🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد أن أنهى لويس قراءة نظام الاستخبارات اليومية، لوّح بيده بخفة ليغلق الشاشة الضوئية

"حسنًا، إلى العمل" قال وهو يفرك حاجبيه، ثم نهض من السرير

غسل وجهه وبدل ملابسه بحركات سريعة كعادته

لم يكن النهار قد أشرق تمامًا، وأشعة الشمس لم تخترق بعد ضباب الصباح، لكن باب المكتب كان مفتوحًا بالفعل

حين دخل، رأى سيف جالسة خلف المكتب، تقلّب كومة سميكة من الوثائق الرسمية

"صباح الخير أيتها البيضاء الصغيرة" قال لويس بابتسامة

توقفت يد سيف لحظة، وكأنها لم تتوقع منه ذلك، ثم رمشت بعينيها قبل أن تقف وتنحني

"صباح الخير يا سيدي" أجابت بصوت خافت، بينما أطراف أذنيها كانت محمرة قليلًا

في الحقيقة، خلال فترة غياب لويس في الحملة العسكرية، فكرت سيف في الهرب

لم يكن الأمر لأنها تفتقر إلى الشجاعة، بل لأن التوقيت لم يكن مناسبًا، وفوق ذلك... إلى أين كانت ستذهب إن هربت؟

لاحقًا، لم تعد تفكر في الرحيل وبقيت

ثم اكتشفت سيف أنها كثيرًا ما تنشغل بالتفكير في الليل

هل سيموت في ساحة المعركة؟

ماذا لو لم يعد؟

وعندما سمعت أنه عاد منتصرًا، أطلقت تنهيدة طويلة من الارتياح

لكن بالطبع لم يكن بإمكانها أن تقول شيئًا كهذا، فسيبدو غريبًا جدًا

فقط خفضت رأسها، ودفعت بالوثائق المرتبة نحوه، وقالت بنبرة معتادة: "الوثائق التي طلبت الاطلاع عليها، أنهيت معالجتها بالفعل"

صوتها لم يكن مرتفعًا، لكن حركاتها كانت سريعة جدًا

ومع ذلك لم تلاحظ أن يدها التي مدت بها كانت ترتجف قليلًا

أما لويس فلم يلحظ هذا الارتباك الطفيف عند سيف

وقع بصره على كومة الوثائق التي تكاد تعادل طول إنسان، فأطلق تنهيدة خفيفة على الفور

كانت تلك هي المواد التي أوكل لسيف مهمة تنظيمها قبل عودته إلى الإقليم، والمتعلقة بأوضاع إقليم المد الأحمر وحالة المناطق الجديدة التي أُلحقت باسمه

تصفح بضع صفحات بشكل عابر، فأصيب بصداع مباشرة

قطاع طرق، نقص في الغذاء، استعدادات للشتاء، تلوث مياه الآبار...

كل صفحة كانت تحوي مشكلة

اتكأ إلى الوراء على كرسيه، وظل صامتًا للحظة، ثم قرر أخيرًا أن يبدأ بأمر النازحين

لأن هذه المشكلة كلما بُدئ التعامل معها أسرع، كلما أمكن إنقاذ أرواح أكثر

لقد تعرضت مقاطعة قمة الثلج لدمار بالغ في الحرب، ومساحات واسعة من القرى تحولت إلى رماد، حتى إقليم المد الأحمر نفسه تعرض لمضايقات متكررة من جماعة ثلج العهد، ولم ينجُ إلا بفضل الفرسان والجنود الذين أبقاهم لويس هناك

لكن الأقاليم الأخرى لم تكن محظوظة إلى هذا الحد

فأشهر من الحرب تركت المقاطعة بأكملها مثخنة بالجراح

حقول مهجورة، ماشية منهوبة، مخازن فارغة، وحتى مياه الآبار سممها العدو

عدد لا يحصى من الناس فقدوا منازلهم وأسرهم، يكابدون البقاء بأكل بقايا الطعام وقشور الأشجار والخضروات البرية

يتجولون مثل أشباح بلا أجساد بين الحطام المدمر

"كلها مشكلات، حقًا مزعجة" تمتم لويس وهو يقلب صفحات الوثائق، ثم شكا وهو يفرك جبينه

لم تقل سيف شيئًا، فقط قلبت ورقة رقّ صامتة

كانت تعرف في أعماقها أن لويس محق

فالذين يتشبثون بالبقاء وسط الخراب، أشبه بقدر ماء يغلي، ظل مكبوتًا طويلًا

يمكن أن يفور في أي لحظة بسبب البرد أو الجوع أو الخوف

صفع لويس ورقة رقّ على الطاولة، وقد أصبح صوته أعمق: "المشكلات الأخرى لا بأس بها، لكن أكثر ما أخشاه هو اندلاع وباء بينهم، فهذا بلاء لا يمكن إنقاذه أبدًا"

توقف عن التذمر، ونقر أصابعه بخفة على الطاولة، وعيناه تهدأ تدريجيًا، ثم أخرج خريطة مرسومة بشكل خشن لكنها مشروحة بعناية

"حسنًا، سنقسم هذه الأرض التي تقارب الألف كيلومتر مربع إلى أربع مناطق فرعية، كل فريق يتولى شؤون النازحين في منطقته"

