🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 ﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفع لويس كأسه وصاح: "لتبدأ الوليمة"
فانفجر الميدان على الفور
تأججت النيران في المشاعل الموضوعة عند الزوايا الأربع، وعلقت الفوانيس الملونة عاليًا
عزف الموسيقيون على المزمار والكمان بإيقاع بهيج، ورقصت الخادمات الشابات على إيقاعات الطبول
امتلأ الجو برائحة الجعة المزبدة، وسمك المد الأحمر المدخن، وأرجل الخراف المشوية، وحساء عظام الغزلان بالفطر البري وهو يغلي في القدور الكبيرة
ضحك الجنود وهم يرفعون كؤوسهم، وركض الأطفال يطارد بعضهم بعضًا ويلعبون
أما لويس، فوقف عند حافة المنصة العالية يراقب بصمت
لينت عينيه قليلًا
هذه الأرض التي راقبها بصمت، بدأت تزدهر ببطء
تلك النظرات المليئة بالثقة، وتلك الوجوه المبتسمة المبللة بالدموع من أثر الشرف
كل ذلك جلب دفئًا خفيفًا إلى قلب لويس
لم يكن بلا تعب، فكلما عظمت المسؤولية، عظم الحمل
لكن في ليلة كهذه، شعر فعلًا بإحساس حقيقي بالإنجاز
لم يكن غرورًا سطحيًا لنَبيل رفيع، بل كان شعورًا ملموسًا بالرضا
قبض لويس على كأس الخمر في يده، وتمتم بهدوء مع نفسه: "لنسترح قليلًا الليلة"
………
بعد الاحتفال، بقيت الأعمال تنتظر في اليوم التالي
جلس لويس من سريره وهو يفرك جبهته
كان هذا المسكن شبه الأرضي مألوفًا له؛ وحتى بعدما صار حاكمًا على أرض شاسعة، ظل معتادًا على العيش هنا
أرضه الخاصة، حيث يمكنه النوم بطمأنينة
تمدد قليلًا، ثم فتح بكسل "نظام المعلومات اليومية"، فظهر أمامه لوح ضوئي شفاف
"اكتمل تحديث المعلومات اليومية"
"1: عند صخرة النسر في الفم الشرقي لوادي الريح الصافية، تم العثور على دلائل نمو نبات مخلب النسر. لهذا النبات تأثيرات عجيبة في شفاء الجروح ويمكن تطويره كعشب ميداني"
"2: ظهرت تقلبات سحرية في الطرف الجنوبي لغابة الظل الفضي. وبالقرب منها مدفون مقدار صغير من مناجم نخاع السحر"
"3: ظهرت قطعان صغيرة من ماعز الجبال الثلجية في الجزء الأوسط من حقل ثلوج الرعاة، وهي مناسبة للاستئناس والتربية، مع إنتاج حليب أوفر في الشتاء"
"4: عائلة كالفين اختارت مجموعة من المسؤولين المدنيين المخلصين والمستقرين، إضافة إلى الوكلاء، بلغ عددهم أكثر من أربعين شخصًا، لمساعدة لويس في إدارة الأرض"
"5: خصص الدوق كالفين دفعة من الإمدادات لدعم إقليم المد الأحمر، مع إعطاء الأولوية للغذاء والملابس القطنية والأدوية الباردة استعدادًا للشتاء"
"6: خصص الدوق كالفين دفعة من الفرسان للخدمة تحت لويس، تضمنت عشرة فرسان نخبة، وثلاثين فارسًا رسميًا، ومئة فارس متدرب"
"7: رفع الدوق كالفين صلاحيات موارد عائلة لويس إلى المستوى الثاني، مانحًا إياه حقوق وكيل الشمال للعائلة"
"الكثير من المعلومات اليوم، وها هي معلومات الموارد من جديد" تمتم وهو يتفحص الثلاثة الأولى، وقد أدرك تقريبًا ما تعنيه
منذ أن حصل على تلك الأرض الجديدة التي تقارب الألف كيلومتر، وهذه التنبيهات عن نقاط الموارد في مختلف أرجاء الأرض تظهر من حين لآخر
بعض الأعشاب الطبية، وبعض خلاصات خام السحر، وموارد مراعي محتملة، وما شابه
رغم أن تلك الأراضي الجديدة لم تكن غنية مثل إقليم المد الأحمر، إلا أن النظام كان دائمًا قادرًا على التنقيب عن فوائد غير متوقعة
كانت هذه الموارد مهمة، لكن هناك أمورًا أكثر إلحاحًا في الوقت الراهن، مثل تجهيز مؤن الشتاء، واستعادة النظام بعد الحرب، وتسوية أوضاع اللاجئين، وتحريك الحاميات، والتعامل مع تحركات بقايا المحلفين بالثلج، وغير ذلك
"أما هذه الموارد… فلنتركها حتى نفرغ من هذه المشاكل العاجلة"
غير أن المحتوى التالي في المعلومات جعل لويس يتوقف
"قطرات الذهب من الشيخ… أكثر مما توقعت"
