-هل تريدين أن نصطاد بعض الفطر.

افتح عيني تدريجيا أين أنا؟ أشعر أنني كنت في مكان مختلف قبل قليل؟ ااا لا أستطيع التذكر؟ ماهذا؟

أرى علبة تونة وعلبة جبن بجانبهما علبة عصير أنا جالسة على الأرض وبيدي سندويتش.. يدي؟ يدي صغيرة ما الذي يحصل؟ نسيت صوت من ذاك؟ انه صوت مألوف رفعت عيني لأرى من يجلس قبالتي، نعم إنه ذلك الأب من ذاك اليوم؟ حلم؟ ماذا؟ أشعر أنه حقيقي جدا أستطيع أن أرى من خلال عينيها وأشعر بما تشعر به لكن جسدها لا يستجيب هل وعيي استبدل بوعيها؟ لكنها تتصرف كما تريد هل أنا مجرد متفرج مقيد؟

تحركت شفاها أشعر أن وجنتي ستتمزقان آااا نعم هي تبتسم: -نعم بابا ياااااي

تفاجأت من صوتها المبتهج صوت طفولي لطيف صاف ورقيق، ثم ماذا تعنين بصيد الفطر هل أنت وابوك مختلان من نوع ما أم أن هذا الفطر يتحرك بالفعل..

-عيون البابا أكملي طعامك ثم نذهب.

هذا الأب رغم أنه يمتلك مظهرا مهيبا إلا أنه يتكلم بلطف يبدو حنونا للغاية كيف أن تتغير هذه الملامح لهذه الدرجة أمام طفلته.. هذا نوعا ما يشعرني بالحنين...

هذه الطفلة تتحدث كثيرا كل كلامها عشوائي وبدون معنى تجري هنا وهناك من دون كل أو ملل، والدها يستمع باهتمام شديد رغم أنني لمحت على ملامح شبح ابتسامة حزين ...ربما أتخيل...

-ابنتي هل يجب أن نبقى دائما معا..

قالها بنظرة مختلفة اختفت البهجة والسرور من ملامحه الطفلة جالسة تنكش الأرض من الواضح أنها لم تسمعه.. أستطيع رؤيته بوضوح لماذا أشعر وكأنه ينظر إلي أشعر وكأن نظراته اخترقت روحي.. لحظة كيف أستطيع أن أراه والطفلة مستديرة أليس من المفترض أنني بجسمها؟ ما الذي يحدث؟

...............

-لماذا يجب أن تفشل كل احتياطاتي بسببك هانا -ايريك-

هانا باكية: ماذا أفعل؟ ما الذي علي فعله؟ هل ستكون بخير؟

ايريك: لن تموت، سوف تستيقظ قريبا. ثم إياك أن تزعجيها مرة ثانية..

هاروكي: #$%@@ هذا الأحمر لا يختفي كل من في المشفى يظنني مجنونا.. توقف عن لوم هانا وإلا كسرت أنفك..

ايريك: ها حقا فلتجرب سأتأكد من عودتك لليابان مع هدايا تذكارية.

يوليوس -بنفاذ صبر-: أفهم الآن أنكم تتجادلون في غرفة انجي المريضة بعد أن سببتم لها بنوبة صرع مفاجأة؟ ثم ياهذا ألم تجبر أنجي على الحضور بحجة الامتحان؟؟ يمكنكم أن تنقلعوا سأظل بجانبها حتى تستيقظ.

ايريك: أيها الوقح.. من برأيك يبذل قصارى جهدك من أجلها..

رد يوليوس بنفاذ صبر: هل أنت ولي أمرها أم ماذا فقط أبتعد عنها وستكون بخير.

اااا صداع الرأس ومصادر الإزعاج الثلاثة مجتمعة هل هذه المعاملة التي يتلقاها شخص مريض..

