🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾ [الشعراء: 217]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمجرد أن أنهى الفيكونت ويبستر شرحه لتوزيع مخابئ العدو ومخاطرها، خيّم الصمت للحظة في الخيمة الرئيسية، والجميع بانتظار المقترح التالي للتوزيع
تحدث الفيكونت ويبستر بنبرة جادة ومهيبة: "وفقًا للمعلومات الحالية، فإن منطقة منجم أنياب الجليد أرضها مسطحة نسبيًا، لذا يمكننا التفكير في إعطائها الأولوية، ثم استخدامها كنقطة انطلاق للتقدم وهزيمة العدو واحدًا تلو الآخر. هذا هو الأسلوب الأكثر أمانًا"
بعض النبلاء التقليديين أومأوا برؤوسهم، متفقين بوضوح مع هذا التوزيع الحذر والمتأنّي
لكن قبل أن يتمكن من التوسع في شرحه، قاطعه فجأة صوت أجش ممزوج بالخمر: "أيها العجوز، لماذا أنت بطيء هكذا؟"
التفت الجميع نحو المقعد الرئيسي
كان الكونت فيرث متكئًا على ظهر كرسيه، بالكاد يثبت نفسه، ووجهه لا يزال شديد الاحمرار من أثر الشراب
وأشار إلى النقاط الحمراء الثلاث على طاولة الرمل: "إذا كنا سنقاتل، فلنقاتل دفعة واحدة! هذه الأوكار الثلاثة للفئران… لماذا لا نمسحها معًا؟ سنجمع خمسة آلاف رجل، مم نخاف؟"
نظر الحاضرون إلى بعضهم، لا يعرفون ما يقولون، وساد الصمت
سعل المستشار العسكري لفيرث خلفه وأضاف بخفوت: "يقصد السيد فيرث أننا يمكننا إرسال ثلاث فرق لمسح المواقع الثلاثة بشكل منفصل. إذا سار التقدم بسلاسة، قد تنتهي الحرب مبكرًا"
لكن هذا كان بوضوح مجرد محاولة لحفظ ماء الوجه لثرثرة فيرث المخمورة
عقد الفيكونت ويبستر حاجبيه: "أنت تقولها بسهولة. قواتنا بالفعل محدودة، وتقسيمها كقطع تعزيزاتنا بأنفسنا. إن محاربي الجليد معتادون على نصب الكمائن، وكل موقع خطير. كيف نتعامل مع الأمر كأنه لعبة؟"
أشعلت هذه الكلمات غضب فيرث المخمور تمامًا
ضرب الطاولة بيده ونهض: "هل أنا القائد أم أنت؟ أنت تابع، وتجرؤ على معارضة سيدك علنًا هنا؟"
في العادة لم يكن ليتجرأ أبدًا على التحدث هكذا مع الفيكونت ويبستر
فهذا الفيكونت كان في يوم ما الساعد الأيمن لوالده، وواحدًا من أوفى رجالات أسرة فيرث
حتى بعد أن أصبح كونتًا كاملاً، برتبة أعلى وسلطة قانونية، فإن صاحب الكلمة المسموعة في حضرة هؤلاء النبلاء الضباط لم يكن هو، بل ذلك الشيخ ذو القوة الخارقة
كان فيرث يعلم هذا جيدًا
لكن لسوء حظه كان مخمورًا اليوم، فانفجر إحباطه مستعينًا بالخمر
اسود وجه الفيكونت ويبستر على الفور، كما لو تلقى صفعة علنية
لكنه لم يرد مباشرة، بل وقف صامتًا، يده خلف ظهره، يكبح غضبه
لأنه تابع، وفيرث هو سيده
حتى لو كان هذا السيد ثملًا ويتفوه بالهراء، لا يمكن إهانته تمامًا في هذا المجلس
ساد الصمت غرفة الحرب، والأجواء خانقة للغاية
"بما أنك جبان مثل الفأر، فسأقرر أنا!"
وقف فيرث، يترنح نحو طاولة الرمل، وضرب بإصبعه على النقاط الحمراء الثلاث: "هذه النقاط الثلاث للعدو، سنحتلها كلها دفعة واحدة"
"سنختار بعض رجال جيش الحملة الجنوبية، وأولئك النبلاء الميالين للحرب من الشمال. لنجعلهم طلائع. أما أنا فسأبقى في مدينة نسر الثلج، أُشرف على القيادة!
فقط بنشر قواتنا في ثلاثة محاور يمكننا أن نُظهر حقًا قوة جيشنا!"
