🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 215]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الشتاء... أماكن الصيد؟" فوجئ لوك، ثم أدرك فورًا، "تقصد الصيد من خلال فتحات في الجليد؟ نحن نفعل ذلك عادة"

"شيء من هذا القبيل" أومأ لويس "لكن لدي بعض الأفكار للتحسين"

أخرج خريطة وأشار إلى عدة روافد، واختار كلماته بعناية ليشرح فكرته

"تلك الأجزاء من النهر التي تكون منخفضة، وبطيئة التدفق، وتتجمد بشكل أبطأ يمكن إعطاؤها الأولوية

أولًا، يتم قطع فتحات في الجليد، ثم يتم تدعيم الحواف بألواح خشبية سميكة وحجارة لمنع الانهيار

بعد ذلك، يُستخدم شَبَك تحت الجليد مع بعض الأسماك الصغيرة أو اللحم المفروم كطُعم لإنشاء مكان للصيد، ثم تُحدد نوبات متناوبة للصيادين، ويُصاد مرة في الصباح ومرة في المساء

يمكن أيضًا حفر قنوات تصريف لتحويل بقايا مياه الينابيع الساخنة أو المياه الحرارية الجوفية، فأي دفء يمكن أن يقدمه الماء يساعد في منع الأسماك من الموت تجمدًا

بالطبع، هذه مجرد بعض أفكاري، والعمليات المحددة متروكة لكم، لستم مضطرين لاتباع اقتراحاتي حرفيًا، المهم أن تتمكنوا من صيد المزيد من الأسماك"

"نعم! سأبذل قصارى جهدي!" ربت لوك على صدره "إذا نجح هذا فعلًا، فلن ينقص اللحم في أراضي المد الأحمر خلال الشتاء!"

"أنت تبالغ، لكن حتى لو حصلنا فقط على بضع عشرات من الأرطال يوميًا، فهو أفضل من لا شيء" أجاب لويس بهدوء

رد لوك وغادر مسرعًا وهو يرسم شيئًا في دفتره وهو يتمتم "سماحة الحاكم عبقري حقًا"

رغم أن الثلج الأول لم يصل بعد، إلا أن معركة التحضير للطعام الشتوي في أراضي المد الأحمر قد بدأت بالفعل بخط دفاع ثانٍ

...

كان الجو ملبدًا بالغيوم بشكل خانق، والريح تعصف عبر الأسطح المحطمة، ناشرة الرماد المتفحم على الأرض

جثا إيان في بيت متهدم، وهو يحتضن ميا المغمى عليها، وملامحه مليئة باليأس

وجه الفتاة الصغير كان محمومًا، وشفاهها متشققة، ورموشها ترتجف برفق في مهب الريح، كأوراق ذابلة في أواخر الخريف

"استفيقي... ميا، عليكِ أن تستفيقي..."

مسح إيان جبينها بكمه، بحركات حذرة كأنه يخشى أن يمحوها من هذا العالم بقليل من القوة الزائدة

لكن ميا لم تُبد أي رد فعل، وكان تنفسها يزداد ضعفًا أكثر فأكثر

خفض إيان رأسه، ودفن وجهه في كتف ابنته، وأطلق نشيجًا مكبوتًا حتى أقصى حد

لكن لم يرد عليه أحد

كان هذا المكان يومًا ما القرية التي عاش فيها أجدادهم لأجيال

منذ شهرين فقط، كان لا يزال بإمكانك سماع ضحكات الأطفال بجانب الجدول، والنساء وهن يغسلن الملابس ويتحدثن عند البئر، والرجال وهم يسحبون الأخشاب، منشغلين بإصلاح البيوت استعدادًا للشتاء

كان بيت إيان عند مدخل القرية، لا كبيرًا ولا صغيرًا، يعيش فيه مع زوجة فاضلة وابنة صغيرة لطيفة اسمها ميا

لم يتخيل يومًا أن كل هذا سيزول في لحظة

أول هجوم وقع قبل شهرين، عندما اندفع مقاتلو "قسم الثلج" من ممر الجبل على خيولهم الحربية، مثل انهيار جليدي مفاجئ

لم يكن هناك بوق، ولا إنذار

سقط الرجال غارقين في دمائهم قبل أن يتمكنوا حتى من الإمساك بفؤوسهم

أما النساء والأطفال فلم يكن لديهم حتى وقت للهروب، قبل أن يُسحبوا إلى بحر من النار

في ذلك اليوم، كان إيان يقطع الحطب في الجبل الخلفي، وعندما عاد، كانت القرية قد احترقت بالكامل وتحولت إلى جحيم أحمر

لم يكن لديه سوى الوقت الكافي لاقتحام منزله وسحب ابنته التي كانت مختبئة في ركن

لم يتمكن من العثور على زوجته، ولم ير جثتها، بل وجد فقط مئزرها وحذاءها عند الموقد المحطم

لم يكن أمامه سوى أخذ ابنته والهرب إلى الجبل الخلفي، مختبئًا بين الأشجار لثلاثة أيام، عائشًا على ماء العيون وقشور الأشجار

وبعد أيام قليلة، عادوا مع ناجين آخرين إلى القرية

كانت القرية قد نُهبت بالكامل

الجثث تعفنت، وبعضها سحبته الوحوش البرية، والمخازن نُهبت أيضًا، وحتى ماء البئر أصبح زيتيًا وذو رائحة كريهة

