الزمن توقف عندهم، يحدقون بلا حراك في المشهد الملقى على الأرض

حدق الكونت فيرث بذهول في كومة الرؤوس، وحرك حلقه بصعوبة قائلًا: "مـ.. ما هذا؟!"

تجمدت ابتسامة زاكاري على الفور، وكأن ضربة أصابته بالخرس

تراجع نصف خطوة بشكل غريزي، ووجهه مظلم للغاية

أما لويس، فبقي هادئًا، وكأنه لم يجلب سوى بعض الهدايا العادية

قال بهدوء: "وادي الريش الأبيض، قضينا على فرقة النخبة من جنود الثلج الذين حاولوا التوغل جنوبًا، تمت تصفيتهم جميعًا، ورؤوسهم هنا"

استعاد زاكاري وعيه فجأة، وعض على أسنانه مجبرًا نفسه على السخرية: "هل هذا كل شيء؟ بعض الرؤوس الهمجية، تستحق أن تؤخر وليمة الكونت؟"

كان صوته حادًا، وكأنه وجد ثغرة

"أم أنك جئت بهذه الأشياء لتتظاهر بإنجاز عسكري، وتحاول أن تمرر نفسك بهذه الطريقة؟"

اسود وجه الكونت فيرث، وأطلق شخيرًا باردًا: "هذه ليست معسكرًا عسكريًا، من غير اللائق أن تجلب هذه الأشياء الدامية لتتباهى أمامي"

بدأ النبلاء المحيطون يتهامسون، ينظرون إلى لويس بريبة واحتقار

"إنها مزيفة، أليس كذلك؟"

"عائلة كالفن تجيد فعل المسرحيات"

في لحظة، ارتفعت أصوات السخرية

لم يجادل لويس، بل اكتفى بابتسامة خفيفة، واقفًا بلا حراك

في هذه اللحظة، تقدم يوهان بخطوات غاضبة، وأعلن بصوت مرتفع: "لقد رأيت ذلك بعيني!

هذه الرؤوس جميعها أُخذت في وادي الريش الأبيض! لقد كانوا فرقة هجوم نخبوية من جنود الثلج، يرتدون دروعًا ثقيلة، وقوتهم القتالية تفوق بكثير الجنود العاديين"

نظر إلى النبلاء الذين ما زالوا يشكون، وعض على أسنانه مضيفًا: "لقد كدنا نموت هناك، بينما أنتم كنتم تشربون وتضحكون، كان البارون كالفن يراهن بحياته في مواجهة جنود الثلج!"

توقف الهمس للحظة، لكنه عاد بسرعة

"هاه، يبدو كأنه بطل"

"لقد طال هذا التمثيل، حان وقت إنهائه، أليس كذلك؟"

في تلك اللحظة، تقدم نبيل شمالي أشيب ببطء

ضيق عينيه، وحدق في رأس هزيل على الأرض، وفجأة تغيرت ملامحه بشكل كبير

"هذا… هذا الرأس، إنه هاسكل!"

ارتجف صوته، وانكشف في نبرته حماس وحقد لا يخفيان

"ذلك الكلب العجوز الذي اختبأ في غابة الثلج لسنوات، وكان بارعًا في الهجمات الليلية! لقد احترق نصف قصر عائلتي قبل ثلاث سنوات حين قاد غارة ليلية!"

وبدوره، تمتم نبيل آخر يرتدي الرمادي بلعنات خافتة: "لقد نُصب لعمي كمين وقُطع رأسه على يده آنذاك، وأُبيدت أسرته كاملة… كان يجب أن يموت منذ زمن بعيد!"

عند سماع اسم "هاسكل"، تغيّرت ملامح العديد من النبلاء من مقاطعة قمة الثلج في القاعة

بعضهم لعن بخفوت، وبعضهم شهق، وبعضهم احمرّت عيناه في الحال

لم يكن هاسكل محاربًا مشهورًا في الشمال، لكنه كان ماكرًا وشرسًا، بارعًا في الغارات الليلية والهجمات المفاجئة

على مدى أكثر من عقد، لم يتوقف عن مضايقة أراضي مقاطعة قمة الثلج، واشتهر بحرب العصابات، حيث كان القتل والحرق أمرًا مألوفًا

وبسبب مراوغته، فشلت عدة حملات تطويقية، مما جعله أكثر جرأة

هل من الممكن أن يكون هذا الطاغية العجوز قد مات حقًا؟

"إنه هو، بلا شك… ذلك الوجه القبيح، ما زلت أذكره بوضوح!"

