14 - القصه الثانيه "الأخوات لا يشبعن"

1980م

الاختيار في القراءة أو تجاوز الصفحات ولكن اعلم في النهاية أن الفضول سيقتلك"

مرحباً اسمي "ميلا" أبلغ من العمر السابعة عشرة، أنا أعيش في مزرعتنا التي تبعد كثيراً كل البعد عن المدن وعن الناس وعن العالم المزعج، لكن هذا القرار لا يعود لنا نحن نعيش رغماً عنا هنا بسبب فقرنا الشديد، لا ليس شديداً بل تحت الشديد أنا أعيش مع عائلة مكونة من أم وثلاث شقيقات وأب هارب من المنزل منذ سنوات هرب من الفقر وتركنا نغرق به أختي الكبرى اسمها "سيلا" هي تراعينا جميعاً وتهتم بنا على أكمل وجه وتحبنا كثيراً أكثر من أمي وأبي لديها شخصية قوية وملامح جذابة وجميلة وهي تدير كل أمور المنزل، أختي الأخرى اسمها "بيلا" هي فتاة ذات شخصية حادة وعصبية جداً لكن لديها قلب رقيق أختي الثالثة اسمها "فيلا"،

فيلا لديها طابع حاد رجولي ودائماً تتصرف كالصبيان لكن هذا لا يمنع ذكاءها وهي دائماً ما تكون العقل المدبر لكل شيء، أما أمي فهي لديها أسوأ دور في هذه القصة أمي كالجثة الهامدة في المنزل دورها هي والمزهرية واحد، أو المزهرية لها دور أكثر منها، أمي هي السبب في فقرنا بنسبة سبعين بالمئة، كل المال

سیلا :

- وإذا ؟ ما علاقة هذا بدفن والدتي الآن؟

سلا

- لماذا ندفنها ؟؟ الدفن ليس آمناً سيأتي يوم ويجدها أحد المزارعين وينكشف أمرنا، وإذا أخرجناها خارج المزارع لا نستطيع نحن لا نملك سيارة كيف يمكننا أن نحملها أمام الناس ونسير بها ؟ ... لا يوجد إلا خيار واحد

- ما هو ؟؟

- هو أن نقوم بتقطيعها قطعة قطعة ونطبخ لحمها ونأكله .....

سيلا بصدمة :

- هل أنت مجنونة ؟؟

قفزت فيلا من مكانها بحماس

- لا ليست مجنونة إنها محقة إذا لم نفعل ذلك فسنموت جوعاً ....

شعرت سيلا بأنه لم يكن لديها خيار آخر لذا؛ شاركتهما في القرار، أما عني أنا فكنت أراقب بصمت مصدومة مفزوعة، أحضر أخواتي الثلاث المعدات وسحبن جسد أمي المحترق إلى الفناء الخلفي وكأن لديهن أضحية، بدأن بتقطيعها بكل عشوائي وهستيري وهن مستمتعات ويضحكن ويرددن أخيراً تخلصنا منها شقت بيلا معدة أمي وأخرجت أحشاءها وهي تقول:

الذي ندخره أو نحصله من الناس الذين يتعاطفون معنا ويتبرعون لنا تأخذه أمي وتشتري به جميع أنواع المخدرات والكحول، أصبحت كالجثة المتحركة لا تفعل شيئاً سوى شتمنا وتضع جميع عقدها وأمراضها النفسية علينا، أخواتي لم يلتحقن بالمدرسة بسبب وضعنا المادي وحتى إثباتات هوية ليس لدينا، إلا أنا استطاعت شقيقتي بيلا بطريقتها وبسبب أنها الوصية علينا أن تحصل على الأموال التي لا أعلم من أين تحضرها وقامت بتسجيلي في المدرسة بهوية مؤقتة وفي مدرسة خاصة كل شيء يمشي بالمال الدراسة والشهادات ولن يسألوا من أنا؟ تغيرت حياتي جذرياً من

هذا اليوم كان قد اشتد الفقر علينا وكنا نبقى أسبوعاً كاملاً دون طعام كانت أمي تستمر بضرب بيلا وسيلا تريد أن تدبرا لها المال ولكن في تلك الليلة اختلف كل شيء، فيلا قالت لأمي بأنها ستحضر لها المشروب التي تريده تحمست أمي وأخبرتها بأنها ستنتظرها وإن لم تعد فستحرق المنزل والمزرعة علينا، غابت فيلا عن المنزل لمدة ثلاث ساعات ثم عادت وهي تحمل مشروب أمي استغربنا جميعاً من

أين أحضرته؟ وخمنا أنها على الأغلب سرقته، تناولت أمي المشروب بسرعة كبيرة وظننا أن كل شيء انتهى، وفعلاً هو انتهى بالنسبة لأمي فجأة أمي صرخت صرخات بصرخات متكررة وقوية صرخات ألم سقطت أمي على الأرض وهي تزحف وتتألم وتلتوي على نفسها وتكرر بدموع

هذا يحرق، إنه يؤلم ....

