من بعيد بدت هانا كأرنب يقفز وهي تحمل كتبها بيدها وتمسك بالثانية حقيبتها الثقيلة لا أدري حتى بماذا ملأتها، ربما بالحجارة حتى ترمي الخرفان التي تطلب رقمها كل ثانية، وفي محاولة لتعديل تنورتها القصيرة وستر ما انكشف من ساقيها الممتلئتين سقطت أغراضها من يدها وحقيبتها طبعا تعثرت بهم وسقطت هي الأخرى على أنفها.. لم أستطع حتى منع ضحكتي من الخروج حقا هي بلهاء إن كنت خجولة لهذه الدرجة فارتدِ تنورة أطول ثم ما وضع كل هذه الأغراض وجرية الأرنب هل تظن نفسها طفلة؟
في هذه الأثناء اغتنم الفتية فرصتهم لتفحص جسدها وإشباع رغباتهم المنحرفة بحجة مساعدتها، عدلت جلستي استعداد لتفريقهم إلا أنني لمحته يتقدم بخطى طويلة نحوها وبمجرد الوقوف أمامها اختفى كل المتطفلين من حولها ومع هذا لم يلتفت إليها ولم ينطق حتى بكلمة واحدة، في لحظات التقطت حاجياتها قائلة في حرج شديد:
-يوليوس شكرا لك.
لم يرد واكتفى بالوقوف هناك إن كنت تريد مساعدتها فساعدها بالشكل الصحيح لماذا تعرضها للاحراج أكثر.
فجأة استدار يوليوس وقال:
- تأخرت...
رد هاروكي من وراء هانا: -هل يمكنك أن تكون أكثر ودية من فضلك على كل حال شكرا لمساعدة هانا رأيت كل شيئ. -أكمل كلامه مخاطبا هانا- إلى متى ستستمرين بالتصرف كطفلة صغيرة عليك أن تكوني أكثر حرصا.
يوليوس: -ليست مساعدة بالمعنى الحرفي أنت تعلم لماذا قمت بذلك...
هاروكي -نظرة مريبة-: حسنا حسنا من أجل ذلك.
هانا: أخي أرجوك توقف عن هذا.
حقااا من المفترض أن التقي هانا فقط لماذا تظهر هذه المجموعة هنا والآن علي أن أهرب بسرعة. هانا سأتأكد من إخراسك فيما بعد.
طبعا لم تمنحني هانا الوقت الكافي ففي لمحة وصلت إلي.
هاروكي: أهلا أنجي مر وقت طويل منذ آخر مرة، ماذا لو نسيت ملامح وجهك بسبب غيابك الطويل
-أرى أنك لازلت تتمتع بنشاطك المعتاد ربما تحتاج لأخذ عطلة مرضية مجددا.
شهق هاروكي في رعب: هييييييييييه كنت أمزح من يستطيع أن ينسى ملامحك الشيطانية أصلا.
هانا: أخي هذا قاس توقف عن التصرف بلئم.
يوليوس: ربما تريد أن ترى جدك في السماء.
هاروكي: هل أنا منبوذ هل أصبحت منبوذ حقا.. أختي الظريفة ثم صديقي العزيز.. -أخرج منديلا متظاهرا بمسح دموعه الخيالية- اهئ اهئ كله بسبب هذه الشيطانة...
لكمه يوليوس بقوة في بطنه حتى جثى على ركبتيه
-تستحق ذلك أيها الأرعن.
رغم أنهم مجموعة تافهة تماما إلا أن هاروكي ابن ملياردير ياباني يمتلك سلسلة فنادق ومطاعم والكثير من هذه الأشياء، تصدر قائمة الناجحين في امتحانات الثانوية وجاء إلى كندا لدراسة الهندسة، هو وسيم ورياضي مشهور ماذا كان يلعب جودو أو شيئ من هذا القبيل كما أنه من بين أشهر الطلاب هنا وحسابه على الانستغرام تجاوز مليوني متابع بسبب شخصيته الاجتماعية ومظهره الذي يشبه الأيدول، وبهذا فهو يتصدر المرتبة الثالثة: مصدر إزعاج نمبر 3، هانا أصغر من هاروكي بسنتين ولطالما كانت تتطلع إلى أخيها لهذا لحقته إلى كندا هانا أيضا لا أدري لماذا تورط نفسها في حياة أخيها التافه، لو كنت مكانها لعشت فاليابان أتمتع بثروة أبي الهائلة.
أما يوليوس فهو الأكثر شعبية على الإطلاق شكل ووجه مثاليين، عينان حادتين زرقاوين وشعر أسود يتدلى من جبهته، يوليوس ليس مشهورا جدا كهارو ولكنه يتمتع بمظهر جذاب لا تستطيع تجاهله بسهولة.
-هانا لدي بعض الأشياء لتصفيتها معك.
هانا مرتعبة: أرجوك لا تنظري إلي هكذا.. حسنا سأشرح الأمر.
تستمر هانا فالحديث متلعثمة بعدما لاحظت أن غضبي يزداد: لا أرجوك يوليوس صحيح يوليوس تكلم
هز يوليوس كتفيه علامة على عدم اهتمامه: لتدفع ثمن إزعاج إنجي. أنا لا دخل لي.
اعترض هاروكي: هااااي مابكم بسبب انجي سقطت هانا وسط الجميع والآن تعاتبونها هذا ليس عدلا.
