🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دُفع الباب فانفتح، ودخل حذاء جلدي إلى الغرفة

"آآآآآه!!!"

اندفع إيان للأمام، رافعًا فأس الحطب ليضرب

لكن قبل أن يصل فأسه إلى القادم الجديد، أمسكه الآخر بيده الممدودة بسهولة

بفرقعة، خُطف فأس الحطب بيد واحدة

تجمد إيان في مكانه

لم يكن القادم الجديد من قطاع الطرق كما تخيّل

كان يرتدي درعًا معدنيًا، يتوسط صدره شعار شمس قرمزية

"أنت—"

قبل أن يتمكن إيان من الكلام، كان الفارس قد رمى فأس الحطب وراءه، واتجه بسرعة نحو سرير الطوب الساخن، حيث كانت الفتاة الصغيرة منكمشة هناك

قطب حاجبيه، ونزع قفازه، ولمس بحذر جبين ميا

"حمى شديدة"

كان صوته خافت النبرة لكنه بدا كإعلان قاطع، ثم بدون كلمة أخرى انحنى وحمل الطفلة

"أنت، ماذا تفعل؟ أنزلها!" صاح إيان وهو يحاول أن يمسك بها غريزيًا، لكن أوقفه الآخر بيده الممدودة

قال الرجل بصوت حازم: "أنا فارس من إقليم المد الأحمر، جئت لإنقاذ الناس. هناك طبيب قريب، ما زال لدى طفلتك وقت"

وبينما يتكلم كان قد خرج بالفعل من الباب

توقف إيان في مكانه

إقليم المد الأحمر؟ إنقاذ الناس؟ طبيب؟

لم يفهم تمامًا ما يقوله الفارس، إذ كان ذهنه مشوشًا

لكنّه سمع بوضوح تلك الكلمات الأربع: "ما زال لديها وقت"

كانت أجمل كلمات يسمعها منذ شهور

فأرخى يده التي كانت تمسك بذراع الفارس

لم يقل الفارس شيئًا آخر، فقط حمل الطفلة في ذراعيه، وخرج مسرعًا، وامتطى حصانه، وانطلق غربًا

تجمد إيان لحظة، ثم أدرك فجأة، وركض حافيًا خارج الباب

جرى بجنون في الاتجاه الذي غادره الفارس، الأرض الخشنة تمزق باطن قدميه، والأرض المتشققة تترك آثار دماء، لكن الفارس كان سريعًا جدًا، واختفى داخل الغابة في بضع أنفاس، دون أن يترك ظلًا

"ميا!" صرخ وهو يترنح追ًا

لكن لم يكن هناك رد، سوى صفير الرياح

لم يعرف إيان ما الذي يمكن أن يفعله، فقط شعر أنه يجب أن يركض خلفه، ليتأكد أن الفارس لم يكن وهمًا

حتى لو كان فقط ليمنح نفسه سببًا للبقاء حيًا

لم يستطع سوى الاستمرار في الجري بتلك الجهة

أنفاسه صارت كصوت صدأ يحتك بصدره، وكل خطوة كانت كالمشي فوق حديد ساخن

ومع ذلك لم يجرؤ أن يتوقف

وبعد ما يقارب الساعتين من الركض، ظهر أمام عينيه مشهد

كان مخيمًا

تجمد إيان

لقد جاء إلى هذا المكان من قبل

قبل الحرب، كان هنا قرية صغيرة، وكان يعمل نجارًا جاء لإصلاح البيوت

لكن الآن لم تعد القرية موجودة، البيوت مهدمة، العوارض محترقة، والجدران الطينية تحمل آثار فؤوس وسهام

يبدو أن المكان هوجم أيضًا من قبل جماعة ثلوج الموت

لكن على عكس قريته، نبت بين الأنقاض تجمع من الخيام، مشاعل تضيء الليل، دخان طبخ يتصاعد، وأناس يتحركون جيئة وذهابًا

لم يصدق عينيه

رائحة العصيدة الدافئة ما زالت تعبق في الجو، وبعض الناس جلسوا قرب النار، يحملون أوعية ينفخون فيها برضا

