🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران 159
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحت ستار الليل، كان بوند ولويس ينحنيان خلف منحدر عالٍ مغطى بغابة كثيفة، وأسفل ذلك المنحدر كان يوجد خراب مؤقت مشيّد حديثًا
كان الفرسان مختبئين على جانبي المنحدر، والرامون قد اتخذوا مواقعهم بالفعل
لكن في تلك اللحظة، شعر بوند بعدم الارتياح
نظر إلى الممر الجبلي الصامت وخفض صوته قائلًا: "يا بارون، أنصحك أن تتوقف"
لم يرد لويس، بل واصل مراقبة التضاريس وتأكيد تقارير الكشافة
قطب بوند حاجبيه وتابع قائلًا: "لسنا متأكدين مما إذا كان العدو قد مر عبر هذا الممر الجبلي، ولا نعرف متى سيصلون
حتى لو جاؤوا، فهل يمكن لفرسانك المئة، حتى لو نجح الكمين، أن يوقفوا ثمانمئة من نخبة المحلفين بالثلوج؟
إذا خسرنا هذه المعركة، فلن يُباد الجيش كله فقط، بل سنسلم أيضًا ممر تشينغيو، وهو أهم نقطة حاسمة"
كان صوته منخفضًا، لكن نبرته حملت لمحة استعجال: "علينا العودة للدفاع عن التحصينات، وإمساك الممر، وانتظار التعزيزات التي أرسلها الدوق"
"توقف عن الكلام"، أخيرًا تحدث لويس، نبرته لم تكن خفيفة، لكنها ثابتة للغاية، "أنا القائد"
ارتبك بوند
تلك النبرة لم تحمل غضبًا، ولا حتى تأكيدًا للسلطة؛ بل كانت مجرد بيان لحقيقة
ومع ذلك، لم تترك مجالًا للجدال
"أنت..." أراد بوند أن يقول شيئًا لكنه في النهاية عضّ على أسنانه وصمت
راقب بصمت ذلك الشاب، الأصغر سنًا منه بكثير، وهو يشعر بالعجز والإحباط
"لقد غرق في غروره، شاب نبيل، بعد أن ربح بعض المعارك، يظن أنه قادر على مواجهة ثمانمئة من النخبة؟
سيدفن هذه الوحدة بأكملها في هذه البرية"
حتى أن بوند خطرت بباله فكرة مجنونة: أن يقتله ويستولي على القيادة
لكنه سرعان ما طرد تلك الفكرة
فهؤلاء الجنود والفرسان كانوا يرون لويس بالفعل كإيمانهم؛ ولو تصرف باند بتهور، فلن يكون مصيره سوى الموت
لذلك لم يكن أمامه سوى أن يعضّ على أسنانه، محدقًا في قاع الممر الجبلي بجمود
انبعث صوت خافت، شبه غير مسموع، من طريق الغابة أدناه
تبعه وقع مستمر لحوافر، واحتكاك معدني، وحفيف ناعم لدرع جلدي
تشنج جسد بوند كله، وانقبضت حدقتاه بقوة
"إنهم... إنهم جاؤوا فعلًا؟"
التفت فجأة إلى لويس، وقلبه خليط من الصدمة وقشعريرة غير مبررة
"هل كان يتوقع هذا منذ البداية؟"
أدرك فجأة أن هذا النبيل الشاب، ربما كان يسيطر تمامًا على الوضع من البداية وحتى النهاية
… … … …
هبّت ريح باردة من حافة الجرف، مثيرة الغبار عن الأرض
ثمانمئة من نخبة المحلفين بالثلوج اندفعوا بسرعة على طول الممر الجبلي الوعر
كان معظمهم فرسان ذئاب أو فرسان محلفين بالثلوج، هدفهم استعادة معقل ممر تشينغيو بأسرع ما يمكن