جرب أحدهم شرب رشفة ولم يستيقظ في اليوم التالي

غطى إيان ذلك البئر وسدّه بالحجارة المكسورة، ولم يجرؤ أن يدع ميا تقترب منه

كان يحتضن ميا ويبحث بيتًا بيتًا

كل بيت طيني قائم كان يفتشه بعناية بحثًا عن أي شيء يؤكل أو يُستخدم أو يُحرق

حتى لو كان مجرد قطعة خبز يابس لم يتعفن تمامًا، أو جلد حيوان ممزق

في ذلك الوقت، كان لديه فكرة واحدة فقط: طالما أن ميا على قيد الحياة

نظف بيتًا خشبيًا في الخلف، كان بابه قد احترق، فثبت لوحين خشبيين كبيرين عبر المدخل

أما السقف فكان يتسرب منه المطر، فتسلق وأصلحه بطبقة سميكة من الخيش والقش

وجد أرزًا متعفنًا في زاوية، فنقّاه قليلًا قليلًا، ثم وضعه في قدر وغلاه ليصنع منه عصيدة، يطعمها لابنته ملعقة بملعقة

كل يوم، كان عليه أن يخرج ليجمع الحطب، ويبحث عن خضار برية، وحتى يحفر في الأرض الموحلة على أمل أن يجد رؤوس فجل غير فاسدة أو يمسك أرنبًا بريًا

في البداية، كان الأمر مقبولًا، فرغم ضعف ميا، كانت تفتح عينيها، وتبتسم، وحتى تمزح بخفة: "أبي، لقد سرقت طعام الفأر الصغير مرة أخرى، سيغضب منك"

لكن قبل ليلتين، أصيبت فجأة بحمى شديدة

كانت ترتجف باستمرار وتقول إنها باردة، شفاهها شاحبة، وجبهتها ساخنة

أصيب إيان بالذعر وألقى كل ما يمكن أن يُحرق في الموقد، حتى وضع معطفه الخارجي تحت الفراش

أطعمها مغلي الأعشاب وبعض الطعام اليابس

لكن كل ذلك كان بلا جدوى، إذ ازدادت ميا ضعفًا يومًا بعد يوم، تتحدث أقل وأقل، ولم تعد قادرة حتى على فتح عينيها

قبل لحظات، جاء العجوز "أوين" خصيصًا

كان واحدًا من القلة الناجين من شيوخ القرية، يحظى باحترام كبير

انحنى ليدخل، ونظر إلى الطفلة على السرير الحجري الساخن، ثم نظر إلى إيان: "إنها على وشك الرحيل"

لم يتكلم إيان، فقط شد قبضته على يد ابنته

اقترب أوين قليلًا وزفر: "هذا النوع من الحمى لا يمكن إنقاذه... وإذا واصلت، ستجر نفسك معها"

وأشار خارج البيت: "ذلك النهر الصغير خلف البيت لم يتجمد بعد"

رفع إيان رأسه فجأة وانكمشت حدقتاه: "ما الذي تحاول قوله؟"

"دعها تذهب، سيكون ذلك راحة لها، وستعاني أقل" قال أوين

تحول الهواء فجأة إلى برودة مثل جليد متجمد

"قلها مرة أخرى" خرج صوت إيان مبحوحًا كالصنفرة

لا يزال أوين يحاول إقناعه: "إيان، كن واقعيًا! لو كانت مستيقظة، لما أرادت أن تضحي بنفسك من أجلها..."

"اخرج" نهض إيان، وعيناه خاليتان من الإنسانية "اخرج الآن"

تنهد أوين وانحنى بجسده وغادر

وبمجرد أن أُغلق الباب، عاد الصمت إلى الغرفة، ولم يبق سوى طقطقة النار وأنفاس الفتاة المتقطعة

جلس إيان بجوار السرير الحجري الساخن، وهو يحتضن ميا، ويضغط جبينها برفق إلى صدره

كانت ساخنة جدًا، وكأنها قد تتحول إلى رماد في أي لحظة

لم يكن لديه خيار، لم يكن له أي مخرج

الحطب أوشك على النفاد، ولم يتبق سوى القليل من الماء النظيف

لم يجرؤ إيان أن يغلق عينيه، لم يجرؤ أن ينام، لم يكن أمامه سوى أن يحتضنها ويكرر في قلبه مرة بعد مرة: "اصمدي... فقط قليلًا بعد... قليلًا فقط..."

في تلك اللحظة، من بعيد، دوى صوت حوافر

"دق... دق... دق... دق..."

"هل يمكن أن يكونوا أولئك اللصوص مجددًا؟"

تصلب جسد إيان كله، وتوقف تنفسه للحظة، وعيناه تمسحان المكان بجنون محاولًا إيجاد طريقة للهروب

لكن كيف يهرب الآن؟ وبماذا؟

هو نفسه بالكاد واقف على قدميه، وميا لا تزال محمومة، عاجزة حتى عن المشي

عضّ إيان على أسنانه، ومد أصابعه نحو سكين إشعال النار بجوار الموقد، وعيناه مثبتتان على المدخل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/21 · 192 مشاهدة · 1213 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025