🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت قوات بارنز إلى مشارف مدينة نسر الثلج، وفي ليلة واحدة فقط كانت قد أتمت حصار المدينة
أُغلقت ثلاث جهات، ولم يُترك سوى ثغرة عند البوابة الغربية
ومع ذلك، لم يهاجموا المدينة فورًا، بل بدا وكأنهم يعبثون بشيء ما
… … … …
لا يزال نفس الخيمة العسكرية، واجتمع نبلاء مقاطعة ختم الثلج مرة أخرى
لكن على عكس المرة السابقة التي ساد فيها نوع من الاسترخاء المضحك، كان الجو هذه المرة مشحونًا بالثقل
وحتى الكونت فيرث، الذي كان ثملًا في الاجتماع السابق، ظل صامتًا هذه المرة
كان منكمشًا في مقعده مثل السمانة، لا يجرؤ حتى أن يتنفس بعمق
جلس الفيسكونت ويبستر مرتديًا درعه، وملامح وجهه قاتمة
قال مبتدئًا: "قوات ثوار الثلج قادمة بشراسة، ويُقدّر عددهم بحوالي ألفين رجل، لكن الأفضلية لنا" وألقى نظرة شاملة على الجميع
"مدينة نسر الثلج فيها حامية قوامها ألفان، وفيها أكثر من ألف فارس جاهز للقتال؛ ما زال هناك فرصة للفوز في معركة مباشرة
لكنني أقترح أن نكون محافظين وندافع عن المدينة"
توقف قليلًا وأكمل: "لقد أرسلت بالفعل نداء استغاثة إلى الدوق إدموند، لكن الأمر سيستغرق حوالي عشرة أيام حتى يصل الجيش إلى هنا
ومع ذلك، لدينا ما يكفي من المؤن والتحصينات قوية، لذلك ما دمنا صمدنا، فستنتهي المعركة بوصول الدعم"
أومأ الجميع قليلًا بالموافقة، إذ لم يكن هناك حل أفضل
فتح الفيسكونت ويبستر خريطة لمدينة نسر الثلج وقال: "الآن سنقسم الدفاعات
على الرغم من أن الجدار الجنوبي قديم، إلا أن تضاريسه مكشوفة، فإذا تجرأ العدو على شن هجوم من هناك، يمكن سحقه في ضربة واحدة
أقترح أن يتولى النبلاء الرواد الجنوبيون حراسته؛ أنتم جدد وسريعي الحركة، وتفاعلكم سريع، مما يجعلكم الأنسب للدفاع هناك"
غيّر نبرته، ونظر إلى بعض النبلاء الشماليين: "أما الجدار الشمالي والشرقي، فهما قريبان من مخزن الحبوب والمناطق الحيوية داخل المدينة، ويحتاجان إلى شخص مألوف بالتضاريس ليتولى أمرهما
جنود العائلات القديمة أكثر دراية بهذه الأقسام وأسهل في الانتشار"
كانت كلماته منطقية وتبدو بلا ثغرات
لكن النبلاء الجنوبيين تبادلوا النظرات، وتغيرت ملامحهم فورًا
فهذا بوضوح يعطيهم المواقع الأخطر والأكثر بلا جدوى
بينما لم ينطق أي من النبلاء الشماليين بكلمة، بل اكتفوا بإيماءة صامتة، متفقين ضمنيًا، ومستمتعين بمحاباة الدوق
فتح بعض النبلاء الجنوبيين الشباب أفواههم، راغبين بالكلام، لكنهم في النهاية ابتلعوا كلماتهم
ساد الصمت الخيمة الكبيرة للحظة
الجميع فهم، لكن لم يتكلم أحد
أما الكونت فيرث في مقدمة الطاولة، فبدا وكأنه لم يسمع شيئًا، منكس الرأس أكثر فأكثر
استمر الاجتماع
وبدأ الفيسكونت ويبستر بترتيب التفاصيل الدفاعية واحدة تلو الأخرى:
"يجب إعادة معايرة الأقواس الثقيلة على أبراج السهام، وفحصها مرتين يوميًا على الأقل"
"الزيوت المغلية والحجارة المتدحرجة يجب تجهيزها مسبقًا، تحت إشراف أيادٍ خبيرة، لتجنب أي تأخير"
"يجب زيادة وتيرة التناوب على الأسوار، خصوصًا حول البوابة الغربية"
… …
وعندما أُعطي آخر أمر، انتهى الاجتماع أخيرًا
خارج القاعة، عصف الريح البارد
خرج عدة نبلاء جنوبيين معًا من الخيمة، ووجوههم شاحبة
قال أحدهم بسخرية: "ما معنى قولهم إننا جدد وسريعي الحركة؟ تبدو جملة أنيقة، لكن أي شخص بعينين يرى أنهم يرموننا في النار"
وأضاف آخر: "أما هؤلاء الثعالب القديمة من الشمال، فكل واحد منهم يحمي حصته بإحكام، تبا... إنهم يعاملوننا كغرباء"
قال ثالث: "هه، نحن هنا صحيح، لكن حياتنا أيضًا لها ثمن"
ورغم أن الكلمات كانت حادة، إلا أن نبرتهم لم تجرؤ على الارتفاع؛ لم يكن بإمكانهم سوى التنفيس ببضع شكاوى وسط الرياح الباردة
لكن في تلك الليلة بالذات، بدأ بعض أفراد العائلات النبيلة يتحركون سرًا
فأحدهم كان يتفقد السروج واللجم في الإسطبلات خلسة
وحُدّثت جداول نوبات حراس الأسوار، لكن بعضهم تلقى بضع عملات ذهبية في أيديهم
