المشهد الأول – اتصال غريب
المكان: كافيتيريا الجامعة
تجلس إنجي عند طاولة بجانب النافذة، كوب قهوة دافئ أمامها، وقطرات الماء تتكثف على زجاج النافذة بسبب الرطوبة. الأجواء هادئة، والطلبة يتحركون من حولها بشكل طبيعي. بجانبها، يجلس إيريك، يعبث بكوبه دون اهتمام واضح، لكن نظراته تمر على إنجي بين الحين والآخر، وكأنه يراقب طريقة جلوسها، حركة أصابعها، أو حتى تنفسها.
تسحب هاتفها لتتفقده، وفجأة… يرن.
رقم مجهول.
تضع الكوب جانبًا، تنظر إلى الشاشة للحظة قبل أن ترد، رافعة الهاتف لأذنها.
إنجي: "...من؟"
لحظة صمت قصيرة.
ثم يأتي صوت هادئ، لكنه يحمل في نبرته شيئًا غير مريح، كأن صاحبه يتعمد التحكم في صوته حتى لا يكشف عن مشاعره.
؟؟: "إنتِ كنتِ هناك، صح؟"
تتجمد يدها على الطاولة، لكن ملامحها تبقى على حالها. عيناها فقط تتحركان بحذر، كأنها تحاول فك شفرة الجملة بسرعة.
إنجي (ببرود): "عندك مشكلة؟"
يضحك الصوت بخفوت، وكأنه يستمتع بالحديث معها.
؟؟: "مجرد تأكيد، لا أكثر."
ثم... ينقطع الاتصال.
تخفض الهاتف ببطء، تقلبه بين أصابعها، نظراتها شاردة للحظة قبل أن تعيد تركيزها. لكنها تدرك شيئًا…
إيريك يحدّق بها.
تلتفت نحوه ببطء، تجده يتكئ على الطاولة بيده، ينظر إليها وكأنه يحاول استخراج شيء من وجهها.
إيريك (بهدوء مصطنع): "من كان؟"
إنجي (ترد بنفس الهدوء): "رقم خاطئ."
يرفع حاجبه قليلًا، يشبك أصابعه أمامه وهو يواصل النظر إليها، وكأنه يزن كلماتها في رأسه.
إيريك: "خاطئ؟ غريب لقد بدوت مصغية"
لا ترد.
إيريك (يميل نحوها قليلًا): "ماذا قال لك؟"
ترتشف من قهوتها بهدوء، تضع الكوب، ثم ترفع عينيها له ببرود.
إنجي: "ولما تهتم؟"
إيريك يبتسم ابتسامة خفيفة، لكنها بلا دفء.
إيريك: "لأنكِ أنتِ مهتمة."
تراقبه للحظة، ثم تسند ظهرها للكرسي، تتظاهر باللامبالاة، لكن عقلها يعمل بسرعة.
هو يعرف.
ليس فقط أنه يشك، بل تصرفه يدل على أنه يعرف بالضبط من المتصل، لكنه يريد أن يرى إن كانت ستخبره بنفسها.
تمسك هاتفها، تفتحه وكأنها تتفقد شيئًا، ثم تعود لرفع عينيها إليه.
إنجي (بنبرة مملة): "إذا كنت تعرف، لماذا تسأل؟"
يضحك إيريك بهدوء، يرفع كوبه ببطء ويأخذ رشفة قبل أن يقول بنبرة شبه هامسة:
إيريك: " لأتأكد إنكِ تعلمين بأنني أعلم."
تبقى عيناها عليه للحظة، ثم تضحك بخفوت، تريح مرفقها على الطاولة، تسند ذقنها على يدها وهي تنظر إليه بنصف ابتسامة.
إنجي: "ذكي جدًا، إيريك."
إيريك (بابتسامة جانبية): "دائمًا."
تمر لحظة صمت، لكنها ليست هادئة.
