🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾

سورة النحل - الآية 127

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما كان اللصوص يهاجمون، تعالت صرخات النساء والأطفال في رعب وتفرّقوا، فيما أُسقط الشيوخ الواقفون في الصف أرضًا

وسط الفوضى، لم يعرف هؤلاء اللاجئون ما عليهم فعله

وفي تلك اللحظة الحرجة، اندفع حصان حرب فجأة من خيمة القيادة

الفارس على صهوته، يلفه عباءة قرمزية، غرس مهامه الثقيلة في خاصرة جواده، فصهل بقوة، مندفعًا مباشرة بين الحشود

تدفقت الهالة القتالية للفارس مثل اللهب، ممتدة من كتفيه حتى طرف سيفه، متوهجة بضوء قرمزي

"من يجرؤ على سرقة الطعام يُقتل بلا رحمة!" دوّى صوته كالرعد المتدحرج، مخترقًا الفوضى، مهزًا الجميع

أعقبه فورًا حصانان آخران، فانطلق ثلاثة من فرسان المد الأحمر بسرعة، وانتشروا بتشكيل شبه دائري

واحد في الأمام واثنان على الجانبين، ليطوّقوا اللصوص عند حافة المعسكر

"اهجموا! إنهم ثلاثة فقط!"

صرخ أحدهم، فرفع اللصوص المتحمسون سيوفهم وفؤوسهم، يصرخون وهم يندفعون نحو الفرسان الثلاثة

وهنا رأوا الفرق بين الفارس والبشر العاديين

رفع الفارس المتقدم سيفه الطويل، وبقوس جارح شطر ثلاثة لصوص اندفعوا نحوه إلى نصفين من عند الخصر

تطايرت الأطراف في الهواء وسط الهالة المشتعلة، وتناثر الدم على الأرض الطينية، ناشرًا رائحة كريهة

"م-ما الذي يحدث!" لم يكد أحدهم يصرخ بدهشة،

حتى دفع الفارس الثاني حصانه للأمام، ارتفعت حوافره الأمامية عاليًا، ومع تسارع اندفاعه طار أحد اللصوص بعيدًا لمسافة ثلاث أذرع

ثم تبعهم الفارس الآخر بغرزة سيف خاطفة، اخترقت صدور اثنين قريبين، وسحب سيفه فجأة، فاندفعت الدماء متفجرة

وبضربة أفقية من سيفه الطويل، طار جثمان ممزق، ليطيح برجل ثالث كان يحاول التقدم

ثم استدار ليشطر لصًا آخر حاول الالتفاف عليه نصفين من الكتف إلى البطن، في موت مروّع

"اهربوا، اهربوا الآن!!!"

أدرك أحدهم أخيرًا أن هؤلاء الفرسان ليسوا بشرًا بالنسبة لهم، بل وحوشًا

لكن الأوان كان قد فات

انطلق الفرسان الثلاثة، ومع زمجرة الهالة القتالية، بدأوا صيدهم

كل ضربة كانت مصحوبة بانفجار هالة قتالية، تقطع العظم واللحم بسهولة كما لو يقطعون حطبًا

حاول أحدهم تسلق الجدار للهروب، لكن سيفًا ثبّته في الحائط

وألقى آخر سلاحه وجثا يسترحم، لكن لم يلتفت إليه أحد، فسُحقت عموده الفقري حوافر الحصان

في بضع دقائق فقط من "التقطيع"، سقط أكثر من عشرين من أصل ثلاثين لصًا

أما البقية، فقد تُركوا عمدًا أحياء، موثوقي الأيدي والأرجل، وسُحبوا إلى ساحة مفتوحة خارج المعسكر

في ذلك المساء، نُصبت منصة خشبية بسيطة في ساحة المعسكر

اشتعلت المشاعل، مضيئة المكان كله

كان سبعة لصوص مقيدين، راكعين على المنصة، بوجوه شاحبة مرتجفة

تلاشت شراستهم السابقة حين كانوا يهددون رفاقهم بالخناجر، ولم يبقَ منها أثر

اصطف حول الساحة جمع غفير، يزيد عن مئة شخص، أغلبهم من عامة الناس الذين أنهكهم الجوع والحرب

كانت وجوه الجميع منهكة، لكنهم في هذه اللحظة وقفوا بشموخ، يحدقون بغضب في اللصوص

"الناس يعملون بصدق، لماذا سرقتم الطعام!"

"الأيام الجيدة بدأت للتو، وهؤلاء يريدون إثارة المشاكل؟ يستحقون الإعدام!"

"السيد لويس حقًا لا يتساهل مع الأشرار!"

تلا القاضي بصوت عالٍ: "وفقًا لقانون المد الأحمر، من يسرق الطعام، أو يهاجم المعسكر، أو يتعمد إيذاء الآخرين، لا خلاص له، ويحكم عليه بالإعدام!"

تعالت أصوات بين الحشود، لكنها لم تكن شكوكًا، بل هتافات ارتياح

بعض السبعة بدأوا بالبكاء والتوسل، فيما حاول آخرون التبرير أو طلب العفو

"ارحموني! أنا، أنا فقط تبعت لمشاهدة ما يحدث، لم أسرق شيئًا!"

