عن ذلك الشعور سأتحدث عن الشعور بالخوف من الخوف أكبر مخاوفي هي الخوف من المجهول من اللا شيء، أنا أخاف من الخوف نفسه عن ذلك الفراغ عن الشعور بأن هناك أحداً معك ولكن لا يوجد أحدا هذا هو الخوف من الخوف

"هذا روتين شخص يعيش كل ليلة مع الشعور نفسه في منزله، ينتهي عملي وأعود إلى المنزل أعلم بأنني أغلقت الباب جيداً بمئة قفل لدي الروتين نفسه يومياً وكل ليلة، أذهب لتفريش أسناني ثم أخرج من الحمام لأتفاجأ بأن باب الشارع مفتوح على مصراعيها! أتوقف قليلاً من الصدمة بعدها أستيقظ من غفوة الصدمة وأركض بسرعة باتجاه الباب وأقوم بإغلاقه جيداً وأكثر من الجيد، أنت تعرف كيف يمكنك أن تشعر أحياناً بوجود شخص آخر قبل أن تعرف حتى أنه هناك؟ أنا أكره هذا الشعور ....

أتوجه بخطوات حذرة حول الممر المؤدي إلى الغرف بعد أن تناولت سكيناً سخيفاً من المطبخ، أسير بخطوات بطيئة وهادئة جداً لكن صوت قلبي يقوم بفضحي دائماً، أصل إلى مدخل الممر أولج رأسي فقط بحذر لا أرى شيئاً سوى الظلام والهدوء ولا أسمع شيئاً سوى صوت نبضات قلبي

وأنفاسي، أمسك بالهاتف لكن لحظة ماذا سأقول حتى للشرطة؟ أشعر وكأن هناك شخصاً ما في منزلي ؟؟ أنت فكرة مبتذلة في رأسي أمسكت بالهاتف ومثلت أنني اتصلت بزوجي وأنا أساساً لا أملك زوجاً وتحدثت بصوت عال لكي يصدح صدى صوتي في أرجاء المنزل:

- مرحباً يا عزيزي ... أنت قريب من المنزل؟ إذاً هذا رائع سأنتظرك بجانب الباب كم تبقى لتصل ؟؟ آويه أنت هنا

تقوم بإيقاف السيارة في المواقف حسناً إذاً ....

نعم طريقة مضحكة وغبية لكن لا أعلم فأنا أعيش بهذه الطريقة، بعدها قررت أن أسير عبر الممر الذي يؤدي إلى السلالم وأنا لدي ذلك الشعور أن شخصاً ما قام بالسير قبل قليل من هنا لكن لم أره ؟ أستمر بالسير بهدوء وبحذر حتى لفت نظري باب غرفة مفتوح، هل تركت ذلك مفتوحاً ؟

متى وكيف؟ فجأة سمعت صوتاً قادماً من الطابق الثاني كان علي أن أفعلها لقد تطلب الأمر كل الشجاعة التي

أمتلكها وسكيناً سخيفاً للدور والنظر في كل أرجاء المنزل،

بدأت بالحمام دخلتها جميعها ولم أجد أحداً كانت فارغة

دخلت إلى الغرف غرفة غرفة وحتى القبو والعلية وأيضاً كلها كانت فارغة، توجهت إلى غرفتي أخيراً دخلت إلى خزانة ملابسي أيضاً كانت فارغة، لم أجد أي شيء إطلاقاً لكن ولسبب ما أشعر بشعور مريب وسيئ كان لدي مليون فكرة؟ هل سيكون من الجنون الذهاب إلى فندق للنوم هناك؟ أعني يمكن أن يكون كل هذا في رأسي لم أر حقاً أي دليل على أي شيء خاطئ أو غريب في المنزل... كان فقط مجرد باب مفتوح، ربما يجب أن أنام في الحمام حيث يمكنني إقفال الباب، لكن لا من الأفضل أن أكون آمناً في منزلي وأشعر بالأمان فيه لكي أستطيع العيش، أنا أبالغ فحسب أنا بالغة أنا لا أخاف من الظلام، عدت وفتحت كل الأبواب لكي أشجع نفسي فتحتها بالمفتاح فقط وتركتها مغلقة شكلياً، وكتبت ورقة ووضعتها على الباب كتبت فيها : "رجاء أغلق الباب بعد أن تخرج!!"

