🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾

ـ سورة النحل: 53 ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"بوووم! بوووم! بوووم! بوووم! بوووم"

سقطت عدة مقذوفات ملعونة على زاوية من سور المدينة، وانتشرت الفساد السحري مثل الكروم، حتى انهار جزء من السور أخيرًا مع دوي هائل

ظهر ثغرة

"اهجموا! استولوا عليها!" صرخ بارنز، صوته يخترق ضجيج ساحة المعركة

اندفعت قوات "المتجمدين بالثلوج" عبر الثغرة مثل الطوفان

تصدّى الفرسان المدافعون لهم على الفور، محاولين سد الثغرة

لكنهم اكتشفوا سريعًا أن تشكيل "المتجمدين" يتقدم بلا أي خلل

اندفع فارس رسمي بسيفه مرفوعًا، لكن في اللحظة التالية اخترقه رمح طويل عبر درعه وطرحه من فوق حصانه

حاول أن ينهض، لكنه طُعن مباشرة في صدره برمح ثانٍ، مثبتًا جسده على حجارة الطريق

ومع استمرار تقدم خط المعركة، علت الصرخات من كلا الجانبين، فقد التفّت فرسان الذئاب حولهم لقطع الشوارع، ممزقين الدفاعات

حاولت وحدات الفرسان التي تحرس الشوارع صدّهم عند مدخل الأزقة، لكنهم سُحقوا خلال دقائق، ولم يتبق سوى صوت أحذية الحديد تدوس على الجثث وسط لهيب الشوارع

أشد المعارك ضراوة كانت عند الجانب الشرقي من البوابة الرئيسية

فرسان قدامى من "فرسان الشمال" المتمركزين هناك وقعوا في قتال فوضوي، في البداية كان تشكيلهم متماسكًا، ولا يزالون قادرين على شن هجمات مضادة

لكن أعداءهم التاليين كانوا مجموعة من محاربي "المتجمدين" السريعين للغاية، مثل كلاب برية تقفز من الظلام

لا أوامر، لا تشكيلات

لم يقولوا شيئًا، ومع ذلك كانت أفعالهم متزامنة: انقضاض، شق حناجر، تمزيق

أحد الفرسان قتل خصمًا للتو، وحين استدار طُعن في ظهره بخنجر قصير من الخلف، دون أن يتمكن من إصدار صوت

"حافظوا على التشكيل! إنهم محاربو الذئاب المجنونة!" صرخ قائد متمرّس، مرهقًا، لكن لم يسمعه أحد بوضوح

تمّت مباغتة المزيد من الرجال عند زوايا الشوارع، وسُحبوا إلى ظلال اللهب

ازدادت الصرخات في ساحة المعركة، لكنها كانت قصيرة وحاسمة

وكأن أولئك الفرسان لم يوجدوا قط

خلال دقائق، تم تطهير الموقع بأكمله، الأرض غارقة بالدماء تفوح منها رائحة زفرة

انطفأت آخر مقاومة عند بوابة المدينة

بدأ فرسان الإمبراطورية بالفرار

بينما واصل "المتجمدون" تقدمهم مثل حاصدين صامتين، يغلقون المسافات ببطء وسط الضباب

في وهج النيران، سقط علم الإمبراطورية أخيرًا

"هاهاهاهاهاهاها!"

وقف بارنز عند حافة الخراب، ناظرًا للأعلى حيث التهم اللهب القماش الذهبي الأحمر الممزق، وضحكته هائجة بالبهجة

لم تصمد دفاعات جيش الإمبراطورية حتى ساعة واحدة

كانت مقاومتهم أشبه بورقة محترقة، تشتعل للحظة قبل أن تصير رمادًا

مع اختراق الشارع الرئيسي وانهيار دفاعات المدينة الداخلية، أُعلنت مدينة "نسر الثلج" رسميًا ساقطة

الفرسان المحرومون من القيادة فرّوا في ذعر، بينما النبلاء، وقد تجرّدوا من كل كرامة، تدافعوا هاربين خارج المدينة، يطؤون أتباعهم الساقطين لينجوا بأنفسهم

"لا توقفوني! أنا فيسكونت! أنا نبيل إمبراطوري!"

"سأدفع! لدي ذهب!"

امتزجت الصرخات والعويل بالدم والنار، لكن "المتجمدين" ظلوا صامتين، يواصلون المذبحة فقط

أمام أنقاض القاعة الرئيسية، تعثر الفيسكونت فيشر متقدمًا، وجهه متوسلًا، معترضًا طريق بارنز

"سيدي! إنه أنا! فيشر! أنا من أرسل خريطة دفاع مدينة نسر الثلج!"

