🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظل الليل فوق قمة تشينغيو عميقًا، بينما ألسنة النار المبعثرة تتلألأ في الجبال، لتضيء الثلج الملطخ بالدماء
لقد انتهت المعركة
تكتيكات التطويق التي اعتمدها المد الأحمر قد نجحت تمامًا؛ إذ تمزقت قوات قسم الثلج إلى وحدات صغيرة معزولة، ففقدت تنسيقها وتعرضت للهزيمة واحدة تلو الأخرى
كانت هذه مجزرة، لا معركة
مع أن الفرسان الذين جاء بهم يون لم تكن لديهم خبرة قتالية عملية، إلا أنهم تحت إرشاد فرسان المد الأحمر وُضعوا في الأطراف خصيصًا لتطهير الأعداء الفارين
كانوا يجوبون حواف ساحة القتال على شكل صفوف متعاقبة، يصدّون كل عدو يحاول الفرار ويقطعونه بضربة سيف واحدة
لكن قسم الثلج لم يكونوا مجرد جنود عاديين
لقد زأروا، وأشعلوا في أجسادهم روح القتال، ودخلوا قسرًا في حالة "غليان الدم"، وتسببوا رغم ذلك بخسائر لا يُستهان بها
بعضهم تمكن بالفعل من الفرار، هاربين شمالًا وهم يحملون أنباء هذه المعركة الدموية
لكن ذلك لم يعد يغير النتيجة
لقد سقطت قمة تشينغيو
في المقابل، تكبد جانب لويس خسائر طفيفة فقط، إذ فقد ثمانية عشر فارسًا لا غير، بينما تم القضاء على قسم الثلج تقريبًا بالكامل
كانت المعركة بأسرها دقيقة وسريعة، أشبه بدرس نموذجي في الهجمات الليلية الساحقة
بالطبع، لو لم يكن هناك ذلك الممر الصغير، ولولا غطاء الليل، لكان لويس، حتى بثلاثة أضعاف القوة، قد علق في مستنقع لا نهاية له مع قسم الثلج
وقف بوند داخل الخيمة المتهالكة، ينظر إلى قمة تشينغيو وقد هدأ صخبها، وملامح وجهه مشبعة بعدم التصديق
خفض بصره نحو بقع الدماء المتناثرة على ساحة القتال، ثم رفعه نحو فرسان المد الأحمر الذين اصطفوا وأعادوا تنظيم أنفسهم
"هل… هل أخذناها فعلًا؟" تمتم بصوت خافت
لطالما عجز الدوق إدموند عن حل معضلة حصن قمة تشينغيو طوال عدة سنوات، وكان يعدها صداعًا مزمنًا
أما الآن، ففي ليلة واحدة فقط، انتزعها لويس
نصر نظيف وحاسم، بلا شد وجذب طويل، بلا حصار فوضوي، بل حتى دون معركة مواجهة حقيقية تستحق الذكر
تطلع بوند إلى تلك الهيئة الفتية
كان لويس يقف عند نقطة عالية في الممر الجبلي، يوجه ببرود بعض الفرسان في شؤون ما بعد المعركة
وكأن كل هذا أمر طبيعي ومتوقع
"حقًا بطل شاب" همس بوند
كان يون يقف بجانب لويس، يكاد لا يطيق كبح ابتسامته
"لقد كسبت فضلًا، أليس كذلك؟" قال بصوت منخفض، بنبرة مليئة بالحماس الذي لا يُكبح، "حينما يُرفع تقرير هذه المعركة، سيكون اسمي فيه أمام الحاكم، أليس كذلك؟"
لم يكد يحرك أصبعًا، سوى أنه قاد مجموعة من الفرسان ليصدوا بضع موجات من الفارين
لقد فاز وهو في غمرة ذهول
فرك يديه بحماس، وأدرك أن التشبث بساق قائده بإحكام سيجلب له فعلًا فوائد عظيمة
بعد تطهير ساحة القتال، بدأ الجنود بجرد الغنائم
تم تفتيش عدة معسكرات وكهوف بدقة، وكانت مليئة بمخازن الحبوب، والجلود، واللحم المقدد، والسهام
كما وجدوا مسروقات ثمينة: تحفًا من الفضة والذهب، عملات ذهبية، لفائف من قماش الصوف، وبعض عملات قديمة لبلاد الثلج
بل وحتى عدة كتيبات تكتيكية سميكة، كلها مختومة بالقماش الزيتي المقاوم للماء، ومحفوظة بشكل ممتاز
يبدو أن قسم الثلج لم يكونوا مجرد قطاع طرق عاديين، بل كانوا يعرفون كيف يسعون للتطور أيضًا
لكن أغرب غنيمة كانت المرآة التي أخرجها الجنود من خلف إحدى الخيام
سطحها المحطم مثبّت في إطار دائري من السبج، تتشعب شقوقه كخيوط العنكبوت، ومع ذلك يعكس ضوءًا أزرق غريبًا
"مرآة الضباب الخفي" تعرّف بوند على الغرض، ونبرته مشوبة بالتعقيد، "لا عجب أن محاولاتنا السابقة لتطهيرهم باءت بالفشل… لقد كان السبب هذه المرآة"
رمقه لويس بنظرة، ومد يده ليلمس حافة الإطار ثم سأل: "كم من الوقت يمكن استخدام هذا الشيء؟"
