🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [البقرة: 270]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الأثناء، على الجانب الآخر من مدينة النسر الثلجي، في أعماق شارع تم اقتحامه منذ زمن، كان فيرث قد جثا وسط الأنقاض والدماء
كان رداء حريري خارجي له قد احترق بفعل الشرر، وخواتم الكريستال السحرية في يديه سقطت واختفت أثناء هروبه
حول جسده تناثرت جثث الفرسان الذين قاتلوا حتى موتهم ليقوموا بحمايته وإخراجه من مدينة النسر الثلجي
"أنا... أنا أحد النبلاء من عائلة فورس!" عوى فيرث بكلمات متقطعة، وخده ملتصق بالأرضية الحجرية الباردة، مثل كلب ميت
كان يتمرغ على الأرض محاولًا الزحف إلى الأمام، لكن حذاء أحد محاربي المحاربين الثلجيين داس بثقل على ظهره، فأطلق صرخة ألم حادة
"الرحمة يا سيدي... لدي مال، لدي مناجم، لدي قلاع... أستطيع أن أعطيكم كل شيء، أرجوكم لا تقتلوني..." توسل
ضحك المحارب الذي يدوس عليه: "إن قتلناك، ألن تصبح كل هذه الأشياء ملكنا على أي حال؟"
عند سماع ذلك، ارتبك فيرث على الفور: "أنا مستعد أن أكون عبدكم مدى الحياة، حتى ولو عملت كالثور أو الحصان... أستطيع أيضًا... أن أكون طُعمًا لجذب بقية نبلاء الشمال!"
في هذه اللحظة، اقترب بارنز ببطء من بعيد، وهو يرتدي عباءة رمادية بيضاء، ووجهه ملطخ بدماء الأعداء، لكن ملامحه كانت هادئة كوحش عائد من الصيد
نظر إلى الجسد المتذلل الباكي على الأرض، ورفع حاجبيه قليلًا: "أأنت فيرث؟"
رفع فيرث رأسه، والدموع والمخاط يتفجران معًا، ووجهه مشوه بالبكاء: "أنا! أنا هو يا سيدي! أرجوك كن رحيمًا وأبقني حيًا
أنا مستعد أن أتعهد بالولاء لك، لا، لا، من الآن سأكون كلبك! أطلب فقط ألا أموت! سأطيع كل أوامرك!"
"يكفي"
بارنز، وهو يرى هذا المشهد المخزي، فقد كل اهتمام باللعب به
لوّح بيده ببرود، ونظر إليه كمن ينظر إلى حشرة مسحوقة
"اكسروا أطرافه وخذوه كقربان للطقس الدموي"
قال هذا ببرود، ثم استدار وغادر، دون أن يكلف نفسه حتى عناء النظر إليه مرة أخرى، وكأن النظر إليه قد يلوث عينيه
"ماذا... لا... لا!!! آاااه!!!"
في لحظة، التوت يداه، فصرخ فيرث، يتلوى ويتراجع مثل سمكة على لوح تقطيع، ترفس بلا توقف
تقدم أحد محاربي الذئب المجنون، حركته سريعة وحاسمة، فلوى ساقيه
صوت تحطم العظام تردد في رياح الليل، مصحوبًا بعويل فيرث الممزق للقلوب
"آه آه آه!!! لا!! ساعدوني!! لا أريد أن أموت!!"
كانت صرخاته تتردد بين الجدران المهدمة، لكنها لم تحدث أي صدى
فبعد كل شيء، كان هذا مجرد جزء صغير من المأساة التي وقعت في المدينة
المحاربون الثلجيون احتلوا المدينة كلها كالسيل
وبمجرد دخولهم، أصبحوا كالوحوش المنفلتة من قيودها
مساكن النبلاء صارت منذ زمن طويل أوكارًا لفريستهم
أولئك النبلاء الذين لم يهربوا بعد، الذين كانوا يومًا ما أصحاب مجد وسلطة، جُروا للخارج وأُجبروا على الركوع علنًا ليُقطع رأسهم، فتلطخت الجدران البيضاء بدمائهم، وزوجاتهم وبناتهم... صرخاتهن اخترقت الشوارع كلها
المحاربون الثلجيون لم يعرفوا الرحمة
أخذوا الجواهر، أحرقوا اللوحات، ضحكوا وهم يحطمون الكراسي العاجية، وألقوا بالأطفال الباكين في النار فقط لأن بكاءهم أزعجهم
بعض المحاربين جرّوا الأسرى إلى أسوار المدينة، وأجبروهم على الصراخ "عاشت بلاد الثلج"، ومن لم يستطع كان يُقطع رأسه بضربة واحدة
أما الذين صرخوا، فقد سخروا منهم أيضًا وقطعوا ألسنتهم: "كذب، غير صادقين"
الشعب لم يجد مكانًا للهروب
اللهيب كان يحرق كل عارضة خشبية في الشوارع، والدماء المختلطة بالطين غطت زوايا الطرقات
بغض النظر عن الجنس أو العمر، أي شخص يقف في طريق المحاربين الثلجيين كان يُمزق