رمقه يوليوس بنظرة حادة
فابتلع كلماته قائلا: أظن أن على انجي حل الأمور بطريقتها...
-إذن كم مرة أخبرتك أن لا تتصل بهاتف المنزل.
هانا: وهل تركت لي خيارا الدكتور ايريك أستمر بالانصال بي منذ الصباح الباكر وانا اتصلت بك مرارا وتكرارا ولم ترد، لقد أخبرني أنني سأقصى إن لم تجتاز الامتحان.
-كان يجب أن تتصل بوقت أبكر فقط.
هانا: هااا لقد أخبرتك قبل أمس وعندما لم ترد فالصباح تأكدت أنك نسيت موعد الامتحان بالفعل.
-بفففففت أنت رائعة حقا آنجي-هاروكي محاولا كتم صوت ضحكاته-
-لا يهم ومع ذلك لم يكن ينبغي ان تتصل بهاتف المنزل.
يوليوس في قلق بالغ: انجي هل أنت بخير ما قصة نسيانك هذا..
-لا تهتم أنا أميل إلى نسيان بعض التفاصيل.
هاروكي بعد أن سقط على كرسي المكتبة مغشيا عليه من الضحك: تفاصيل بفففففف قلت تفاصيل صغيرة، تقصدين الامتحان رأيت حالات آغماء لا حصر لها حتى أن هيناتا استفرغ من التوتر بفففف أنت حقا عظيمة لهذا يوليوس...
قبل أن يكمل كلامه رماه يوليوس بكتاب كان في يد هانا.
-هاروكي أنا أيضا أعتقد أنك عظيم.. عظيم جدا كمهرج
-هانا أعطني قلما أحمر
هانا: هاه قلم أحمر انتظري لدي الخاص باللافتات لكنه لا يمحى إذا كتبت به على سبورة بيضاء..
-عظيم سيكون من الصعب إزالته... يوليوس ثبت هاروكي.
صرخ هاروكي: هااااااي هااانا انقذيني فليستدع أحدكم النجدة.
هانا: آسفة أخي من الأفضل أن تفرغ غضبها فيك.
يوليوس: أبق هادئا لثوان إن لم تكن تريد أن تتحول إلى كيس ملاكماتي.
لونت أنفه بالأحمر ثم وضعت بعض مكياج هانا الأبيض على وجهه فالواقع لا أعلم لماذا تمتلك مثل هذه الأشياء وهي بيضاء كالثلج على كل حال يبدو أنها مفيدة.
هانا: أين هاتفه
هاروكي: لا أرجوك إلا هاتفي.. آسف آاااسف أرجوك.. سمعتي ستودع سمعتي يا ناااس.
-أعتقد أن هذا سيكسبك الكثير من المتابعين فقط قل أين هو.
هانا بخجل: إنه إننن... إنه
رمقتها بفراغ صبر
هانا مغمضة عينيها وبنفس واحد صرخت: في جيبه الخلفي...
هاروكي -بنظرة استغراب-: هيييييييييي انجي هذا تحرش أبتعد يوليوس يوووو~
انقطع صوته بعد تلقيه لضربة في بطنه
يوليوس: اخرس
كان الهاتف بالفعل عند يوليوس التقطنا بضع صور ونشرناها على حسابه مع وصف : قررت أن أغير مهنتي لمهرج أرجوا دعمكم الكامل.
ماهي إلا لحظات حتى امتلأ المنشور تعليقات ساخرة وأخرى داعمة أستطيع أن اسمع صوت تحطم أمل العديد من الفتيات وكذلك مستقبل هاروكي الاجتماعي.
-هانا بعد أن تخلصنا من كتلة التفاهة الآن لنكمل حديثنا.
امتحت الابتسامة من على وجه هانا وانقلبت حسرة: لماذا ظننت أنك سامحتني بعد أن عدلت مزاجك.
- هذا وذاك قصتان مختلفتان.
يوليوس-ساخرا-: لا أصدق أنك بعت أخاك ببساطة
هانا: على كل حال لماذا انت مهووسه هكذا وكأن أحدا آخر سيرد..
نظر يوليوس في رعب: هانا توقفييي، لا تضغط عليها
هاروكي مستعجبا: يوليوس من يضغط على من
-ماذا لو ردت أمي أو رون هل ستكونين مسؤولة على تحطيم سلامي الذي عملت جاهدة لبناءه..
هانا -مستغربة-: أمك؟؟ رون؟؟ أنجي ألم تقول أنك وحدك فالمنزل قبل يومين.
يوليوس: أخخخخ لماذا وصلنا إلى هذا الوضع.
فجأة انتابني صداع مفاجئ أحس أن رأسي سينفجر رؤيتي ضبابية هانا صحيح كنت أتكلم مع هانا..
-هانا مالذي تقصدينه أمي.. أمي.. طبعا
اخخخخ صوتي يتقطع مالذي يحدث أرى بصعوبة هانا في حيرة من أمرها ويوليوس يبدو أنه منزعج جدا سمعته يصرخ في وجه هانا
-هل أنت مجنونة انظري إلى ما فعلته..
هانا بصوت مختنق من البكاء: آسفة ماذا يحدث كيف؟ أنا لا افهم؟
اتلفت يوليوس ممسكا بي قبل أن اسقط: انجي أرجوك أنا هنا أنجي اجلسي.. ارتاحي قبل أن تصل سيا...
لا أستطيع وعيي يختفي تدريجيا.. ثم فقدت الإحساس بالوقت.