🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 ﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾
الإسراء: 81
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارتفع الغبار على الطريق، وصوت حوافر الخيل لم يتوقف
وصلت التعزيزات إلى قمة تشينغيو على دفعات، وأخيرًا تولى الجيش الشمالي الرئيسي الخطوط الأمامية
نصب الجنود الخيام وبدأوا في بناء خطوط دفاعية حول مدخل الوادي: أبراج مراقبة، خنادق، أبراج سهام، وحتى جُلبت المجانيق والمقاليع الثقيلة
في غضون أيام قليلة، تحولت قمة تشينغيو من معقل بدائي للثلجيين إلى حاجز شمالي حقيقي
أما الثلجيون، فلم يكن في نيتهم الانسحاب بهذه السهولة
أرسلوا وحدات صغيرة نخبوية من مقاطعة البحر الجليدي، محاولين القيام بهجمات ليلية، وحرق، وقطع خطوط الإمداد، بل إن بعضهم أطلق مقذوفات فردية على المعقل
لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل
إما أن يُكشف أمرهم مسبقًا أو يتعرضوا لكمائن ويتم القضاء عليهم
كان جيبسون يقود بمهارة لا تشوبها شائبة، توزيع قواته وتشكيلاته القتالية كانت مثالية
لكنه كان يعلم جيدًا أن سبب تفوقه في عدة لحظات حرجة لم يكن لأنه عبقري حربي
بل بسبب البارون الذي كان يحتسي الشاي في المؤخرة
كان لويس قد تخلّى تمامًا عن القيادة التكتيكية بعد أن تولى جيبسون المهمة
إنجازاته الشخصية كانت كافية بالفعل، والحصول على المزيد لم يكن سوى زيادة لا حاجة لها، وكان من الأفضل له الحفاظ على قوته
عاش في خيمة خاصة في المعسكر الخلفي، يستمتع بأشعة الشمس نهارًا، ويُعد الشاي ويكتب التقارير ليلًا، بعقلية المتقاعد
لكن لم يكن في راحة تامة؛ إذ كان يقدم اقتراحات دقيقة لجيبسون اعتمادًا على نظام المعلومات اليومي
على سبيل المثال، في إحدى المرات كان جيبسون حائرًا بشأن موقع العدو
فجأة أشار لويس إلى الخريطة وقال: "قد تمر قوات للعدو عبر هذا الممر الجبلي خلال الأيام القادمة"
"كيف عرفت؟"
"حدس"
وبالفعل، في تلك الليلة، مرت وحدة صغيرة من العدو قوامها مئتا رجل عبر ذلك الممر، فتعرّضوا لكمين وأُبيدوا قبل أن يقتربوا من الخطوط الأمامية
لاحقًا، كان لويس يذكّر جيبسون بين الحين والآخر بتكتيكات العدو
وفي كل مرة، كان الأمر صحيحًا، وكأنه يملك عينًا سماوية تخترق العدو تمامًا
أصبح جيبسون يجد صعوبة متزايدة في كبح الاحترام الذي يغمر قلبه
في ذهنه، كان لويس بالفعل عبقري حرب موهوب
تدريجيًا استقر الوضع في قمة تشينغيو
كان الثلجيون يعانون نقصًا في الأفراد، وهجماتهم تضعف أكثر فأكثر
أما هجومهم القوي الأخير، فقد كُسر حتى قبل أن تكتمل تشكيلاتهم على يد الجيش الإمبراطوري
كانوا غير راضين لكنهم عاجزون، فلم يكن أمامهم سوى الانسحاب شمالًا قليلًا فليلًا
وهكذا، تم تأمين قمة تشينغيو، هذا الممر الشمالي الحاسم
...
لم يعد بوسع مدينة النسر الثلجي الصمود
بعد شهر من الحصار، كان جنود الثلجيين يتضورون جوعًا وقد هزلت أجسادهم وضعفت أطرافهم، حتى ذئابهم الحربية صارت جلدًا على عظم، لا تُصدر صوتًا عند وطئها الثلج
لم يعد لديهم طعام
ولا "بشر"
باستثناء الثلجيين أنفسهم، لم يبقَ أي إنسان حي في المدينة
أصبح اللحم والدم هو الطعام الوحيد، وأكوام العظام المحترقة ملأت مواقد النار تحت أسوار المدينة
لم يكن هذا جيشًا؛ بل وحوشًا جنونية دفعتها اليأس
وقف بارنز على منصة عالية متهالكة، يحدق في الغيوم السوداء الكثيفة في البعيد، منتظرًا لا تعزيزات، بل صمتًا مطبقًا
أدرك أخيرًا — أنه لا أحد قادم
كانت التعزيزات من مقاطعة البحر الجليدي مجرد وهم من أوهامه
لذلك أمر بالخروج القسري
"من يتردد خطوة واحدة فقط، سأقطع رأسه بيدي!"
في ذلك اليوم، أعدم بنفسه اثنين من حراسه الشخصيين الذين كانوا ينوون الفرار
ارتبك جيش الثلجيين من جنونه للحظة، ثم دُفعوا إلى اليأس
اندفعوا خارج المدينة كالطيف، يصرخون ويتعثرون في اندفاعهم
لكن على بُعد مئة متر فقط من بوابة المدينة، ظهر كمين الإمبراطورية
كان الرماة على جانبي الجبال في انتظارهم
"أطلقوا!"
