🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في وقت متأخر من الليلة التالية، دوّى صوت بوق عاجل من جهة البوابة الجنوبية

تبع ذلك صرخات ولهيب النار

الفيكونت ويبستر لم يكن نائمًا، فارتدى درعه على الفور واندفع خارج خيمته ووجهه قاتم

كان ذلك القطاع يحرسه فرسان تابعون لنبيل صغير، قليلون العدد وضعيفو التجهيز، وكان يتوقع منهم أن يصمدوا بضعة أيام، لكن شيئًا ما حدث بهذه السرعة

عندما قاد رجاله إلى هناك، كان ذلك الجزء بأكمله من السور قد تحول إلى مسلخ

الدماء سالت على الدرج الحجري، وحطام الدروع اختلط بالأطراف المبتورة

الجثث علقت رأسًا على عقب من فوق المتاريس، وعيونها ما زالت مفتوحة وملامحها متجمدة على رعب لم يتلاش بعد

لم يكن هناك أي ناجٍ

"اقتلوا!" صرخ الفيكونت ويبستر، ممسكًا بفأسه وهو يندفع للأمام

كان فأسه الحربي ثقيلًا ومرعبًا، يطيح بعدة محاربين من جنود الثلج بضربة واحدة، وهالته القتالية مشتعلة كالنار المستعرة

الفرسان تبعوه عن قرب، يقاتلون بجنون، يستعيدون السور تدريجيًا وسط الفوضى

مع اقتراب الفجر، ما زالت النيران المشتعلة تترك أثرها، والجو مفعم برائحة الاحتراق والدماء

اتكأ الفيكونت ويبستر على شرفة مدمرة، درعه ملوث بالدماء، جرح على جبهته، والدم ينزل على ذقنه

حدّق للأمام بعينين متسعتين وصدره يعلو ويهبط بعنف

إذا كان الدفاع بهذه الصعوبة في اليوم الثاني، فماذا سيفعلون لاحقًا؟

ما إن بدأ الضوء يشق السماء حتى انتشرت الأخبار في المدينة

"المدافعون عن البوابة الجنوبية قُتلوا جميعًا"

"جنود الثلج اخترقوا بالفعل"

"يقولون إن ذلك النبيل الصغير هرب أثناء القتال وانضم للعدو…"

انتشرت الشائعات، والذعر اجتاح الشوارع، وبدأت معنويات الجيش تنهار

لم يُسمح للفيكونت ويبستر بالراحة طويلًا، ففي تلك الليلة تقدمت القوة الرئيسية لجنود الثلج

لكنهم لم يشنوا هجومًا مباشرًا على المدينة، بل وجهوا مقاليعهم نحو البوابة الشمالية

"هوووش—"

أول مقذوف أسود شق السماء، يجر خلفه دخانًا كثيفًا قبل أن يسقط

وانفجر بدوي هائل

سحابة من ضباب أسود قاتم اندفعت، تفوح منها رائحة كريهة، مباشرة لتغمر نصف برج السهام

"آآآه!!"

الجنود على السور غطوا أنوفهم وأفواههم وتراجعوا، لكن بعضهم صرخ وسقط أرضًا

"لا تلمسوه! هذه قنبلة لعنة!"

ارتبك الجنود، والضباب الأسود التصق بدروعهم مصدّرًا أصوات تآكل مزعجة، حتى الألواح الخشبية بدأت تُظهر حفرًا متآكلة

ثم جاءت الثانية، والثالثة

كان واضحًا أن جنود الثلج مستعدون، فقد أطلقوا عشرات القنابل الملعونة على البوابة الشمالية، والضباب الكثيف كأنه مدّ جارف اجتاح خط الدفاع بأكمله

سقط الرماة مسمومين، السور تأكله التفاعلات، وحتى الجثث بدأت تذوب

"تراجعوا، انسحبوا أولًا!"

"لا يمكننا التراجع، إذا تراجعنا أكثر فسوف نخسر هذه البوابة!"

الأوامر أصبحت فوضوية، والمعنويات انهارت

صرخ أحد الفرسان النخبة بصوت عالٍ: "بللوا قطع قماش! غطوا أنوفكم وأفواهكم! خطوة للوراء وستكون النهاية!"

لكن لم يبقَ على السور سوى فرق قليلة من فرسان الشمال القديم

كانوا يرتدون دروعًا ممزقة، عيونهم محتقنة بالدماء، يصمدون على حافة الضباب السام، حتى والمياه المسمومة تجري تحت أقدامهم، وحتى مع سقوط رفاقهم واحدًا تلو الآخر بجانبهم

الفيكونت ويبستر اندفع فورًا إلى هناك

وصل إلى برج المدينة وجرحه لم يلتئم بعد

واقفًا فوق برج السهام المحاط بالضباب السام، عض على أسنانه وأمر: "انقلوا نصف الفرسان من السورين الشرقي والجنوبي للتعزيز! البوابة الشمالية لن تصمد!"