ستقولون عني مجنونة لكن ذلك الشعور بالشيء المجهول الذي أشعر به في المنزل أرغب به أن يخرج بكل احترام بعدها شعرت براحة وذهبت إلى غرفتي واستلقيت على السرير وبقيت أتصفح هاتفي للحظة شعرت بالرضا عن نفسي، فخور بعدم السماح لخوفي أن يصل إلي، لكن

بعد ذلك وأنا أتصفح الهاتف رفعت عيني عن الهاتف بنظرة خاطفة ورأيتها تجمدت من الخوف لا يزال بإمكاني رؤيتها في زاوية عيني، لم أجرؤ على النظر إليها بشكل صحيح، ربما لم تكن تعلم بأنني رأيتها ؟ ربما ستبقى هناك إذا أبقيت عيني على الهاتف، فقط أتظاهر بأنني لا أراها، هل يمكنني الاتصال بالشرطة ؟ هل يمكنني الجري من عندها ؟ ربما أنا .... قاطع تفكيري صوت المفتاح سقط على الأرض، نظرت إليه للحظة بعدها أعدت نظري بسرعة إليها لكن كانت اختفت لم تكن موجودة التفت يميناً ويساراً وأنا على حافة الموت من الخوف، ربما لا تزال هناك موجودة ؟ لحظة قد تكون هذه فرصتي للركض خارجاً، هيا اذهبي انطلقي انطلقي انطلقي، أنزلت قدمي من على السرير، لكن لحظة انتظري ارفعيهما سيتم الإمساك بي من تحت السرير، هذا خطأ مبتدئ، حسناً ماذا أفعل؟ سأتحقق من ذلك فتحت كاميرا هاتفي وأنزلت الهاتف تحت السرير وقمت بالتصوير مع الفلاش، نظرت إلى الصورة كان هناك شيء لكنه غير واضح حاولت تكبير الصورة لكن ...

رأيت يداً تخرج من أسفل الفراش معي فوق السرير لم أستوعب الأمر إلا وخرجت مكشرة في وجهي تماماً ...!!

لقد مر يوم أو يومان فقط قبل أن يتم العثور علي، لأكون صادقة أتمنى لو قتلتني بدلاً من ذلك وجدوني بأعين بيضاء وفم مفتوح باتساع مترين ووجه شاحب وأنا محاصرة بالداخل داخل الظلام، والأسوأ من ذلك أنني لست وحدي .... هنا

انتهى ...

بملامح هزيلة وجسد مرهق وأعين مليئة بالخوف والدموع وجسد يتعرق ويرتعش وقلب ينبض بقوة، أراقبه وهو يقرأ قصتي الثانية بعنوان "لست وحدي هنا"، كالطالب الذي ينتظر الأستاذ أن يخبره بدرجة اختباره خائفاً أن تكون سيئة

فينتهي مستقبله، أنا خائفة أن تكون القصة سيئة ولا تعجبه فتنتهي حياتي أو عفواً أصبع من أصابعي سأفقده، لمجرد التفكير في الأمر تحسست أصابعي ...

- "هذا ليس المستوى المطلوب"

قالها بصوته المخيف هنا أحسست بأن روحي على وشك الخروج كيف سأتحمل ألم قطع الأصبع وكيف سيكون ؟؟

- "لكن إنها جيدة لقد أعجبني الرعب المريب النفسي

الذي فيها يبدو أنك فهمتني أخيراً هذا ما أقصده الخوف لا من الشياطين أو الجن أو الوحوش أو السحرة أو الأموات الخوف من المجهول هو الذي يستحق أن يسمى رعباً، تهانينا لقد اجتزت المرحلة الثانية"

بعد كلماته شعرت بأن روحي التي كانت ستخرج قبل قليل تراجعت وعادت إلى مكانها تنفست الصعداء، ولكن فجأة شعرت بغثيان ودوار وأصبحت الرؤية ضبابية لدي حتى سقطت فاقدة الوعي من شدة التعب الجسمي والنفسي لا أعلم كيف سأقاوم لأيام أخرى ...

استيقظت هذه المرة على أصوات، فتحت عيني غير مدركة أين أنا ؟ يبدو أنني إلى الآن لم أعتد على حياتي الجديدة حياة مختطفة، بعد أن اتضحت الرؤية لدي علمت بأنني في غرفة النوم نفسها التي أصبحت غرفتي، لم أعد في المكتبة بعد أن تذكرت كيف كانت ليلة أمس المرعبة وفقدت الوعي يبدو أنه نقلني إلى هنا، نهضت من على السرير بثقل وتكاسل توجهت إلى النافذة فتحت الستائر على أمل بأنها تغيرت لكن كانت نفسها الزجاج المبطن لا أستطيع رؤية أين أنا ؟ فكرت لوهلة في عائلتي في الناس الذين يحبونني في أصدقائي ما الذي يفعلونه الآن؟ إنهم

يعيشون في جحيم الفقد المجهول عندما يختفي من تحب هكذا فجأة بدون أثر مؤلم جداً أي أحد يفضل أن يجد على الأقل جثة الشخص المفقود لكي يرتاح ويستسلم أفضل من