-هل يمكنكم التوقف عن الجدال، لدي ما يكفي من داع الرأس استقمت معتدلة في جلستي نزعت حبل المغذي من ذراعي لسعني قليلا لكن لا يوجد فائدة منه أنا بخير.

يوليوس وايريك في وقت واحد: أنجييي هل أنت بخير؟

-حسنا لم أمت بعد على ما يبدو

هانا باكية: انجي أرجوك هذا ليس وقت نكاتك السوداوية.

-أفضل أن أموت على أن استيقظ فجأة لأسمع جدالا عميقا.. ثم ماذا حصل ما الذي أفعله هنا؟

نظر كل واحد للثاني نظرة ذات مغزى، ساد السكون للحظات قبل أن ينطق ايريك:

-في الواقع كنت قادما لأخبرك أنك حصلت على درجة كاملة فالاختبار لأجدك مغما عليك في المكتبة. نظر ليوليوس نظرة حادة ثم أكمل بين أحضان يوليوس.

سكتت للحظات..

ما هذا الجو لماذا الكل مستغرب؟ هاروكي نظر ليوليوس هازا كتفيه ثم قال: يبدو أنها لا تتذكر

أحسست أن نظرات ايريك تخترقني : -قل ما تريده فحسب

أجاب ايريك بنظرة عابسة: هااا لما لا تبدين مستغربة لقد احتضنك يوليوس ذاك الوقح الصغير لماذا لا تقولين شيئا؟

-؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هانا: ..........

هاروكي: بففففف -يحاول كتم ضحكته

يوليوس: هل هذا كل ما يهمك

ايريك: احم احم انجي كيف تشعرين؟

-انا بخير كان مجرد دوار بسيط لماذا تحدثون كل هذه الضجة؟ هانا أين عينيك لا أرى يوى انتفاخا مكانهما-أشرت بإصبعي- كم هذا العدد؟

هانا: اثنان انا لست عمياء

-اعتقد أن الاسويين يجب أن يعيشو بسعادة حقا، لو بكيت ستفقدين عيناك هذا مخيف.

ايريك متضايقا: يبدو أنك بخير ما دمت قادرة على التنمر على هانا سأذهب لا أصدق أن شابا مشغولا مثلي يقف على طفلة تتظاهر بالمرض.

-وكأنني طلبت منك فعل ذلك، سأكون ممتنة حقا إذا تركتني وشأني.

ابتسم يوليوس في انتصار: -إذن أيها الشاب المشغول فتياتك بانتظارك اذهب

رد ايريك منفعلا: ما الذي تقصده بفتياتي أنا أدرس الطلبات الذكور أيضا.

هاروكي: هل دخلت في مثلث حب بالخطأ؟ هل سيصير مربعا مستقبلا؟

ايريك ويوليوس في وقت واحد: اخرسسسس

- ااا بالمناسبة هل أخبر أحدكم أمي أنني فالمشفى؟

عاد الصمت ليخيم على الغرفة

يوليوس: لا طبعا ستقتلين من يخبرهم على أي حال.

-رائع بدأتهم تفهمون. ايريك

نظر ايريك ليوليوس ثم اشاح بنظره إلي: نعم

-بوااهاهاهاها ما قصة هذه الملاءة البيضاء هل خرجت من قصة أشباح.

انفجر كل من بالغرفة ضحكا حتى هانا الخجولة

رد ايريك محرجا: ملاءة ماذا؟ إنه مأزر مأزر ربما نسيتي أنني طبيب ~~فالواقع كنت أقوم بدورية هنا~~

غريب ألم يكن فالجامعة أي دورية هذه الامتحانات لم تنته بعد.

هارو: انجي بما أنك استيقظت كيف أزيل هذا من على وجهي.. أرجوك توقف عن تدمير حياتي

يوليوس: تستحق ذلك

يوليوس: انجي لابد أنك جائعة هل تريدين أن تناول شيئا ما معا..

