🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف لويس في الساحة المفتوحة على جانب من المعسكر، ينظر إلى الجنود المصطفين أمامه
كان هناك ما مجموعه عشرون من الفرسان النخبة، وخمسون فارسًا رسميًا، ومئة وثلاثة من فرسان التدريب، وأربعمئة من المشاة
هذه كانت كامل القوات التي سيأخذها معه إلى مرتفعات تشينغيو هذه المرة
أما الجنود والفرسان من إقليم المد الأحمر فكانوا، بطبيعة الحال، مدرَّبين جيدًا وذوي معنويات عالية
بعد فترة طويلة من التدريب، بلغت متوسط درجة ولاء هذه القوة للويس 150%
أما القوات التي جلبها يوان فكانت أيضًا منضبطة بشكل غير متوقع
كان درعه الخفيف المزين بالفضة يلفت الأنظار بين الحشد، وخلفه مجموعة من الفرسان والمشاة المجهزين بالكامل
ويبدو أن الكونت هارفي قد استثمر الكثير فعلًا في ابنه الأصغر، خوفًا من أن يموت فجأة في الشمال
كما وُجدت بعض الوجوه غير المألوفة بين الحشود
كان هؤلاء الأشخاص الذين دسّهم الفيكونت ويبستر، وقد فهم لويس ذلك من أول نظرة
لم يكن على صدورهم أي شارات، لكن يمكن تمييزهم كأبناء لعائلات نبيلة قديمة من الشمال
وكانت مهمتهم الحقيقية ليست مجرد الدعم، بل مراقبة لويس
أما ما لفت انتباه لويس أكثر من غيره فهو فارس نخبة يدعى بوند
كان صامتًا، بوجه بارد، ويده لا تفارق مقبض سيفه
كان قبيح المظهر بعض الشيء، ولا يشبه 007 أبدًا
ومع أنه بدا عاديًا، إلا أن لويس الذي يمتلك نظام المعلومات اليومية كان يعرف جيدًا أن هذا الرجل رسول من قصر الحاكم
فلو ارتكب لويس أي فعل خيانة ضد الإمبراطورية، لكان له الحق في أن يقتله أولًا ثم يبلغ لاحقًا
لذلك أمر لويس لامبرت وبقية فرسان النخبة أن يراقبوه جيدًا، حتى لا يجنّ فجأة ويقطع رأسه
وبينما كان لويس ينظم تشكيل الجيش، جاء يوان إليه
لوّح بيده ليصرف الآخرين، ثم خفّض صوته ليسأل: "بالمناسبة يا زعيم، لماذا تطوعت للذهاب إلى مرتفعات تشينغيو؟"
طبعًا لم يكن بإمكان لويس أن يخبره مباشرة أنه يملك نظام المعلومات اليومية
"السبب؟" فكر لويس للحظة، لكنه كان كسولًا جدًا ليختلق واحدًا "مجرد حدس، أشعر أن هناك فرصة للحصول على إنجاز"
"أها..." ظهر على وجه يوان تعبير يقول: "لقد فهمت قصدك"
"لقد زرعت جاسوسًا فعلًا بين ثوار الثلج، أليس كذلك؟"
تفاجأ لويس قليلًا: "هاه؟"
"انظر، يوم أنقذتني، ألم يكن لأنك عرفت أين كنت؟ ثم صدفة عرفت أن هاسكل سيسلك طريق الوادي، وهذه المرة اخترت مرتفعات تشينغيو"
ازداد حماس يوان وهو يتكلم: "كما توقعت من الزعيم، أن يكون له جاسوس مزروع بين ثوار الثلج، هذا مذهل"
نظر إليه لويس بتعبير معقد لكنه لم يشرح أكثر
ربّت يوان على صدره باطمئنان وقال: "هذه المرة قد نحصل حتى على فرصة لمشاركة إنجاز عظيم"
كانت الاستعدادات تقترب من الاكتمال
اصطف الجنود في أربعة صفوف، خوذهم الحديدية تتلألأ تحت الشمس، وهالات قوى المعركة تتسرب في الهواء
دوى صوت البوق
امتطى لويس حصانه، مسح بنظره المكان، ثم رفع يده ملوحًا
"تحركوا! الهدف: مرتفعات تشينغيو"
.........
