🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"إيان؟"

عندما سمع من ينادي اسمه، رفع إيان رأسه فرأى رجلًا مألوفًا يقف عند مدخل الخيمة، يحمل وعاءً من العصيدة ويُلوّح له بحذر.

كان إيك، شابًا من قريتهم. لم يكونا قريبين جدًا، لكنهما اعتادا أن يلتقيا كثيرًا.

في هذا المخيم الغريب، كان لقاء شخص يعرفه أشبه بلقاء صديق قديم في أرض غريبة.

"إيان؟ لقد نجوت أنت أيضًا!" قال إيك بنبرة أكثر حماسة من المعتاد.

كان يبدو أكثر نشاطًا مما تخيله إيان، وجهه مشرق، ورغم أن ثيابه ممزقة قليلًا، إلا أنه بدا أكثر إنسانية مقارنة بمظهر إيان البائس.

"أأنت هنا أيضًا؟" قال إيان بدهشة بسيطة.

"محظوظ،" جلس إيك بجانبه. "لقد هربت إلى الجبال منذ فترة وكدت أن أموت من البرد. لولا أن وجدني الكبار من إقليم المد الأحمر، لما بقيت لي عظام الآن."

"الكبار من إقليم المد الأحمر؟" نظر إليه إيان، وامتلأت عيناه بالأسئلة.

"إنهم هؤلاء الناس!" أشرق وجه إيك وارتفع صوته. "أما سمعت؟ أصبح لدينا سيد جديد الآن! اسمه السيد لويس كالفن."

"كالفن—" تمتم إيان، يكرر الاسم.

"نعم، هو نفسه!" قال إيك بإعجاب واضح. "كنت لا أزال في الجبال مع آخرين، نهرب من الموت.

لقد أرسلوا رجالًا ليبحثوا عنا في الجبال، حملونا إلى الأسفل، أطعمونا العصيدة، أعطونا الدواء، بل وأعطوني بطاقة هوية مؤقتة، وقالوا إن طالما عملنا سنحصل على الطعام."

كان يتحدث بانفعال، وكأنه يروي قصة شرف عظيم، عيناه تلمعان بالضوء.

"السيد الجديد ليس مثل البارون ميرك، ذلك النبيل الذي يقضي أيامه في الولائم والخمر واختيار المحظيات. هذا السيد كالفن مختلف. لقد أرسل العديد من الأطباء والجنود والقيّمين. لدينا طعام وشراب، حتى الأطفال والعجائز يسكنون في الخيام. بل وقال إنه يريد أن يحفر الآبار ويبني البيوت. كيف يشبه هذا سيدًا؟ إنه أشبه بمبعوث من سلف التنين نزل إلى عالم البشر!"

استمع إيان بصمت، وعيناه شاردتان.

نظر إلى ابنته التي يحرسها ليلًا ونهارًا، ثم تذكر أولئك النبلاء القدماء الذين كانوا يعاملون اللاجئين كالتراب. شعر بثقل في قلبه.

ذلك السيد الشاب المسمى كالفن، لم يره قط، ولا يعرف حتى ملامحه.

لكن الرجال الذين أرسلهم أنقذوا ميا، وأنقذوه، وأنقذوا الكثير غيرهم.

في هذا العالم المحطم أصلًا، منح الناس أملًا جديدًا.

"يبدو مختلفًا فعلًا،" تمتم إيان بصوت منخفض حتى إن إيك لم يسمعه بوضوح.

إن كان هذا السيد حقًا مستعدًا لاحتوائهم، فسيكون مستعدًا لمتابعته.

حتى إن كان العمل الموكول إليه شاقًا ومتعبًا، فطالما أن ابنته تستطيع النجاة، فليفعل أي شيء.

ولحسن حظه، تحقق طلبه سريعًا.

عند الظهيرة، دخل موظف يرتدي زي إقليم المد الأحمر إلى الخيمة.

لم يكن يحمل سلاحًا، وكان هادئ السلوك، يسير بورقة وقلم يسأل الناس.

اقترب من إيان وأومأ قليلًا: "هل لي باسمك واسم قريتك؟"

"إيان، من قرية الحجر الأبيض،" أجاب بلا وعي، وما زالت عيناه تحملان شيئًا من الحذر.

"نحن نستقبل اللاجئين هنا وعلينا تسجيل هوياتهم. يمكننا توفير الطعام والمأوى، لكن مقابل العمل. هل لديك مهارات معينة؟"

تردد إيان قليلًا. "كنت نجارًا. أستطيع صنع الأثاث وإصلاح البيوت."