ايريك: لا تتحدث وكأنك الوحيد الموجود هنا هاي يا أولاد ألستم جائعين؟ الأكل على حسابي

يوليوس: ها هو ذا يتفاخر ببطاقته اللامحدودة.

هاروكي: يااااي على حساب الدكتور هيا بنا هانا

هانا: حسنا لنذهب

-اسبقوني سوف اتي بعدكم تماما

هانا في حيرة من أمرها: هل ستكونين بخير؟

-هل تظنينني طفلة صغيرة لمجرد أنني فقدت الوعي

هاروكي دفع هنا قبل أن تصر : لا داع للقلق يوليوس سيأتي معها.

هاروكي غمز يوليوس*هيا يا صديقي أنني أفتح لك المجال تأكد من أن ترد الدين*

غادر ايريك على مضض مع هانا وهارو، وما إن اختفوا

اقترب يوليوس من انجي وعلامات القلق بادية على وجهه. جلس بجانب السرير ونظر في حنو بالغ لوجه انجي:

-انجي لا تحبسي دموعك انا هنا من أجلك

-اه يوليوس كما هو متوقع لقد لاحظت بالفعل

رمقني بنظرة فاحصة محدقا في عيني مباشرة يبدو حزينا نوعا ما فتح فمه إلا أنه لم ينبس ببنت شفة.

سكت للحظات ثم قال بهدوء: بالطبع سأفعل، كنت تبدين هادئة جدا أثناء نومك لكن ما إن صحوت حتى ارتسمت ملامح الحزن على وجهك.. -لم يكمل كلامه إلا أنني أحسست بعتاب مخفي وراء كلماته.

-ماذا؟ ربما وجهي شاحب قليلا بسبب المرض المفاجئ

يوليوس: لا تمازحيني أنا أعرفك جيدا فقط أمامي يمكنك التصرف على طبيعتك.

طأطئت رأسي وانهمرت الدموع من عيناي أمسكت قلبي بألم شديد أشعر أن قلبي يعتصر أشعر وكأنني فقدت شيئا ثمينا، قلبي أنا أختنق أنا... لا أريد أن يستمر هذا أريد أن أم..

يد ما.. أحد ما أمسك يدي ااه نعم يوليوس نسيت وجوده للحظة رفع وجهي ببطئ مسح الدموع من عيني قائلا: انظري لوجهي فقط انظري أنا هنا لا داع لتعاني لوحدك .. انجي انت لم تعودي وحيدة

يا للسخرية نظراته وتعابيره يائسة جدا ما به هل يعاني من خطب ما مثلي، أنا سيئة فالمواساة سأكتفي بالصمت فقط

-انجي اخبريني فقط... ما بك؟

-يوليوس أظن أنه كان لدي حلم جميل أشعر بالحنين لشيئ ما، لا أستطيع تذكر الحلم إلا أنني أشعر بيأس شديد يؤلمني أنني لا أستطيع التذكر وكأن مشاعر شخص ما بداخلي وكأن شخص ما يعيش بداخلي ربما أعيش بداخله أنا فقط أمتلك مشاعرا لا تنتمي لي، هذا مؤلم .. وضعت انجي يدها على وجهها وابتسمت نصف ابتسامة وبضحكة فاترة قالت: ما هذا الذي أقوله؟ لا تهتم فقط

امسك يوليوس جسد أنجي الضعيف بكلتى يديه وصرخ في رعب: كيف لا أهتم، أنا أبدا لن اتركك تعانين لوحدك.

-اممم، لنذهب لنأكل.. الجميع ينتظرنا -ابعدت أنجي يدي يوليوس عنها-

يوليوس الذي لا يزال ينظر إليها بقلق وحزن بالغ: حسنا لنذهب أتمنى أن تشعري بتحسن.

-إذن هل يمكنك أن تخرج لدقائق ريثما أغير ثيابي.

2024/09/06 · 19 مشاهدة · 1206 كلمة
Moon light
نادي الروايات - 2025