جنود يحرسون، أطفال يتطلعون من الخيام، والجرحى ممددون في الزوايا بضمادات

وكان هناك أطباء يرتدون أردية نظيفة، يجثون بجوار الجنود الجرحى، يضمدون بعناية

الخيام لم تكن جديدة، لكنها متينة وجافة وخالية من العفن

العصيدة كانت رقيقة من حبوب خشنة، لكنها دافئة، عطرة، وتشبع المعدة

وبالمقارنة مع ما عاناه الأيام الماضية، كان هذا جنة على الأرض

أكثر ما لفت انتباهه كان الراية المرفوعة في وسط المخيم

راية قرمزية، ترفرف في الرياح، يتوسطها شمس ذهبية لامعة

سريعًا وجد إيان مكان ابنته

لم يكن بسبب مهارته في الاتجاهات، بل لأن كثيرًا من الناس تجمعوا هناك، والضوضاء كانت عالية، فتوجه بشكل غريزي

كانت هناك أكبر خيمة، ستارتها نصف مرفوعة، وحولها دائرة من لاجئين بثياب رثة، وجوههم قلقة، بعضهم يبكي بخفوت، والبعض يعض شفتيه صامتًا

عدة أطباء في أردية بيضاء يهرعون داخلها، أيديهم تفوح منها رائحة دماء وأعشاب

معظم الجرحى، مثله، كانوا بملابس رثة، ناجين معذبين

تعرف حتى على وجوه مألوفة، جيرانه من قريته، بعضهم بأرجل ملفوفة، وآخرون بوجوه مصابة

ثم رأى ابنته

وسط كومة أعشاب وضمادات، كان جسدها الصغير مستلقيًا على سرير خشبي مؤقت، وجهها شاحب، وأنفاسها ضعيفة

الطبيب بجانبها كان يضع بحذر عجينة أعشاب على جبينها؛ المعجون الأخضر يفوح منه رائحة مرة نفاذة، لكنها تبعث على الاطمئنان

اندفع إيان للأمام، جاثيًا قرب الطبيب، صوته يرتجف كمنفاخ مكسور: "هل… هل يمكن إنقاذها؟"

لم يرفع الطبيب رأسه حتى، فقط واصل عمله: "يمكن إنقاذها. الحمى ليست عميقة، وقد انخفضت قليلًا بالفعل. الأمر يعتمد على قدرتها على الصمود، لكن الفرصة جيدة"

كانت تلك الجملتان القصيرتان كمن ينتشله من على حافة هاوية

اغرورقت عيناه بالدموع، وارتخت قواه، وسجد على الأرض، كاد أن يطرق برأسه

لكن قبل أن يفعل، أمسكه أحدهم وجذبه جانبًا بقوة

"لا تعرقل الطريق، هناك آخرون ينتظرون!" لم يكن الصوت مرتفعًا، لكنه حاد

لم يستطع إيان إلا أن ينسحب، لكنه ظل يتمتم بالشكر بلا توقف

دموعه انهمرت بغزارة

لم يتذكر منذ متى بكى آخر مرة

لكن في تلك اللحظة، تجرأ أخيرًا على البكاء

لقد وصل الأمل في نجاة ابنته فعلًا

وهكذا، بقي إيان هناك، يراقب ميا طوال الليل

لم يغادر الخيمة لحظة، فقط جلس قرب سريرها، عينيه شاخصتين على وجهها

بدا أن بشرتها أقل شحوبًا، والحرارة على جبينها قد انخفضت قليلًا. ورغم أنها لم تستفق، إلا أن تنفسها استقر

شعر أن قلبه يُسحب تدريجيًا من عالم الجحيم

"أفضل… بكثير" تمتم إيان لنفسه

خارج الخيمة، بدأ ضوء الفجر يظهر

دخل شاب يحمل وعاء خشبي، يضع شارة حمراء على ذراعه، رمز إقليم المد الأحمر

رأى إيان جالسًا طوال الليل، فلم يقل شيئًا، فقط وضع وعاء العصيدة الساخنة بجانبه

"طُبخت للتو، ما زالت ساخنة" قال الشاب قبل أن ينصرف لشؤونه

حدّق إيان في الوعاء

كان الوعاء خشبيًا، العصيدة بلا لحم، فيها بضع حبات أرز، خضار برية مجهولة، وقليل من الفاصوليا الصفراء، وطبقة زيت رقيقة تعلوها

لكن حين شرب أول رشفة، اندفع العطر الخفيف إلى أنفه

العصيدة الساخنة انزلقت في حلقه، والدفء القديم عاد لمعدته، حتى كاد أن يبتلع بصوت مسموع

خفض رأسه، يتناول العصيدة البسيطة ملعقة بملعقة، بينما دموعه تسيل، تتساقط قطرة تلو الأخرى داخل الوعاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/21 · 164 مشاهدة · 1034 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025