انهمرت الأسهم كالمطر، وهبط الضوء البارد من السماء
لم يستطع الثلجيون الجائعون الصمود؛ فبعد بضع خطوات فقط، تفككت تشكيلاتهم
حتى أن بعضهم ألقى أسلحته وفرّ بحياته
كان بارنز ما زال يصرخ: "تمسكوا من أجلي! من يتراجع..."
لكن قبل أن يُكمل، اخترق سهم فخذه
ثم كتفه وصدره وبطنه
سقط في بركة من الدماء ككيس ممزق، ويده ما زالت ترتجف محاولًا انتزاع السهم، لكن جسده لم يطع
لطخ الدم الأرض بلون قرمزي غامق، وارتجفت شفتاه، ورفع بصره مثبتًا على الحافة الشمالية
ذلك الاتجاه الذي انتظر منه التعزيزات لشهر كامل
مات ككلب
وبدون قائد، تحول الخروج إلى مذبحة من طرف واحد
كان جيش الإمبراطورية قد اصطف بالفعل، والقوات الكامنة على الجانبين أطبقت عليهم كسيل؛ وبعد ثلاث وابل من الأسهم، سقط أكثر من نصف الثلجيين أرضًا
حاول الباقون الاندفاع والاختراق، لكن خيولهم لم تعد قادرة على الجري، ومشاتهم لم تعد سريعة، فتحول الجيش بأكمله إلى سرب حشرات عالق في وحل
لم يصمدوا عشر دقائق حتى انهار جيش الثلجيين بالكامل
لم يتردد جيش الإمبراطورية؛ إذ ذبحوا ببرود كل عدو يكافح
تلونت الأرض بالدماء، وانتشرت الأطراف المبتورة والأشلاء في كل مكان، والدوس عليها أصدر صوت تكسير العظام
كانت هذه محاسبة
كل صرخة من مدينة النسر الثلجي سُجلت
والآن حان وقت السداد
بعد نصف ساعة، شن جيش الإمبراطورية هجومًا شاملًا على مدينة النسر الثلجي
لم يكن هناك أي مقاومة داخل المدينة؛ إذ دفعوا ببساطة البوابة المتهالكة
كان معظم الثلجيين قد قُتلوا أثناء الخروج، والبقية استسلموا منذ زمن لليأس
شعر جنود الإمبراطورية عند دخولهم مدينة النسر الثلجي وكأنهم يدخلون الجحيم
امتلأت الشوارع بعظام متفحمة، والمنازل الخشبية المحترقة ما زالت تتصاعد منها الأدخنة، والهواء مشبع بروائح العفن والدم، مما يجعل المرء يتقيأ
انفجرت في تلك اللحظة مشاعر الغضب والكراهية والحقد
"اقتلوهم جميعًا!"
ولم يكن هناك أسرى، ولا تحقيقات
تم اجتثاث الثلجيين تمامًا
وبعد الحرب، لم تعد مدينة النسر الثلجي سوى أطلال
...
مع هزيمة الثلجيين الكبرى، تدهور الوضع بسرعة
باستثناء مقاطعتي البحر الجليدي وتساقط الثلوج في الشمال، اللتين بالكاد حافظتا على السيطرة، تم تطهير جميع المناطق الأخرى تقريبًا من قبل جيش الإمبراطورية
تم القضاء على العديد من المعاقل، قُطعت خطوط الإمداد، وأُبيدت القوات الرئيسية واحدة تلو الأخرى في مختلف المناطق
سقوط قمة تشينغيو ومدينة النسر الثلجي كان يعني أن هذا التقدم جنوبًا قد انهار بالكامل
ضرب الشيخ غروم يده على الطاولة الحجرية، محدقًا بغضب شديد: "لقد حذرتكم منذ زمن ألا تغتروا كثيرًا! تلك الساحرة الهمجية الشمالية..."
"اصمت" قال شيرو واقفًا أمام التمثال، صوته مظلم: "أنت محق، من الصعب جدًا التعامل معهم، لذا يجب أن نسرع الآن"
"أنت... ماذا تنوي أن تفعل؟" انتشر البرد في قلب غروم
"ما دام حاكم الهاوية القديم يبعث من جديد، يمكن حل كل شيء" قال شيرو بهدوء
رفع يده، فانقض حراسه الشخصيون فورًا
اتسعت عينا غروم وهو يُقيّد بقوة، وهو يتلوى
"توقفوا! أنا شيخ!"
لكن لم يستجب أحد
عُلّق رأسًا على عقب على مذبح بارد، إلى جانب عدة أسرى مقيدين
بدأت التضحية
تدفقت الدماء ببطء من منافذ أجسادهم السبعة، وكأن قوة خفية تمتصها، لتقطر في حوض حجري على المذبح
ذبلت جلودهم، وانحنت عظامهم، حتى لم يتبق سوى كومة من البقايا المحطمة
صدر صوت مكتوم وغريب من تحت الأرض، كما لو أن شيئًا ما يستيقظ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