🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
سورة يوسف، الآية 21
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"لقد أيقظت موهبتي الدموية"
"هاه؟"
تجمّد لامبرت، وكأنه سمع شيئًا من حكايات الخيال
بعد لحظة، اختفى الذهول وبقيت فقط فرحة صادقة من أجل لويس
"لا تخبر أحدًا" حذّره لامبرت بصوت منخفض "الموهبة الدموية… يمكنها أن تنقذ حياتك في لحظات حرجة. أبقها سرًا لأطول فترة ممكنة"
أومأ لويس برأسه "أعلم"
فقد كان يدرك بالطبع أن معرفة عدد أقل من الناس أفضل له
وإخباره لامبرت كان ببساطة بدافع الثقة
بالنسبة له، لامبرت لم يكن مجرد فارس نخبوي
بالنسبة للويـس الأصلي، كان لامبرت أشبه بمعلم وأب، يعلّمه تقنيات القتال منذ صغره
وفوق ذلك، كان قد ضحّى بالكثير من أجله؛ فبصفته فارسًا نخبويًا رفيع المستوى في عائلة كالفن، كان بإمكانه البقاء مع العائلة والاستمتاع بحياة مريحة، ومع ذلك أصر على مرافقة لويس إلى هذا الإقليم الشمالي الفقير والخطير
حتى في أصعب لحظات لويس، لم يتركه، وذلك وحده كان كافيًا ليجعله جديرًا بالثقة
بالطبع، كان هناك سبب صغير أيضًا
إيقاظ الموهبة الدموية أمر رائع جدًا، وأراد لويس أن يتباهى قليلًا… أليس ذلك منطقيًا؟
أما لامبرت، فكان شعوره معقدًا بعض الشيء
قبل مجيئهم إلى الإقليم الشمالي، كان لويس مجرد ابن نبيل منطوٍ وعادي في نظره
وبصراحة، لم يكن لامبرت يعلّق عليه آمالًا كبيرة أيضًا
حين تبعه إلى الإقليم الشمالي في ذلك الوقت، كان قصده فقط حماية حياة الطفل الذي نشأ أمام عينيه، ومنع عائلة كالفن من الشعور بالعار
لكن ما لم يتوقعه هو أن السيد الشاب، الذي كان يحلم في زاوية ساحة التدريب، قد حلق في هذه الأرض الممزقة بالحروب مثل تنين يدخل البحر
لم يكتفِ بإدارة الإقليم بدقة، بل كان قادرًا على قيادة الجنود لهزيمة الأعداء وكسب القلوب، وأصبح سيدًا حقيقيًا بكل معنى الكلمة
والآن، قد أيقظ حتى موهبته الدموية
كان لامبرت سعيدًا جدًا، وفخورًا بصدق بلويس
لكن في أعماقه، لم يستطع أن يمنع إحساسًا خفيًا بالغربة
"آه، صحيح" تذكّر لويس فجأة شيئًا، والتفت إلى لامبرت بابتسامة
"اليوم اصطدت ثلاثة أرانب من سهوب فروستماين. أكلت واحدًا، وكان كافيًا تمامًا لأخترق المستوى"
"لقد علقتَ على عتبة الفارس النخبوي الرفيع لخمس سنوات تقريبًا، أليس كذلك؟" قال لويس بخفة "خذ واحدًا وكلْه"
اتسعت عينا لامبرت، ولم يستطع الكلام لوهلة
لقد علق في عنق الزجاجة طويلًا، ولم يكن أنه لم يفكر في الاختراق عبر الموارد الخارجية
لكن نظرًا لندرة وقيمة أرنب فروستماين، لم يكن ليجرؤ حتى أن يحلم به
"أنا…" فجأة جثا على ركبة واحدة، وعيناه محمرتان "شكرًا لك، سيدي لويس…"
تنهد لويس، ومد يده ليساعده على النهوض "لماذا ما زلت متحفظًا معي؟"
تلك الليلة، شرب لامبرت بهدوء وعاء حساء الأرنب
غلت طاقة القتال في جسده، واهتز دمه، مزمجرًا كالرعد
وأخيرًا، أطلق زمجرة منخفضة من حلقه
العنق الذي لم يتحرك لخمس سنوات تحطم في تلك اللحظة
ترقى لامبرت إلى فارس متسامٍ!
