🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتح الدوق كالفن الرسالة، وبعد أن مسح بصره بضعة أسطر، توقّف نظره عند كلمتين
"تحالف زواج؟!"
"هاه؟" كاد أن يبصق رشفة الشاي من فمه
"من؟ ومع من؟"
مسح بصره سريعًا نحو الأسفل، يقرأ عشرة أسطر في لمحة، حتى استقر على ذلك السطر
"تزويج ابنته الثالثة، إميلي إدموند، إلى لويس كالفن"
شعر أن جسده كله قد تيبّس
تذكر لويس، ابنه الثامن
كان انطباعه الأول عنه أنه ضعيف الموهبة، قليل الطموح، لا يسعى ولا ينافس، ابن نبيل نموذجي يرضى بأن يضيع عمره في التبلد
لهذا أرسله إلى الإقليم الشمالي، معتبرًا ذلك نوعًا من استغلال الفائض، إذ لم يكن ينوي أبدًا أن يرث شيئًا
لاحقًا، ذكره كبير الخدم العجوز برادلي عدة مرات في رسائله، قائلًا إن لويس تمكن من إدارة الإقليم البعيد والفوضوي في الشمال بشكل منظم
بل إنه عثر هناك على منجم لنخاع الطاقة السحرية، وكان يجري معاملات شهرية مع أسرة كالفن، مما وفّر دخلًا ثابتًا وكبيرًا
كان مسرورًا حين سمع ذلك، ومنح بلامبالاة بعض الموارد، مما سمح للويس بأن يرسخ قدمه في الشمال
"إنه يستحق بعض الرعاية" هكذا فكر وقتها، ولم يزد
ثم انشغل بأمور أخرى ولم يعد يوليه أي اهتمام
في قلبه، كان لويس دومًا مجرد ابن يمكن الاستفادة منه، لكنه ليس أساسيًا
مجرد قطعة صغيرة على رقعة الشطرنج
لم يتوقع أبدًا أن الدوق إدموند سيقترح الآن تحالف زواج، راغبًا في تزويج ابنته المحبوبة له. لم يكن هذا تحركًا عاديًا
"لابد أن هناك أمرًا لا أعلمه قد حدث"
نادى فورًا كبير الخدم: "هل هناك رسائل عن لويس؟"
"نعم، يا صاحب السمو" قال كبير الخدم بهدوء ودقة وهو يسحب رسالة من كومة الرسائل ويسلمها بكلتا يديه
"هذه وصلت اليوم" أضاف
أخذ الدوق كالفن الرسالة، مزق ختمها، وبسط الأوراق، وقد تجعّد حاجباه وهو يقرأ
كانت هذه الرسالة تسرد بشكل رئيسي أنشطة لويس الأخيرة، والجملة الأولى وحدها جعلت جفونه ترتعش:
"أُمر باستطلاع مرتفعات تشينغيو، فتسلل خمسين لي ليلًا، وقاد مئة وثلاثين فارسًا للسيطرة على حصن عدو رئيسي"
كل سطر تالٍ كان أشد صدمة من الذي قبله
"نصب كمينًا وأفنى ثمانمئة من فرسان الذئاب النخبة للعدو، دون أي خسائر من جانبنا"
"..."
تدفّق المعلومات المتتابع كاد أن يُخرج عينيه من محجريهما
"ماذا؟ غارة ليلية لمسافة خمسين لي؟ يقود مئة وثلاثين فارسًا لإبادة ثمانمئة من النخبة، والجميع نجا؟ أي عبقرية عسكرية هذه؟!"
"ثم مُنح وسام ’درع الشمال‘، وأُعطي بعد وفاته ألف كيلومتر مربع من الأراضي، ورُقي إلى حاكم مقاطعة قمة الثلج!؟"
حاكم في سن التاسعة عشرة!
طوى الدوق الرسالة برفق، واستند إلى كرسيه، وخفض رأسه في تفكير
لم يعد هذا أمرًا يمكن وصفه بأنه "جيد" أو "جدير بالذكر"
"هل هذا مختلق؟" تمتم، وكأنه يشكك في محتوى الرسالة
لكنه سرعان ما هدأ. حتى لو تجرأ لويس، فلن يسايره الدوق إدموند في مسرحية ملفقة
إن صحة هذه الإنجازات العسكرية يمكن التحقق منها بسهولة
"فقط في التاسعة عشرة من عمره، وأسرة كالفن لم تمنحه سوى موارد قليلة... ومع ذلك قلب الإقليم الشمالي رأسًا على عقب، وقاتل حتى أصبح حاكمًا"
اعترف الدوق كالفن بأنه بالفعل قد أساء الحكم عليه
تذكر فجأة أن لويس كان دائمًا صامتًا بعض الشيء منذ صغره
على عكس إخوته الآخرين الذين يتنافسون بشراسة، كان دائمًا متأخرًا بخطوة، مطيعًا جدًا، وكأنه بلا رغبات
وقتها ظن أن الطفل بلا طموح، لكن الآن وهو ينظر إلى الوراء...