أومأ الموظف، وصار صوته أكثر جدية: "جيد جدًا، أصحاب المهارات لهم أولوية في السكن، ويمكنهم التقديم لاحقًا للإقامة الدائمة."

ثم سلّم إيان مجموعة من الأشياء:

لوحة معدنية مطلية بالأحمر عليها رقمه الجديد

طقم ملابس داخلية رمادية شتوية، تبدو كزي عسكري قديم معدّل يدويًا، لكنها نظيفة ومتينة

وعاء خشبي ملفوف في قماش خشن، وبطانية بالية لكنها جافة

لاحظ أن إيان لا يملك حذاءً، وبعد صمت قصير، أخرج من حقيبته زوجًا من الأحذية العسكرية القديمة المتسخة قليلًا وسلّمها له: "ستكفيك الآن."

أخذ إيان الحذاء، وارتجفت أصابعه، وصوته مبحوح: "شكرًا."

"تم تكليفك بالعمل في الورشة رقم ثلاثة. غدًا صباحًا ستلتحق بفريق الصناع لبناء البيوت. لا تقلق بشأن الطعام؛ ثلاث وجبات يوميًا سيتم تنظيمها."

بعد أن أنهى الموظف كلامه، التفت للاجئ التالي، بينما نظر إيان إلى ما في يديه، يلمسها واحدًا تلو الآخر وكأنه يخشى أن تختفي فجأة.

في تلك الليلة، كما اعتاد، جلس بجانب ابنته، يطعمها العصيدة ملعقة ملعقة.

وفي لحظة ما، فتحت ميا عينيها ببطء.

"ميا—؟" كاد إيان لا يصدق ما يرى.

كانت الطفلة لا تزال ضعيفة، لكن عينيها عادتا للبريق.

نظرت إلى أبيها، والدموع تتجمع في أطراف عينيها، ومدّت يدها الصغيرة تمسك يده الكبيرة برفق.

"أبي—"

تلك الكلمة حطمت الحجر الثقيل الذي كان يسحق قلب إيان طويلًا.

خفض رأسه، ودفن وجهه بجانب ابنته، وصوته مخنوق ممزق: "لقد نجوتِ… شكرًا أيها السيد، لعل سلف التنين يمنحك القوة—شكرًا—"

هبّت ريح خارج الخيمة، والراية الحمراء المعلقة في العلاء ترفرف مثل لهب في الليل.

في وسط الراية، أشرق الشمس الذهبية كأنها حقيقية، كضوء يبدد برد الشتاء، ويمنح الدفء للناس.

نظر إيان إلى العلم، وتحركت شفتاه قليلًا، يردد بهدوء الاسم الذي سمعه من إيك: "السيد، السيد لويس كالفن—شكرًا—شكرًا—"

مثل هذا الحدث العجيب لم يقع لإيان وحده.

في كل أرض جديدة حصل عليها لويس، كان يرسل فريقًا كهذا،

فريقًا من جنود إقليم المد الأحمر، فرسان، أطباء، حرفيين، وموظفي تسجيل، يحملون الطعام والدواء والنظام، يخترقون القرى والبلدات المدمرة.

أقاموا الخيام، طبخوا العصيدة الساخنة، استقبلوا اللاجئين وسجلوا المعلومات.

قدّموا فرصة للبقاء لهؤلاء الناس الذين فقدوا كل شيء بسبب الحرب.

أما التائهون من خارج إقليمه، فطالما أنهم على استعداد للمجيء وأداء الولاء، والعمل، فإنه يغض الطرف عن ماضيهم ويقبلهم.

بالطبع، لم يأت الجميع بنوايا شاكرة.

فبعد الحرب، ظهر الكثير من قطاع الطرق والأوباش. كانوا ينهبون ويبتزون، بل ويتنكرون كلاجئين ليتسللوا إلى المخيمات.

ومع بزوغ الفجر، اصطف طابور طويل أمام خيمة العصيدة، والدخان يتصاعد والقدر يغلي.

وفجأة، دوّى صخب من الخلف.

"تنحوا جانبًا! من لا يريد الموت، فليختفِ!"

"الطعام! أعطونا كل الطعام!!"

خرجت مجموعة من اللصوص الرثيّ الثياب وعيونهم كالذئاب من الغابة.

كانوا نحو ثلاثين، يحملون فؤوسًا مكسورة وسيوفًا قصيرة وحتى سيوفًا طويلة.

لقد كانوا يترصدون في الجوار، ينتظرون هذه اللحظة بالذات عند طهي العصيدة وتوزيعها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/21 · 156 مشاهدة · 996 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025