عندما قال "أُشرف على القيادة"، ارتفعت نبرته أكثر، وكأنه يصدق فعلًا أنه قائد يضع الاستراتيجيات ويكسب الحروب من بعيد
ساد الصمت للحظة في الغرفة
لم يتكلم أحد، سوى بعض السعال المتكلف وصوت الشمعة المحترقة قرب طاولة الرمل
لم يكن النبلاء حمقى؛ فمن لم يدرك أن هذا في الحقيقة خطة لاستعمالهم كوقود مدافع؟
حتى القلة من نبلاء الجنوب الذين أومأوا أول الأمر بالموافقة، تغيّرت تعابيرهم بشكل واضح
استند لويس للخلف في مقعده، يراقب فيرث الثمل ببرود، مستحضرًا قطعة المعلومات الثانية من اليوم
لم يخطر بباله سوى شيء واحد: الجثث تتكلم
لكن هذا كان جيدًا أيضًا
فقد كان يتساءل أصلًا عن السبب الذي سيتذرع به ليحصل على فرصة للمشاركة في الحرب، إذ إن طلبه المفاجئ بصفته شابًا نبيلًا للانضمام إلى المعركة سيكون مباغتًا جدًا وسيثير الشبهات
غير أن توزيع فيرث المتهور قدم له الآن سلمًا طبيعيًا للصعود
"سيدي فيرث، سيدي ويبستر"، رفع لويس يده فجأة
"إن أمكن، أود أن أقود فرقتي المرافقة أولًا إلى مرتفعات تشينغيو لاستطلاع التضاريس وتتبع آثار العدو
مرتفعات تشينغيو تضاريسها معقدة وطرقها ضيقة، إنها وادٍ جبلي نموذجي. وقد شاركتُ في معارك بأراضٍ مشابهة في نزاعات سابقة، لذا لدي بعض الخبرة وأعرف كيف أنصب خطوط مراقبة ومسارات انسحاب سريعة
إذا استطعنا تحديد مكان العدو، ثم قررنا تركيز قواتنا والتقدم، ستكون فرص النصر أكثر ضمانًا"
سادت الخيمة الرئيسية فجأة لحظة صمت
الكثير التفتوا نحوه، نظراتهم مندهشة
بوضوح لم يتوقعوا أن يتطوع هذا النبيل الشاب المحبوب في وقت كهذا، طالبًا التوغل في مؤخرة العدو
ألم يدرك أن هذه مهمة انتحارية؟!
"هاه؟" رفع يون، الجالس في الخلف، يده غريزيًا: "سأذهب أيضًا! أينما ذهب البارون كالفن، سأذهب!"
أخذ بعض النبلاء خلفهم نفسًا خافتًا وتهامسوا فيما بينهم
"هل جنّا هذان؟"
"مكان مثل مرتفعات تشينغيو… أليس ذلك ذهابًا إلى الموت؟"
"في لحظة مصيرية كهذه، ليتطوعا للمعركة، ألا يدركان أن ذلك فخ؟"
في هذا الوضع، من لم يرَ خطورة هذه المهمة؟
لم تكن طليعة؛ بل مادة مستهلكة
لكن لويس، من بين الجميع، هو من تطوع
حدق الفيكونت ويبستر بصمت في لويس، عيناه قاتمتان
يحاول أن يحدد: هل كان هذا الشاب يتصرف بتهور، أم له غرض آخر؟
هل أراد الهرب؟
مستحيل، إلا إذا كان مجنونًا
يمكنه الهرب، لكن لا يمكنه أخذ المعبد معه، وفوق ذلك، مبعوث الحاكم يراقب
الهرب يعني نزع لقبه، أو حتى القبض عليه وإعدامه
أم أن الأمر مجرد رغبة شاب في المجد؟
هل جعلته هزيمة هاسكل متعجرفًا؟ هل ظن أنه لا يُقهر؟
لكن مهما كان السبب، حتى لو كان ذاهبًا إلى موته، فهذا أمر جيد
إن كان التضحية ببضع مئات من الرجال قد يُهدئ فيرث، فهذا يستحق
"في هذه الحالة"، قال ويبستر بنبرة ثابتة كعادته، "فليتولَّ البارون كالفن والبارون هارفي قيادة قواتهما إلى مرتفعات تشينغيو. تذكرا، ركزا على الاستطلاع، ولا تتصرّفا بطيش"
"حسنًا"، أجاب لويس مطأطئًا رأسه
ثم سمّى ويبستر باستخفاف بعض نبلاء الجنوب الروّاد ذوي الأصول الضحلة، وكلفهم بقيادة فرقهم إلى الموقعين الآخرين لمهام استطلاع وهمية
شحب وجه من ذُكر اسمهم، وترددوا بالكلام
الجميع يعرف أن هذا ليس استطلاعًا، بل مهمة لتفجير الألغام
لكن لم يجرؤ أحد على رفض الأمر، وبعضهم حتى لام لويس في سرّه، معتبرين أنه لو لم يتدخل لما تم اختيارهم
لم يدم الاجتماع طويلًا بعد ذلك
رتب الفيكونت ويبستر سريعًا بعض الأمور اللوجستية، ثم أعلن انتهاء المجلس
نهض النبلاء، تعابيرهم مختلفة، لكن ملامحهم جميعًا بدت قاتمة
فبعد كل شيء، كانت قيادة فيلق الجيش الخامس بأسره بين يدي كونت لا يُعتمد عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