إنجي تدرك أن إيريك لن يخبرها مباشرة بمن كان المتصل. وإيريك يعرف أنها لن تعترف بشيء بسهولة.
لكن بينهما، هناك شيء واحد أكيد…
هذه المكالمة لم تكن عشوائية.
#داخل جناح المرضى : هارو، هانا ويوليوس
—
كان يوليوس مستلقيًا على السرير، ملفوفًا بالضمادات، ملامحه متعبة لكنه لا يزال يحتفظ بذلك البرود المعتاد. على السرير المجاور، جلس هارو مستندًا إلى الوسادة، رغم أن إصاباته طفيفة مقارنةً بيوليوس. عند قدميه، كانت هانا تجلس على كرسي بجانب سريره، يديها في حجرها، تنظر بين الاثنين بقلق.
"آه… كم أكره المستشفيات." تمتم هارو، محاولًا تغيير وضعيته دون أن يضغط على كدماته.
يوليوس، دون أن ينظر إليه: "مكان مناسب لك بعد كل الحماقات التي ترتكبها."
هارو أطلق ضحكة قصيرة: "هاه، تتحدث وكأنك لم تنتهِ مغطى بالضمادات مثلي."
"على الأقل أنا هنا لأسباب منطقية، وليس لأنني تهورتُ دون تفكير."
هانا نظرت إلى يوليوس بتردد، ثم قالت بلطف وهي تعقد أصابعها معًا: "لكن… هارو لم يكن متهورًا، لقد كان يحاول المساعدة…"
"بالضبط!" قال هارو بحماس، ثم نظر إلى يوليوس بابتسامة متكلفة. "استمعي إلى أختي الذكية، إنها تفهم الأمور بشكل صحيح."
يوليوس أدار عينيه بملل: "لن يغيّر ذلك حقيقة أنك انتهيت هنا."
هانا نفخت وجنتيها قليلًا، ثم قالت بنبرة دافئة: "لكنّك أيضًا انتهيت هنا، لذلك لا ينبغي أن تلومه كثيرًا."
يوليوس لم يرد فورًا، فقط أخذ نفسًا بطيئًا، ثم قال وهو ينظر إلى السقف: "ليس لدي طاقة للجدال معكما الآن."
هارو رفع حاجبه، ثم ابتسم بمكر: "هل هذا اعتراف بالهزيمة؟"
"لا، هذا مجرد استنتاج منطقي بأن الجدال معك لن يؤدي إلى أي نتيجة."
هانا نظرت إلى هارو وكأنها تحذّره من التمادي، ثم التفتت إلى يوليوس بلطف: "هل أنت بخير؟ هل تحتاج إلى شيء؟"
يوليوس نظر إليها للحظة، ثم أشاح بوجهه وقال ببرود: "أنا بخير."
هانا أومأت برقة، ثم وقفت فجأة: "سأذهب لإحضار شيء تشربانه!"
هارو ابتسم لها: "اجعليه ساخنًا، أحتاج إلى شيء يخفف هذا الجو الكئيب."
"حاضر!" ردّت هانا بحماس، ثم خرجت بسرعة من الغرفة.
—
ما إن اختفت حتى تنهد هارو ونظر إلى يوليوس بابتسامة ماكرة: "أوه، كم أنت محظوظ، لديك ملاك صغير يهتم بك."
"أوه، كم أنت مزعج." ردّ يوليوس بلا مبالاة، لكنه لم ينكر كلامه.
لكن سرعان ما اختفت ابتسامة هارو، وأخذ يتأمل السقف بصمت للحظات قبل أن يتمتم: "بالمناسبة… أين اختفت إنجي وقت الانفجار؟"
يوليوس لم يرد، لكنه بدا مهتمًا.
هارو واصل، نبرته مليئة بالشك: "أنا متأكد أنها كانت واقفة بالقرب وقتها، لكن فجأة… وكأنها لم تكن موجودة أصلًا. حتى نحن الذين كنا أبعد منها تأثرنا بالموجة الصادمة، وهي؟ اختفت بكل هدوء، كأن الأمر لا يعنيها."
