رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل:53]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد الانفجار، ساد وادٍ الصمت للحظة قصيرة

في اللحظة التالية، بدأت أنينٌ متقطعة تتردد من أعماق الأنقاض

"ساعدوني... ساعدوني... آه..."

"رجلي... آااه!"

"لا تقتربوا من الضباب الأسود! كح، كح كح..."

الأصوات المليئة بالرعب الممزق للقلوب، انسابت وسط الدخان الكثيف وترددت في الوادي الخالي

امتلأ الهواء برائحة الاحتراق والدم ورائحة كريهة كخليط من الكبريت واللحم المتعفن

بعض فرسان ارتدت دروعهم وقد نخرتها الثقوب، ملتصقة باللحم والدم، غير قادرين حتى على الصراخ، يفتحون أفواههم فقط ويتقيؤون رغوة ودمًا

وبعضهم تدحرجوا على الأرض يحاولون جاهدين النهوض، نصف أجسادهم محترق، والنصف الآخر مجمَّد، والجلد يتساقط قطعًا ليكشف عن عضلات نازفة وعظام بيضاء شاحبة

نصف جسد ذئب حرب تمزق، وأمعاؤه تجرجر في الثلج، ومع ذلك ظل جسده يرتجف بلا وعي، وأقدامه تتحرك وكأنه لا يزال يبحث عن سيده المحترق

بدا الوادي بأكمله وكأنه قد جُرّ إلى عالم الجحيم

وكان كل هذا نتيجة تخطيط لويس المسبق، ثمرة البصيرة الاستخبارية والحساب الدقيق

وقف بوند على أرض مرتفعة، ينظر إلى قاع الوادي، حلقه جاف وعقله فارغ

لقد شارك في حروب كثيرة وشهد ساحات معارك مأساوية حيث تراكمت الجثث كالجبال

كما شهد بعينيه تفجيرات قنابل سحرية أقوى بكثير في ميدان القتال

لكنها المرة الأولى التي يرى فيها طريقة دقيقة وفعّالة وشاملة تقريبًا بلا ناجين، لاستخدام القنابل السحرية مقترنة بالفخاخ

"هل هذا... عالم الجحيم...؟" تمتم بوند

لم يكن انفجارًا، بل كان إعدامًا مخططًا بعناية

وكأن المعركة قد رُسمت قبل بدايتها، أين سيسقط كل جزء من جثة

استدار بوند لينظر إلى الجاني بجانبه

ذلك الرجل وقف بهدوء، يحدّق ببساطة إلى الأسفل، وفي عينيه حتى لمحة ابتسامة

ككاتب مسرحي يعجب بعمله

"ما هذا...؟" سأل بوند بصعوبة

استدار لويس، وأغمض عينيه قليلًا: "قنبلة سحرية"

تحدث بنبرة هادئة، كما لو كان يقدم لعبته المفضلة: "أسميها الجنة المزدوجة للجليد والنار"

تحرك تفاحة آدم في حلق بوند وابتلع ريقه: "جنة الجليد والنار formidable"

وبينما قال هذا، بقيت عيناه مثبتتين على الأرض المحترقة أسفل الوادي

شخص شاب يبدو لطيفًا، قادر على فعل شيء كهذا

هذا النبيل الشاب مرعب للغاية

لم يكن بوند الوحيد المصدوم والخائف

ظل يوان متجمدًا في مكانه لوقت طويل دون حركة

عينيه متسعتان وهو يحدق في الصمت الميت داخل الوادي، وكأنه لا يزال غير قادر على تقبل الواقع أمامه

أولئك كانوا ثمانمئة من نخبة قسم المحلفين الثلجيين؛ هل أُبيدوا حقًا في بضع دقائق؟

"هذا... هذا أمر يفوق الحد..."

تمتم، حلقه جاف، وعرق بارد يتدفق على ظهره

لكن بعد الصدمة، ارتفع داخله شعور قوي بالارتياح

الحمد لله!

الحمد لله أنه تبع لويس

تذكر يوان الحالة المأساوية لمدينة نسر الثلج، جبال الجثث وبحار الدماء، الرؤوس المعلقة على أسوار المدينة، والصرخات التي لا تُحصى...

لم يرها بعينيه، لكن مجرد سماعها جلب له كوابيس لعدة ليالٍ

لو لم يكن من أجل لويس، لو لم يرفع يده بلا تفكير ويتبع لويس إلى ريدج تشينغيو في ذلك الوقت

لربما كان جثة في مدينة نسر الثلج الآن

نظر يوان إلى الظهر غير البعيد، وقلبه يهتز بشدة

"لن أستطيع سداد معروف القائد في هذه الحياة..." همس، وعيناه أكثر حزمًا من أي وقت مضى

عليه أن يتمسك جيدًا بساق لويس!