"لا تدوم أكثر من عشر دقائق، ولا تستطيع تغطية مساحة كبيرة، لكنها تكفي لتمويه المعسكر. إذا اقترب أحد، فلن يرى سوى أرض قاحلة أو أطلالًا"
ثبتت نظرات لويس على سطح المرآة المتصدع، وفكر قليلًا ثم قال: "إنه غرض نافع على نحو غير متوقع"
كان بوند يصغي باهتمام إلى جانبه، ورغم هدوء ملامح لويس، إلا أن بريقًا خطرًا لمع في عينيه
"سوف يكتشفون قريبًا أن قمة تشينغيو قد سقطت" واصل لويس، "وعندها سيرسلون بالتأكيد من يستقصي ويحاول استرداد الحصن"
ثم أدار رأسه نحو الوادي الذي هدأ فيه القتال للتو
"إذا استطعنا استخدام هذه المرآة لتمويه المكان كأطلال… ثم نصب كمينًا هنا"
توقف لحظة، وانحنى طرف شفتيه بابتسامة بالكاد تُرى
"سأنتظرهم ليقعوا في الفخ بأنفسهم"
لفّ الجنود مرآة الضباب الخفي ووضعوها في صندوق حديدي
… … … …
كان الليل الثلجي عميقًا، ووهج النيران في المعسكر يخبو ببطء
جلس بوند في الخيمة، سحب عباءته ليحتضن جسده، وبسط رقًا على الطاولة، وبدأ يكتب
لقد كان هذا تقريرًا رسميًا إلى الدوق إدموند، بشأن استعادة قمة تشينغيو، والقضاء على قسم الثلج، والأهم من ذلك، أداء النبيل الشاب
في الرسالة، فصّل كيف أن لويس قاد القوات لتجاوز المسالك وشن هجوم مفاجئ، وكيف قسّم العدو بدقة، وكيف جعل فرسان المد الأحمر يتعاونون في القتال
حتى الأداة العجيبة، مرآة الضباب الخفي التي يمكنها إخفاء أثر المعسكر، سُجّلت في التقرير
كما نبّه أيضًا أن استعادة قمة تشينغيو لن تمر دون رد، وأن قسم الثلج سيبادرون حتمًا برد فعل، وربما يجمعون قوات لهجوم مضاد
لقد كان هذا المكان مفصليًا للقضاء على قسم الثلج، لذلك ناشد الدوق أن يرسل تعزيزات بسرعة لتثبيت النصر
وفي نهاية الرسالة، أضاف بوند تقييمًا شخصيًا استثنائيًا
"تُظهر هذه المعركة أن البارون كالفن يملك قدرة قيادية وبصيرة تتجاوز سنه وخبرته. ومع مزيد من الصقل، قد يصبح أحد أعمدة الإقليم الشمالي مستقبلًا"
تنهد بهدوء، ثم دفع ستارة الخيمة وخرج، وربط الرسالة بطائر الريح السريع
كان هذا نوعًا من الطيور السحرية المخصّصة للاتصال، شائعًا بين نبلاء الإمبراطورية والجيش، صغير الحجم لكنه شديد السرعة، قادر على تفادي التتبع التقليدي والتشويش السحري أثناء الطيران
أطلق الطائر صرخة منخفضة، كأنه يستشعر أهمية مهمته، ثم فرد جناحيه دفعة واحدة، ودفع الأرض بقدميه، واختفى في السماء في طرفة عين
… … … …
كان الفيكونت ويبستر في حيرة مؤخرًا
في اليوم الأول من حصار قسم الثلج، استغلوا الضباب والليل لشن هجوم تجريبي
لم يبدُ أنهم متعجلون لاقتحام المدينة، بل أرادوا زعزعة معنويات المدافعين فحسب
ظل الفيكونت ويبستر يحرس الأسوار طوال الليل، أعصابه مشدودة، لكن ما أرهقه حقًا لم يكن العدو، بل رجاله أنفسهم
فالقوات النبيلة من المناطق المختلفة لم يكن لديها أي إحساس بالتنسيق على الإطلاق
كانوا يتجاهلون الأوامر والانتشارات، وتعزيزاتهم بطيئة، وقد فقد أعصابه مرارًا بسبب ذلك، لكن بلا جدوى
قلة من النبلاء القدامى في الإقليم الشمالي ما زالوا يطيعون أوامره
أما أولئك اللوردات الحدوديّون القادمون من الجنوب، فمع أنهم يبدون متعاونين في الظاهر، إلا أنهم عند ساعة الجد كانوا مترددين أو متكاسلين
كان يعلم أنه لم يُخلق قائدًا بطبيعته
حين كان الكونت فيرث العجوز على قيد الحياة، لم يكن هو سوى مسؤول عن الاندفاع في ساحة القتال
حينها كان يكسب الفضل بمجرد أن يلوّح بسيفه الحربي، دون أن يرهق نفسه بكثرة التفكير
لكن الآن، الوضع مختلف؛ فوارث فيرث العجوز ضعيف للغاية ولا يستطيع الإمساك بزمام الأمور
فأُجبر هو على تولي موقع لا يخصه، ومع ذلك لم يعد يستطيع الانسحاب منه
وقف على سور المدينة، ينظر إلى البعيد الرمادي، وقلبه غارق في الكآبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