الرسل انطلقوا على عجل، يركضون في مجموعات إلى كل الجهات

لكن في أقل من نصف ساعة عادوا واحدًا تلو الآخر ووجوههم متصلبة

"تقرير للفيكونت، أحد البيوت النبيلة رفض تقديم الدعم، بحجة وجوب التمسك بخط دفاعه الخاص"

"أحد السادة ادعى تكبده خسائر فادحة، وأنه غير قادر على إعادة نشر القوات"

وقف الفيكونت ويبستر بلا حراك، يحدق في الضباب الأسود المتلاطم أمامه

الريح حركت عباءته، وعبثت بشعره الملطخ بالدماء على جبينه

ساد صمت قصير على السور، لم يسمع فيه سوى السعال والأنين

لقد فهم

هؤلاء النبلاء كانوا يخططون مسبقًا لطريق هروبهم، ولم تكن لديهم نية للصمود حتى النهاية

عندها فقط ترنح أحد الحراس وهو يندفع إلى برج المدينة، وجهه مغطى بالدم وصوته يرتجف:

"في-فيكونت، عند البوابة الغربية… حدث اختراق"

استدار الفيكونت ويبستر بسرعة: "ماذا؟"

"يقولون إن بعضهم لم يرَ أعداء هناك فظنوا أنهم يستطيعون الفرار…"

وقبل أن يُكمل، ظهر فارس رسول آخر ممتطيًا جواده بسرعة، يكاد يسقط، يصرخ بصوت يمزق القلب:

"البوابة الغربية فخ! تركوا الناس يخرجون ليستدرجوهم، وهناك كمائن بانتظارهم خارجًا!"

"مئات من الناس حوصروا بمجرد خروجهم من البوابة! وقُتلوا جميعًا!"

"أولئك الحمقى!" صرخ الفيكونت ويبستر بصوت أجش، "موتهم وحدهم أمر، لكنهم يسحبون خط الدفاع كله معهم إلى الهلاك!"

ضرب قبضته بالحائط الحجري، والدماء سالت من بين أصابعه

قبل نصف ساعة فقط، جاء تقرير من جهة البوابة الغربية عن وجود فجوة في الدفاع هناك

النبلاء الحدّيون من الجنوب خطرت لهم الفكرة فورًا

جمعوا فرق فرسانهم بهدوء، وتجاوزوا خطوط المعركة، واتجهوا مباشرة نحو البوابة الغربية

ولم يحاول أحد منعهم

"إن لم نهرب الآن، فماذا ننتظر؟"

"أولئك الشماليون لا يعاملوننا كأننا منهم، فما شأننا بسقوط المدينة؟"

قالوها بثقة زائفة

الحفاظ على قوتهم الخاصة كان الأهم

فهذا ما يُلقن للنبلاء منذ صغرهم

لذا، خرج المئات في الليل، وقع حوافر خيولهم وحديد دروعهم يطرق على الرصف الحجري بإلحاح، مسرعين نحو البوابة الغربية

الأرض القاحلة المظلمة أمامهم بدت صامتة، وكأنه فعلًا لا وجود لأعداء

لكن ما إن تجاوزوا السور وخطوا على البرية المتجمدة، حتى أضاءت صفوف من النقاط الحمراء في الظلام فجأة

كانت عيون جنود الثلج، تلمع كعيون وحوش ليلية

وفي اللحظة التالية، دوّت الأبواق من كل الجهات، وانفجر الثلج، وقفزت جموع لا حصر لها من الجنود الكامنين من تحت الثلج، مطوقين إياهم من كل الاتجاهات

"هجوم العدو!"

قبل أن ينهي صرخته، كان الفارس المتقدم قد اخترق سهم خوذته ليسقط من على حصانه مباشرة

اندلعت الفوضى في الخلف، والخيول التي حاولت الالتفاف ارتطمت ببعضها

لكن جنود الثلج لم يتركوا لهم فرصة للرد

انقضوا وسط الجموع، هالتهم القتالية انفجرت، وسيوفهم وفؤوسهم كالعاصفة، ووحدات حرس النبلاء تساقطت واحدًا تلو الآخر في القتال

المتقدمون منهم ارتدوا دروع وحوش ثقيلة، وأعينهم مشتعلة بحمرة غريبة، تحيط أجسادهم هالة قتال زرقاء عميقة كالمدّ الجارف

كل ضربة بفأس تترك أثرًا باقٍ، تشطر الرجال ودروعهم

كان بعضهم فرسان الذئاب، نخبة جنود الثلج

يركبون ذئابًا ضخمة بفراء أبيض وعيون متوحشة، يخترقون ساحة القتال، مخالبها الحادة تمزق الدروع، وأن牙ها تسحق الحناجر

أولئك الذين حاولوا الإفلات من الموكب قُطّعوا قبل أن يتمكنوا من تشكيل صف

الدماء غمرت الأرض بسرعة، وضباب دموي ارتفع في الجو كأنه غشاوة

بعضهم جثا مستسلمًا، وآخرون صرخوا طالبين الرحمة، لكن عيون جنود الثلج لم تحمل أي شفقة

استمروا في الذبح، كأنهم يطهرون هؤلاء بالدم، ليمسحوا كل عار

الخيول صهلت وسقطت، ساحقةً من تحتها رجالًا، والرماح الطويلة اخترقت الدروع الحديدية، مطيحةً بالدم واللحم الممزق

سرعان ما بدأت الصرخات تخفت أكثر فأكثر، حتى تلاشت أخيرًا وسط الرياح والثلوج

هذا الهروب تحول إلى مجزرة

أقل من عشرة فقط نجوا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/18 · 226 مشاهدة · 1126 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025