"مجرد مجموعة صغيرة من مئتي فارس، هل حقًا يستحق الأمر كل هذا العناء؟"
كان غاريت يركب ذئبه الحربي الأسود الفضي، وعلى وجهه لمحة من التعب
كان أحد القلائل من قدامى المحلفين بالثلوج؛ ثلاث حملات إبادة لم تدفنه، بل حولته إلى محارب خرج زاحفًا من جبل من الجثث وبحر من الدماء
كان يأمل في الأصل أن يستريح قليلًا في مدينة نسر الثلج
أن يستمتع بتلك السيدات النبيلات ذوات البشرة البيضاء، لإشباع شهواته
لكن ما إن وصل الأمر، حتى أُرسل مسرعًا إلى الجبهة
"تبا، حظ سيء بالفعل"، تمتم وهو يشد اللجام، فزمجر الذئب الحربي كاشفًا عن أنيابه، منطلقًا سريعًا
لم يكن الوحيد غير الراضي عن الأمر
ففي مقدمة الجيش، انتشر جو من القلق بسرعة
كان الفرسان الشباب من المحلفين بالثلوج كلهم متلهفين، لا يريدون سوى انتصار سريع ليعودوا إلى مدينة نسر الثلج للاستمتاع بغنائم الحرب
"مجرد ممر جبلي، يحرسه مئتا رجل، ويجعلونه يبدو كما لو أننا نهاجم العاصمة الإمبراطورية"، تمتم أحد الفرسان، نقرًا بلسانه
"بالفعل، مضيعة للوقت"
"سيدي، نحن على وشك الوصول"، ذكّره المساعد
رفع غاريت يده إشارة إلى الإبطاء، وعيناه مثبتتان على الجانب الآخر من الوادي
كان هناك خراب متفحم يرقد بصمت في الوادي
إطارات الخيام ملتوية على الأرض، والأعلام الحربية مكسورة، وجلود الحيوانات المتجمدة والمتصلبة ترفرف مع الريح
"هذا هو المكان"، تمتم بابتسامة باردة على شفتيه
المشهد بدا مطابقًا تمامًا لما تولده مرآة الضباب الخفي
كان غاريت قد استخدم مثل هذه الأشياء شخصيًا مرات عديدة
"يبدو حقيقيًا من بعيد، لكن اقترب عشرات الأمتار وسترى العيوب"، ضيق عينيه قائلًا، "هل يظنون أنهم سيخدعوننا بهذه الحيلة؟"
لوّح بيده، وأمر ببرود: "عجّلوا! حاصروهم من الجانبين، وقبل أن يتمكنوا من الرد، ابتلعوا هذا الوكر من الجرذان دفعة واحدة!"
"نعم!"
زأر فرسان الذئاب بصوت واحد، وقفزت ذئابهم الحربية إلى الأمام
ثمانمئة من فرسان المحلفين بالثلوج انقسموا إلى جناحين، ومع وقع الحوافر الثقيلة على الثلج، اندفعوا مثل تيار بارد نحو المعسكر المدمر
دخلت المقدمة فم الوادي، تبعها الجناح الخلفي عن كثب، وتوزعت تشكيلتهم إلى "شبه تطويق"
اعتقدوا أن الأمر لن يستغرق سوى بضع دقائق لابتلاع ذلك الخراب في عاصفة دموية
صاروا الآن على بعد أقل من مئة متر من الخراب
وسط الرياح والثلوج، تلك الخيام الممزقة، والأوتاد الخشبية الملتوية، والأرض المتفحمة فجأة... بدت واقعية للغاية
"...لا"
جذب غاريت لجامه بقوة، وصارت نظرته فجأة حادة، وجبينه عقد في لحظة
لم يكن هذا وهمًا!
لم يكن مجرد خداع من مرآة الضباب الخفي، بل كان خرابًا حقيقيًا
فخ حقيقي مرتب عمدًا، متقن التنكر كوهم!
لقد وقعوا فيه!
لكن تلك اللحظة من الإدراك كانت قد فات أوانها!