"لدي أم تبلغ الثمانين من العمر—أرجوكم، لا تقتلوني!"

شاب منهم كان يتلوى بيأس، الدموع تسيل على وجهه: "سأتغير بالتأكيد وأكون إنسانًا صالحًا من الآن!"

تقدم أحد فرسان المد الأحمر وقال ببرود: "العفو عنكم أمر يخص سلف التنانين، أما واجبي فهو أن أرسلكم إليه" ثم سحب سيفه وتقدم خطوة خطوة: "نفذوا الحكم!"

لمع السيف، وسقط رأس، وتناثر الدم على التراب الأصفر

تكرر الفعل نفسه سبع مرات، وغرقت الساحة في صمت

وعندما سقط الرأس الأخير، صرخ أحدهم، لا يُعرف من:

"أحسنتم!"

"نعم! يستحقون القتل!"

"هذا رائع، لن أقلق بعد الآن من سرقة حصتي من العصيدة!"

انفجرت الهتافات واحدة تلو الأخرى، حتى أن بعضهم شبك يديه وانحنى احترامًا للعلم القرمزي

ومنذ ذلك اليوم، لم يجرؤ أحد في المعسكر على سرقة أي شيء مرة أخرى

كان هذا هو أمر لويس السابق: إذا وُجد لصوص مزعجون، فاتركوا بعضهم عمدًا ليُحاكموا علنًا ويُقطع رأسهم

"لقد انتهت الحرب للتو، ويجب أن تُرسى القوانين"، قال ذلك

أراد أن يرى الجميع بأعينهم أن في أراضيه، السرقة والقتل جرائم عقوبتها الموت

أما اللاجئون الذين سجّلوا أسماءهم والتزموا بالعمل، فقد صار بإمكانهم الآن أن يأكلوا ثلاث وجبات يوميًا، ولم يعودوا ينامون في العراء، بل على حصائر نظيفة وبطانيات في الليل

وكان هذا هو الحلم بالنسبة لهم

وبإشراف الحرفيين الذين أرسلهم إقليم المد الأحمر، بدأت المساكن شبه الجوفية ترتفع من الأرض

وكان إيان من أوائل الحرفيين المشاركين في البناء

ورغم تعبه اليومي من العمل، شعر بالأمان، إذ كان المشرف يوزع الطعام في وقته، وفي المساء كان يستمع لأصوات الغناء والموسيقى قرب نار المخيم

أما ميا فقد تعافت تدريجيًا، وعاد اللون إلى وجهها

ورغم ضعفها، صارت قادرة على الوقوف بثبات، بل والركض بضع خطوات واللعب في المخيم

كانت دائمًا تحب مرافقة إيان، تارة تساعد في جمع قطع الخشب الصغيرة في موقع البناء، وتارة تعبث بالأحجار الصغيرة بعصا

وكان زملاؤه، عندما يرونها مهذبة وعاقلة، يكثرون من الحديث معها، وأحيانًا يخفون لها بعض الطعام

"أيتها الصغيرة، أنتِ أكثر اجتهادًا من أبيك"، قال أحدهم مبتسمًا

فاحمر وجه ميا خجلًا وهربت

ضحك إيان لهذا المشهد، لكن عينيه امتلأتا بالدموع

كان يراقب حركات ابنته الحيوية، شاعرًا بانفراج في صدره

فمنذ أيام قليلة فقط، كان يستيقظ كل ليلة ليتأكد من تنفسها، خوفًا من أن يفقدها فجأة

أما الآن، فلم يعد مضطرًا للتذلل من أجل لقمة، ولا للركض جنونيًا بين الجبال بحثًا عن قليل من الأعشاب الطبية

رغم أن العصيدة بسيطة، إلا أنها دائمًا مشبعة، ومعها بعض الخضروات المخللة

ورغم أن البيت متواضع، إلا أنه يصد الرياح والمطر، وفيه نار فحم وبطانيات ورفقة للحديث

كان إيان يمسك بوعاء فخاري خشن، ينظر إلى الدخان المتصاعد، ويتمتم في قلبه: "شكرًا لك يا سيد لويس"

ولم يكن إيان وحده، بل بدأ الناس في المعسكر يستعيدون بعض الحيوية

فلديهم ما يأكلون، وما يعملون به، وما ينامون فيه، والأهم، إحساس بالأمان

"ما دمت تلتزم بالقوانين، فسيكون لديك طعام، وما دمت مستعدًا للعمل، فستكون محميًا"

هكذا بدأت هذه العبارة تنتشر بهدوء في المعسكر، مثل عقيدة بسيطة لكنها صادقة

ولم يشك أحد في صدقها، فقد رأوا ذلك وعاشوه بأعينهم

وبالتدريج، ترسخت هذه القناعة ونمت بين أنقاض ما بعد الحرب

وذلك العلم القرمزي الذي يرفرف في ضوء الصباح، كان يحمل شمسًا تتوهج أكثر فأكثر، كما لو أنها تبعث النور لتبدد الظلام عن هذه الأرض

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/21 · 167 مشاهدة · 1126 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025