🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل:127]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حمل هواء أوائل الخريف في الأجزاء الشمالية رائحة باردة وجافة، وكانت الشجيرات القصيرة والأعشاب الصفراء تتمايل بلطف مع الريح بينما عدة خيول حرب تركض بسرعة

بالنسبة للوحوش السحرية مثل الأرنب القطبي ذو العُرف المتجمد، والتي لا تُعتبر عدوانية جدًا لكنها سريعة للغاية، فإن وجود عدد كبير من الناس قد يُثير ذعرها بسهولة

لذلك، لم يُحضر لويس معه سوى سبعة فرسان لهذه المطاردة

كانت مسافة خمسة آلاف متر مجرد رحلة قصيرة تستغرق بضع دقائق لهؤلاء الفرسان

ولم يمض وقت طويل حتى وصل الجميع، بقيادة لويس، إلى الموقع الذي أشارت إليه المعلومات

"هناك وحوش سحرية هناك!" توقف الفارس النخبوي في المقدمة فجأة، هامسًا بتحذير "فراء رمادي بني، ثمار زرقاء رمادية… إنه الأرنب القطبي ذو العُرف المتجمد، على الأقل ثلاثة منهم!"

عند سماع ذلك، لوح لويس على الفور بيده: "توقفوا"

فجأة كبح الجميع خيولهم، وقادوها إلى الشجيرات القريبة، ربطوها، ثم نزلوا بهدوء

"لا تُصدروا أي صوت" همس لويس "هذه الأرانب تمتلك سمعًا حادًا للغاية"

فتحرك الفرسان السبعة بخطوات ثابتة وصامتة كخطوات الفهود، ووصلوا بسرعة إلى خلف تشكيل صخري مرتفع

جثا لويس، واضعًا يده على صخرة، ونظر من خلال فجوة نحو البعيد

هناك، وسط بقعة من الأعشاب غير الذابلة في التلال، كان ثلاثة من الأرانب الرمادية البنية ذات العُرف المتجمد تبحث بحذر عن الطعام

كانت آذانهم القصيرة مشدودة، وأرجلهم الخلفية تدفع الأرض بخفة، وأطرافهم مغطاة بوسائد سميكة تمكّنهم من التحرك بصمت فوق التراب الجاف الصلب

أما ما كان أكثر لفتًا للأنظار فهو ثلاث عناقيد من "ثمر الطحلب الجليدي" المعلقة على ظهورهم، تبعث توهجًا أزرق رماديًا خافتًا، وترتجف برفق تحت شمس أوائل الخريف

"أرانب بالغة… مع ثمار" خفّض لويس صوته، ووميض من الإثارة ظهر في عينيه "بفضل عطايا الطبيعة"

كان ثمر الطحلب الجليدي قادرًا على تعزيز طاقة الفارس القتالية، وبالنسبة له، وهو على وشك اختراق مستوى جديد، كان ذلك بمثابة فرصة سماوية لا تُعوّض

غير أن يقظة الأرنب القطبي ذي العُرف المتجمد كانت أعلى بكثير من يقظة الوحوش البرية العادية

لم يكن يسير أبدًا في خط مستقيم، بل دائمًا ما يفضل التحرك ببطء ضد اتجاه الريح ليشم رائحة الخطر مسبقًا

وكان دائمًا يتجنب المناطق المعرضة لأشعة الشمس المباشرة، مختبئًا في ظلال الأعشاب القليلة وخلف الصخور

حتى خشخشة ورقة واحدة قد تُفزعه ليهرب بسرعة

مما جعل الصيد يعتمد أقل على الشجاعة وأكثر على الصبر

"إذا اقتربنا بتهور فسوف نفشل بالتأكيد" همس لويس "استعدوا لنشر خط الطُعم"

"حسنًا!"

أخرج الفرسان "مسحوق الطحلب السحابي" المُحضّر مسبقًا من أكياسهم الصغيرة

كان هذا مسحوقًا عشبيًا مُعالجًا، مفضلًا بشدة لدى بعض الوحوش العاشبة، وكان الأرنب القطبي ذو العُرف المتجمد من بينها

كان لويس يحمل دائمًا بعضًا منه في كل رحلة، تحديدًا لمثل هذه اللحظات

بعناية وهدوء، نثر الفرسان خطًا متعرجًا من الطُعم على الأرض باتجاه حركة الأرانب الثلاثة

وفي النهاية، قاد خط الطُعم إلى منخفض طبيعي قليل الانحدار

كانت الأعشاب هناك كثيفة، وتوجد أماكن للاختباء من جميع الجهات، مما جعله مكانًا ممتازًا للكمين

"انغمسوا في مجموعات، حاصروا المنخفض، وانتظروا اقترابهم" أمر لويس

لم يتبق سوى الانتظار؛ مرت الدقائق ببطء حتى بدأ ميل الشمس

وبالفعل، سارت الأرانب نحو الأمام بحذر، تتشمم رائحة الطحلب على الأرض، وأحيانًا تنبش ببراثنها الأمامية بعض الأعشاب المكسورة

"أخيرًا يتحركون، استعدوا" تلألأت عينا لويس

ثلاثة، اثنان، واحد

"الآن!"

