🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ آل عمران: 133

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل أيام، وبمجرد أن علم كبير الخدم العجوز برادلي بعودة لويس الوشيكة، بدأ في إعداد مأدبة

هذه المأدبة لم تكن مجرد احتفال للفرسان

بل تمت دعوة جميع سكان إقليم المد الأحمر، سواء كانوا أحرارًا، أو عبيدًا، أو جنودًا، وأقيمت في ساحة البلدة

وعلى الرغم من أن الطعام لم يكن فاخرًا، إلا أنه احتوى على كل ما يلزم

سمك مخلل، لحم مدخن، خضار مطهوة على البخار

ونبيذ مصنوع من الجاودار، صُب في براميل ضخمة ليخدم الجميع أنفسهم

فجأة، صرخ أحدهم: "سيدي لويس قد وصل!"

تلاشت الضحكات تدريجيًا

واتجهت أنظار الجميع نحو نهاية الساحة، ثم نهضوا جميعًا

الأطفال الجالسون على الأرض رُفعوا برفق من قِبل آبائهم، والجنود وقفوا باحترام بشكل تلقائي، والعبيد وضعوا كؤوس النبيذ من أيديهم دون تفكير

في ضوء النار، تقدم لويس ببطء

وعن يمينه ويساره، اصطف صفان من الفرسان كحرس شرف، في صمت مهيب

وسار الحاكم لويس كالفن، الذي كان الجميع ينظرون إليه بإجلال، بهدوء في الوسط، محاطًا بالفرسان

كان يرتدي بذلة رسمية بسيطة وأنيقة باللونين الأسود والأحمر الموشى، تتدلى على كتفه سلسلة ذهبية، وعلى خصره سيف نبيل

كانت ملامحه هادئة كعادته، لكنه أشع جوًا لا يمكن إنكاره من الثقة والهيبة، هالة مقنعة لقائد حقيقي

كملك عائد من انتصار

كالشمس التي تشرق عند الفجر

صعد الدرجات ببطء، ووقف أمام الجميع، وألقى بنظره على الحشد أدناه ــ شعبه

"أشكركم جميعًا على حضوركم، في غيابي كنتم أنتم من حمى إقليم المد الأحمر، لم يتراجع أحد أو يستسلم

هذا النصر ليس ملكًا لي وحدي، بل هو ملك لكم، لكل من بذل جهدًا في هذه الأرض"

توقف قليلًا، وعيناه تجوب الساحة، بعضهم أجهش بالبكاء، والبعض الآخر اعتدل في وقفته بفخر

"الشتاء يقترب، وما زالت أمامنا صعوبات كثيرة لنتغلب عليها، لكني أعدكم بأني لن أسمح لإقليم المد الأحمر أن يعود إلى ذلك العصر البارد الجائع

سأستخدم ثمار هذا النصر لأجلب لكم تغييرًا حقيقيًا"

مد يده، وقبضها ببطء في شكل قبضة

"لقد عدت، وإقليم المد الأحمر لن يكون إلا أفضل"

بمجرد أن سقطت كلماته، عم السكون الساحة للحظة، ثم اندلعت موجة من التصفيق كالسيل، وكأن الحماس المكبوت منذ زمن قد انفجر أخيرًا

وقف برادلي بجانبه، وفي عينيه لمعة فخر لا يمكن إخفاؤها، وأومأ برأسه قليلًا موافقًا على الخطاب

رفع لويس يده ببطء، مما سمح للهتافات أن تخفت تدريجيًا

ثم قال بنبرة هادئة: "هناك بعض الأشخاص، رغم أنهم مجرد عبيد، إلا أنهم ساهموا بدمائهم وعرقهم في بناء إقليم المد الأحمر، مساهمة لا تُمحى"

توقف لحظة، ثم أكد بصوت حازم: "أنا، لويس كالفن، أعلن أن مئتي شخص من هؤلاء سيُعتقون من العبودية ابتداءً من اليوم"

أذهلت كلماته الحشد بأكمله

ثم تقدم برادلي، وفتح قائمة طويلة، وبدأ يقرأ الأسماء واحدًا تلو الآخر: "إسحاق، مارلين، بالسون…"

أحد العبيد في منتصف العمر، ما إن سمع اسمه حتى تجمد لوهلة، ثم جثا على ركبتيه والدموع تنهمر من عينيه

"شكرًا… شكرًا لك سيدي لويس على حريتي!"

