🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 ﴿وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [الجمعة: 11]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت شمس الظهيرة تميل إلى الانحدار، وحمل النسيم لمسة من البرودة
ارتدى لويس عباءة من فرو الذئب الرمادي الداكن، وسيفه عند خصره، وامتطى حصانه على طول الطريق الترابي
تبعه خلفه عدة حراس، جميعهم يرتدون السيوف والدروع، صامتين
ومن بين تشكيل فرسان الحراسة، لم يكن الأكثر بروزًا هم بضعة فرسان النخبة الأقوياء، بل شخصية خضراء قليلاً
ذلك كان فايل، مرتديًا درع فارس خفيف غير مناسب له، وسيف فارس قصير مربوط إلى خصره
مع أن جسده لم يكتمل نموه بعد، إلا أنه وهو يمتطي ذلك الحصان القوي بدا أشبه بـ "طفل يمتطي حصانًا ضخمًا"
لكنه جلس بثبات دون أن يظهر عليه أي ارتجاف، مما يدل على أنه بذل جهدًا كبيرًا في تدريبات الفروسية
والشيء الوحيد غير المناسب ربما كان تعبير وجهه، الذي كان يحاول أن يجعله صارمًا، لكنه ظل يحمل مسحة من الطفولة
كان يحاول جاهدًا أن يحافظ على وجه جاد، ليُظهر هيئة "أنا الآن حارس لسيد عظيم"
بلا شك، كان يستعرض نفسه
مر به لويس، وألقى عليه نظرة جانبية، وكاد أن ينفجر ضاحكًا
في تلك اللحظة، انتشرت رائحة قوية من السمك المدخن؛ فقد كانوا يمرون بجانب ورشة السمك المدخن
في الكوخ الخشبي نصف المفتوح، تصاعد دخان الطهي، والأسماك المعلقة على الخطاطيف الحديدية تغير لونها ببطء، فيما انتشرت رائحتها مع الريح
خرجت امرأة ترتدي مئزرًا من قماش خشن من الكوخ، وصادف أن رأت فايل وهو يمر ممتطيًا الحصان
تلك كانت والدة فايل، وعلى وجهها بقايا عرق، لكن عينيها امتلأتا بالفرح عندما رأت ابنها
"آه، إنه فايل!" لوحت بيدها، وعيناها انحنتا على شكل هلالين، "والسيد هنا أيضًا!"
أومأ لويس قليلًا اعترافًا بها
أما فايل؟ فكأنه لم يسمع، فجلس أكثر انتصابًا، ووجهه متجهم للأمام، وكأنه يقول: "أنا الآن حارس السيد، في مهمة، ولا أستطيع أن أشتت انتباهي"
في اللحظة التالية، "صفعة"
رفع لويس يده وضرب بخفة مؤخرة رأس فايل: "أيها الصغير المشاغب، سلّم على أمك"
"أنا… أنا…" تجمد فايل تمامًا، واحمر وجهه في الحال
"أسرع" حثه لويس
"نعم!" استدار فايل على عجل، صوته مرتفع قليلًا: "أمي! أنا… أنا أحرس السيد!"
ولوّح بيده إلى أمه، دون أن يجرؤ على رفع عينيه
ابتسمت المرأة في الورشة ابتسامة واسعة: "حسنًا، حسنًا، اعتنِ بحراسة السيد جيدًا، سأطبخ لك حساء السمك الليلة!"
"أمي!.. لا تقولي المزيد…"
"هاهاهاهاها"
انفجر الحراس، الذين كتموا ضحكاتهم طويلًا، بالضحك أخيرًا
فقد فايل رباطة جأشه تمامًا، واحمر وجهه كله حتى أذنيه، وكاد عنقه أن يتغير لونه أيضًا
أخفض رأسه، يتمتم بصوت خافت، كأنه ثعلب صغير انتُفش فروه
هز لويس رأسه هو الآخر، وكتم ضحكة، وأدار حصانه ليتابع السير
كان الغرض من هذه الرحلة تفقد مستودع الصخرة الحمراء، وهو نقطة التخزين الرئيسية للحبوب في إقليم المد الأحمر
كان قبو حبوب تحت الأرض حُوّل من كهف صخري طبيعي، قريب من جدول جبلي، بموقع خفي، ودرجة حرارة منخفضة ثابتة، ورطوبة مستقرة على نحو مدهش، مما يجعله عمليًا ثلاجة طبيعية
اختار لويس بنفسه الموقع الجغرافي
أما مخططات التصميم، فقد رسم بعض الخطوط العريضة، وأدرج قائمة طويلة من المتطلبات مثل "يجب أن تكون الحرارة منخفضة"، "مضاد للقوارض"، "الانتباه للتهوية"، وما إلى ذلك
ثم ألقى بهذه المهمة الشاقة بكل ثقة إلى برادلي
نموذج للقائد الذي يكتفي بالإشراف
لكن برادلي كان من نوع فرسان النخبة الذين، لو أعطيته قطعة أرض، لبنى لك بسهولة مخزن حبوب مع غرفتين سريتين تحت الأرض
وإلا لما وصل إلى هذا المنصب الرفيع في عائلة كالفن
كانت هذه المهمة أكثر من كافية بالنسبة له