يوليوس زفر بضيق، وغمغم: "إنجي ليست غبية، لا بد أن لديها تفسيرًا منطقيًا لهذا."
"أوه، الآن فجأة أصبحت محاميها؟" رفع هارو حاجبه، مستفزًا. "لا تحاول التهرب، حتى أنت مستغرب من الأمر، أليس كذلك؟"
يوليوس ظل صامتًا للحظات، ثم قال بصوت منخفض: "…لا يعني أنني لا أفهم تصرفاتها أنني أشك بها."
هارو قهقه بسخرية: "أنت تتهرب من الإجابة، تمامًا مثلها."
يوليوس ضيّق عينيه، ووجهه المتعب أصبح أكثر جدية: "لا تخلط بين الحيرة والشك، هارو."
"وهل أنا مخطئ؟" استقام هارو قليلًا رغم ألمه، نظر إليه بحدة: "لا تقل لي أنك لم تلاحظ، إنجي تصرفاتها أصبحت… باردة، أقصد باردة إلى حد مبالغ فيه. حتى حين كنا في أخطر لحظة، لم يظهر عليها أي رد فعل حقيقي."
يوليوس لم يرد مباشرة، لكنه كان يضغط قبضته تحت الغطاء.
أجواء التوتر زادت بينهما، وكاد الحوار يتصاعد أكثر، لولا أن هانا دخلت حاملة صينية فيها ثلاثة أكواب.
"هاه؟ ما الأمر؟ الأجواء فجأة أصبحت ثقيلة." وضعت الصينية على الطاولة الصغيرة، ثم نظرت إلى الاثنين بقلق.
هارو زفر، متراجعًا إلى الخلف: "لا شيء، مجرد نقاش بسيط."
لكن هانا لم تقتنع، عبست قليلًا ثم قالت بنبرة حازمة رغم لطفها: "إنجي صديقتي العزيزة، وأنا واثقة أنها ستشرح كل شيء عندما تكون مستعدة."
نظرت إلى كل واحد منهما، قبل أن تكمل بابتسامة هادئة: "لذلك، لا تتعجلوا الأمور. أنتم تعلمون أنها ليست من النوع الذي يخفي الأمور دون سبب، أليس كذلك؟"
لم يرد أحدهما مباشرة، لكن بدا أن كلماتها قد هدأت الأجواء قليلًا.
هارو تمتم وهو يأخذ كوبه: "أوه، حسنًا، حسنًا… سنرى."
يوليوس لم يقل شيئًا، لكنه أخذ كوبه أيضًا، وكأن كلماته قد توقفت عند حد معين.
كان الجو هادئًا داخل الغرفة، بالكاد يُسمع صوت رشفات المشروب الساخن الذي أحضرته هانا، عندما انفتح الباب ببطء.
التفت الثلاثة نحو الداخل، حيث ظهرت امرأة شابة ذات مظهر مهني، ترتدي معطفًا أبيض فوق ملابس رسمية، وشعرها الداكن مربوط إلى الخلف بإحكام. عيناها، ذات اللون الأخضر الباهت، مسحت الغرفة بسرعة قبل أن تثبت نظرتها عليهم بابتسامة هادئة.
"مساء الخير جميعًا."
هارو رفع حاجبه، وهو يضع كوبه جانبًا: "وهلّا من هذه؟"
هانا، التي بدت متفاجئة مثل البقية، نهضت سريعًا بلباقة: "أهلًا… من تكونين؟"
تقدمت المرأة بخطوات واثقة، ثم توقفت عند نهاية أسِرّتهم قبل أن تجيب بنبرة دافئة: "اسمي سيرافينا كايد، أخصائية نفسية جديدة تم تعييني مؤخرًا للإشراف على استقرار أفراد الفريق بعد الحادث الأخير."