كما بدأ التنقيب عن الممرات السرية قرب بوابات المدينة والمجاري خلف الحصن
لقد كانوا يرتبون طرق الهروب الخاصة بهم
لقد حاصر ثوار الثلج المدينة، ومدينة نسر الثلج لم تسقط بعد، لكن المدافعين عنها كانوا قد حملوا نوايا خفية في قلوبهم
… … … …
حل الليل وساد السكون
قال لويس بصوت منخفض: "تحركوا"
نهض أكثر من مئة من فرسان المد الأحمر بهدوء، مستخدمين طريق الجبل كغطاء للتسلل إلى معسكر ثوار الثلج من الخلف
كان الكشافة قد رسموا بالفعل خطوط دوريات العدو، واختار لويس أضعف نقطة، فاخترقها بضربة واحدة
اندفعت فرقة الطليعة إلى المعسكر، وأشعلوا الحرائق فورًا، صبّوا الزيت وأطلقوا السهام
في لحظة، اشتعلت عدة خيام، ومع تصاعد ألسنة اللهب، سقط مؤخر المعسكر في فوضى عارمة
وعند مؤخرة المعسكر، انطلق شعاع أحمر كالنيزك
لامبرت كان في المقدمة، يليه عشرة فرسان نخبة من المد الأحمر كالظلال
تشابكت هالات القتال لتكوّن ممراً قانياً، يخترق مباشرة نحو خيمة القيادة المركزية لثوار الثلج
في الداخل، استيقظ القائد العام مذعورًا على وقع الفوضى، قطب جبينه فورًا، وأمسك بفأسه الحربي واندفع إلى الخارج
"هجوم؟ كيف هذا ممكن! كيف اكتشفوا..."
لكن قبل أن يكمل، وصل نصل السيف
صد بضربة فأس على الفور، وانفجرت هالته القتالية، متصادمة مع ضربة لامبرت، لتجبر لامبرت وحصانه على التراجع بضع خطوات
هالة القتال المتدفقة هزت الخيمة، ومزقت قماشها، كاشفة عن قوته العميقة
لكن للأسف لم ينفعه ذلك
إذ قطع الفرسان العشرة النخبة للمد الأحمر وسط اللهب، عاكسًا بريق دروعهم كأنهم حراس الموت
زأر القائد ولوّح بفأسه، فاندفعت رياح ضرباته العنيفة لتجبر اثنين على التراجع
لكن الفرسان تعاونوا بتناغم، وهجموا بإحكام، يضيّقون الخناق خطوة بخطوة
تماسك لامبرت مرة أخرى، وطعن بسيفه الطويل، فاضطر القائد لصد الضربة
حاول أن يهاجم ثانية، لكن فارسَين ضرباه من الجانبين في كتفه وذراعه، فتطاير الدم
وفي اللحظة التالية، لمع بريق بارد من خلفه، واخترق رمح فولاذي صدره
سقط الفأس على الأرض، واتسعت عينا القائد مملوءتين بعدم التصديق، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة
خارج الخيمة، أضاءت النيران الوادي، وارتفعت الصرخات في كل مكان
انقسم فرسان المد الأحمر إلى عدة فرق، مثل جداول من النار تشق الظلام، يعبرون المعسكر ويشعلون الحرائق في كل مكان
لكنهم لم يحرقوا بشكل عشوائي؛ فمخازن الحبوب والخزائن لم تُمس، بل تمركز عندها الحراس
ارتفعت النيران عاليًا في السماء، وغرق جيش العدو في الفوضى
كان ثوار الثلج غير مستعدين، قائدهم مات، ونائبه قُطع رأسه بغتة
هرب الجنود في الليل، بعضهم بالدروع، بعضهم حفاة، يصرخون في كل مكان
"هجوم! من أين؟!"
"الخلف! لا، حتى الشمال!"
تداخلت الأصوات، ولم يعرف أحد عدد المهاجمين أو من أين جاؤوا
واصلت فرق المد الأحمر اقتحامهم وانسحابهم، يبدّلون أهدافهم بعد ثوانٍ قليلة
قبل أن يتمكن العدو من تنظيم هجوم مضاد، كان المعسكر التالي قد اشتعل بالفعل
وسرعان ما تمزقت خطوط المعركة تمامًا
وأخيرًا هاجم الجيش الرئيسي لفرسان المد الأحمر، ثلاثون رجلًا في كل فرقة، ينقضون من جهات مختلفة من غابة الجبل
في اندفاعة واحدة، اخترقوا المنطقة الأكثر ازدحامًا بالمعسكرات
وبينما بالكاد تمكن ثوار الثلج من تنظيم صفوفهم، تفرّقوا تحت وقع سنابك الخيل، وتقطعت أجسادهم برماح الفرسان، واحترقت بهالات القتال
حاولت بعض الفرق الصغيرة تكوين تشكيل، لكن تم سحقها قبل أن تكتمل
أما الجنود العاديون فقد فروا متعثرين، يصرخون، ويتساقطون فوق جثث رفاقهم، هاربين نحو الغابة
لكن هناك، كانوا يُقتلون على أيدي فرسان المد الأحمر المتسللين
بدا المعسكر كله وكأنه ابتلعته الجحيم؛ الأرض تلطخت بالدماء والنار، والطين اختلط بالدماء تحت الأقدام
وقف لويس بجانب برج السهام المشتعل، والوهج الأحمر ينعكس في عينيه، وقال بهدوء: "لقد بدأ الصيد"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