بالطبع، خصص لويس وقتًا لزيارة الموقع مرة قبل الحملة، وجال فيه
وقدّم العديد من الاقتراحات التفصيلية، مثل "يجب أن تكون هناك رفوف خشبية قابلة للفك داخل المستودع" و"لا يمكن خلط المناطق الجافة والرطبة"
ثم نفض يديه وذهب إلى ساحة المعركة
والآن بعد أن عاد، حان وقت رؤية ما آلت إليه نتيجة هذا القبو التخزيني "المُسند إلى برادلي + مع إرشاداته الخاصة"
"مستودع الصخرة الحمراء أمامنا مباشرة"، قال فارس وهو يحث حصانه للأمام، مشيرًا إلى نهاية الجدار الصخري للجبل
وبالنظر إلى تلك الجهة، بدا جدار صخري طبيعي قد صُقل بعناية، مع احتفاظه بخشونته الأصلية، لكن أصبح بالإمكان تمييز بعض البنى العميقة المخفية خلفه
كان الجو العام هادئًا، ورطوبته معتدلة، ومنعزلًا جدًا؛ فلو لم يعرف المرء موقعه مسبقًا، لاحتاج إلى بعض الجهد ليعثر عليه
ذلك الكهف الصخري عند سفح الجبل كان بالفعل مكانًا طبيعيًا للتخزين بدرجة حرارة ثابتة، تمامًا كما أشار نظام المعلومات اليومي
عند المدخل، وقف خمسة أو ستة من فرسان المد الأحمر، ومعهم أكثر من عشرة جنود، يحرسون المكان، ضامنين أمانه المطلق
وعندما رأوا لويس ورفاقه، استقام الحراس على الفور وأدوا التحية بجدية: "سيدي!"
"أحسنتم" أجاب لويس باختصار، وترجل من حصانه، متوجهًا نحو بوابة المستودع
أمام الباب، كان هناك رجل واقف باحترام، في انتظار وصول لويس
عباءة سوداء ببطانة خضراء داكنة، شعر فضي متموج قليلًا، متكئ على عصا من خشب الأبنوس
كان برادلي، أكثر من يثق به لويس حاليًا من كبار السن في إقليم المد الأحمر، والمشرف أيضًا على الشؤون الداخلية للإقليم
"يا سيّدي" انحنى الرجل العجوز قليلًا، صوته يحمل احترامًا، "مستودع الصخرة الحمراء جاهز، تفضل باتباعي"
أومأ لويس وتبع برادلي إلى داخل المخزن
ما إن دخلوا، حتى استقبلهم هواء بارد وجاف
أُرصف الأرض بالطوب الحجري المقاوم للرطوبة، وكان المستودع مقسمًا بوضوح، وكل شيء مرتب بعناية
تقدم برادلي يقودهم، معرفًا: "المستودع الرئيسي مقسم إلى ثلاث مناطق: مخزن للحبوب، مخزن للسمك المدخن، مخزن للحوم الباردة، ومخزن للأعشاب المجففة والأدوات المتفرقة"
وأشار بخفة إلى فتحات التهوية في السقف: "وفقًا لاقتراحك، جُهز كل قسم بمجارٍ للتهوية وألواح مضادة للقوارض، كما أن بيت التدخين رُكّب فيه نظام بسيط لتصريف الدخان والرطوبة"
"الحبوب، والأسماك، واللحوم، كلها مكدسة على رفوف بحسب تصنيفاتها، مع رفوف خشبية قابلة للفك صُممت حسب اقتراحك لتوفير المساحة، ونظام باب مزدوج للتخفيف من تغيرات الحرارة المفاجئة…"
تأمل لويس المكان، فوجده نظيفًا ومرتبًا، ببنية معقولة، ولم يكن هناك أثر لعفن أو غبار حتى في الزوايا
العديد من تفاصيل التصميم، مثل القضبان الصغيرة بعجلات لتسهيل النقل، كانت بالضبط من الأفكار التي ذكرها عرضًا من قبل
والآن، كلها قد نُفذت حرفيًا كما هي
"عمل رائع جدًا" مدح لويس بهدوء، وفي صوته نبرة إقرار صادق
انحنى برادلي قليلًا، دون تكبر أو تواضع مبالغ فيه، وكأن النتيجة ما هي إلا أمر بديهي: "شكرًا على ثنائك، سيدي، هذا واجبي"
وبينما يتحدث، دفع برادلي باب مستودع، ودعا الجميع للدخول
اندفع هواء بارد وجاف، والأرض مرصوفة بالطوب المقاوم للرطوبة، وكل شيء منظم بعناية
أشعل المرافق المصباح الزيتي، فأضاء المستودع بوضوح
وعندما رأى فايل ما في الداخل، أضاءت عيناه، ولم يستطع إلا أن يهتف: "هذا… كل هذه الحبوب؟"
تذكر قلق أمه سابقًا عما إذا كان السيد قد أعد ما يكفي، وخشيتها من ألا يكون هناك ما يكفي للأكل طوال الشتاء، حتى إنها قالت سرًا أن يأكلوا أقل لتخفيف العبء عن السيد
والآن بدا أنها لم تعد بحاجة للقلق
بالفعل، ما زال السيد موثوقًا للغاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