يوليوس، الذي كان متكئًا بهدوء، ألقى عليها نظرة تحليلية دون أن يغير ملامحه: "أوه؟ لم نسمع بأي تعيين جديد."
ابتسمت سيرافينا بلطف: "هذا طبيعي، فقد تم الأمر بسرعة بناءً على توصيات من الإدارة. نظرًا إلى الظروف، أرادوا التأكد من أن الجميع بخير، جسديًا ونفسيًا."
هارو ضحك بسخرية خفيفة: "اهتمام لطيف منهم، لم أكن أعلم أن الإدارة تهتم لهذا الحد بمشاعرنا."
"بالتأكيد تهتم، وإلا لما كنت هنا الآن." قالت ذلك بنبرة هادئة وهي تنظر إليه، ثم أخرجت مفكرة صغيرة وقلمًا من جيبها، وبدأت في تدوين شيء سريع.
هانا نظرت إليها ثم قالت بتردد: "إذًا… هل ستجرين جلسات تقييم لكل فرد في الفريق؟"
سيرافينا أومأت بإيجاز: "تمامًا. لا شيء رسمي أو معقد، مجرد محادثة ودية لأرى كيف يتعامل كل فرد مع ما حدث."
يوليوس، رغم هدوئه الظاهري، لم يكن مرتاحًا تمامًا، لكنه لم يُظهر أي اعتراض مباشر.
أما هارو، فابتسم ابتسامة جانبية وهو يغمغم: "حسنًا، هذا مثير للاهتمام."
سيرافينا لاحظت نظراتهم المختلطة، لكنها لم تتأثر، بل أغلقت مفكرتها وقالت بنبرة عملية: "لن أُطيل عليكم الآن، سأقوم بالزيارات الفردية لاحقًا. أردت فقط التعرف عليكم أولًا."
ثم التفتت إلى يوليوس مباشرة: "وأنت، كيف تشعر؟"
يوليوس نظر إليها للحظة قبل أن يجيب ببرود: "على قيد الحياة، وذلك يكفي."
ابتسمت سيرافينا بلطف وكأنها توقعت هذا النوع من الإجابات: "هذا جيد… رغم أنني سأحتاج إلى إجابة أكثر تفصيلًا عندما يحين وقت جلستنا."
التفتت إلى هانا، التي بدت وكأنها تزن الموقف قبل أن تقول بحذر: "أنتِ تبدين شخصًا طيبًا… لكن، هل لي أن أسأل لماذا قررتِ دخول هذا المجال؟"
سيرافينا نظرت إليها مباشرة، وكأنها فكرت في الإجابة للحظة قبل أن تقول: "لأن العقول البشرية تثير فضولي."
هارو قهقه بخفة: "يا له من سبب غير تقليدي."
"لكنّه صادق." ردّت سيرافينا بثقة، ثم أعادت مفكرتها إلى جيبها. "على أي حال، سأترككم ترتاحون الآن. سأحدد موعد الجلسات لاحقًا."
استدارت بخطوات هادئة متجهة إلى الباب، لكن قبل أن تخرج، توقفت فجأة وقالت: "بالمناسبة، أين إنجي؟ لم أجد اسمها ضمن قائمة المرضى، وهذا… غريب."
توترت الأجواء للحظة، قبل أن يجيب يوليوس بهدوء متعمد: "إنجي بخير. لم تتأذَّ خلال الحادث، لذلك لم تحتج إلى البقاء هنا."
سيرافينا أومأت بإيماءة صغيرة، لكنها لم تُظهر أي رد فعل إضافي، فقط قالت: "حسنًا، سأتأكد من التحدث إليها لاحقًا إذًا."
ثم خرجت، مغلقة الباب وراءها بهدوء.
لحظة صمت ثقيلة سادت بعد مغادرتها، قبل أن يتمتم هارو: "حسنًا… هذه المرأة مثيرة للاهتمام."