حتى الفرسان والجنود المحيطون ساد بينهم الصمت، وتغيرت نظراتهم نحو لويس بهدوء

لم تعد مجرد طاعة بسيطة، ولا احترامًا عاديًا

بل رهبة هائلة

شعور لا ينشأ إلا بعد مشاهدة أمر خارق

عندما تلاشى الضباب السام قليلًا، ظلّت رائحة الاحتراق الثقيلة عالقة في الهواء

وقف لويس عند مدخل الوادي، ينظر إلى الأرض المكسوة بالثلج والتي ابتلعها لهيب الحرب

كان تعبيره هادئًا، وصوته طبيعيًا: "أيها الفرسان، ارتدوا أقنعة الجلد الواقية ونظفوا ساحة المعركة. احذروا من الغاز السام المتبقي وأي ناجين"

"نعم!"

تحرك فرسان المد الأحمر بسرعة، كل منهم ارتدى قناعًا واقيًا مصنوعًا من جلد الحيوان والأعشاب، اصطفوا في تشكيلات وتوزعوا، يحملون أسلحة طويلة ويدخلون بثبات إلى محيط الوادي

الأرض تحت أقدامهم قد فجّرها القصف، والفحم والدم تخثروا ليشكلوا طبقة من الطين الأسود، المشي فوقها كان كالدخول في مستنقع متعفن

جرت عملية التنظيف بسلاسة كبيرة

هذه الوحدة المكونة من ثمانمئة من نخبة المحلفين الثلجيين كانت تُعرف أصلًا بقدرتها العالية على المناورة وتنسيقها القوي

لكن بعد مشاهدة ذلك المشهد الجحيمي، لم يعودوا محاربين مدربين جيدًا، بل مجرد وحوش تهرب برعب

الآن، أقل من مئة تمكنوا بالكاد من الوقوف، وكل واحد منهم محطم نفسيًا ومنهك جسديًا

رغم ذلك، لا يزال هناك ناجون حاولوا شن هجوم مضاد

بعض المحلفين الثلجيين الذين استطاعوا الحركة تعثروا معًا، يحاولون جمع آخر ذرة من معنوياتهم، ملوحين بسيوفهم، واندفعوا نحو خط الدفاع لفرسان المد الأحمر

"اهجموا!"

"من أجل القسم—"

قُطعت صرخاتهم فجأة، مزّقت حناجرهم رماح طويلة، وغُمرت أصواتهم في الدم

من دون قيادة موحدة، ومن دون عزيمة على النصر، كيف يمكنهم مواجهة محاربي المد الأحمر؟

كان هجومهم غير المنسق ضد تشكيل فرسان المد الأحمر الصلب كبيضة ترتطم بصخرة

"لا تقتلوني! أستسلم!"

"أرجوكم..."

ترددت صرخات الاستغاثة في الوادي، لكن لم يجب أحد

تقدم فرسان المد الأحمر ببساطة بهدوء، كأنهم حصادون، يحصدون آخر بقايا المقاومة

كثير من الأعداء جنّتهم القنابل السحرية

جلسوا مشلولين على الأرض، شعرهم مبعثر، أجسادهم مطوية، يتمتمون بكلمات غير مفهومة، وعيونهم فارغة

تجاه هؤلاء الأعداء، لم يُظهر فرسان المد الأحمر أي رحمة، بل قطعوا رؤوسهم بضربة واحدة، مانحين إياهم نهاية سريعة

مع الهجوم الأخير لفرسان المد الأحمر، خيّم الصمت على ساحة المعركة

بعد نصف ساعة من القتال، سقط آخر جندي عدو، ملوثًا بدمه تراب الوادي

"تم التنظيف!"

"العدو أُبيد!"

انطلقت صيحات مبحوحة ومتحمسة وسط الغبار

رفع الجنود أسلحتهم، ومشاعرهم المكبوتة طويلاً انفجرت أخيرًا

"لقد انتصرنا!"

"عاش اللورد كالفن!"

تجمعوا بحماس حول لويس، عيونهم مليئة بالاحترام والتعلق الشديد

كانوا يظنون أصلًا أن هذه معركة حياة أو موت

ثمانمئة من نخبة المحلفين الثلجيين ضد مئتي مدافع، حتى لو قاتلوا حتى آخر رجل، قد لا يستطيعون الصمود

لقد أعدوا عقولهم للتضحية بحياتهم في هذه المعركة

لكنهم لم يتوقعوا أبدًا أن هذه المعركة الشرسة التي تخيلوها مظلمة للغاية...

ستنتهي بهذه السهولة

الأعداء ماتوا بسرعة كبيرة، بسرعة جعلت الأمر يبدو غير حقيقي

لكن الحطام على الأرض والضباب السام العالق أخبروهم: هذه هي الحقيقة

لقد نجوا، وانتصروا بسهولة

والشخص الذي جلب كل هذا—

هو البارون الشاب الهادئ الواقف على حافة الوادي، عيناه باردتان

كالفن لويس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