النساء جثين متوسلات، لكن ما نلن إلا الإذلال، يتبعه سقوط السيوف الطويلة
فتى صغير دافع عن أخته بعصًا خشبية، رُكل أرضًا، وسُحق ذراعه بقدم، وأخته في النهاية لم تسلم من مصير مأساوي
بعضهم جُلد حيًا، بعضهم استُخدم كأهداف للرمي، وبعضهم لم يبقَ منه إلا الرأس مغروزًا في رؤوس الرماح، ومعلّقًا عند مداخل منازل النبلاء
وحدة الذئاب المجنونة كانت الأكثر دموية وجنونًا؛ أحرقوا الأسرى أحياء أمام النيران، ومع عويل الضحايا، تجمعوا ليعولوا ويرقصوا رقصات بدائية
كان هذا وليمة المنتصر
تفجروا، عاثوا فسادًا، وبالذبح واللهب نقشوا علامة المحاربين الثلجيين على مدينة النسر الثلجي
والمدينة المغلوبة لم يكن أمامها سوى الصبر على هذا العذاب، حتى وإن كان أغلب الناس لم يقترفوا شيئًا
العزاء الوحيد كان أنه تحت القيادة الأخيرة للفيكونت ويبستر، تم تدمير مخازن الحبوب بالكامل، واحترقت حتى اسودّت، ولم يبقَ فيها طعام
أما الخزانة، فمع أنها لم تُدمر تمامًا، فإن أكوام الذهب والفضة والجواهر لم تعد ذات نفع للحرب
وقف بارنز على سور المدينة، ينظر إلى البعيد
كان علم مملكة الثلج القديمة يرفرف عاليًا فوق رأسه، قطعة قماش بيضاء ملفوفة بالدم الأحمر، تلوّح في الهواء
كان يرتجف بعنف في الرياح، وكأن إرادة مملكة منهارة قديمة تستيقظ من نومها
وتحت قدميه، كان علم الإمبراطورية ذو الشعار التنيني ساقطًا في بركة دم، وقد تلاشت ملامحه
كان بارنز يعلم جيدًا أن النيران مشتعلة في كل أرجاء المدينة، وأن صرخات الألم لا تنقطع، وأن المجازر في الشوارع لم تتوقف
لكنه لم يأمر بالتوقف
"المحاربون يحتاجون للتنفيس" قال لحراسه، "لو كنت أصغر ببضع سنوات، لكنت أكثر وحشية"
"مع ذلك، لاحقًا أستطيع أيضًا أن أجد نبيلة لأستمتع معها" اتكأ على سيفه الطويل الملطخ بالدماء، رافعًا رأسه وهو يضحك بجنون: "هاهاهاهاها!"
لكن، بينما كان يعيش نشوة النصر، قاطع صوت خطوات سريعة نشوته
فارس ذئب، برفقة محارب مغطى بالدماء، اندفع نحو السور
"اللورد بارنز!" سقط المحارب على الأرض، يلهث بشدة، ووجهه مليء بالرعب: "لقد سقطت قمة تشينغيو!"
تجمد بارنز، وتحوّل ابتسامته إلى جليد
"ماذا؟" قال بدهشة، غير قادر على التصديق
سارع الفارس بجانبه مضيفًا: "هو ليس الوحيد، العديد من المحاربين الآخرين الذين فروا من قمة تشينغيو قالوا الشيء نفسه!"
قطب بارنز جبينه بعمق، ناظرًا إلى الجندي الجريح المحتضر: "كيف سقطت؟ كم عدد الأعداء؟ من أين جاءوا؟!"
"هجوم ليلي" تمتم المحارب بخفوت، "لا نعلم... كانوا قلة، ربما مئتين فقط؟ لكن... لكن..."
"لكن ماذا؟"
"لم نرَ شيئًا بوضوح... انتهى الأمر..."
ساد الصمت على السور
همس بارنز بصوت منخفض: "مستحيل! قمة تشينغيو يسهل الدفاع عنها ويصعب مهاجمتها، حتى بالهجوم الليلي، لا يمكن أن تسقط بهذه السرعة!"
ظهر القلق أخيرًا في عينيه
لقد احترقت مخازن طعام مدينة النسر الثلجي حتى صارت رمادًا
والآن لم يعد يملك تقريبًا أي مؤن
أما خط الإمداد، فلم يعد يمكن الاعتماد عليه سوى من قاعدة المحاربين الثلجيين في مقاطعة البحر الجليدي
لكن بين مقاطعة البحر الجليدي ومقاطعة قمة الثلج، تتشابك الجبال وتكثر الممرات الوعرة
وكانت قمة تشينغيو أهم نقطة فاصلة تربط بين المكانين
إن كانت قد سقطت حقًا، فهذا يعني أن مدينة النسر الثلجي أصبحت مدينة معزولة
"اللعنة!"
حدق بارنز في الجبال التي غطتها ليالي الجنوب، وعض على أسنانه ببرود: "حتى وإن كان مجرد صدفة، فلا يمكننا أن نقامر"
أمر على الفور: "أرسلوا ثمانمئة رجل ليتجاوزوا الممر الجبلي الشرقي ويستعيدوا قمة تشينغيو فورًا! يجب أن نستعيدها في أقرب وقت ممكن!"
تلاشى الجنون في عيني بارنز تدريجيًا، وحل مكانه الصرامة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