ومع تزايد الأسماء، ركع المزيد من الناس، وانفجروا في بكاء مرير

"هل أنا… حقًا حر؟"

"ظننت أنني لن أحيا لأرى هذا اليوم…"

"كنت أعمل كل يوم بجد في الصيد، مؤمنًا أن دوري سيأتي يومًا ما… واليوم حقًا تحقق"

كان إقليم المد الأحمر يطلق سراح بعض العبيد كل شهر، وهذا لم يكن أمرًا غريبًا

لكن عندما حلّت هذه اللحظة بالفعل، كان وقعها لا يوصف

أما معظم العبيد الآخرين الذين لم يُذكر اسمهم، فقد خيم عليهم الإحباط، وانحنوا برؤوسهم بصمت

"آه… لم يحالفني الحظ هذه المرة أيضًا"

"لا بأس، إقليم المد الأحمر يحرر الناس كل شهر، ربما يكون دورك في المرة القادمة"

"ستأتي فرصة أخرى… ما دمنا نواصل العمل بجد، فسننال الحرية يومًا ما"

لكن لم يكن في أعينهم حقد، بل كانوا يعزون بعضهم بعضًا، فعدد العبيد في إقليم المد الأحمر كان يتناقص بثبات

بل إن كونك عبدًا هنا كان أفضل بكثير من كونك حرًا في أماكن أخرى

فكثير منهم كانوا أحرارًا في أقاليم أخرى، ثم بيعوا عبيدًا وأُحضروا إلى هنا

وكانوا يدركون في أعماقهم كم أن هذه الأرض وحاكمها رحيمان بهم

وبعض الأحرار صفقوا تلقائيًا أيضًا، وكثير منهم ظهرت في عيونهم نظرات رضا

"لقد عمل معي في الحقول"، قال رجل نحيل وطويل لجاره، "يعمل بسرعة واجتهاد… كنت أعلم أنه سيصبح حرًا"

"نعم"، أجابه الآخر وهو يومئ، "كلنا جئنا من العبودية أيضًا"

مسح لويس بنظره الحشد أدناه، وكثير من العبيد لا يزالون راكعين، ودموعهم تنساب بلا توقف

لم يكن صوته مرتفعًا، لكنه وصل بوضوح إلى كل زاوية: "إقليم المد الأحمر لن ينسى أسماءكم، الذين ذُكروا اليوم هم قدوة لكل العبيد

لكن هذا لا يعني النهاية، ما دمتم مستعدين لبذل الجهد من أجل هذه الأرض، فسيأتي اليوم الذي تنالون فيه الحرية أيضًا"

ثم توقف قليلًا، وتغيرت نبرته إلى الجدية: "وحان الآن وقت شكر مجموعة أخرى من الناس، هؤلاء الفرسان الذين قاتلوا، وحموا، ونزفوا دمًا من أجل إقليم المد الأحمر

سواء الذين هاجموا في الصفوف الأمامية، أو الذين بقوا يحرسون إقليم المد الأحمر من الخلف، فبفضل ولائكم وشجاعتكم بقيت هذه الأرض والشمال سالمين

إن مجدكم يستحق أن يُخلد في ذاكرة الإقليم بأكمله، والآن سأمنحكم بنفسي شارات الشرف ومكافآتكم"

ثم دوى إيقاع الطبول الخفيف، وفتح برادلي مخطوطة، وأعلن بصوت مرتفع اسم الفارس الأول

"سيمور بيل، شارك في المعركة الرئيسية عند جرف تشينغيو، وقتل سبعة أعداء! تقدم لاستلام مكافأتك!"

تقدم الفارس سيمور بثبات إلى المنصة العالية وجثا على ركبة واحدة

"من أجل شجاعتك وولائك"

علق لويس بنفسه شعار المد الأحمر، الذي صنعه الحرفيون مسبقًا، على صدره، وصب له كأسًا من النبيذ، ثم أعلن مكافأته

تناول سيمور الكأس بيدين مرتجفتين، وشربها دفعة واحدة، وعيناه تحمران: "أنا على استعداد لأن أموت من أجل إقليم المد الأحمر، وعلى استعداد أن أموت من أجل سيدي لويس!"

ثم جاء الثاني، والثالث…

الفرسان، سواء الذين اشتهروا بإنجازاتهم في المعارك أو ببطولاتهم الدفاعية، تم استدعاؤهم واحدًا تلو الآخر

بعضهم ارتجف بلا سيطرة وهو يتسلم أكياسًا مليئة بقطع الذهب اللامعة، وآخرون أخرجوا سيوفًا رائعة يتفحصونها عن قرب

وعدد قليل منهم مُنح "إقطاعات صغيرة" أو "حقوق إدارة ضياع"، مرفقة بوثائق رمزية لمنح الأراضي

"ستكون أنت القائم على تلك الأرض، فاحكمها باسمي" قال لويس

وما إن سمع هؤلاء الكلمات حتى ركعوا فورًا، مطأطئي الرؤوس بعمق

"نقسم أن نموت قبل أن نخون ثقة السيد لويس!"

وانفجرت التصفيقات في موجات، تجتاح الساحة كالسيل

وقف وِيل في مؤخرة الحشد، وخديه متوردين تحت وهج النار

لم يتحرك ولم يصفق، بل ظل يحدق في صفوف الفرسان الذين يتسلمون مكافآتهم

تلك كانت المكانة التي يتوق إليها، المجد الذي يحلم به

"سأقف هناك أيضًا"، قبض الشاب يديه، وفي عينيه ضوء مشتعل

"مهما كلف الأمر… سيأتي يوم أحصل فيه أنا أيضًا على تكريم السيد لويس الشخصي"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/20 · 226 مشاهدة · 1140 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025