كنا نرى أن الدخان يخرج من جسد أمي وفمها بدأ يتمزق ويذوب، جلدها كان يتأكل وحده في منظر مرعب!!

نظرنا إلى فيلا لكنها تظاهرت بالغباء ونحن أيضاً تظاهرنا بالغباء، وجميعنا نعلم بأنها وضعت في الشراب مادة اسمها أكسيد حارق، وهي مثل الأسيد تحرق كل شيء تلمسه، نجحت فيلا في جعل أمي تحترق داخلياً ماتت أمي بسرعة في تلك الليلة، ثم دون تفكير اتفق أخواتي أن يقمن بدفنها بالطبع وأي أحد يسألنا عنها سنقول إنها هربت كوالدي، وأساساً لا أحد يسأل عنا، لكن بيلا كان لها رأي آخر وقالت بكل شفافية وصراحة

- هل أنتن مستوعبات أننا سنموت جوعاً؟ نحن لم نأكل من أسبوع وسيمر الأسبوع الآخر وبعده الثالث حتى نموت هنا ونتعفن دون أن يعرف عنا أحد ....

- لا نفع منها إنها مليئة بالمخدرات والكحول، سنعتمد على الأجزاء الصالحة وليست الطالحة،،

- وما هي الأجزاء الصالحة؟ سألت سيلا

- إنها اليدان والقلب والكليتان كل ذلك من الممكن أن يكون صالحاً ...

أخرجت فيلا يدها من باطن جسد أمي وهي ممسكة بالكبد :

- انظري إنه محترق تماماً لقد أفسدت أغلب أعضائها !!؟

نظرت سيلا وبيلا إليها :

- هذا يعني أن هذا اعتراف أنت من قتلتها

فيلا بلا مبالاة

- لا يهم الأهم أننا سنأكل ....

انتهين من استئصال وسرقة أعضاء وجسد أمي وقمن بطبخها، لا أستطيع أن أشرح لكم عن الرائحة كانت رائحتها جميلة غير مسبوقة أبداً، لكن رغم ذلك ركضت إلى الحمام وقمت بإخراج كل ما في معدتي تقززاً أسمع أصواتهن

ينا دينني أن أشاركهن في الوجبة لكنني أقفلت على نفسي باب الغرفة ورفضت، قلن لي إذا لم آكل فسأموت لكنني استمررت بالرفض بشدة، لقد واجهت كوابيس في تلك الليلة، كوابيس لا أنساها أبداً، لكن بعد مقتل أمي وأكلها، كانت المرة الأولى كنت أظن أنها ستكون الأخيرة ولن يكررن فعلتهن لكن لم يحدث ذلك لقد استيقظت في يوم بعد حادثة أمي بشهر واحد فقط، استيقظت على أصوات صراخ قادمة من باطن المنزل ارتعبت كثيراً كان الصوت يعود إلى رجل، خرجت من غرفتي علمت بأن الصراخ يأتي من صالة المعيشة كانت مغلقة وكنت أسمع صوت الرجل يصرخ، فتحت الباب لكنه لم يفتح لذا؛ أنزلت رأسي ونظرت في فتحة الباب حتى أستطيع رؤية ما يحدث وكان هذا المشهد المروع أمامي:

كان شاباً تقريبا في عمر الخامسة والعشرين لا يرتدي أي شيء، دون ملابس يعتصر ألماً على الأرض يحترق من الداخل مثل والدتي وسيلا وبيلا وفيلا يقفن حوله ويدرن ويضحكن، وهو يعتصر ألماً ويبكي ويصرخ حتى بعد دقيقتين مات الشاب محترقاً من الداخل انقضت عليه الثلاث كما ينقض الأسد على فريسته وبدأن بتقطيعه إلى

أشلاء والدماء تتناثر في كل أرجاء المكان كانت سيلا الأكثر هوساً بهذا الموضوع إذ كانت تشم رائحة لحم الجثة

وهي مستمتعة وتقوم بالطبخ وهي سعيدة، كانت هذه استراتيجيتهن خلال كل السنوات بيلا بجمالها تجذب الرجال إلى منزلنا ثم تناولهم المشروب الذي وضعت فيه فيلا سمها السحري ويشربونه بعدها يحترقون دون أن يستطيعوا مقاومتهن أصبحن أيضاً مع الضحايا يأخذن أموالهم وسياراتهم وساعاتهم وكل شيء، لدرجة أصبحنا أثرياء، لكن طوال هذه السنوات أنا لم أتذوق حتى قطعة واحدة من لحوم البشر، لكن كنت أخاف أن أفقدهن كنت أخاف أن أقوم بالتبليغ عليهن لأنني لا أستطيع أن أعيش بدونهن، إنهن يحببنني لقد فعلن المستحيل لأعيش بشكل طبيعي وأقصد بالمدرسة وشراء الأشياء التي أتمناها لي وغيرها،