قبل الفجر، كان الضباب الثلجي في الشمال كثيفًا، والرؤية رمادية وبيضاء بالكامل
كانت مرتفعات قمة الثلج راقدة في هذا الصمت الميت، حيث تجمع ثوار الثلج من ثلاث حصون
ارتفع عمود طوطم مظلم وملتوي في وسط الأرض القاحلة
وقف بارنز فوق منصة الطوطم، مرتديًا جلد ذئب جليدي
خطوط طلاء الحرب الحمراء تمتد من جبينه إلى صدره، وبجانبه فأس معركة قديم من أعماق الهاوية
كان أحد أحفاد النبلاء الباقين من مملكة الثلج القديمة، وقد شهد بنفسه ليلة اجتاحت فيها فرسان الإمبراطورية الحديدية عاصمة الثلج، والتهمت النيران سهول الجليد
مات جميع إخوته في تطهير الإمبراطورية، وحده نجا
لذلك أصبح أحد مؤسسي ثوار الثلج، وأيضًا واحدًا من شيوخهم الثمانية
وكان حاليًا يقود ثوار الثلج المتمركزين في مقاطعة قمة الثلج
كان شديد الولاء لزعيمهم شيرو، معتبرًا إياه آخر أمل لسلالة الدم الملكي القديم
وهذه المرة أصدر شيرو أمرًا مباشرًا لبارنز بأن يهاجم مدينة نسر الثلج بكل قوته، دون أن يسمح بأي فشل
نظر بارنز إلى آلاف المحاربين الواقفين أسفل المنصة
هؤلاء لم يكونوا غوغاء، بل نخبًا نجت من المجازر في سهول الثلج
كانوا يرتدون دروعًا، بعضها من جلود الوحوش الخشنة، وبعضها من صفائح الحديد الباردة
كل قطعة من عتادهم مختلفة، لكنها جميعًا تحمل آثار المعارك الطويلة
في المقدمة كان هناك تشكيل الرماح والدروع، رماحهم الطويلة مربوطة بعظام الوحوش، تتلألأ ببرود وسط الضباب
وخلفهم كشافة يمتطون الذئاب، ذئاب الثلج العملاقة واقفة بصمت على الأرض القاحلة، وعيونها الزرقاء تتوهج
ثم هناك الوحدة الأكثر رعبًا، وحدة الذئاب المجنونة
كانوا ملفوفين بقطع قماش سوداء وعظام، يحملون خناجر قصيرة، ووجوههم مطلية بعلامة دم قديمة ترمز للهاوية، إنهم نخبة النخبة عند ثوار الثلج
لم يكن للجيش كله راية عسكرية، ولا قيادة موحدة، ومع ذلك كان منظمًا بطريقته الخاصة
كانوا ينتظرون
ينتظرون أمرًا واحدًا فقط، لينقضوا على مدينة نسر الثلج كإنهيار جليدي
ركع حراس الهاوية القدماء أمام الطوطم، يرتلون كلمات قديمة بصوت منخفض، تتردد أصداؤها في الأرض القاحلة مثل كابوس يتسلل إلى القلوب
كانوا يلعنون الإمبراطورية بلغة الثلج القديمة، ويعيدون ذكرى سقوط أمتهم
"لقد أحرقوا منازلنا، وقتلوا إخوتنا..."
فضرب المحاربون صدورهم وزأروا معًا، ترتفع أصواتهم كموجات متتابعة
قبض بارنز على الشعار القديم الممزق، وجال بنظره فوق الحشد في الأرض القاحلة
"أنتم جميعًا تعرفون هذا" صوته كان عميقًا "هذا هو شعار مملكة الثلج"
رفع الشعار عاليًا، ثم تركه يسقط على الأرض الباردة
"لقد كان لنا يومًا ما وطن، بعاصمة ثلجية، ومحكمة ملكية، واسم
لكن الإمبراطورية الحديدية دمّرت كل هذا، أحرقت منازلنا، قتلت أقاربنا، وسحقت كرامتنا بفرسانها الحديدية"
توقف لحظة، وبصره جليدي
"نحن ثوار الثلج، ولسنا متمردين، بل ناجون من أمة"
"والآن، أولئك المتوحشون الجنوبيون يجمعون جيوشهم ثانية ليبيدونا تمامًا"
"جيد جدًا"
مد يده وقبض على فأس المعركة القادم من الهاوية، ورأسه الحاد يشير إلى الجنوب: "هذه المرة، سنشن هجومًا استباقيًا، سنستولي على مدينة نسر الثلج
سوف نرد الدم بالدم"
وما إن انتهى صوته، حتى قطع المحاربون أصابعهم ونثروا دماءهم على الأرض أمام الطوطم
وكان هذا يمثل عزمهم على الإطاحة بالإمبراطورية
ثم بدأ الطقس الحقيقي للتضحية
كان هناك عدة نبلاء وفرسان يرتدون ملابس الإمبراطورية معلقين من أرجلهم فوق مذبح جليدي
وقد حُشيت أفواههم بخرق، فلم يصدر عنهم سوى أنين مكتوم
وكانت جراح على أجسادهم، والدم يتساقط باستمرار ليجري في قنوات المذبح
تقدم حراس الهاوية القدامى أمامهم، يمسحون بلطف سطح الحجر البارد، ويرتلون تعاويذ قديمة
"أيها الحاكم الأعلى للهاوية، امنحنا دعمك"
اهتزت الأرض قليلًا، وبدأ صوت غريب يزحف من تحت المذبح الجليدي
تكاثف الضباب، وكأن الهواء يُسحب بعيدًا
بدأت أجساد الأسرى تذبل، ودماؤهم تُمتص، وسال الدم الأسود من فتحاتهم، حتى تحولوا إلى هياكل عظمية
اشتعلت نار زرقاء غريبة فوق عمود الطوطم، وارتفع صوت أجوف غير طبيعي من تحت الأرض
رفع الحراس أصواتهم مترجمين "كلمات" الحاكم: "لقد أذن الحاكم بذلك"
فانفجر المحاربون بالهتاف، ممزقين سكون العالم
رفع بارنز فأس المعركة، ورأسه الحاد يشير نحو مدينة نسر الثلج: "تحركوا"
لا رايات، لا طبول
أجساد سوداء كالطوفان تزحف بصمت بين الرياح والثلوج، متجهة مباشرة إلى مدينة نسر الثلج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