هانا نظرت إلى الباب بقلق: "لا أعلم، لكن… أشعر أن هناك شيئًا غريبًا بشأنها."
أما يوليوس، فبقي صامتًا، وعيناه لا تزالان مسمرتين على النقطة التي كانت تقف عندها سيرافينا قبل لحظات.
—
فتح الباب بهدوء، ودخل رجل ببدلة رسمية، أنيق لكن مظهره يوحي بأنه مرهق من ساعات عمل طويلة. كان يحمل مفكرة صغيرة وقلمًا، لم يبدُ مستعجلًا لكنه كان دقيقًا في كل خطوة.
"مساء الخير، أنا المحقق غابرييل. آسف على الإزعاج، أعلم أنكم بحاجة للراحة، لكن يجب أن نمر ببعض الأسئلة البسيطة. مجرد إجراء شكلي لا أكثر."
نظر إليهم بابتسامة مطمئنة، لكن عينيه كانتا تدرسان كل تفصيلة صغيرة.
"أولًا، كيف تشعرون الآن؟"
أجاب هارو بإيجاز: "نحن بخير، مجرد بعض الجروح السطحية."
"جيد، حسنًا... في يوم الحادث، أين كنتم بالضبط عندما وقع الانفجار؟"
بدأت هانا تسرد الأحداث ببساطة، كيف كانوا في المكان، وكيف وقع الانفجار فجأة، متحاشية ذكر السماعة ورنين الهاتف الغريب..
كان المحقق يستمع بانتباه، يسجل ملاحظات سريعة لكنه لم يقاطع.
"وهل لاحظتم أي شيء غريب قبل وقوعه؟"
تبادل الثلاثة نظرات سريعة، ثم أجاب يوليوس ببرود: "لا شيء محدد، كل شيء حدث بسرعة."
أومأ المحقق وكأنه يتوقع هذا النوع من الإجابات. توقف للحظة، ثم سأل بنبرة هادئة لكنها أكثر دقة:
"وماذا عن إنجي؟ متى كانت آخر مرة رأيتموها قبل الانفجار؟"
هذه المرة، كان هناك تردد بسيط. نظر هارو لهانا، ثم أجابت بعد تفكير قصير:
"كانت معنا... لكنها غادرت قبل لحظات من الانفجار"
رفع المحقق حاجبه باهتمام بسيط، ثم كتب شيئًا في مذكرته.
"ومتى رأيتموها بعد الانفجار؟ وكيف كانت حالتها؟"
يوليوس أجاب هذه المرة بدقة واختصار:" قدمت صباحا للزيارة -أضاف ضاغطا على الكلمات- مع البروفيسور"
أومأ المحقق ببطء، وكأن كل كلمة تقوده إلى خيط خفي. لكنه لم يُظهر أي استنتاج بعد.
أغلق مفكرته أخيرًا، ثم ابتسم لهم: "هذا كل شيء في الوقت الحالي. لا أريد أن أزعجكم أكثر."
أخرج بطاقة صغيرة من جيبه، ووضعها على الطاولة بجانب سرير هارو.
"إذا تذكّرتم أي شيء، أو احتجنا للتواصل معكم مجددًا، هذا رقمي. أتمنى لكم الشفاء العاجل."
ثم استدار وخرج، لكن قبل أن يغلق الباب تمامًا، توقف للحظة، التفت قليلًا، ونظر إلى الغرفة وكأنه يحاول التقاط شيء لم يُحدد بعد. ظل صامتًا لثوانٍ، ثم أطلق نفسًا قصيرًا وأغلق الباب خلفه.
في الخارج، وقف للحظة ينظر في مذكرته، ثم تمتم لنفسه:
"هناك شيء غير منطقي هنا..."
ثم واصل طريقه، تاركًا خلفه غرفة مليئة بالتوتر، وثلاثة أشخاص لم يكونوا متأكدين إن كان التحقيق قد انتهى حقًا أم لا.