قال النبيل الشمالي بغضب، يحدق في الرأس وكأنه يروي عطشه بانتقام شخصي

وسرعان ما صمت النبلاء الذين كانوا يشكون في لويس من قبل

حتى الكونت فيرث استقام جسده غريزيًا، وبدأت الشكوك على وجهه تتلاشى تدريجيًا، لتحل محلها صدمة خفيفة

"هاسكل… مات حقًا؟"

"وهل كان هذا الشاب هو من فعلها؟"

كانت ملامح النبلاء الذين عانوا من مضايقات هاسكل معقدة، خليط من الصدمة والإعجاب وحتى الامتنان

كان يوهان وكأنه ينتظر هذه اللحظة منذ زمن، فتقدم خطوة إلى الأمام وصاح بصوت مرتفع:

"صحيح! لقد قاد سمو لويس الفريق لمهاجمة العدو، وقتل العشرات، وقطع رأس هاسكل بنفسه!

كانت العملية بأكملها نظيفة وحاسمة، بلا أي تراجع، حتى وهو مصاب لم يتراجع خطوة واحدة!"

ارتفع صوته أكثر فأكثر، واشتد حماسه، ومع حركاته المبالغ فيها، بدا وكأنه يعيد تمثيل المعركة في ساحة القتال

"لقد اندفع وسط تشكيل العدو، وقطع ثلاثة رجال بضربة واحدة، ثم جرّ هاسكل حيًا إلى أسفل التلة، أقسم أنني لن أنسى هذا المشهد أبدًا!"

قال لويس بهدوء: "يوهان"

فأغلق يوهان فمه على الفور، ولم يقل المزيد

لم يظهر على لويس أي أثر للفخر، بل اكتفى بابتسامة خفيفة: "مجرد مهمة صغيرة، لا تستحق الذكر"

وعندما نظر النبلاء المحليون القدامى للشمال إليه مجددًا، كانت نظراتهم مختلفة تمامًا عن السابق

لم تعد مليئة بالاحتقار أو انتظار السخرية

بل أصبحت جادة، محترمة، بل وحتى ممتنة قليلًا

أما على الجانب الآخر، فقد بدأ النبلاء الحدوديّون القادمون من الجنوب يتهامسون

"هذا الشاب يملك بالفعل بعض المهارة"

"زاكاري كان يقول دومًا إنه مجرد لاهي، لكن يبدو أن الأمر مختلف…"

تبادل بعضهم النظرات بين زاكاري ولويس، وظهر التردد في أعينهم

وقف زاكاري عند حافة الحشد، وملامحه تتغير مرارًا

لقد شعر بأن النبلاء الحدوديّين الذين كانوا يميلون نحوه، بدأوا بصمت يحولون أنظارهم نحو شخص آخر

"اللعنة…" تمتم بأسنانه المعضوضة، وقبض قبضتيه بخفاء

لم يتوقع أن يتحول ما كان يُفترض أن يكون فخًا لإهانة لويس، إلى عرض منفرد خصمه

وأصبح هو المهرج المهان

لكنه لم يتكلم مجددًا، بل انسحب بهدوء إلى الحشد، منتظرًا فرصة أخرى

كان وجه الكونت فيرث مزيجًا من الصدمة والغضب

لم يكن يهمه من هو هاسكل، أو ماذا فعل في الشمال، أو كم كان مدهشًا أن لويس قد قضى عليه

كل ما كان يعرفه أن لويس لم يعطه وجهًا، وسرق بريقه

وبينما كان على وشك الانفجار

التفت لويس إليه فجأة وقال باحترام: "في الواقع، الفضل في هذا النصر يعود بالأساس إلى التخطيط الاستراتيجي للكونت، وإلى دعمه بالمعلومات

فلولا إرسالكم الكشافة لتنبيهنا قبل المعركة، ولولا توجيهكم في الانتشار، لما كان لهذا الكمائن الباهر أن ينجح"

ساد الصمت القاعة، وتبادل النبلاء النظرات

تجمد الكونت فيرث، وانفتح فمه: "أنا… ماذا أرسلت؟"

لم يتذكر حقًا أنه أرسل أحدًا، ولم يلتق بلويس من قبل حتى

لكن حين مرت في ذهنه صور المجد، والفضل العسكري، وإعجاب الحضور… كل تلك المكاسب

اشتغلت آلية "تعديل الذاكرة الذاتية" في داخله!

في ثانيتين فقط

أضاءت عيناه من جديد، وارتسمت ابتسامة مرتاحة على شفتيه

بل وغرست في ذهنه ذكرى "إرساله للكشافة بنفسه"، حتى إنه استطاع أن يتذكر "كيف رتب ذلك ببراعة"

"هاهاهاها!" انفجر الكونت فيرث ضاحكًا فجأة

"نعم، لقد كان ترتيبي بالفعل!" ضرب على فخذه، ورفع صوته بفخر: "لقد أبليت بلاء حسنًا حقًا!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/18 · 160 مشاهدة · 1101 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025