في تلك اللحظة، رفع لويس، الواقف في ظلال الجدار الجبلي، يده اليمنى ببطء
"واحد، اثنان، ثلاثة"، لوّح بيده قليلًا إلى الأسفل، "فجّروا"
في اللحظة التالية، بدا أن الهواء قد امتص فجأة
بوووم—!!!
كان الانفجار أشبه بزئير من أعماق الجحيم، يمزق صمت ممر تشينغيو
القنابل السحرية المدفونة في بطن الجبل انفجرت بتسلسل متصل، مطلقة عاصفة هوجاء ونيران مشتعلة!
ابتلع الانفجار فرسان الذئاب في الوادي قبل أن يتمكنوا حتى من الرد
أولًا، ومضة زرقاء لامعة أضاءت فجأة!
جرفت تيارات برد قاسية كالشفرة، مجمدة الهواء في لحظة
عشرات الفرسان في الصف الأمامي، دون حتى صرخة ألم، تجمدوا في وضعية اندفاعهم، الفرسان والذئاب معًا تحولوا إلى تماثيل جليدية ملتوية، سُحبت فورًا إلى مركز الانفجار!
بعدها اشتعل جوهر السحر!
تحول الصقيع الأزرق إلى نار مشتعلة، وأمواج من اللهب اندفعت كإعصار، ملتهمة أعدادًا كبيرة من المحاربين
لهب مشتعل وتيارات هوائية انفجارية اندفعت بعنف في الوادي، مشققة الأرض المغطاة بالثلج بتصدعات حمراء ملتهبة
اشتعل فراء الذئاب الحربية، وتفحمت دروع الفرسان وانفجرت، يتدحرجون واحدًا تلو الآخر على الأرض، يعوون، يتحولون إلى كرات نارية تلتهمها النيران
"آوووو—!!"
صرخت الذئاب الحربية المحترقة وسقطت، أطرافها تتلوى، ولحمها يتحول إلى فحم داخل ألسنة اللهب!
في الموجة الأخيرة، ارتفع ضباب سام متآكل
لم يكن الضباب الأسود سريعًا ولا بطيئًا، لكنه انتشر بخبث قاتل
أول الفرسان الذين استنشقوه ارتجفوا بشدة، تقيؤوا دمًا، وسقطوا أرضًا عاويلين
"كح، كح، آهــ!!!"
تمدد الفرسان على الأرض، جلدهم تحت الدروع يتآكل بسرعة ويتقشر، وأجسادهم تتحول إلى فوضى دموية!
لكن الأمر لم ينته بعد
مع هدير الانفجار، انهار هيكل أرض الوادي، وأدت الاهتزازات إلى تغيير في التضاريس!
"انسحبوا بسرعة!"
كان المحلفون بالثلوج الذين لم يقتربوا بعد من المركز على وشك أن يديروا خيولهم حين شاهدوا جدران الجبل على كلا الجانبين تهتز بعنف، وأحجار ضخمة تتدحرج كالمطر!
دمدمة—!!
تساقطت صخور عملاقة صافرة، جالبة معها جليدًا وحطامًا، محطمة تشكيل الفرسان كعقاب سماوي
انكسر عمود فقري لأحد الذئاب الحربية مباشرة، وطار فارسه مع حصانه عدة أمتار، مصطدمًا بقوة برفيق قريب، وصوت العظام المتفجرة ممزوجًا بالأنين دوّى في الوادي
"آااه!!! ساقي!!"
"أنقذوا... أنقذوني...!"
تطايرت أطراف ممزقة، صهلت الخيول، وزأرت الوحوش، واحدًا تلو الآخر
أولئك الذين كانوا يومًا نخبة فرسان الذئاب المخيفة في السهول الثلجية، صاروا الآن مثل نمل تبتلعه عاصفة
مبعثرين، بائسين، وعاجزين تمامًا
داخل الوادي وخارجه، لم يكن هناك سوى عويل مأساوي ورائحة التفحم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