انحنى على الخريطة وبدأ يرسم العلامات، وقسّم الأراضي تقريبًا إلى أربعة أقسام اعتمادًا على الجبال والأنهار والقرى المهجورة

"ستُسمى: إقليم كانغ لو، إقليم حافة الجليد، إقليم سهل الثلج، وإقليم هان شان" قال لويس بلا مبالاة أربعة أسماء ذات طابع مبالغ فيه

"التالي، أرسلوا الفرسان أولًا" قال، "ليحملوا مؤنًا جافة وجرعات علاجية، وليجروا تحقيقات ميدانية، ليروا أين النازحون، وما حالتهم، و... كم بقي منهم على قيد الحياة"

عند سماع الجملة الأخيرة، توقفت يد سيف لحظة، ثم واصلت التدوين بسرعة

"ثم، أنشئوا نقاط استقبال في شتى المناطق" قال لويس وهو يضع دوائر على عدة أماكن بالقلم، "ولْتكن العلامات واضحة أكثر؛ سنستخدم راية إقليم المد الأحمر"

توقف لحظة، وصوته أصبح أكثر ليونة: "ودعوهم يعلمون أن هناك من لا يزال يهتم بهم في هذا العالم"

"مفهوم" ردت سيف بهدوء وهي تكتب

"هذا لا يكفي" فكّر لويس لحظة، ثم انحنى ورسم بضع خطوط إضافية على الطاولة

"يجب بناء نقاط حراسة في أسرع وقت. يلزم توفير ملاجئ بسيطة، ومواقد نار، وفرش من التبن، ومصادر مياه نظيفة"

توقف، مضيفًا: "ويُفضل لو أمكننا تقليد المنازل شبه تحت الأرض في إقليم المد الأحمر؛ فهي أسرع في البناء وأفضل عزلًا. سيباشر النجارون والبناؤون العمل مباشرة في المواقع المناسبة"

كتبت سيف بسرعة وسألت: "إذن، جميع النقاط يجب أن تُجهز؟"

"نعم" أومأ لويس، "جهزوها وفق معايير الشتاء. مؤن جافة، أسماك مدخنة، أغطية... ويجب أيضًا أن تُجهز الجرعات العلاجية؛ لا يمكن أن نمنح الطاعون أي فرصة"

ثم تنهد، ناظرًا إلى السماء التي بدأت تبرد تدريجيًا

كانت سيف تستمع لكلماته، فعضّت شفتها بخفة، وشعور غريب يشبه الارتياح اندفع فجأة في قلبها

اعتدل لويس وقال بنبرة هادئة كعادته: "بالإضافة إلى ذلك، استعينوا بالنموذج الأولي لبرنامج العمل مقابل الغذاء في إقليم المد الأحمر. من يرغب في العمل، يُمنح طعامًا ومأوى مؤقتًا"

توقف قليلًا، ثم واصل أوامره: "بناء الملاجئ، حفر الآبار، قطع الأشجار، الصيد، استصلاح الأرض للزراعة... ستُوزع هذه المهام

ومن يرغب بالعمل يُسجَّل اسمه، ومن يُظهر نشاطًا أكبر يُمنح أولوية في تخصيص المساكن

وأيضًا من يملك مهارات خاصة، كالمعرفة بالطب، أو الزراعة، أو القدرة على القراءة والكتابة، أو من يعمل حدادًا أو نجارًا، وغير ذلك، جميعهم يجب تسجيلهم"

"وماذا عن الكوادر الإدارية؟" سألت سيف

"أفراد العائلة في طريقهم بالفعل" أجاب لويس بثبات، "سيشكّلون النواة الأولية لكل نقطة حراسة إلى جانب فرسان الإقطاع"

نقر لويس أصابعه على الطاولة وأكمل: "لكن في النهاية، يجب الاعتماد على النازحين أنفسهم. سنرشدهم لتشكيل مجموعات صغيرة، وانتخاب ممثلين، وهم بدورهم يجمعون المؤن ويبلغون عن الأمور؛ بهذه الطريقة سيكون العمل أسرع وأكثر استقرارًا"

كان يتحدث بسلاسة، وكأنه أعد الخطة منذ زمن

رمقت سيف وجهه خفية

كانت حواجب لويس منعقدة قليلًا، ويبدو متعبًا، لكنه ظل مركزًا

كان مختلفًا جدًا عن مظهره المعتاد المتهور والمهمل

هذا الشاب النبيل القادم من جنوب الإمبراطورية بدا... أكثر اعتمادًا عليه مما كانت تتوقع

ورغم أنها لم تكن راغبة بالاعتراف، إلا أن قدرًا صغيرًا من الإعجاب تسلل فعلًا إلى قلبها

ربما، مجرد قليل فقط

في تلك اللحظة، رفع لويس رأسه، فالتقت عيناه بعيني سيف الفاتحتين

تجمدت الفتاة قليلًا، ثم سارعت بخفض رأسها متظاهرة بمتابعة الوثائق بين يديها

..."لماذا تحدقين بي؟" سأل لويس بلا وعي، "هل هناك غبار على وجهي؟"

احمرّت أطراف أذني سيف على الفور، بل حتى عنقها تلون بطبقة رقيقة من الحمرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/20 · 267 مشاهدة · 1198 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025