"ربما كان يتصنّع! معتقدًا أنه بلا فرصة لوراثة اللقب، تظاهر عمدًا بالوسطية، راغبًا في الهروب مبكرًا من مقاطعة الجنوب الشرقي لتجنب صراع الإخوة، ثم الذهاب إلى الشمال ليصعد إلى السلطة؟"
رغم أنه لا يمكن مقارنته بإخوته الكبار، إلا أنه لم يعد مجرد شخصية هامشية
ألقى نظرة على رسالة الدوق إدموند الموضوعة على الطاولة، وبدأت ملامحه تزداد جدية
شرع يقيّم المكاسب والخسائر من تحالف الزواج هذا
إدموند، المعروف بسيد الشمال، كان في الواقع ملكًا متوجًا بين نبلاء الشمال، فوق الجميع تقريبًا، الركيزة التي لا تهتز للأرض الشمالية كلها
ورغم أن لويس كان في السابق مجرد فرد هامشي من أسرة كالفن، إلا أن إنجازاته العسكرية في الشمال منحتْه إقطاعية ملموسة ووسام "درع الشمال"
والأهم أنه أصبح الآن حاكم مقاطعة قمة الثلج
في الشمال، هذا يُعد قوة لا يستهان بها، يمكن أن تعمل كممثل لأسرة كالفن هناك
"إن نجح هذا الزواج" ضيّق الدوق كالفن عينيه "فسيكون طريق تراجع لأسرتنا في الإقليم الشمالي"
أما في مقاطعة الجنوب الشرقي، فرغم ثراء أسرة كالفن، إلا أن وضعها كان يتدهور في السنوات الأخيرة
لقد مدّت الأسرة الإمبراطورية يدها بعيدًا جدًا
فقد فضلت أعوانها، ورقّت نبلاء جددًا، وأدخلت باستمرار نبلاء أصحاب إنجازات وفصائل بيروقراطية إلى الحدود الجنوبية الشرقية، ناهيك عن جولات التفتيش التي لا تنتهي وزيادات الضرائب...
ظاهرًا، كان الهدف تحقيق توازن في السلطة، لكن في الواقع كان الأمر يتعلق بالاستيلاء على الأرض والناس والأرباح
الغاية واحدة: نزع سلاح الأسر النبيلة
"في الميناء، كان علينا أن نتنازل عن ثلاثة أعشار الأرباح في السنوات الأخيرة لدعم النبلاء الجدد في العاصمة الإمبراطورية" سخر الدوق كالفن
هذا الإقطاعي الكبير في الجنوب الشرقي كان يُنتزع منه كل عام قطعة ليُطهى في القدر
إن تمكن من الاتصال بهذه القوة الصاعدة في الشمال، فقد يضمن طرقًا أكثر للتراجع قبل أن تتغير الأوضاع
أما أسرة إدموند، فبينما رغبت أيضًا في مد نفوذها جنوبًا، لم ترغب في الانغماس كليًا في صراعات السلطة في مركز الإمبراطورية، وكان تحالف الزواج وسيلة ممتازة
علاوة على ذلك، كلا العائلتين من بين الأسر العظمى الثماني، مما جعله زواجًا مناسبًا
أومأ الدوق كالفن قليلًا
الجانب السلبي الوحيد هو أن الإمبراطور لن يُعجبه ذلك؛ فهو يكره أي صلات بين الأسر الثماني
والإمبراطور الحالي يتمتع بهيبة هائلة ويتصرف بحسم وسرعة، وقد جعل الأسر العظمى بلا قوة فعلية
حتى لو اتحدت الأسر الثماني حقًا، فلن تقدر أن تمس شعرة من رأسه
لذلك صبروا جميعًا، وانتظروا جميعًا
انتظارًا لوفاة هذا الإمبراطور المسن طبيعيًا، وصعود الإمبراطور التالي
ويُفضَّل أن يكون وريثًا أسهل تلاعبًا وأكثر استعدادًا للتسوية
وذلك اليوم، على ما يبدو، لم يكن بعيدًا
أغمض عينيه، متذكرًا آخر لقاء له مع الإمبراطور في العاصمة الإمبراطورية
كان هيئة عجوز واهن، جالسًا على عرش ذهبي
ذلك العام، كان عمره سبعة وتسعين عامًا بالفعل؛ لن يصمد طويلًا
أما الورثة؟ فكل واحد كان أكثر خيبة من الآخر
الأمير الثالث، الوحيد الذي كان يحظى بالتفضيل العام، قد حقق الشهرة في شبابه، وكان بارعًا في القيادة العسكرية، ويتمتع بشعبية واسعة
غير أنه قبل ستة أشهر، وأثناء جولة في إقليمه، "سقط عرضًا" في بالوعة وغرق في الحال
أطلق الدوق كالفن شخيرًا ساخرًا، وكانت عيناه باردتين إلى أقصى حد
"فارس قمة يسقط ’عرضًا‘ في بالوعة؟"
مهزلة. كان هذا اغتيالًا، كان هذا إذلالًا
علنيًا، أمام العالم كله، إذلالًا للأسرة الإمبراطورية، إذلالًا لهذا الإمبراطور
كان هذا من المرجح فعل أسرة نبيلة قديمة، لتنتقم من الإمبراطور
بالطبع، كانت هناك عواقب؛ ففي الأشهر الستة الماضية، انغمس الإمبراطور أكثر في الحكم بنفسه، ولم يرقِّ إلا أعوانه الموثوقين، ونبلاء جددا، ومسؤولين أوفياء من أسر العلماء
بلغت حذره من النبلاء العظماء القدماء ذروته
لذلك حتى مجرد طلب تحالف زواج قد يثير الريبة
"هذا الأمر يجب أن يُدار بأقصى درجات الحذر" جلس إلى كرسيه، وأخرج ورقة، وغمس قلمه في الحبر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