أن يعيش في المجهول، توجهت إلى خزانة الملابس فتحتها تفاجأت بأنه أصبح فيها الكثير من الملابس، كانت فارغة في السابق ومن عدد الملابس شعرت بالإحباط هل هذا يعني أنني سأبقى طويلاً هنا ؟ أو هذا يقتصر على مستواي في كتابة قصص الرعب، لكن هناك شيء استوقفني عندما تفحصت الملابس كانت جميعها ملابس على ذوقي المفضل هذا هو الستايل الذي أعتمده أيضاً الماركات التي أحبها أحضرها التفت إلى التسريحة التي كانت فارغة ووجدت فيها اثنين من العطور المفضلة لدي ومرطب الجسم أيضاً المفضل لدي وجل استحمام وشامبو والبلسم لكن كيف عرف كل ذلك ؟ ؟ كيف يعرف ما أحبه ؟! وضعت يدي على رأسي وجلست على حافة السرير أردت أن أفكر في ما حدث أمس والأشياء الغريبة والمرعبة التي حدثت، عندما هربت منه في لعبة القط والفأر أولاً واثقة بأنني سمعت صوت امرأة تضحك ؟ ثانياً عندما اختبأت في الغرفة

تلك الجثة المستلقية على السرير هل كانت حقيقية أم أنها من خيالي ؟؟ لم أكمل تفكيري إلا وسمعت الأصوات أنفسها التي أيقظتني من النوم اقتربت من باب الغرفة وأمسكت المقبض وأدرته لكن كان مقفلاً بالطبع، لذا ألصقت أذني على الباب أحاول أن أسترق السمع لكن الباب كان ثقيلاً لكنني استطعت أن أميز أن هناك تقريباً ثلاثة أشخاص يتحدثون هل هم مساعدوه ؟؟ هل يملك أعواناً أيضاً؟ لا أعرف في اللحظة التي أنا فيها ما زلت أضع أذني على الباب انفتح الباب تراجعت بسرعة للخلف، إذ أرى ذلك الشيطان يدخل مع قناع مبتسم وفي يده صينية قائلاً بسخرية:

- "أرى أنك تحسنت الآن لدرجة أنك تتجسسين على أصحاب المنزل بينما ليلة أمس هربت من مهامك"

- هربت ؟!! قلت باستغراب

- "نعم هربت لقد تظاهرت بأنك متعبة وفقدت الوعي تبقى لك كتابة قصة ثالثة لا تتظاهري بالجنون"

- لست ملزمة بالتبرير لقد كنت متعبة مما رأيته ومما فعلته لي ...

وضع صينية الطعام على السرير :

- "لم أفعل لك شيئاً هذه هي قوانين اللعبة، والآن أتمنى أن تأكلي طعامك بشكل جيد وترتاحي أكثر لأن في الليل وقت العمل"

- أرغب بأن أسألك سؤالاً ؟

تفضلي هاتي ما عندك"

- كيف عرفت ما أحب ؟ أقصد تلك الملابس والعطور أيضاً ؟؟ هل كنت تراقبني لأشهر ؟ أو سنوات ؟؟

اقترب مني بخطوات بطيئة تراجعت للخلف وأنا أحاول أن أخفي توتري حتى التصقت بالحائط، همس لي في أذني:

- "لا أحتاج إلى مراقبتك وتتبعك ببساطة أعرف كل شيء تحبينه من كتاباتك فقط ما فائدة القارئ إذا لم يعرف أي شيء يحبه الكاتب من كتبه وطريقة سرده للروايات والقصص ؟ "

ابتعد عني وتوجه إلى العطور الموضوعة على التسريحة والتقط أحدها :

- عطرك المفضل هو BLOOD ، لقد ذكرته عدة مرات في رواياتك وأن الشخصيات الرئيسة تستخدمه بالنظر لأن أغلب شخصياتك التي تصنعينها هي شخصيات شريرة فأنت تختارين لهم هذا العطر أكثر سواداً من الليل وأقوى من الرغبة، لقد ذكرت في روايتك "أعزائي الموتى" أن أمنية الشخصية الرئيسة أن يصنع عطراً من الجثث

سكت قليلا ثم سأل بخبث :

- "أليست هذه أمنيتك أنتِ ؟؟ في النهاية أمنيات

الشخصيات الخيالية في الروايات هي أمنيات تعود في الحقيقة إلى المؤلفين"

حاولت أن أتجنب السؤال:

- الشخصيات الخيالية تظل شخصيات خيالية على كل كاتب وقارئ أن يعرف ذلك،،

2024/11/21 · 44 مشاهدة · 1534 كلمة
نادي الروايات - 2025