أحياناً أشعر بأنني أرغب بشدة أن أتناول معهن لكن لا أستطيع في نهاية الأمر، في يوم تخرجي من المدرسة وكنت سعيدة جداً لأنني سأنتقل إلى مدينة أخرى من أجل الجامعة وبالفعل قدمت لى شقيقاتي أغلى وأجمل

الهدايا وأيضاً أدخلنني في أرقى الجامعات واشترين لي أجمل شقة، ذهبت إلى المدينة ودرست سنتين في الجامعة ثم أخذت إجازة صيفية قررت أن أذهب إليهن وأقضي هذه الإجازة معهن بحكم أنني لم أستطع التواصل معهن من ثمانية أشهر تقريباً، وبالفعل حجزت تذكرة وعدت إلى قريتنا دخلت إلى المزرعة كانت هادئة جداً وكنت سأدخل إلى المنزل لكن سمعت صوتاً غريباً خلف المنزل خلف الفناء توجهت إلى هناك بخطوات خائفة فتحت باب الفناء أصدر صريراً مزعجاً والشيء الذي رأيته تمنيت أنني لم أره تمنيت أنني لا أعود هنا كنت أظن أن شقيقاتي لن يتمادين أكثر من ذلك لكن فعلن:

"رأيت شقيقاتي الثلاث يقيدن ثلاثة أشخاص وكن يأكلن لحمهم وهم أحياء بدون أن يقمن بقتلهم، بدون أن يقمن بطبخهم بدون أي مقدمات لم أتحمل هذا الأمر عندما

علمت بأنهن تحولن إلى وحوش مفترسة أكلي لحوم بشر بشكل عشوائي لقد التهمن ما يقارب ثمانين شخصاً ما بين الرجال والنساء والأطفال حتى حسناً هل تظنون أنني قمت

بالتبليغ عنهن ؟؟ لا بالطبع لقد خدعتهن بطريقة ذكية أن يدخلن معي إلى القبو وقمت بحبسهن هناك، كن يصرخن كالوحوش الهائجة التي تريد الخروج، أحياناً كنت أسمع أصواتهن وهن يقمن باستعطافي لكن كان ذلك مرعباً، أصبحت وظيفتي هي يومياً أن أحضر لهن ضحية واحدة فقط حتى لا يمتن، أقوم باستدراج أي شخص وأجعله يدخل عليهن وأغلق الباب من خلفه بعدها أسمع صراخه لمدة دقيقة ويعم الهدوء ...

كنت أظن أن شقيقاتي يشعرن بالجوع لذلك قتلن أمي وقمن بأكلها لكي يشبعن مرة واحدة ويتخلصن من جثتها بشكل مثالي، كنت أظن أنه بعدها كل شيء سينتهي لكن لم أكن أعلم بأن كل شيء سيبدأ من هنا، كنت أظن أنهن بعد ضحية أو ضحيتين لكي يشبعن من الجوع ويحصلن على الأموال من السرقة أنهن سيتوقفن لكن لم يفعلن ذلك، كنت أظن أنه سيأتي يوم وسيشبعن من كل ذلك ويشعرن بالملل ولكن لم أظن أن الأمر سيصبح إدماناً فكرت ما الذي أفعله؟

كيف يمكنني أيضاً أن أكسب المال؟ وأنا لم أكمل دراستي الجامعية لأنني قررت أن أرعى أخواتي الوحوش وأقوم بإطعامهن والسيطرة عليهن حتى لا أفقدهن

ويتم الإمساك بهن خطرت على بالي فكرة جميلة: أنا أجيد الطبخ ونحن في منطقة سفر يعني أن الكثير من الزبائن المسافرين سيشترون من عندي إذا فتحت مطعماً للوجبات السريعة ولن يركز علي أحد لأنهم مسافرون، يمكنني أن أحصل على المال والزبائن والضحية من أجل أخواتي في آن واحد، وأيضاً يمكنني أن أطهو لحوم الضحايا المتبقية للزبائن إن لحم الإنسان لحم إدماني هذا يعني أننا سنكتسب

زبائن كثيرين وبالفعل افتتحت المطعم في مزرعتنا وقمت بتعليق لوحة باسم المطعم

"هنا لحم إدماني وسر المكونات وسر الوصفة التي لا أحد ينافسها، أهلاً بكم في مطعم "الأخوات لا يشبعن""

.. انتهت ...

2024/11/23 · 62 مشاهدة · 1506 كلمة
نادي الروايات - 2025