لقد أصبح أيضًا أول فارس متسامٍ في إقليم المد الأحمر
ولو كان لدى لويس إصبع ذهبي يتيح له رؤية الألواح الخاصة بالسمات، لكان رأى أن ولاء لامبرت قد بلغ الحد الأقصى
…
في طريق العودة، رغم وجود بعض المكاسب الأخرى، إلا أنه لم يظهر أي مورد نادر آخر مثل أرنب فروستماين
لذلك، لم تتأخر الفرقة أكثر وانطلقت مباشرة للعودة إلى إقليم المد الأحمر
في ذلك الوقت، كان إقليم المد الأحمر يغلي بالفعل كالموج
فعند سماعهم أن سيدهم لم ينجُ فحسب، بل حقق أيضًا إنجازات عسكرية مجيدة، اهتز الإقليم كله
حتى أن المدينة، ولأول مرة، منحت الجميع يوم عطلة
تجمع عامة الناس تلقائيًا عند بوابة المدينة وعلى جانبي الطريق الرئيسي، وبدا الإقليم كله صاخبًا كأنه مهرجان
وجوه الجميع كانت مليئة بالتوقع، لكنها أيضًا حملت بعض القلق
كانوا يخشون أنه لو مات هذا السيد الشاب أو أصبح عاجزًا، لربما عاد هذا الإقليم إلى تلك الأيام السوداء من البرد والجوع والوقوع تحت رحمة الآخرين
فانتظروا، وأملوا، وحملوا حتى لمسة من الإخلاص العميق
حتى تلك اللحظة، ظهر هو
لويس، ممتطيًا حصانه، مرتديًا رداءً عسكريًا أحمر وأسود، قامته منتصبة وطويلة
ابتلع الصمت الحشد أولًا
ثم مباشرة انفجرت الهتافات كالبرق
"إنه سيدنا لويس!"
"لقد عاد!! شمسنا قد عادت!"
"إنه هو! إنه هو! سيدنا البطل!"
كان الضجيج يصم الآذان
كانوا متحمسين لدرجة أن الدموع ملأت أعينهم، وبعضهم شبك يديه وركع على الأرض
جلس الأطفال على أكتاف آبائهم، يلوحون بشرائط قماش حمراء الحواف
ظهر كبير الخدم العجوز برادلي من بين الحشد، شعره أبيض لكن خطواته ثابتة، وعيناه محمرتان قليلًا من شدة الانفعال
"مرحبًا بعودتك، سيدي لويس" قال بصوت منخفض، غير قادر على كبح فرحته
لقد كان قلقًا أيضًا من أن يهلك لويس في ساحة المعركة. وحين وصل تقرير النصر إلى إقليم المد الأحمر، لم يصدق تمامًا، لأنه كان عظيمًا جدًا
حين وصل أول مرة إلى إقليم المد الأحمر، شعر أن هذا الشاب سيحلق يومًا ما، لكنه لم يتوقع أن يأتي ذلك اليوم بهذه السرعة
نزل لويس من على حصانه وفتح ذراعيه، ليحتضنه بلطف
"لقد تعبتَ كثيرًا يا برادلي" قال لويس بهدوء "لقد عدت"
تنفس برادلي بعمق، وعيناه محمرتان قليلًا "من الجيد أنك عدت… من الجيد أنك عدت، سيدي لويس"
بعد تبادل قصير للتحيات، عاد لويس إلى حصانه، وقاد برادلي الحصان بنفسه، مرافقًا إياه طوال الطريق
وأثناء تقدّم لويس نحو منطقة السكن في إقليم المد الأحمر، علت الهتافات من جانبي الطريق أكثر وأكثر
تناثرت البتلات من أسطح المنازل، متساقطة كالمطر على الطريق الذي يسلكه لويس
لقد كان شعب إقليم المد الأحمر يرحبون ببطلهم بأكثر طرقهم إخلاصًا
كان وايل وسط الحشد، يحدق بتركيز في ذلك الشكل المتألق الراكب على الحصان الطويل
ذلك كان السيد لويس، الرجل الذي أراد أن يتبعه طوال حياته، وكان يعمل بجد نحو ذلك الهدف
قبل شهرين فقط، كان مجرد طفل أخرق يسخرون منه لأنه لا يستطيع حتى حمل السيف بشكل صحيح في ساحة التدريب
والآن، أصبح بالفعل فارسًا متدربًا رفيع المستوى
الفارس الرسمي الذي كان يدرّبه صُعق: "من بين الفرسان الذين دربتهم، لم يكن أحد موهوبًا مثلك، ولا مجتهدًا مثلك"
اكتفى وايل بابتسامة، ثم واصل التدريب على سيفه، لأنه كان يملك هدفًا واضحًا
"يومًا ما…" تمتم وايل بهدوء، صوته يذوب وسط هتافات الحشد "سوف أرتدي أيضًا الرداء الأحمر والأسود للفارس، وأصبح فارسًا إلى جانب السيد لويس"
ترجّل لويس ببطء في مركز البلدة، متفحصًا السكان المتحمسين من حوله
رفع يده وضغط بها إلى الأسفل، مشيرًا للجميع بالصمت
وسرعان ما عمّ السكون بين الحشد المشتعل خلال أنفاس قليلة
"إقليم المد الأحمر، سيدكم قد عاد"
دون خطاب طويل، جملة بسيطة من لويس فجرت البلدة كلها كبركان
تصفيق، هتافات، صرخات، وبكاء، امتزجت معًا، تجتاح المكان كموجة تلو أخرى
"سيدي لويس!! مرحبًا بعودتك!!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