لم تكن مجرد أكياس قليلة من الطحين أو بعض الخيول، بل كان نظامًا كاملًا من الدعم
فموارد عائلة كالفين لم تكن مجرد إمدادات مادية، بل الأهم من ذلك، المسؤولون والوكلاء المرافقون
أكثر من أربعين شخصًا، كلهم محنكون، اختيروا من داخل العائلة، مخلصون، يعتمد عليهم، وأصحاب خبرة
يمكن للويـس إرسالهم إلى إقليم المد الأحمر والأراضي الأربعة الممنوحة حديثًا لإدارة شؤون الحكم، الضرائب، سجلات السكان، جباية الحبوب، وما إلى ذلك، لتأسيس "هيكل إداري" سليم
وهذا يعني أن إقليم المد الأحمر لم يعد مجرد إدارة مؤقتة
"أخيرًا… انتهت الأيام التي كان فيها سيلكو يقوم بعمل عشرة أشخاص"
قال هذا، لكن في قلبه افتقد قليلًا ذلك التلميذ الكيميائي الذي كان يطيع في الظاهر ويتذمر في السر
وهؤلاء الفرسان أصحاب الفضل الذين مُنحوا الإقطاع بالأمس، ومعهم هذه المجموعة من المسؤولين، سيشكلون الركيزتين المدنية والعسكرية، ليتولوا رسميًا هذا الإقليم الذي يوشك أن ينهض من جديد
"لقد بدأ أخيرًا يبدو كإقليم حقيقي"
فلويس وحده لم يكن قادرًا على إدارة إقليم بهذا الحجم
وقد فكر أيضًا في توجيه جميع المشردين إلى إقليم المد الأحمر لتنميته بشكل مركز، لكن الموارد كانت ضيقة للغاية، ومن دون نظام لوجستي كالذي لدى العصور اللاحقة، فإن التحضر على نطاق واسع كان مستحيلًا
لكن الآن صار ممكنًا أيضًا اعتماد أسلوب التوزيع والتخطيط الشامل
وفوق ذلك، جاء الدعم العسكري المرافق بعشرة فرسان نخبة، وثلاثين فارسًا رسميًا، ومئة فارس متدرب
وبإضافة فرسانه الموجودين أصلًا، صار يمتلك مظهر قوة عسكرية لحاكم نبيل ناضج
بل يمكن القول إن قاعدته، حتى بالمقارنة مع بعض النواب أصحاب الخبرة، لم تكن أقل شأنًا
أما المعلومة السابعة فقد جعلته صامتًا طويلًا، متأملًا ما تعنيه
"وكيل الشمال لعائلة كالفين"، لم يكن مجرد لقب، بل لقب ذو سلطة حقيقية
فهو يعني أنه يمكنه التصرف في الشمال باسم "عائلة كالفين"، مثل قائد يمارس إرادة العائلة عن بُعد
صحيح أن نفوذ عائلة كالفين في الشمال كان ضعيفًا بعض الشيء، لذا لم تكن قوة هذا اللقب الفعلية عالية
في النهاية، لم يكن الأمر يتعلق بامتلاك قوة عسكرية كبيرة أو أراضٍ شاسعة
بل إن بضع أقارب في الأطراف كانوا يديرون بعض الإقطاعيات الصغيرة في مناطق نائية
ومعًا لم يكونوا أكبر من إقليم لويس الحالي
إنما القيمة الحقيقية تكمن في أعمال العائلة التجارية التي ظلت تعمل في الشمال لسنوات طويلة
مخازن حبوب، ومحلات أدوات حديدية، وقوافل نقل، وعدة طرق تجارية آمنة، كلها يمكنه الاستفادة منها
وهذا يعني أنه يستطيع استخدام اسم العائلة للاقتراض وقمع الأسعار
كما يمكنه تحريك وسائل النقل وتوزيع المؤن مع إعطاء الأولوية لإقليمه
وحتى أثناء المفاوضات، يمكنه إخراج بطاقة "أنا أمثل عائلة كالفين" لكسب ثقة أكبر
ورغم أن هذا لم يكن أسلوبًا يقلب الموازين، إلا أنه كافٍ ليمنحه متنفسًا
"حقًا… فائدة جاءت في وقتها" قال لويس وهو يطوي اللوح الضوئي، مطلقًا ضحكة خافتة
كانت هذه الموارد والأيدي العاملة أشبه بهدية سماوية للويس في وضعه الحالي
فإقليمه كان حديث العهد، واسعًا جدًا، كثير السكان، شديد الفوضى؛ كل مسألة بحاجة ماسة إلى معالجة، وكل قطعة مؤن قادرة على إنقاذ الأرواح
حتى لو كان دعمًا مؤقتًا، فإنه يكفي ليمده بالقوة
لذلك، كان ممتنًا بصدق للدوق كالفين
رغم أن والده البيولوجي قد تجاهله تقريبًا تمامًا حين كان صغيرًا، بل ورماه إلى الشمال، وكأنه حكم بالموت عليه
لكن الآن بعدما صمد وحقق فضلًا عسكريًا، انهمر الدعم عليه بسخاء
أناس، وأموال، وهيبة، وموارد، جميعها وُفرت له كاملة
وربما كانت هذه هي القاعدة القاسية للنبلاء
فهم لا يربّون العاجزين، لكن ما إن تثبت أنك جدير، فلن يترددوا في "الاستثمار" فيك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