أُطلقت شباك الصيد بسرعة من جميع الاتجاهات، لتحجب طريق هروب الأرانب

ثم توهجت عدة إبر فضية "بوف، بوف" لتستقر في ظهور الأرانب

في البداية حاولت هذه الفريسة أن تقاوم وتقفز، لكن السائل المخدّر سرعان ما بدأ مفعوله، فجعل أجسادهم ترتخي وتسقط أرضًا

"تم أسرهم جميعًا!" تنفس لويس الصعداء

رغم أن الأمر استغرق وقتًا أطول قليلًا، إلا أن الغنيمة كانت تستحق بالتأكيد

ثلاثة أرانب قطبية ذات عُرف متجمد، تسعة عناقيد من ثمر الطحلب الجليدي

تقدم لويس، مثبتًا نظره على ثمار الطحلب الجليدي الزرقاء الرمادية على ظهور الأرانب

كان شكلها أشبه بثمار التوت المتجمد، لونها أقرب إلى بلورات الثلج، مع طبقة جليدية بيضاء رقيقة على سطحها

لكن في الحقيقة، كانت مرتبطة باللحم والدم، بوضوح ليست بنية نباتية، بل نتاج طاقة الوحش السحري الداخلية الفريدة

"يُقال إنها ثمار، لكنها أقرب إلى نمو لُحمي"

مد يده ولمس أحد العناقيد؛ كان باردًا ومرنًا، وكأنه يحتوي على قوة نابضة خافتة

"إنه حقًا أمر عجيب…"

كانت طاقة ثمر الطحلب الجليدي مركزة للغاية؛ وبالنسبة لفارس يواجه عنق زجاجة، كان أشبه بإشعال فتيل ديناميت

"خذوهم إلى المعسكر ودعوا الطباخ يُعدهم في حساء" أمر لويس

"حسنًا!" انسحب أحد الفرسان على الفور بالغنيمة

وسرعان ما حل الليل، ولم يبق في المعسكر سوى صوت احتراق النار

"حساء الأرنب جاهز!"

جلس لويس متربعًا داخل خيمته، وأخذ حساء الأرنب المتصاعد بخاره من يد الطباخ

كان الحساء بلون أزرق جليدي تقريبًا، يلمع بخفة تحت وهج النار، مع بقايا دقيقة من ثمر الطحلب الجليدي تطفو على السطح

خفض رأسه واستنشق؛ فكانت رائحة غريبة، بين الجليد والأعشاب، ممتزجة بخفة مع دم الوحش البري، لكنها لم تكن منفرة على الإطلاق

أخذ رشفة صغيرة؛ فذاب الحساء في فمه، تاركًا حلاوة خفيفة

لكن في اللحظة التالية، تحولت تلك البرودة إلى حرارة، واندفعت طاقة جارفة، كالمد، من حلقه إلى كل أطرافه وعظامه!

ضيّق لويس عينيه، وابتلع بسرعة كامل الوعاء، ثم جلس فورًا متربعًا، واضعًا الوعاء الخشبي جانبًا، وأغمض عينيه ليُجري "تقنية التنفس المدي"

في هذه اللحظة، كانت طاقته القتالية تدفعها موجة بعد موجة، تتمدد وتتصاعد وتصطدم بالبوابة الأخيرة التي تمنعه من أن يصبح فارسًا نخبويًا

موجة، موجتين، ثلاث…

ازدادت الطاقة داخل جسده حدة، حتى أن عظامه أصدرت ارتجافًا خفيفًا، وعضلاته نبضت وكأنها تحترق

وفجأة، تحطمت بوابة غير مرئية بعنف!

"بوم!"

انفجرت طاقته القتالية داخله كطوفان كاسر، اندفعت من دانتينه، وجرت بجنون في مسارات طاقته عبر جسده كله

اختراق! فارس نخبوي مبتدئ!

فتح لويس عينيه، وزفر ببطء نفسًا أبيض، وأخيرًا استقر تنفسه

تشبعت ملابسه بالعرق، وشعر وكأنه قد غُسل من الداخل للخارج، مُتجددًا كليًا

وأصبحت الطاقة في جسده أكثر صلابة، حتى إن تموجات طفيفة من طاقة القتال ظهرت على سطح بشرته

"لقد اخترقت أخيرًا… هذا إذن هو عالم الفارس النخبوي"

كان شعورًا لا يوصف من الخفة

شعر لويس وكأنه تخلص من عبء ثقيل؛ حتى أن أنفاسه أصبحت أكثر سلاسة

في الماضي، كان عليه أن يجمع بين التركيز والتوجيه والزفير في خطوة واحدة ليُبقي الدورة قائمة

أما الآن، فبمجرد أن يرغب، فإن طاقته ستتدفق تلقائيًا مثل المد والجزر

حتى وهو واقف بلا حراك، كان يشعر بتلك القوة تتدفق بهدوء، وتغذي عظامه ولحمه

ومع ذلك، لم يكن أكثر ما فاجأه هو الاختراق نفسه

بل أنه في لحظة الاختراق، قدرة كامنة في داخله طال سباتها، استيقظت أخيرًا بفضل طوفان طاقته القتالية

"أهذا… دمي… قد استيقظ؟!" تمتم لويس بحماس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/20 · 220 مشاهدة · 1129 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025