ضرب صدره قائلًا بلهفة: "لقد سلمت تلك الخريطة بنفسي! من دوني، كيف كنتم لتنجحوا هكذا؟"

ضاقت عينا بارنز، وبدا على وجهه تعبير شبه مسرور وهو يحدق فيه

"أنت إذًا!" ضحك وهو يقترب، واضعًا يده على كتف فيشر، "يا له من كلب جيد"

ارتسمت في عيني الفيسكونت لمعة فرح جامحة عند سماع كلماته، وتوقف جسده عن الارتعاش

"أنت تستحق مكافأة" قال بارنز مبتسمًا

كان فيشر على وشك الرد، حين لمع ضوء فضي فجأة

"مكافأة سريعة"

وقد هوت الشفرة الطويلة بالفعل

تدحرج رأس الفيسكونت في بركة من الدماء، وتجمّد على وجهه تعبير النصر، ثابتًا هناك إلى الأبد

وفي الجانب الآخر، عند الأزقة الغربية من المدينة، قاد البارون زكاري ما تبقى من فرسانه هاربين عبر بوابة جانبية

لم يتبق سوى عُشر فرسانه فقط

بعدما اجتازوا آخر خط دفاعي، قفز أخيرًا على حصانه ونظر للخلف نحو المدينة المشتعلة

التهمت النيران أبراج مدينة نسر الثلج، مطلقة دخانًا أسود كثيفًا وصرخات بعيدة سُمعت من الأرجاء

"ما دام هناك حياة، فهناك أمل. أن تبقى حيًا أمر جيد"

أطلق زفرة طويلة، مليئة براحة النجاة من الكارثة، ثم انطلق بعيدًا بأقصى سرعة

خائفًا أنه إن أبطأ، ستطيح به شفرة أحد "المتجمدين"

في اتجاهات أخرى، كانت الحواجز قد نُصبت خارج المدينة بالفعل

أغلق "المتجمدون" الأزقة والبوابات والمجاري واحدًا تلو الآخر، بل نصبوا كمائن عند الممرات السرية

تمكن بعض حراس العائلات النبيلة من اختراق الطوق، لكن الكثيرين قُطعوا مباشرة وسط الفوضى

امتزجت الصرخات، توسلات الرحمة، والدم بالدخان الكثيف والنيران المستعرة

أصبحت مدينة نسر الثلج كلها مسلخًا

مدينة لا يمكن الدفاع عنها

على جانب من ساحة القتال، وقف الفيسكونت ويبستر مرتديًا درعًا محطّمًا وسط الجدران المهدمة والأنقاض، الدم يسيل من صدغه إلى فكه ومنه إلى عباءته

حدّق في جحافل الأعداء المتدفقة كالموج، يده على مقبض سيفه، عيناه قاسيتان كالفولاذ

أصدر أوامره الأخيرة للفرسان المتبقين:

"الفصيلة الأولى، رافقوا الصغير فيرث واكسروا الحصار، ابتعدوا قدر ما تستطيعون"

"الفصيلة الثانية، أضرموا النار في مخزن الحبوب والخزينة، لا يجب أن يحصل أولاد الحرام على شيء"

"الفصيلة الثالثة!" توقف قليلًا، وعيناه تتجهان نحو محاربي الذئاب المجنونة المندفعين من بعيد، "اتبعوني! لنوقف أولئك الكلاب الضالة"

لم ينطق الفرسان بكلمة أخرى، بل امتطوا خيولهم، وسحبوا سيوفهم، واندفعوا في اتجاهات مختلفة

أما الفيسكونت ويبستر فأحكم قبضته على نصل الحرب في يده، أخذ نفسًا عميقًا، وتقدم فجأة خطوة للأمام

وفي اللحظة التالية اهتزت الأرض بدوي، وتناثرت الحجارة المحطّمة

انفجرت هالة القتال بعنف، بريق أزرق فاقع شق الضباب، محفورًا فجوة عبر ليل السماء

استل ويبستر سيفه، وتحول جسده إلى وميض أزرق، مشطرًا في لحظة دروع العظام وحناجر ثلاثة من محاربي الذئاب المجنونة أمامه

"اتبعوني واقتلوا!!!"

زأر فرسان حرسه الشخصي خلفه مباشرة

لكنه كان أسرع منهم بكثير، مثل صاعقة زرقاء، اندفع وحده في صفوف الأعداء

كان محاربو الذئاب المجنونة أشدّاء ومهتاجين، لكن أمامه سقطوا واحدًا تلو الآخر مثل قش جاف

شخص ما طعن برمح طويل، فاستدار ليقطع ذراعه

اندفع عدة أشخاص بخناجر عشوائية، فصدّهم بهالته، وبضربة مرتدة قطع ثلاثة منهم نصفين عند الخصر

اختلط العرق بالدم وهو يقاتل وحده ضد عشرات، دافعًا للأمام مثل أسد يحتضر لكنه مهيب

حتى إنه اخترق تشكيل محاربي الذئاب المجنونة مرة، مقتربًا مباشرة من موقع بارنز، وضوء سيفه يقترب

لكن مع مرور الوقت، ضعف هالة الفارس العجوز فوق العادي، تراكمت جراحه، وغطى الدم جسده

حتى أتت الضربة الأخيرة فبترت ركبته، فسقط على ركبته وسط الشارع المحطّم

خلفه كان مخزن الحبوب المحترق والأزقة الساقطة

وأمامه بحر أسود من "المتجمدين" وصيحاتهم ترجّ السماء

رفع بصره إلى علم التنين الإمبراطوري الممزق في الطين، صدره يعلو ويهبط بعنف، الدم يقطر من فمه

"أخي الكبير... أنا آسف..." همس، صوته خافت كهمس الريح، "أتمنى فقط... أن يتمكن ذلك الطفل... من الفرار..."

أُسدل جفناه ببطء، وانطفأت آخر هالة قتال بهدوء على حدّ سيفه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/19 · 190 مشاهدة · 1143 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025